{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عاد صديقي من الحج...
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
عاد صديقي من الحج...


عاد صديقي من الحج....

لم يكن صديقي يخطط لأداء "فريضة" الحج هذا العام و لا الأعوام التالية, إصرار أمه ووفاة أبوه قلبا كل شيء و أصبح ملزما بالحج مع أمه "كمحرم" من ناحية و "كمساعد" من ناحية ثانية فأم صديقي سيدة تخطت السبعين و كان من المفروض أن تحج مع زوجها و لكنه مات و بقيت حسرة الحج في فؤادها و أصرت عليه و سلطت جميع شيوخ و مسني العائلة على ولدها "صديقي" لتنقعه بحجها و لم يكن أمام صديقي الهمام إلا الإمتثال لرغبة العائلة و شوق السيدة والدته الى المشاعر المقدسة.مهمة صديقي إزدات صعوبة عندما قرر عمه الذهاب الى الحج فقد لا تسنح له فرصة أخرى لأنه كبير في السن ووحيد,لم يكن صديقي سعيدا بمهمته المزدوجة لأن عمه مصاب بما يشبه الزهايمر قهو ينسى الوجوه و التواريخ و أحيانا ينسى نفسه و قد حدثني صديقي مرة بإحدى نوادر نساينه بقوله لقد بقي في أحد الأيام مستيقظا حتى الصباح لإنه نسي أن ينام . تشوق صديقي الى زيارة الأماكن المقدسة زين له المهمة.

علاقه صديقي بالدين علاقة عادية يذهب الى صلاة الجمعة فقط و يتقصد التأخر ليهرب من الخطبة المملة و يصوم رمضان بإنتظام و يسعد بإنقضائه, و لا يسب الدين إلا نادرا و بصراحة لم اسمعه يسب الدين إلا مرة واحدة و ذلك عندما تعرض فريقه المفضل في دوري كرة القدم الى ظلم واضح وفاضح عندها أنهال على حكم المباراة و أتحاد كرة القدم بالشتائم و السباب و لم توفر شتائمه أماهاتهم و لا دياناتهم.و هو لا يجادل في أمور الدين مطلقا يهرب من أي حوار حول الله أو الأنبياء و لا يخفي ايمانا قويا و كذلك لا يخفي تبرما من واجبات الدين الثقيلة من صلوات و صيام.وفوق كل ذلك صديقي شخص باسم مستبشر ضاحك دائما يخلق من المآسي كوميديا و يمكنه تحويل أي مشهد درامي الى وصلة ضحك مجلجلة,يستطيع صديقي ان يحدثك ذات الحديث عدة مرات و في كل مرة تكون كمية الضحك أكبر من سابقاتها و من هنا أكتسب لقبا رفيعا هو "الكركوزاتي"

عندما ذهبت لوداع صديقي لم أشك لحظة أنه حاج حقيقي فقد قصر شعر رأسه و أرتدى "جلابية " بيضاء تظهر كاحله على طريقة عتاة المؤمنين و أعتمر طاقية مخرمة أكسبته منظر التائبين الى الله , و على وجهه كانت أبتسامته الفرحة تتراقص بشوق الى لقاء حبيب , تمنيت له حجا مبرورا و طوافا سعيدا,لمحت في وجهه سعادة لم يفلح بإخفائها بدا باسما و مستبشرا رغم المهمة الصعبة التي تصدى لها فليس من السهل العناية بعجوزين أحدهما بطىء الحركة و ثانيهما ينسى كل شيء حتى اسمه و ذلك في مكان مزدحم و ضيق,كانت عبارات الإتكال على الله و تفويض الأمر لمالك الملك تنداح من فم صديقي و كأنه شيخ قضى حياته في العبادة و طاعة الله ,عانقني متمنيا لي الهداية و لم أنسى أن اطلب منه الدعاء و صرخت طالبا من أمه أن تشملني ببركات صلواتها في الروضة الشريفة ,و مددت يدي لأصافح عمه نظر في زجهي مستغربا ثم مد يدا نحيلة مرتجفة ووجه كلامه الى ابن أخية "مين الأخ".

كنت أتابع أخبار الحج بكثير من القلق و تمنيت أن لا يكون صديقي و رفاقه من نزلاء الفندق المنهار و تابعت بشغف النشرات الإخبارية لأعرف جنسيات الضحايا فقد ترك صديقي هاتقه المتحرك في منزله لأنه لا يريد شيئا يشغله عن أداء مناسك الحج,ثم جاء حادث التدافع على جسر الجمرات و إزداد قلقي بزيادة أعداد الضحايا و خاصة كبار السن منهم و ألتصقت ثانية بجهاز التلفزيون لأتنشق كل خبر أو حتى شائعة,و ابتهلت على طريقة توفيق المنجد و حمزة و شكور أن يكون صديقي و أفراد عائلته بعيدين عن ذلك الجسر.و طمأنت نفسي بما أعرفه عن صديقي من حرص و تروي و ربما أنتظر أن يخف الزحام قبل ان يقود جماعته لرجم الشيطان.

أنقضى العيد و لم استمتع بالعطلة لأنني قضيتها بفكر مشغول على صديقي و مرافقيه و حاولت الإستفسار من إقربائة و لكن لم احظى بجواب شاف,لم يطول الأمر كثيرا حتى عرفت أن صديقي عاد وصحبه سالمين غانمين فلم اطق صبرا و أنطلقت أليه لأهنئه بسلامة الوصول و أحظى بتفصيل قصصي عن تجربتة في الديار المقدسة . كان يجلس في صدر السرادق المنصوب لتلقي التهاني و ذلك لأن العائد من الحج كالمولود البرىء مغسول الخطايا و الذنوب بما قدمه من طاعة بزيارة المشاعر المقدسة,سلمت علية مصافحة فعانقني و ضمني بشده جلست الى جانبة بعد أن حمدت الله على سلامته و من معه كان يتلقى كلماتي و هو يهز رأسة و قد لاحظت غياب الفرحة و الإستبشار و تبخرت نظرة الشوق و حلت محلها نظرة حيرى زائغة فاقدة الصبر ,اقتربت من صديقي و همست في أذنه :"ماذا حصل ..شو بك"..أطلق صديقي نفخة تسقط الغسيل عن الحبل لقوتها ثم تنهد و قال "ما في شي"..ثم تابع مكذبا نفسه..بس تروح الناس بحكيلك..

مارس صديقي كل الطقوس الخاصة بالعائد من الحج سقى الجميع من ماء زمزم ووزع المسابح و الطواقي و سجاجيد الصلاة ثم جلس الى جواري بصبر فارغ..و ما أن رحل آخر ضيف..حتى سألته.."و لك يا زلمة شغلت بالي شو صار معك" نظر ألي صديقي كمن وجد أخيرا من يسر له بعد طول صبر وقال "هذه أسوأ تجربة تمر في حياتي".فغرت فمي من الدهشة لما يقول و صرغت بصبر نافذ " و لك يا زلمه أحكي شو صار معك"

يتبع.....
01-17-2006, 02:38 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #2
عاد صديقي من الحج...
لازم نستغل الفرصة :cool:
عرف صاحبك على نادي الفكر.. عرفه الآن :D
01-17-2006, 04:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
المتهور غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 155
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #3
عاد صديقي من الحج...
أكيد شاف فلبينية عم تشخ
01-17-2006, 05:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
روزا لوكسمبرج غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 825
الانضمام: May 2003
مشاركة: #4
عاد صديقي من الحج...
لي صديق وصديقة, كلاهما الحدا تماماً بعد تجربتهم في الحج.. لا أريد أن أسبق الأحداث, سأكتفي بالمتابعة والإستمتاع بقراءة ماتكتب..


(f)
01-17-2006, 06:14 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زياد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,424
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #5
عاد صديقي من الحج...
يتبع ,,,

طيب ماشي , بنستنى

(f)
01-17-2006, 09:10 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #6
عاد صديقي من الحج...
تحية...

أرابيا فليكس...وحياتك عرفته على نادي الفكر و ربما هو موجود تحت أسم ما في الجوار....و أنا هنا أدعوه لإرسال "رسالة خاصة" الى زميلتي أرابيا فليكس لتعرف مدى نشاط جقل في كسب الأعضاء.

المتهور...لست متأكد أن كان هذا "المنظر" مما يجعل الحج "صعبا"

روزا لوكسمبورج..صديقي لم يلحد و لكنه عاد الى ما كان عليه بعد تبرم عدة أيام و ربما يلزمة أن يحج ثانية ليغسل ما علق به مجددا من آثام

و أهلين أبو الزوز..

مودتي..

أتابع..


تقصد صديقي أن يأخذ نفسا طويلا قبل أن يبدأ سرد قصة حجه ثم سكت لحظة و قال اسمع ياسيدي:

رغم المهمة الثقيلة التي كلفت بها بمرافقة عجوزين كنت سعيدا بهذه الرحلة فأنا رجل كما تعرف أعرف الله و أحاول أن أكون تقيا ووجدت بهذه الرحلة مناسبة لأعود الى نفسي و الى الله و كنت قد قررت أن ألتزم بتادية كل الواجبات الدينية بعد أن أنتهي من رحلتي هذه و قدرت أن كمية من الهدوء النفسي و الروحي ستعصف بي و ستساعدني على تنفيذ قراري الإلتزامي و لكن ما حصل كان مختلف جدا و غريب جدا...

بدأ الأمر في الطائرة فقد ركبنا في طائرة ضخمة بطابقين الصف الواحد يتسع لأثني عشر كرسيا مقسمة الى ثلاثة قطاعات في كل قطاع أربعة كراسي فجلست مع عمي وبعد أن وضعوا النساء في مكان خاص و جلس معي رجلا متوسط العمر عرفني بنفسه و قال أنه يعمل خبيرا في الأطراف الصناعية وبعد أن أخبرني أنه يقوم بالحج نيابة عن والده حدثني بالتفصيل عن كثير من حالات البتر التي شاهدها و الحوادث التي فقد فيها الناس بعض أطرافهم كان الرجل يحب مهنته و كان صوته يعلو فوق صوت الإذاعة الداخلية التي تبث القرآن الكريم و خاصة عندما ذكر عملا تركيبيا قام به لشخص فقد الأمل بفقد أحد أطرافه , استعذت بالله من هول هذه المهنه و حاولت أن اركز أكثر على صوت المقرىء و لكن خبير الأطراف الصناعية كان يشدني من "أطرافي" لأستمع الى حديثه فتذكرت كلام الواعظ الذي قال "لا رفث و لا فجور في الحج" عاودت الإستماع الى حديث البتر و القطع كي لا أرفث أو افجر....و لو كنت في موقف عادي" لفسقت" و" تزندقت" من كثيرة الأيدي و الأرجل التي تطايرت حولي من حديث هذا "الجزار".حاولت أن أتملص بهدوء من جو الأيدي المقطوعة و الأرجل المبتورة فقلت له و الله أني مستبشر ببداية جديدة بعد الحج الله يعفو عنا...زم خبير الأطراف الصناعية حاجبيه و أدرك أنني أسأله أن "يسد بوزه" أو يغير الموضوع فسكت قليلا ثم اقترب مني حتى كاد أن يلتصق باذني و قالي لي هل تعتقد أن حوادث الطائرات اصبحت أكثر من ذي قبل...

أنقذني مذيع الطائرة الداخلي الذي بدأ ينادي على الركاب إيذانا بلبس ملابس الإحرام فهب الجميع لتلبية النداء و علا التكبير و التلبيه قمت مع القائمين و بدأت بخلع ملابسي تهيئا للبس ملا بس الإحرام لم أنتبه لعمي فقد كان ينادي علي لأن اصوات التكبير و التلبيه كادت أن تحرف الطائرة عن مسارها و لم أنتبه حتى سكنت أصوات التكبير و هدئت الحركة كان عمي يريد الذهاب الى الحمام و يبدو في حالة حرجة جدا.قدت عمي فقد خفت أن ينسى طريق العودة فيذهب الى أبواب النجاة فأفقده باكرا كنت أسير ببطىء حسب مشية عمي فألتقط أحاديث ركاب الطائرة الحجاج و قد فرغوا من لبس ملابس الإحرام و أدوا واجبهم بالتكبير و التلبيه كان بعضهم يتحدث عن قتلة الحريري و بعضهم عن الفساد و أحدهم كان يكيل الشتائم لإبنه لأنه لم يساهم في تمويل رحلته للحج.

أنتظمنا صفوفا في المطار و قد أكتست صالة الركاب باللون الأبيض كان الجميع يلبسون ملابس الأحرام و لكن الصفوف اختلطت ببعضها البعض و بدأ الزحام الشديد أحضروا الى الصالة واعظا بلحية طويلة و عين عوراء بدأ يرشدنا و يحدثنا عن الرفث و الفجور صلى الحضور على النبي و عادوا للنظام,كنت أجد صعوبة في أبقاء عمي الى جواري و إبقاء عيني على والدتي التي ألتحقت بصف النساء كنت أخشى أن يتحرك عمي و ليس من السهل العثور عليه وسط هذا الحشد من الحجيج.مرت الأمور بسلام و لكن الإنتظار و الوقوف الطويل أو الجلوس على الأمتعه قتل التفكير بالمناسك المقدسة و تشاغلت طوال الوقت بالحديث الى أشخاص كانو يقفون الى جواري عرب و عجم و فرس و أعراق أخرى يتكلمون لغات و لهجات كثيرة و جميعهم جاؤوا طمعا بالمغفرة و إستجابة لفريضة دينية مهمة.

كنا قد قررنا أن يكون حجنا مترافقا مع تأدية العمرة و ذلك لحصد أكبر كمية من الحسنات و الحاج الذي يعتمر قبل حجه يسمى متمتعا وسمي كذلك لأننا "نستمتع" ما بين إحرامي العمرة و الحج.وصلنا الى مكه لتأدية طقوس العمرة و هي بداية الطواف بالبيت العتيق.المنظر كان مهيبا جليلا مؤثرا أهتز جسدي و شعرت بإرتعاش يجتاح أوصالي و أنا اشاهد مئات الآلاف من الناس في موضع واحد و بلباس واحد و لصوتهم دوي كدوي النحل كان شعورا فريدا و لا حظت أن أمي بدأت بالبكاء ثم تحول بكائها الى نشيج مؤثر ربت على كتفها و أنا أعرف أن جلال المشهد أراق دموعها يبدو أن عمي لم تصبه لحظات الصفاء هذه فصاح في والدتي "لماذا تبكين يا حرمة",شرحت له الأبعاد النفسية لرؤية مشهد كهذا فعاد الى نفسه فجأة و بدأ بالبكاء ثم تحول الى بكائه الى عويل و بدأ يردد رحم اللهه أباك كم كان يرغب في زيارة هذه الأرض نظرت أليه أمي بغضب و قالت "بيروح المنيح و بيضل الردي",أنا ردي ثار عمي و بدأ يسب عائلتها الوضيعة و يعدد أفضال أبي عليها ذكرت عمي ووالدتي بالرفث و الفجور فهدآ قليلا و عادا لمتابعة المشهد المهيب.

الزحام كان شديدا حول الحجر الأسود و كات يفترض تقبيلة أو لمسه و هذا من رابع المستحيلات في هذا الزحام الشديد أكتفينا "بإستلامه" أي بالإشارة أليه و بدأت سبع أشواط من الدوران حوله بعكس عقارب الساعة الإزدحام الشديد جعل نصف قطر دائرة الدوران كبيرا جدا و كان مرهقا أن تسير والدتي كل تلك المسافة و لكن المناسك يجب أن تأدى ليكون الأجر كاملا غير منقوص,الطواف بهذا الجو و يلتصق بجسدك غرباء كان لزجا و منفرا هربت كل مشاعر الهيبة و الجلال التي كنت أحس بها و خاصة بعد أن شممت رواح كثيرو متنوعة رائحة أفواه رائحو آباط و عرق عطن و بعض الحجاج ربما كا يحمل ألات واخزه مدببه كنت أشعر أن اشياء حادة تنغرس في جلدي فيتقطع نداء التلبية الذي كنت أرددة لأتفقد نفسي.و الأكثر إزعاجا كان هناك من يجلس في وسط الزحام و الناس يعبرون فوقه و حواليه و منهم من يدوسوه و هو كالصخرة لا يتزحزح معرقلا أنتظام التدفق الساعي لكسب المغفرة بحجة أنه يريد حجز مكان قريب لصلاة الصبح و الوقت مازال ظهرا.

وجدنا فرجة صغيرة حول الحرم فجلسنا طلبا للرحمة و المغفرة مع الجالسين كانت أصوات الدعاء تشق عنان السماء فرفعنا ايدينا مع الداعين و بدأنا ندعو لأنفسنا بالرزق و كثرة الولد و لعدونا بالموت و الإندحار,وسط هذه الحشود يحلو لكثيرين أن يعبروا الى الصفوف الأمامية و لا يتيسر ذلك إلا بالعبور من فوق رؤؤس الجالسين عبر من فوق رجل و يبدو أنه كان ثقيل الحركة فصدم رأسي بقدمة فنظر ألي معتذرا و قبل هامتي بخشوع و ندم أكبرت فيه هذا الروح و دعوت له في سري لم أكمل دعائي حتى كان قدم ثانية تصطدم برأسي من الناحية الثانية أنحنى الثاني فوفق و قبل هامتي معتذرا و أنطلق ليكمل على الرؤؤس التي أمامي أحصيت أكثر من عشرين صدمة خلال نصف ساعة فأنفجرت غيضا و حنقا و ألما ثم عدت الى روعي بعد أن تذكرت أن الرفث و الفجور من مبطلات الحج افقد قدت عمي و والدتي الى الفندق قبل أن أفقد رأسي.

أستمرت معاناتي مع الحج و مع مرافقي و تصاعد الألم و الضيق و كانت قمتها عندما ضاع عمي في منى فقدته و لم أجد له أثرا حاولت البحث في في أقسام الشرطة و أماكن أيواء الضائعين بلا فائدة أشارت أمي أن نبحث في في خيم إستلام الجثث أنقبضت للفكره الكريه فلا أريد أن يموت عمي الآن و نحن في منتصف المناسك و كان لا بد من البحث هناك فعمي رجل كبير و قد يكون فعلها نكاية بي,أسرعت الى أقرب مكان لإستلام الجثث كانت خيمة كبيرة واسعة تصطف فيها الطاولات المعدنية بإنتظام كانت جميعها خالية ألا طاولة واحدة كانت تضطجع عليها جثة مغطاة بشكل كامل لا يظهر منها ألا قدميها لطمت أمي على وجهها و صرخت مندفعة الى ترقد الجثة محاولة الكشف عن وجهه هدأت من روع أمي و قلت لها لماذا تبكين هذا ليس عمي قالت بحرقة و لوعة أنه عمك ألا هذه القدام تشبه أقدام ابيك الله يرحمة و عادت الى الغطاء الأبيض محاولة تمزيقهه لرؤية وجه عمي للمرة الأخيرة,حضر القائمون على المركز و كشفوا وجه المتوفي الذي كان رجلا باكستانيا صدمته سيارة فقضى نحبه,و الأنكى من ذلك أنني وجدت عمي ينتظرنا في الخيمة غاضبا مزمجرا لأنه قضى نصف النهار و هو يبحث عنا و قد فاتته صلاة الظهر.








زفر صديقي زفرة خرجت من عينية و قال لي و قد علا صوته من الغضب و الغيظ :

على جسر الجمرات فقدت حذائي و فقد عمي ملابس إحرامه و ضاع للمرة الثانية و أضطررت لحمل والدتي في طريق العودة ثم اقترب مني و قال الكلام بسرك لم أكمل أشواط الدوران في طواف الوداع..لم أستطع يا أخي قسما بالله العظيم تنكدت نفسي من هذه السفرة.زحام شديد حتى تكاد الأجسام تتلاصق بلزوجة مقرفة ,أردت أن أجد لحظة واحدة أفكر فيها بالله لم أجد كنت أقاطع في كل مرة حتى في الصلاة و في الركوع و السجود تجد من يلكزك أو يدفعك أو حتى يسقط عليك ,لا أحد يعطيك فرصة الرجوع الى الله في بلاد الله المقدسة..أنا لست كافر و مؤمن بالله و رسوله و لكن الحج أسؤأ تجربة أمر بها في حياتي.

سقاني صديقي مرة أخرى من مياه زمزم بإعتباري صديقه المقرب ثم قال ما رأيك أن تأتيني غدا لنشاهد معا مباراة ريال مدريد .
01-18-2006, 08:54 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
مشاركة: #7
عاد صديقي من الحج...
اقتباس:  جقل   كتب/كتبت  
أردت أن أجد لحظة واحدة أفكر فيها بالله لم أجد كنت أقاطع في كل مرة حتى في الصلاة و في الركوع و السجود تجد من يلكزك أو يدفعك أو حتى يسقط عليك ,لا أحد يعطيك فرصة الرجوع الى الله في بلاد الله المقدسة..

وااااو.. كم هي ذكية هذه النتيجة!
وأحسن شي نخليها على كذا .. بسيطة وعفوية كطبيعة صديقك الجميل..

(f) (f) تحية لكما...


* ملاحظة:
من اللهجة المستخدمة في نصك البديع وتعبيراته العربية الصح :9: .. اللي بتشبه نصوص العلماني او النصوص المكتوبة بلغة أقلام كلاسيكية مش لغة هشك بيشك من بتاع اليومين دول (من بتاعي يعني :10: ) .. قلت اللهجة المستخدمة احيانا في داخل النص العربي الفصيح كأنها أردنية أو فلسطينية.. لكني مش عارفة ليش مفكراك من مصر وأنك وصديقك مصريان.. وان كل تلك المشاهد مصرية.. وكل الحشد مصري.. يارتى ليش :what:

سلمت وعوفيت (f)
01-18-2006, 10:02 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Deena غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,133
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #8
عاد صديقي من الحج...
أريبيا فيلكس

أنا أيضا غرقت في تصور للمشاهد كلها وأنا أقرأ
وكما شعرتِ .... شعَرت

اللهجة محكاة بذكاءِ عارف مثقف

فأظن وإن بعد الظن إثم

أن جقل وصديقه من






موريتانيا

:D:D:D:

جقل

كل الحب ........
01-18-2006, 10:57 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن الشام غير متصل
Moderator
*****

المشاركات: 893
الانضمام: Sep 2004
مشاركة: #9
عاد صديقي من الحج...
القصة تشرح موقفاً قلما يقوم بذكره العائدون من الحج إلا للمقربين ، فالحاج يحاول دوماً أن يجعل ما تمّ "حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً" ولا يجب أن تقاطع مراسم الاستقبال والحفاوة بذكر مساوئ الرحلة.

أما من ناحية السرد فأنا أحياناً أجد صعوبة في ترتيب المواقف حتى لو قام أحدهم بسردها علي ، ويبدو أن لدى جقل موهبة رائعة فهو لا يسرد بترتيب فقط ، بل ويحبكها حبكة ما بعدها حبكة ويستخدم أسلوباً جميلاً وسلساً لنقل القارئ ما بين الكلمات.

تقبل تحياتي زميلي "جقل" وأرسل التحية للـ"حجّي" صديقك :) .
01-18-2006, 12:13 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Free Man غير متصل
stabile in the instability
*****

المشاركات: 4,483
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #10
عاد صديقي من الحج...
[CENTER](f)[/CENTER]
01-18-2006, 03:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  تكاليف الحج.. إلى أين!؟ بسام الخوري 0 403 12-04-2011, 11:36 AM
آخر رد: بسام الخوري
Information صديقي في السجن الحربي.. AhmedTarek 14 2,548 11-02-2011, 01:29 PM
آخر رد: AhmedTarek
  كُن صديقي عوليس 14 3,232 07-08-2011, 09:28 PM
آخر رد: عوليس
Question لقد إفتقدت صديقي أرجو الإفاده... S E 7 E N 4 1,354 05-05-2011, 12:48 AM
آخر رد: الدرة البيضاء
  هديه الحج الاشتراكي الاوحد 1 625 09-24-2007, 07:29 PM
آخر رد: الاشتراكي الاوحد

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS