بعد الإخفاق السياسي والاقتصادي للنظام السياسي السوري، يتخذ النظام حجة وحيدة لبقائه وهي أنه يمنع مواجهة طائفية في البلاد، ومقابل ذلك يطالب المواطنين التنازل عن أبسط حقوقهم السياسية وحقهم في حياة كريمة بعيدة عن النهب المفرط لأموالهم ومقدراتهم...

ويبدو البعض منساقاً لتصديق هذه الخرافة، ومنجراً بحكم تطورات الأوضاع في المنطقة لمسايرة هذا الوهم، ويلعب البعبع العراقي دوراً هاماً في هذا الإطار، فهل تصح هذه المقارنة وهل من الممكن أن تسير سوريا على درب العراق؟

الإجابة على كل السؤالين هي نفي قاطع، فلا سوريا كالعراق ولا أوضاعها الداخلية أو توجهات الدول الغربية تجاهها مماثلة للعراق...

إن الشعب السوري، بما في ذلك السنة في سوريا، لا يحملون أحقاداً على أحد، لا أحقاداً ضد البعث ولا حتى ضد الطائفة العلوية. إن معارضة الشعب منصبة وبشكل وحيد على التصرفات الفاسدة والقمعية الصادرة عن المحسوبين على هذه الجهات وليس عن وجودها بحد ذاته. وهذه الحقيقة تنبهت لها أطراف المعارضة جميعها، لذلك لا يوجد أي طرف في المعارضة قائم على إلغاء البعث ولا على إلغاء العلويين ولا حتى على الانتقام أو الاجتثاث. ولو ظهر هكذا طرف لما نال أي حظ من التأييد الشعبي ولا أي فرصة في الاستمرار. في المقابل، فالوضع العراقي هو على العكس من ذلك تماماً، فالأحزاب الطائفية في العراق جاءت بمشروع موجه لفئة من الشعب دون غيرها، بل حتى الشيعة العلمانيين كالجلبي جاء بمشروع استئصالي اسمه اجتثاث البعث، وليس اجتثاث الفساد من البعث، لعلمه أن شيعة العراق متعطشون للثأر. طبعاً مرد ذلك لعوامل منها ما يتعلق بديكتاتورية صدام حسين، ومنها ما يتصل بالدور الإيراني، ومنها ما يعود لحداثة المواجهة بين الشيعة والنظام في مطلع التسعينات، وأهمها يعود للمستوى الذي انهار إليه العراق تحت وطئة العقوبات الدولية والمغامرات العسكرية بحيث أصبح الشعب يتوق لأي تغيير مهما كانت نتائجه.

في سوريا، الهم الوحيد للشعب هو أن يكون التغيير للأفضل، وحقيقة الأمر أن التغيير هو بالفعل باتجاه حريات أكبر للشعب وتطور أسرع. إن حصول الأحزاب الشيعية في العراق على أكثر من نصف الأصوات، لا يمكن أن يتكرر عبر أحزاب إسلامية في سوريا، فمن جهة لا توجد مرجعية للسنة، ومن جهة أخرى فإن التوجه العلماني بين سنة سوريا أكبر بما لا يقاس بنظيره لدى الشيعة العراقيين... إن أشخاصاً وتيارات كرياض سيف ومأمون الحمصي وعارف دليلة ومحمد حبش وحتى خدام لقادرة على تحقيق نصيب ملحوظ من أصوات السنة وغيرهم وعلى حساب التيارات الإسلامية التقليدية.

قد يتوصل القارىء إذن إلى شعور بأن طريق التغيير في سوريا مزروع بالورود وهذا ما لم أزعمه. إن العقبة الوحيدة في وجه التغيير الديمقراطي تتمثل من جهة بعائلة الأسد والعائلات المتحالفة معها والمتمترسة بالسلاح والعلاقات مع المنظمات المسلحة في المنطقة. ومن جهة أخرى يتمثل التحدي الأكبر في التعامل مع نسبة عالية من البطالة المقنعة بين أبناء الساحل، فكثير من هؤلاء يعملون في أجهزة القمع أو في عصابات التشبيه والسطو المسلح -نمير الأسد مثلاً- فهؤلاء قد يكونون نواة لاضطراب أمني في البلاد، وبالتالي لابد للنظام القادم من إعادة تأهيلهم والتوسع في المشاريع السياحية والخدمية لاستيعابهم فيها وبشكل سريع.

نعم ممكنة جدا .. بل جدا و جدا و جدا ..


و التاريخ القادم سيثبت لك ذلك.

:97:

الزميل المفكر

قرأت لك سابقا موضوع رهين المحبسين ومن شدة إقتناعي بما كتبت لم أرد لأنك كفيت ووفيت لكن هذه المرة جانبك التوفيق من وجهة نظري بالنسبة للمشكلة الطائفية في سوريا

لقد قابلت كثيرا من السوريين في أمريكا وعلاقتي بهم جيدة جدا بل وسكنت مع بعضهم لمدد طويلة وما إستنتجته من خلال معاشرتي لهم هو أنه للأسف الطائفية بسوريا حية ترزق وخاصة بين السنة والعلويين ولن يغفر السنة للعلويين مافعله بهم حافظ الأسد ومحاولة نفي وجود تلك المشكلة لن يجعلها تختفي ويجب مواجهتها والتصارح بشأنها قبل فوات الأوان وأنا هنا لا أتكلم عن تصريحات رسمية من هذا الطرف أو ذاك تقول إن كل شئ تمام كما في حالة البابا شنودة وشيخ الأزهر بمصر ولكن عن مشاعر لأناس عاديين لمستها بنفسي

تحياتي(f)

المفكر المحترم

هنالك قوى طائفية في السلطة وأسوأ منها في المعارضة
هذه القوى لا تملك وسيلة لحشد الجماهير خلفها إذا لم تلعب بالقضية الطائفية
فقضية الصراع الطائفي قضية لها قواها التي تملك مصلحة أساسية في تأجيجها وتفجيرها في المجتمع السوري

من هنا فإن التغيير السلمي الذي لا تعقبه حروبا طائفية يستدعي أولا زبل هذه القوى الطائفية و إبعادها عن دائرة القرار في السلطة والمعارضة
ويستدعي ثانيا وجود توافق بين قوى المعارضة العلمانية وبين الأطراف العلمانية الوطنية اللا طائفية داخل وجوار السلطة

(f)

اليس هذه نفس افكار و مبررات من قمعوا شعوبنا عقود طويلة؟

اذا كان النازيون و غلاة الصهيانة يسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات فلم لا نتقبل الاخرين و نؤمن بان الشعب لن يسمح لهم بالفوز مرة اخرى في الانتخابات ان عملوا ضد مصلحته؟

اقتباس:  أحمد كامل   كتب/كتبت  
 
المفكر المحترم  

هنالك قوى طائفية في السلطة وأسوأ منها في المعارضة  
هذه القوى لا تملك وسيلة لحشد الجماهير خلفها إذا لم تلعب بالقضية الطائفية  
فقضية الصراع الطائفي قضية لها قواها التي تملك مصلحة أساسية في تأجيجها وتفجيرها في المجتمع السوري  

من هنا فإن التغيير السلمي الذي لا تعقبه حروبا طائفية يستدعي أولا زبل هذه القوى الطائفية و إبعادها عن دائرة القرار في السلطة والمعارضة ويستدعي ثانيا وجود توافق بين قوى المعارضة العلمانية وبين الأطراف العلمانية الوطنية اللا طائفية  داخل وجوار السلطة

(f)

اقتباس:أليس هذه نفس أفكار و مبررات من قمعوا شعوبنا عقود طويلة؟

قد تكون كذلك وهي ليست من اختراعي ولا من اختراع أولئك القامعون
فالمبررات ملقاة على قارعة الطريق ويستخدمها من تخدم مصالحه

لكني حسبتك ستعترض على اعتراضي على طائفي المعارضة وتقبل باعتراضي على طائفيي السلطة
و أما و أنك لم تفعل أي اعترضت على اعتراضي على الطرفين رغم التناقض بينهما
فأنت بلا أدنى شك متورط أو مغرر بك
ولكن بالنتيجة ضالع في تسعير حرب أهلية لا تستثني أخضرا ولا يابس

هل لك أن تبعث الطمأنينة في قلبي وتثبت لي خطأ مخاوفي ..؟؟؟

أما الشعوب التي تعرف مصالحها فكان الأجدر بها أن تقول كلمتها من زمان
هذه ليست قضية شعوب يا صديقي هذه قضية نخب تلعب بمصائر القطعان

(f)

انا ضد اي سلطة تتصف بالدكتاتورية و رفض الاخر سواء طائفية او غير طائفية. و على الجانب الاخر فانا ارى ضرورة الا نغيب اي طرف مستعد ان يكون جزءا في نظام ديمقراطي. لنفرض ان الاخوان فازوا في الانتخابات ... فهذا سيحفز البقية على تنقية انفسهم و العمل بجد من اجل كسب الانتخابات التي تليها. لكن غياب "بعبع" المعارضة فهو محفز لعودة الدكتاتورية و القمع تحت مسميات مختلفة.

المهم ان يكون هناك دستور يحترم حق المواطنة و المساواة لكل المواطنين و فصل تام بين السلطة القضائية و السياسية.

اقتباس:  أحمد كامل   كتب/كتبت  
 

قد تكون كذلك وهي ليست من اختراعي ولا من اختراع أولئك القامعون  
فالمبررات ملقاة على قارعة الطريق ويستخدمها من تخدم مصالحه  

لكني حسبتك ستعترض على اعتراضي على طائفي المعارضة وتقبل باعتراضي على طائفيي السلطة  
و أما و أنك لم تفعل أي اعترضت على اعتراضي على الطرفين رغم التناقض بينهما  
فأنت بلا أدنى شك متورط أو مغرر بك  
ولكن بالنتيجة ضالع في تسعير حرب أهلية لا تستثني أخضرا ولا يابس  

هل لك أن تبعث الطمأنينة في قلبي وتثبت لي خطأ مخاوفي ..؟؟؟

أما الشعوب التي تعرف مصالحها فكان الأجدر بها أن تقول كلمتها من زمان  
هذه ليست قضية شعوب يا صديقي هذه قضية نخب تلعب بمصائر القطعان  

(f)

اقتباس:  ياريموتا   كتب/كتبت  
نعم ممكنة جدا .. بل جدا و جدا و جدا ..  


و التاريخ القادم سيثبت لك ذلك.

:97:

لا غير ممكن ابدا , بل ابدا و ابدا و ابدا


و التاريخ السابق يثبت لك ذلك

الزملاء ياريموتا، نوترال، أحمد كامل، بلال نبيل، وجلجاميش:

الطائفية موجودة بالطبع بين مختلف أبناء الشعب السوري، ولكنني أرى أن هناك مبالغة مقصودة في مداها والهدف في هذه المبالغة هو إيجاد مبرر لاستمرار النظام الحالي.
فمثلاً الأكثرية الساحقة من السنة، ورغم شعور أكثرها بالضيم من سلوك النظام، لكنها لا ترغب بالانتقام من أحد. وهناك صديق لي حموي يعيش في دمشق فقد العديد من أقاربه في مذابح النظام، وهو معارض له ولكنه لا يحمل رغبة بالانتقام أبداً. المسألة مضى عليها قرابة 25 عاماً ولم تعد حتى لدى الثكالى بتلك القوة. فما بالك ببقية أبناء الشعب والذين لم تصل أضرار النظام بهم لهذا المستوى؟ من جهة السنة أستبعد وجود أي فصيل مؤثر يرغب بالانتقام أو الإقصاء لأي فئة من الشعب. وحتى بالنسبة لغيرهم فلا أرى الأمر مختلفاً، فمعظم العلويين لا يمانعون بأن يرأس البلاد رئيس مسيحي أو سني طالما أمن وضمن حقوق المواطنين جميعاً وعلى أساس من العدالة وتكافؤ الفرص.

الشعور الشعبي العام هو رفض لسياسات الاستبداد والفساد التي دأب عليها النظام، ورغبة الشعب مركزة على تغيير هذه السياسات وأؤكد لكم لو أن بشار كان قام بنفسه في السنوات الخمسة الماضية بذلك لانتخبه الشعب طواعية للحكم بغض النظر عن كونه من طائفة معينة ولتجاهل الشعب أنه ابن حافظ الأسد وابن أخ رفعت الأسد. هذا هو واقع الشارع السوري حسب معرفتي به. فهو يتوق للإصلاح السياسي والاقتصادي ومكافحة الفساد بغض النظر عمن يقوم بهذه الإصلاحات.