السلام لجميعكم..
الزميل دار قطني.. بعد التحيّة..
اقتباس:مشكلتي الوحيدة هي ما علاقة عيسى عليه السلام بنسب يوسف هذا إذا لم يكن هو أبوه؟
هو أباه فعلاً كناحية مستندات وأوراق..
هو أباه بالتبني والكفالة له ولأمه مريم (زوجته)..
هو أباه فعلا من وجهة نظر اليهود..
بل هو أباه فعلاً بحكم قواعد النسب اليهودي التي تنسب الرجل المتزوج (يوسف) إلى اسم حماه (والد زوجته)..
عموماً لقد أتيت بالمداخلة القديمة من أحد المواقع الأخرى.. ستفهم منها ملابسات الأحداث..
اقتباس:العذراء مريم، كانت "نذراً" للهيكل اليهودي بالكامل ( مثل الراهبة فى المسيحية ) بل إن حياتها بالكامل كانت فيه.. ومهمتها هى خدمة هذا المكان الذى يعد بالنسبة لها: "بيت الله"
الطقس اليهودي لا يسمح للفتاة "نذر الهيكل" عند وصولها سن البلوغ بالاقامة فى الهيكل نفسه، لأنه يعتبر الحيض نجاسة.. لذا كان يجب أن يتولى شخص صالح رعايتها وأن تقيم عنده.. وبالطبع لا يمكن أن تقيم عند شخص بدون رابط شرعى يسمح بتواجدها فى بيته.. الشرع اليهودي فى هذه الحالة يقيم زواجاً وثائقياً (شكلياً) بين: "نذر الهيكل" وبين: "المتعهد برعايتها".
لذا تم الزواج وثائقياً بين العذراء و يوسف النجار فعلاًً، وهو إجراء يهودى متبع لرد الشبهة ويتيح تحليلاً للفتاه لكى تقيم فى منزل المتعهد برعايتها فى مسكنه.. لكن لم يتم الزواج بمعناه الطبيعي..
سنجد فى الترجمات العربية، يتم وصف يوسف النجار بأنه رجلها أو زوجها أو خطيبها..
الكلمة الأصلية فى اليونانية هى "أن-هر / أنهر" وهى تصف حالة لا يوجد مرادف لها فى العربية بلفظة واحدة.. هذه الحالة يمكننا أن نجدها حاليا تحت مسمى: "كتب كتاب بدون دخلة" فى المفهوم الاسلامى.. وبما أنه لاتوجد لفظة عربية تعبر عن "كتب كتاب بدون دخلة" فى كلمة واحدة.. حاول المترجم أن يعطى المعنى حسب السياق..
فنجدها مرة زوجها (وهذا للدلالة على التوثيق)
ونجدها مرة خطيبها (وهذا للدلالة على الرعاية بدون اباحة اللقاء)
ونجدها مرة رجلها (وهذا لأنه بالفعل رجلها فى كل الأوضاع)
ما أريد قوله أن السيدة العذراء مريم لم ينظر لها اليهود أي نظرة مريبة، لأنها من وجهة نظرهم متزوجة (قانوناً) من يوسف النجار ومن المحتمل أن تنجب.. ولو لم تكن متزوجة، لتم الحكم بأن هذه الولادة نتيجة زنا وأن المسيح ابن سفاح.. لكن وجود العقد الوثائقى (كتب الكتاب) جعلهم ينظرون لهذا الوضع على انه شئ مكروه ولكنه مباح شرعاً.. لذا إعتقد اليهود أن "يوسف النجار" هو والد المسيح شرعياً دون مشكلة أو شبهة..
سنجد في الإنجيل، آيات كثيرة وردت على لسان اليهود توضّح أنهم يظنون "يوسف النجار" أباً شرعياً طبيعياً ليسوع المسيح.
ففي إنجيل لوقا، سنجد إعجاب بحكمته، وإستغراب أن يخرج هذا من "ابن يوسف":
"وكان الجميع يشهدون له، ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه، ويقولون أليس هذا ابن يوسف"
وفي إنجيل يوحنا، نرى أحدهم يخبر صديقه أن المسيح جاء أخيراً، ويضع بعض الدلالات والمواصفات على من هو هذا المسيح المنتظر مثل إسمه، واسم ابيه، وبلده:
"فيلبس وجد نثنائيل، وقال له، وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء، يسوع، ابن يوسف، الذي من الناصرة"
أيضاً في إنجيل متى، سنجد ما يفيد نظرة إستنكارية للمسيح. "كيف يصنع "ابن النجار" هذه العجائب؟ أليس هو فلان إبن فلان وأخوته كيت وكيت؟ من أين اتي بكل هذا؟"
"ولما جاء الى وطنه، كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا وقالوا: من اين لهذا هذه الحكمة والقوات. اليس هذا ابن النجار، اليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا. اوليست اخواته جميعهن عندنا، فمن اين لهذا هذه كلها"
وأخيراً، فأعتقد أن هذه واضحة:
"ولما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة، وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي"
فالإنجيلى لوقا، يذكر صراحة أن المجتمع "يظن" أنه ابن يوسف..
إذن، فالخلاصة المستفادة من كل ما سبق، أن العذراء مريم كانت متزوجة من يوسف النجّار بما نسميه "كتب كتاب بدون دخلة"، وقد تم هذا الـ"كتاب"، لأنها لابد أن تسكن في مكان غير الهيكل اليهودي، لأنها نضجت ووصلت سنّ البلوغ ولا يسمح لها بالبقاء بالهيكل، والمجتمع اليهودي كان لا يرى أيّة أشياء غير طبيعية في ولادة يسوع..
هناك أمر أراك تلمّح له.. سأمر عليه لحسم هذا النقاش..
أراك ترمي أن الإنجيلي "متى"
قد لا يكون عالماً بالولادة المعجزية وبأنه قصد كون "يوسف" هو أبو يسوع لا بحكم ما ذكرنا.. بل أباه بمعنى "والده الطبيعي"
عفواً.. هذا التلميح لا مجال له على الإطلاق.. فمجرد الإكمال لإنجيل "متى" سنجد هذا التعبير الصريح بعده بعدّة أسطر:
"
اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا: لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف، قبل ان يجتمعا وُجدت حبلى من الروح القدس" (مت 1 : 18)
إذن لا مجال لهذا الإفتراض لمن يقرأ بضعة سطور لاحقة..
سلسلة النسب عن طريق متى بالأساس، لا يفهم منها أن يسوع هو من صلب يوسف النجّار أساساً:
"
ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يدعى المسيح" (مت 1 : 16)
فسلسلة النسب تنتهي بيوسف واصفة إياه بأنه "رجل مريم" (أن-هر / كاتب الكتاب الذي لم يدخل) رجل مريم التي وُلد منها المسيح (تقرأ "وُلد" بضم الواو (مبنية للمجهول) وليست "وَلد" بفتح الواو)
وما أحسب ذكر هذه السلسلة إلا للتعريف بالشخصية المتحدّث عنها (يسوع) بحسب ما يعرفه اليهود المخاطبين بهذا الإنجيل..
أي أنه يقول فلان بن فلان بن فلان نهاية بيوسف الذي تعرفونه كأب ليسوع الذي سنتكلم عنه.. أما ولادة يسوع الحقيقية فكانت هكذا كيت وكيت وكيت..
وعلى الرغم من عدم أهمية هذا النسب قياساً بالنسب المذكور في إنجيل لوقا والذي يرّد يسوع لصلب العذراء مريم مباشرة.. إلا أنه هام جداً لإثبات أن الكفيل أيضاً من نسل داود.. أي أن يسوع ينحدر من سلالة داود جسداً وكفالة..
لنعد لحديثنا الجانبي المشخصن لعله يرسى دعائم الحوار في هذه الساحة الخربة..
اقتباس:أليس يطعن المسيحيون في ديننا ولهم قنوات خاصة لهذا الشأن أم لا؟؟
ألا يطعن إخوتك المسيحيون هنا في المنتدى في ديننا أم لا؟؟
أنا ما قلت أنت تطعن ولكن زملاءك فعلوا وخلصوا ولو كان لا يعجبك ذاك الفعل لأنكرت عليهم..
قنوات خاصة؟؟
وما شأني أنا نحن يا معمم الإساءة؟؟ هل وجدتني ممولها هناك، آتياً للتظاهر بالوداعة هنا !!
لكل مقام مقال يا زميل.. فإحترس من أن تشحن بـ "القنوات الخاصة" وتأتي لتفرّغ شحنتك في المحاور المسيحي عموماً..
ثم ما المشكلة أن يطعن المسيحيون في الإسلام أو العكس؟ هذه بديهيات أساسها كفري بكتابك وكفرك بكتابي..
العبرة بأسلوب هذا الطعن هل هو موضوعي أم "شللي غوغائي همجي"
ثم دعك منا تماماً.. نحن قوم كفّار لا دين لنا ولا أخلاق (هكذا بكل تعميم)
أين أنت منا.. أين إسلامك الذي أنت تمثّله ههنا أمام الحشد..
أين "أنصر أخاك ظالما بكف الظلم عنه" يا متفيهق علوم الحديث !!
يا أخي كن خلوقاً لنفسك على الأقل وليس من أجل الحوار !!
أما بالنسبة للسطر الأخير من الإقتباس السابق، فأنت لا تعلمني.. هناك مسلمين آخرين أصحاب باع وتجارب معي.. فسلهم عني..
أنا تركت الإشراف يا زميل لأني لم أستطع أن آخذ للمسلمين حقوقهم في موقف ما.. فلا تقولبني في إطار جماعي معمم مسيء أنتجته ظنونك.. أنت تظلمني بظنونك وبعض الظن إثم..
للمرة الأخيرة في هذا الحديث الجانبي الدابك خارج الحلبة..
ليس لي شأن بك أو بغيرك.. فمن يزرع أشواكاً هو نفس الشوك أيضاً سوف يجني..
مداخلتي الأولى هي مجرّد رد: "لماذا يهملون الموضوع" فلا تستاء لماذا أهملنا الموضوع إن كنت لم تبدأ بموضوعاً محترماً.. بل تشجّع جوقة البنيان المرصوص قائلاً:
[quote]
الدارقطني كتب/كتبت
[SIZE=5]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه..
أما بعد فأشكر الإخوة الأكارم على إثرائهم للموضوع، ولكم عجبت من الزملاء المسيحيين حيث سافرت وعدت ولا إجابة ولا رد على الموضوع!!
إن شاء الله المانع خير...:D
لكم يضحك العقلاء على مفهوم البعض لكلمة "إثراء"..
إثراء يا دار قطني؟؟ قليل من المنطقية يا رجل فلم أجد إلا تهليلاً وتصفيقاً من عيّنة "جزاك الله خيراً أخي الكريم" التي ساهمت بشكل كبير في غباء العقل العربي عموماً والإسلامي خصوصاً فوصلنا لهذا الوضع المزرى..
الفاضل العزيز الشيخ الصفي.. (f)
منذ فترة طويلة لم نلتقي يا رفيق.. كم إشتقت لحواراتنا الماضية وأسلوبك الذي تتفرّد به..
سأعود للتعليق على مداخلتكم الكريمة فور شراء "كيس الجوافة" القديم..
رفقاً إنتظرونا..
إحترامي..