{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ثورة .. على جسد إمرأة .. !!
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #1
ثورة .. على جسد إمرأة .. !!
هذه قصّة قصيرة من كتاباتي .. ترددت كثيراً قبل نشرها هنا .. لكنّني رأيتها مناسبة لمنتدى يحوي هذا الكم من التعدديّة الفكريّة .. أما لماذا .. !! .. فيمكنكم أن تعرفوا بعد القراءة .. !!


تلك هي فتاتي .. تذوب قطرات الدمع بين أناملها .. ويختنق صراخها في جوف حلقها .. تحدّق إليّ بعينيها المتفجّرتين حمرة .. وهي تحاول اغتصاب الألم داخلها .. تتمتم بصوت مخنوق .. : هنيئاً لك الثورة ..
تركتها .. وجسدها العاري .. وجريت بعيداً دون أن ألتفت صوبها..

قالوا إني ولدت في هتي القرية .. وأن "صراخي" يوم مولدي لم يشهد له مثيل .. حتى أن زوجات أبي الثلاث .. هممن يداعبنني في ظاهرة أولى من نوعها .. فكان بكائي أوّل "وربّما آخر" ما جمعهنّ في هذه الدنيا ..
أكلتني السنون هنا .. فكبرت مع سنابل القمح .. ولم أخبر من ملكوت الدنيا سواها .. وسوى ثمرات الزيتون .. وفزّاعة حقلنا بعينها المثقوبة ..
أعرف رجال القرية كما أعرف حبّات الزيتون في حقلنا .. أما نساءها .. فأحفظ بعض أسمائهنّ من أحاديث أمي: سميرة تزوّجت أحمد .. وطلال تزوّج خديجة .. وأميرة أنجبت فطيمة ..
أدمنت الجلوس على غصن شجرة الزيتون الكبيرة كلّ صباح .. لمراقبة فتاتي الريفيّة من بعيد وهي تطغم خراف أبيها .. تلك كانت عادة سريّة من جملة العادات السريّة التي كنت أمارسها ..
أما فتاتي .. فأنا متأكّد من أنها تشغر بوجودي .. فتختلس النظر خفية .. وتتجنّب الالتفات نحو الشجرة .. وتشغل نفسها بأي شيء .. أظن أني أشكّل بالنسبة لها .. عادة سريّة أيضاً ..

- أتحب عينيها .. !!؟؟
- لا
- شفتيها .. !!؟؟
- لا
- ثدييها !!؟؟
- أتظنها بقرة من بقرات حقلكم .. !!؟؟
- ماذا تعشق منها إذاً .. !!؟؟
- أعشق خمرة دمها يا أحمق .. !!

هتي الطبيعة .. هي التي تخبّئ أسرار الوجود .. والعاشق منّا .. هو الذي يجد تلك الأسرار ويعرف كيف يهتدي إليها ..
العاشق يرى الأشياء بعين مختلقة .. قد يرى "محبوبتة" بظلّ تلك الشجرة .. وقد يراها بالتربة التي تؤويها .. أو بقطرات الندى التي تسيل على وريقاتها .. أو ربّما بالأزهار البيضاء التي لم تكتمل بعد .. !!
هو العشق .. عصارة كلّ شيء موجود .. إنّة سيل من النبضات تجناحني .. عندما تنبسط الحياة في مرأى عينيّ .. وتترنح السعادة هناك بعيداً .. بثوب ملاك أبيض .. قبل أن تذوب اللحظات .. وتبعث أجسادنا من جديد .. بأرواح جديدة ..

- هل تذوقت طعم شفتيها .. !!؟؟
- سأفعلها إن مات سكان القرية كلّهم ..
- وهل ستحرق القرية .. لتقبّلها .. !!؟؟
- حين سأتزوّجها .. سأقبّلها .. رغماً عن أنف القرية بكاملها ..
- رجل .. !!
- العفّة يا صاحبي .. هي ما يؤجّل "الرجولة" لما بعد الزواح ..
- العفّة .. !!؟؟ .. ظننتها العادة !!
- أفخر إن كانت العفّة عادة .. والعادة عفّة ..
- ما تسمّونة عفّة .. هو ما يخنق الزهور في أوانيها .. يغتال عبق الياسمين من منابعة .. انّكم تقتلون براءة اللقاء .. براءة النظرات .. تغتصبون الجمال والصبا .. وتدفنون لذّة الهيام .. أي فراشات ستنمو في الصحارى ..!!؟؟ .. أظنّها فراشات ستمصي حياتها تشتهي الزهور .. !!
- جميل أن تزيّن "الشهوات" و "الملذّات" بأثواب باهية .. واهية .. هي خمرة الخراب فأبعدها عني .. إني لأكره الخمر ..
- العفّة هي خمرة الروح .. لا بلاء الجسد .. فهل نسيت خمرة الدم التي ادعيت أنّك استخلصتها .. !!؟؟
- هي الخمرة التي لن أصحو منها أبداً .. !
- أنت ثمل بخمرة لما تحتس منها قطرة ..
- لا يا عزيزي .. هي خمرة الحب العذري .. الحب الذي تختلط فيه الأرواح دون أن تتلافى الأجساد .. وتسمو فيه النفوس عن مستنقع الملذّات الدنيوية ..
- التماثيل والآلهة والسماء والقمر .. تُعشق دون أن تُلمس .. أما المرأة فليست تمثالاً .. وليست إلهاً .. المرأة وردة برائحة .. المرأة روح تكوّرت بجسد .. وروح المرأة عيناها .. عبق نفسها .. نعومة خدّيها .. لذّة شفتيها .. !
- حينها ستتمزّق البكارة العذريّة .. للعشق ..
- لا يا عزيزي .. الحب العذري .. هو الحب الأول .. هو الحب الذي لا يميّز بين جسد وروح .. يصبح فيه الحبيبان كلاً واحداًً .. جسداً واحداً بروح واحدة .. الحب العذري هو روح وجسد .. وبراءة أطفال ..
- آه يا رأسي .. أصمت .. رجاءً ..
- في هتي الدنيا لا صواب ولا خطأ .. إنما هناك طرق وسراديب .. وعلى الإنسان أن يختار طريقه ..

حين تتسلل روح الثورة على جسد يافع .. يعود ليصرخ صرخة البعث مرّة أخرى .. وليخلقَ الحياة من جديد ..
هي صرخة مراهقة .. ملّت رائحة الزيتون وبيادر القمح .. سئمت الرجال والنساء والطبيعة والطيور .. هي أميرة العشق .. تبحث عن ذا الذي قبّلها .. قبلة العمر .. ذات يوم ..
فوداعاً .. لحياة .. غبيّة .. كانت صدى لصرخة ضعيفة . سوى أنها جمعت زوجات أبي الثلاث .. !!

جريت نحوها .. مسكتها من ذراعيها .. ثم حدّقت نحو عينيها .. تلك كانت المرّة الأولى التي أشعر فيها بالعشق أمسى امرأة .. يحيطني .. يحتضنني .. يشنق الوجود واللحظات .. ويعدم الذكريات الأفكار .. ينبع من هتي العينين ويجري ليعبر الأرواح ..
قالت لي بصوت مخنوق : ستكون نهايتنا لو رآنا أحد ..
أغمضتُ عينيّ بقوّة .. علّني أتذكّر لغة الكلام .. ثم همست بأذنها : اليوم سنثور .. أنا وأنت سنبعث الحياة من جديد ..
فتحت عينيّ .. فرأيت نظراتها تنسكب على وجهي .. ثم رأيت دمعة تولد حديثاً ..
أكملت قائلاً : مع هته الدمعة سينبثق الوجود برؤية جديدة .. جسدك أنعم من أن يحتمل أثقالاً بأوران العبرات ..
مددت يدي ومسحتها بطرف إصبعي .. فأسندت رأسها على كتفي .. حتى شعرت بجسدها يذوب بين جوانحي ..
أي حياة أفنيتها على غصن شجرة .. !!؟؟ .. أي عمر أمضيته أترنّم بأصوات الأبقار والأغنام .. !!؟؟ .. هو العشق قد انبثق بزيّ جديد .. حدود عشقي لم تعد حدود الطبيعة .. حدود عشقي لن تتعدى حدود جسد حبيبتي ..
أمسكت خدّيها .. ثم أطبقت شفتيّ على شفتيها .. عصرت شفتيها .. بكلّ ما أملك من قوّة ..
يا لها من ثورة لذيذة .. لم أكن أتصور أن في الدنيا ما هو ألذّ من لحم "الغنم" ..
شعرت بيديّ تجول جسدها .. تتسلل نحو خصرها .. تطبق عليه .. تعصره عصراً .. ثم تمسك ثوبها .. وتمزّقه .. إرباً .. إربا ..

- رأسي يكاد ينفجر .. أفكارك الغبيّة هي من جعلني أغتصبها .. أي ثورة هي بدأتها باغتصاب فتاتي!!؟؟
- هي ثورة من لم يمارس الصواب يوماً .. فهنيئاً لك الثورة .. !!



خوليو
12-04-2005, 08:57 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #2
ثورة .. على جسد إمرأة .. !!
أعجبني نصك.. بدايته جذابه.. نهايته صعبة.. ولم أفهم لم تصر على "هتي" بدلاً عن "هذه" :)

وتذكرت مقطعا شعريا لا احفظه ولكني احتفظ به.. لشاعرة يمنية اسمها ابتسام المتوكل أهديه لك بهذه المناسبة الغراء :cool:
لست امرأة كل ليلة

هم لم ينتهكوا البياض العارم أمامي
البياض يستفز غريزتي كل ليل
لأحقاد فاضحة
البياض يتحداني
و لا أجرؤ أن أواعده
في عتمة مجاورة
البياض الغريب
حذرتني أمي من مخالطته
ومن نسيانه
البياض كففت عن التفكير به
فتآمرت معه
ضدنا
البياض لم يعد له ضدُّ كافٍ
ليعبر عن رغبتي في التواطؤ
بهلوسات ملونة
كنت أحاول أن
أزرّر فقاعاتِها
الـ
بـ
يـ
ا
ض

أتلصصُ
واستمرئ هذه الحالة
متيقنة من أنني
اخضع لابتزاز غير معلنٍ
يمنعني
من إفشاء هذياناتي الليلية
وخدري المائلِ
لاتخاذ هيئة الحمى
أو
الشبق :

لست امرأة كلّ ليلة
فهل
هم
رجال
بما يكفي ؟


تحياتي خوليو .. استمر معنا (f)
12-05-2005, 02:51 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
داليا غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 305
الانضمام: May 2005
مشاركة: #3
ثورة .. على جسد إمرأة .. !!
عزيزي
أعجبتني القصة .. فهي صرخة أزلية ننادي بها ..
كيف أن نكسر الضوء
كيف لنا أن نخرج للحياة
أتمنى أن ارى دائما .. قصصك هنا
دمت متوهجا بندى الحرف
12-05-2005, 10:32 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #4
ثورة .. على جسد إمرأة .. !!
مرحباً ..Arabia Felix ..

اقتباس:ولم أفهم لم تصر على "هتي" بدلاً عن "هذه"

هذا الإنتقاد يُوجّه لي دوماً من كلّ قارئ لكتاباتي .. ودائماً أجيب بأنّ "ته" .. اسم إشارة مثله مثل "ذه" .. ولما أختار الثانية ولا أختار الأولى .. !!
لكن إن أردت الصراحة .. فالسبب يتعلّق أوّلا وأخيراً بالحس اللغوي الذي أدّعي امتلاكه .. فأنا أشعر أن حرف "التاء" يناسب الأنوثه كثيراً .. أشعر بارتباطه كثيراً بالكينونة الأنثى "في اللغة العربيّة طبعاً" .. ولولا ذلك لما وجدت مثلاً "تاء التأنيث" .. والتاء المربوطة كعناصر أنثويّه .. (أحدهما للأفعال .. والأخرى للأسماء) ..
ولما لا تكون الثالثة للإشارة .. !!

بالنسبة لنص الشاعرة اليمنيّة فهو فعلاً مميّز وجميل ..


شكرا لكلماتك اللطيفة ..


داليا ..
أخاف يا داليا أن تكون صرخة أبديّة أيضاً ..
على كلّ ..
كثير منّا ..
يخرج للحياة من بوّابتها الخلفيّة ..

وهنا أرى مشكلة ..

خوليو
12-07-2005, 09:53 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ناديا غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 76
الانضمام: Nov 2005
مشاركة: #5
ثورة .. على جسد إمرأة .. !!

- أعشق خمرة دمها يا أحمق .. !!

- العفّة هي خمرة الروح .. لا بلاء الجسد .. فهل نسيت خمرة الدم التي ادعيت أنّك استخلصتها .. !!؟؟
- هي الخمرة التي لن أصحو منها أبداً .. !
- أنت ثمل بخمرة لما تحتس منها قطرة ..

- التماثيل والآلهة والسماء والقمر .. تُعشق دون أن تُلمس .. أما المرأة فليست تمثالاً .. وليست إلهاً .. المرأة وردة برائحة .. المرأة روح تكوّرت بجسد .. وروح المرأة عيناها .. عبق نفسها .. نعومة خدّيها .. لذّة شفتيها .. !
- حينها ستتمزّق البكارة العذريّة .. للعشق ..
- لا يا عزيزي .. الحب العذري .. هو الحب الأول .. هو الحب الذي لا يميّز بين جسد وروح .. يصبح فيه الحبيبان كلاً واحداًً .. جسداً واحداً بروح واحدة .. الحب العذري هو روح وجسد .. وبراءة أطفال ..

حين تتسلل روح الثورة على جسد يافع .. يعود ليصرخ صرخة البعث مرّة أخرى .. وليخلقَ الحياة من جديد ..

جريت نحوها .. مسكتها من ذراعيها .. ثم حدّقت نحو عينيها .. تلك كانت المرّة الأولى التي أشعر فيها بالعشق أمسى امرأة .. يحيطني .. يحتضنني .. يشنق الوجود واللحظات .. ويعدم الذكريات الأفكار .. ينبع من هتي العينين ويجري ليعبر الأرواح ..

أكملت قائلاً : مع هته الدمعة سينبثق الوجود برؤية جديدة .. جسدك أنعم من أن يحتمل أثقالاً بأوران العبرات ..
..
أي حياة أفنيتها على غصن شجرة .. !!؟؟
حدود عشقي لم تعد حدود الطبيعة .. حدود عشقي لن تتعدى حدود جسد حبيبتي ..

- هي ثورة من لم يمارس الصواب يوماً .. فهنيئاً لك الثورة .. !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نعم هي كذلك
ثورة الجياع
الباحثين في الفضاء عن كوكب الأرض وهم سكانه
:97:
هنيئاً لك خوليو.. نصك رائع لا يحتمل التعليق
فهو قصة كل منا.. بشكل ما
شئنا ذلك أم أبينا
12-08-2005, 01:23 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ثورة على الزمن داليا 8 1,538 06-25-2006, 02:48 PM
آخر رد: داليا
  إمرأة حتى العِضام (شعر مترجم) هادم الاباطيل 1 549 03-07-2006, 12:30 AM
آخر رد: هادم الاباطيل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS