تعيين مستشار سني لنجاد.. "رسالة طمأنة"
استحدث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد منصب مستشار يختص بشئون السنة في البلاد وأصدر مرسومًا اليوم الثلاثاء 3-1-2006 بهذا الخصوص.
واعتبر خبير بالشأن الإيراني في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن هذا التوجه الجديد يحمل رسائل طمأنة داخلية للسنة بأنهم سيحصلون على حقوقهم كاملة في إطار برنامج نجاد لتحقيق العدالة الاجتماعية.
كما يهدف على الصعيد الخارجي لطمأنة دول الجوار ذات الأغلبية السنية لاستقطابهم لمشروع الشرق الأوسط الإسلامي في مواجهة مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذي تتبناه الولايات المتحدة ويقضي بإدخال إصلاحات بعدة دول عربية وإسلامية لاقت انتقادات عديدة؛ لأنها مفروضة من الخارج.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية اليوم الثلاثاء 3-1-2006 أن أحمدي نجاد
أصدر مرسومًا رئاسيًّا يقضي بتعيين عالم الدين السني مولوي محمد إسحق مدني مستشارًا له لشئون مسلمي السنة في البلاد.
وأكد المرسوم على
ضرورة الاهتمام بقضايا أهل السنة وتحقيق الأهداف الأربعة للحكومة الإسلامية وتشمل نشر العدالة والمحبة وتقديم الخدمات والسمو والتقدم المادي للمجتمع.
طمأنة داخلية
وفي قراءته لاختيار مستشار من أهل السنة يوجه الرئيس الإيراني إلى مصالحهم قال محمد السعيد عبد المؤمن الخبير في الشأن الإيراني: إن الخطوة بمثابة رسالة طمأنة لسنة إيران، وبداية لتحول حقيقي وجاد نحو منح السنة حقوقهم الكاملة كمواطنين دون تفرقة.
ونوَّه عبد المؤمن في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى "حرص نجاد على خطه السياسي نحو العدالة الاجتماعية من منطلق المواطنة دون تفريق بين العرقيات والأقليات".
وبشأن الرسائل الداخلية الأخرى أضاف: "نجاد يرغب في توجيه ضربة ساحقة لمعارضيه من الإصلاحيين والمحافظين الذين لم يرتفعوا إلى مستوى تحقيق هذا النوع من العدالة".
الشرق الأوسط الإسلامي
وعلى الصعيد الخارجي قال عبد المؤمن: "إن منصب مستشار الرئيس لسنة إيران يحمل رسائل طمأنة لدول الجوار العربية والإسلامية وخاصة ذات الأغلبية السنية حول توجهات نجاد بشأن السنة".
وأوضح: إيران تلعب دائمًا بالورقة الرابحة، والحصول على رضا أهل السنة فرصة للنظام لكي يستخدمهم في دعم العلاقات مع الدول ذات الأغلبية السنية من أجل تحقيق هدف إقامة شرق أوسط إسلامي في مواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي ترعاه الولايات المتحدة.
وأشار عبد المؤمن إلى أن "طهران تضمن بالفعل علاقاتها، بل قيادتها للدول ذات الأغلبية الشيعية، وترغب حاليًا أن تكتسب ثقة الدول ذات الأغلبية السنية".
ورأى عبد المؤمن أن "دول الشرق الأوسط الإسلامية بينها تعامل ينحصر في المجال الاقتصادي، لكنها تخفي مشاعر القلق فيما بينها مما يعطل تضامنها في مواجهة الإملاءات الخارجية".
ولفت عبد المؤمن إلى أن "نجاد يتودد لأهل السنة؛ ليكون من بينهم سفراء له إلى الدول العربية والإسلامية السنية لتحقيق هدفه في شرق أوسط إسلامي".
كان عبد المؤمن قد أوضح في يونيو 2005 في حوار سابق مع جمهور "إسلام أون لاين.نت" أن قوة إيران تزيد مع وجودها ضمن تكتل إسلامي؛ لذلك فسيكمل ما بدأه الرئيس السابق محمد خاتمي في تحسين علاقاته مع دول الخليج والدول العربية والإسلامية.
معلوم أن السنة قد أعطوا أصواتهم في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التي جرت في 24-6-2005 إلى الرئيس الإيراني السابق المخضرم علي أكبر هاشمي رافسنجاني الذي حل في المرتبة الثانية بعد إعلان فوز نجاد.
ويطالب أهل السنة -الذين تبلغ نسبتهم نحو 20% من سكان إيران- بالحصول على حقوق متساوية مع باقي المواطنين منها إقامة مسجد لهم في طهران وغيرها من الحريات.
http://islam-online.net/Arabic/news/2006-0...article07.shtml