الرد على إعجاز انشقاق السماء :
في الرد على إعجاز القرآن في قوله :
فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (الرحمن:37)
و الإعجاز هو ما لخصته الزميلة داعية السلام مع الله في
هذا الشريط بقولها :
اقتباس:كالدهان : أي كالزيت في غليانه .
وهذا هو مانجده في انفجار المجرة تماما ..كأنه زيت أحمر يغلي , والصورة في مجموعها : كالوردة الحمراء بأوراقها الخضر .
و قامت الزميلة بإيراد صور لانفجار نجوم من ناسا كهذه :
[CENTER]
[/CENTER]
أولاً :
الآية لا تتحدث عن المجرات ، بل لا تتحدث عن انفجارات في الحياة الدنيا ، لأن الزميلة لو قرأت الآية ضمن سياقها لوجدت أنها تصف السماء يوم القيامة .
فالآيات تقول :
فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)
فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38)
فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ (39)
فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40)
يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41)
فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42)
فكما ترون هي آيات تتحدث عن انشقاق السماء يوم القيامة ، و الذي سيكون وردة كالدهان ، و الصور الوردية التي احضرتها لنا الزميلة الداعية لم تؤخذ يوم القيامة ، بل أخذت في هذه الحياة الدنيا ، و هي تصور انفجار نجوم أو مجرات - لا أذكر - لكنها ليست انفجارات للسماء يوم القيامة و لا انشقاقات لها .
ثانياً :
لماذا تصور محمد نبي الإسلام أن السماء تكون حمراء إذا انشقت ؟؟
لا ندري ، هو حر فيما يتصور عن يوم القيامة ، فهذا شأن غيبي له كل الحرية في أن يشطح بخياله كما يشاء ، فالسماوات تطوى كطي السجل للكتب ، و الجبال تسيّر ، و النجوم تُطمَس ، إلخ ، هذه كلها تصورات غيبية ليس لنا علاقة بها ، و العلم يغسل يده منها لأنها غيبيات .
و لكن نجد في تفسير الطبري بعض اجتهادات الصحابة أو التابعين حيث يقول :
[QUOTE]"قوله تعالى: { فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ } أي ٱنصدعت يوم القيامة { فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ } الدِّهَانُ الدهن؛ عن مجاهد والضحاك وغيرهما. والمعنى أنها صارت في صفاء الدهن؛ والدهان على هذا جمع دُهْن. وقال سعيد بن جُبير وقتادة: المعنى فكانت حمراء. وقيل: المعنى تصير في حمرة الورد وجريان الدهن؛ أي تذوب مع الانشقاق حتى تصير حمراء من حرارة نار جهنم، وتصير
مثل الدُّهن لرقتها وذوبانها
فكما ترى أن التشبيه له عدة احتمالات ، و كله عن يوم القيامة .
ثالثاً :
هذا التشبيه استخدمه عنترة قبل القرآن حيث قال :
و إذا ما الأرض صارت وردة مثل الدهان *
الخلاصة :
القرآن يشبه انشقاق يوم السماء بالأديم الأحمر أو الدهان الصافي أو الخيل الملونة ، و هذا كله يوم القيامة و ليس له علاقة بالعلم لا من قريب و لا من بعيد ، و لكن زملاءنا المأخوذين بشطحات زغلول النجار و من مشى على دربه يحبّون أن ينتزعوا الآيات من سياقها ليستخرجوا لنا منها صور أجمل من صور تلسكوب هابل ، فقط لإغاظة الكفار الذين يصرفون المليارات من أجل تصوير النجوم ، فكل شيء مكتوب عندهم في هذا السفر العجيب ، و مجاناً .
كما ترين يا عزيزتي ، فأنا حين أتكلم عن أي إعجاز في هذا النادي أو غيره أقدم نقداً موضوعياً له ، و لا أقول أنه صدفة و غيره من الكلام الذي نسبتيه إليّ .
طبعاً لا أريد أن أخوض في كل فكرة من أفكار الإعجاز العلمي لأنها حكاية طويلة ، أولئك لا شغل لهم و لا مشغلة غير تقليب الكلمات على كل الوجوه لتوافق معلومة علمية ، و يُدفع لهم كثيراً من أجل هذه المهنة .
و يمكنك أن تجدي الإعجاز في الكثير من كلام القدماء لو شئتِ هذا المنهج .
لا أذكر أمثلة كثيرة ، هناك امرأة تعاتب زوجها لأنها تنجب البنات و تقول له أنها لا تعطي إلا ما يعطيها ، مشيرة إلى أن مني الرجل هو الذي يحدد جنس الجنين .
كذلك قرأت ذات يوم بيت شعر للشنفرى علق في رأسي يقول فيه :
و الرأس أكثري
لا أذكر البيت ، لكن على طريقة الإعجازيين هو يقول أن رأسه هو أكثره رغم صغر حجمه نسبياً ، لكنه يتكلم عن الدماغ و bla bla bla
سأبحث عنه لاحقاً
تحياتي
الهامش
----------
* موسوعة تاريخ العرب /عبد عون روضان ج1 ص 26 ط1