اقتباس: ابن العرب كتب/كتبت
عزيزي "داعية السلام مع الله"،
اقتباس:( كلام) الله تعالى لايمكن بحال من الاحوال أن يتحوّل الى اله مع ( ذات ) الله ..
الذات : جوهر
والكلام : عَرَض
فكيف يتفقا ويتساويا ؟
لو كان الكلام في الله عرضاً كما تقول، فهذا يعني أن الله يكون في وقت ما متكلما، وفي وقت آخر أبكما غير مالك القدرة على الكلام.
وهذا، بنظري، منافي تماما لمفهوم الله أساسا.
لأن مفهوم الله هو "المغير الذي لا يتغير
والمحدِث الذي لا يُحدَث
فإما أن يكون قادرا على الكلام ممتلكا للكلمة في ذاته، أو لا يكون.
تحياتي القلبية
لا ياابن العرب .. أرجو منك تعديل هذه الفكرة اللاهوتية الخاطئة ..
فقد تكلم شيخ الاسلام بن تيمية في هذه النقطة مع الفلاسفة النافين لصفة الكلام وقال لهم :
ان كلام الله تعالى موجود على وجهين /
1- بالفعل
2- وبالقوة
بالفعل يعني عندما يفعل الله فعل الكلام نفسه : ويتكلم .
بالقوة : أي أن الله قادر على الكلام في الوقت الذي لايتكلم فيه , فالكلام هو متصف به بالقوة , اي كقوة النار في الزناد .
وقول أنه اما متكلم واما أبكم هو تحكم محض ! لم لا يكون قادرا على الكلام حين لايتكلم ؟ :)
خذ هذه القاعدة : صفات الله تنقسم الى :
1- صفات ذات
2- وصفات أفعال
صفات الذات هي التي لاتنفك عنه بحال من الاحوال كحياته وعلمه مثلا , فأنت لايمنك ان تقول ان الله يحيا اذا شاء ويموت اذا شاء ..لأن حياته كاملة لايلحقها نقص . اذ النقص مستحيل عليه .
لايمكن ان تقول يعلم اذا شاء ويجهل اذا شاء , لان العلم صفة ذاتية له لايفعلها وانما هي من لوازم ذاته لان كالحياة تماما .
كفى هذان المثالان .
صفات أفعال : مثل الكلام والرحمة والغضب والعدل .. هذه كلها أفعال ! تتجدد آحادها مرة بعد مرة ! فاهمني ؟
هذه الافعال يجوز على الله أن تنفك عنه اذا شاء وتتحقق اذا شاء ..فيرحم من يشاء ويعذب من يشاء ( ملكوت وبحيرة نار ) ..يتكلم ايضا اذا شاء ويسكت اذا شاء ...
مالمشكلة في هذا ؟
المشكلة هي أن الفكر الفلسفي المسحي خلط بين هذان النوعان ..
أو قل بالاحرى ........قلب الاية رأسا على عقب ..
جعل الله يموت اذا شاء ............ ولايسكت اذا شاء !!!
وهذا طبعا كما ترى .............................................
والان كلامك :
........
لأن مفهوم الله هو "المغير الذي لا يتغير
والمحدِث الذي لا يُحدَث
فإما أن يكون قادرا على الكلام ممتلكا للكلمة في ذاته، أو لا يكون.
........
يمكنك ان تعتبره حجه ودليل على الفلسفة المسيحية وليس لها .
لانه ممتلك للكلمة في ذاته ولاتنفكّ عن ذاته والا اصبح ( أبكم ) على حد تعبيرك . وايضا هي كلامه وليست اله آخر معه ..هي صفة فعلية وليست ذاتية ..
الكلام فعل ..وتحقيق لصفة موجودة تتحقق اذا شاء ولا تتحقق اذا شاء , بخلاف الحياة والعلم والقدرة .
تحياتي
:97: