الكنيسة الكاثوليكية أعادت إعلان دعمها لنظرية التطور البيولوجية من خلال مقالة تمدح قرار محكمة أميركية رفض فكرة "التصميم الذكي" على أنها فكرة غير علمية.

جريدة الفاتيكان L'Osservatore Romano قالت أن تعليم "التصميم الذكي"، و هي الفكرة القائلة بأن الحياة معقدة لدرجة يتوجب فيها وجود خالق لها، جنبا الى جنب مع نظرية التطور الدارونية هو أمر لن يؤدي إلا الى الارتباك.

و كانت محكمة أميركية في بنسلفانيا في الشهر الماضي قد رفضت طلب مدرسة أميركية تعليم "التصميم الذكي"، مما شكّل ضربة الى جهود المسيحيين المحافظين الذين يريدون تعليم هذه الفكرة في حصص البيولوجيا بدلا من نظرية التطور.

و كان المسيحيون في اميركا يزعمون بالعلن بأن الكنيسة الكاثوليكية، و هي أكبر كنيسة مسيحية في العالم، هي حليف لهم في هذا الموضوع. و لكن مع ان الكنيسة الكاثوليكية هي محافظة من ناحية اجتماعية، إلا أن لها تاريخ طويل في رفض الافكار الاصولية و محاولة تفسير الكتاب المقدس حرفيا، كما في فرضية "الخلق".

"فرضية التصميم الذكي ليست علما و لا يوجد أي تبرير لتدريسها على أنها نظرية علمية الى جانب نظرية التطور،" قالت الجريدة يوم الثلاثاء.

إن نظرية التطور تشكل "المفتاح التفسيري لتاريخ الحياة على كوكب الأرض،" و الجدل الدائر في الولايات المتحدة "تلوثه المواقف السياسية،" يقول فيورنزو فاتشيني، و هو بروفسور في البيولوجيا التطورية في جامعة بولونيا الايطالية. "لذا أعتقد أن قرار القاضي في بنسلفانيا كان صائبا."


و كان هناك سوء فهم حول موقف الكنيسة حين هاجم أحد الكرادلة بعض البيولوجيين، و وضحت الكنيسة الكاثوليكية موقفها من سوء الفهم الذي كان قد حصل في الماضي قائلة أنها لا ترفض نظرية التطور كعلم صحيح، و إنما كانت ترفض أن يستخدمها البعض لتبرير اعتقادهم بعدم وجود اللـه.

و كان القاضي الاميركي في بنسلفانيا قد أصدر حكمه بأن "التصميم الذكي" هي جزء من فكرة "الخلق"، و هو الاعتقاد بأن اللـه خلق العالم كما في الكتاب المقدس، و أضاف بأن هذه أفكار دينية و ليست علمية، و بالتالي فهي خرق واضح للفصل الدستوري بين الدولة و الكنيسة في الولايات المتحدة. "إنها ليست علما، بالرغم من مزاعمهم،" أضاف القاضي.

القراءة الحرفية لكتاب التكوين هي من أحد مبادئ الايمان لدى الانجيليين و البروتستانت، و هم جماعات أصبح لها تأثيرا سياسيا في الولايات المتحدة. و فكرة "التصميم الذكي" لا يوجد لها الكثير من المؤيدين في الغرب خارج الولايات المتحدة.

-- ترجمة مختصرة

(المصدر بالانجليزية)

تحياتي زميل لوجيكال (f)

عند ربط نظرية التصميم الذكي بالأديان تكون قد ربطت بالميتافيزيقيا بشكل ما، و بحسب معلوماتي المتواضعة فالميتافيزيقيا علم، أليس كذلك؟

تحياتي (f)

يمكنهم تدريس هذه النظرية في مادة الفلسفة أو تاريخ الأديان أو في الميتافزيقا كما يقول كمبيوترجي ، ولكن تدريسها في علم الأحياء إلى جانب نظرية التطور سيؤدي إلى إرباك الطلاب، الذين لا يجب أن يلقنوا على كل حال ما يجب أن يعتقدوه، بل أن تقدم لهم المعلومات والنظريات المختلفة كي يحكموا عليها وينتقدوها بأنفسهم، المدرسة تعطي المفاتيح، أما العلم ذاته فتجده في المكتبة، أما الإيمان والاعتقاد فهو قرار وخيار شخصيين وحق فردي.
--------------------------------------------------------------


اقتباس : وضحت الكنيسة الكاثوليكية موقفها من سوء الفهم الذي كان قد حصل في الماضي قائلة أنها لا ترفض نظرية التطور كعلم صحيح، و إنما كانت ترفض أن يستخدمها البعض لتبرير اعتقادهم بعدم وجود اللـه.

_-------------------------------------


هذه هي طريقة عمل الكنيسة الحديثة، تتنازل عن البعض كي لا تخسر الكل .

تذكرني فكرة التصميم الذكي هذه بما درسته في الأحياء في الثانوية عن تلاؤم التركيب مع الوظيفة، لو أضاف الدرس سؤالا إلى الطلبة في آخر المقرر : هل ترى أن هذا يدل على وجود خالق كما يرى البعض؟، فهذا لن يكون إخلالا بالمنهج العلمي ، حيث يحفز الطالب على المقارنة بين ما يسمعه في الكنيسة أو يتعلمه من أبويه وخلافه وبين ما يدرسه في مادة العلوم، لا أن يومن ساعة بأن حواء خلقت من ضلع آدم ويومن ساعة أخرى بأنها تطورت من أميبا ، لكن فرض فكرة وجودة خالق على أن تلك النظرية "التصميم الذكي" إثبات على ذلك في مادة الأحياء هو الأمر غير المقبول .

[quote] shahrazad كتب/كتبت
هذه هي طريقة عمل الكنيسة الحديثة، تتنازل عن البعض كي لا تخسر الكل .

متى سيفعل الجامع او المسجد نفس الشئ,.. حتى لا يخسر فردا واحد ....

(f)

لا أريد للجامع أن يفعل الشيء نفسه، الدين - ومن يمثلونه- إما أن يكون وإما أن لا يكون، ولكن يجب ألا يسمح لأحد بفرض سلطته عليه، سمعت رجل دين مسيحي يقول بأن العلمانية هي فصل الكنيسة عن الدولة، بمعنى عدم تدخل الدولة في شؤون الكنيسة، لأن عدم فصل الدين عن الدولة يعني إما أن يفرض رجل الدين رأيه على رجل السياسة وإما أن يملي رجل السياسة على رجل الدين ما عليه أن يقول وما يجب أن يسكت عنه ، لكن حتى مع استقلال الدين عن الدولة يظل للدين صوته وثقله السياسي كجماعة ضغط ، لوبي، ومكانته في المجتمع التي يخاف أن يخسرها ويتحول إلى مادة في علم الآثار، مومياء تدرس، من حق الناس أن يعرفوا الدين ويتبعونه أو لا يتبعونه، ولكن الدين هو أثر من آثار أجدادنا كي نعرف كيف كانوا يفكرون، وكيف كانوا يعيشون وكيف كانوا يتعلمون، لا يجب أن يخسر هيبته بلا طائل فلا هو يمثل الحداثة ولا هو يحافظ على الأصالة .

تتنازل عن بعض معتقداتها كي لا تخسر ايمان الناس بباقي المعتقدات، النتيجة أنها تفقد هيبتها وبعض مؤيديها دون أن تحظى بمزيد من الإكتراث من سواهم .

الاخت الكريمة شهرزاد
ليس تحاشيا للتصريح او استباقا للنتائج من باب اني محسوب على جماعة (الجامع )
مطلق نظرية في علم الاحياء اذا بلغت درجة اليقين البرهاني والحقيقة العلمية لا يمكن لنا ان نقابلها ونصدمها بالنص الديني
مشكلة الزميل لوجيكال هي هذه
انه يحب المقاربات صدما بين النظريات العلمية والنصوص الدينية في حين ان النصوص الدينية تصرف الى المجاز والرمز لان قضايا الدين (بمفهومنا) لا يمكن ان تتناقض مع قضايا العقل
واحكامه القطعية فاذا تراءى ما ظاهره الاختلاف نأخذ بحكم العقل (القطعي) ونؤل ما ورد بكل سهولة وليس في ذلك مخالفة للدين ولا شذوذ عن قواعده

قد يجد بعض الاخوة المؤمنين مسيحيين او مسلمين حرجا في ترداد مثل هذه البديهيات
هذه نقاط لا بد من التنبيه عليها
لان قضية اصل الانسان هي حجر الزاوية لكل افكار العالم (كما يقول المفكر الاسلامي علي عزت بيغوفيتش )

اعود اليكم لاني احب هذه المواضيع ومناقشتها بهدوء

بس بلا خناق ومهاوشة ها (f)

أين المجاز والرمز في قصة آدم الذي أغرت الحية زوجه التي أغرته بأكل الثمرة المحرمة فنفي إلى الأرض؟
المؤمنون يقولون أن صحة نظرية التطور لا تعني أن هذه النظرية تصدق على الإنسان فهناك حيوانات ظلت قرونا دون أن تتطور، فالثابت في التطور وجوده وكثير من المؤمنين يؤمن بأن التطور موجود في عالم الحيوان ولكن الإنسان بالذات لم يحدث له تطور وإن كان فليس من عالم الحيوان بل من إنسان مثله وبالقطع هو لم يتطور من أميبا .

فالملحد الذي لا يؤمن بنصوص مقدسة يمكنه أن يفترض أن البراهين التي تثبت صحة نظرية التطور تنطبق على الإنسان أيضا كونه لا يوجد تفسير آخر لكيفية ظهور الجنس البشري.

إنه أمر مقرف أن الكنيسة كي تحافظ على مكانتها الإجتماعية تخون تراثها وتتلون كالحرباء وتتشكل كالزئبق كي لا تزول .

الاخت العزيزة شهرزاد
لا انكر ان عناصر كثيرة تستعصي على الفهم في قصة آدم
ما هي الشجرة ؟
ماذا تمثل الحية من رمز ؟
وما هي العلية بين الاكل من الشجرة وبين بدو السوآت
وهل في ذلك رمز الى اكتشاف الانسان لقدراته النفسية ؟
كالخجل والندم والحيرة التي يسببها ذلك الاكتشاف

ثم يتبع بعد ذلك الاسقاط بمعنى الانتقال لان جنة آدم كانت جنة ارضية وليست سماوية كما يتيقن من الايات وتأملها في وصف جنة آدم وما نقل من اخبار معتبرة

(ولذلك شرح آخر ابينه اذا همك الامر )

ثم بعد الانتقال يأتي التكليف بعد تفجر القوى العاطفية والوجدانية الكامنة في الانسان

مع رجائي ان لا نستطرد حتى لا نبتعد عن الموضوع الاصلي
بالنسبة للتطور

نراكم غدا
انشاء الله تعالى