اقتباس:محمد علي لم يشغل نفسه بالتوافه كالمزارات والقبور وحاول أن يتعلم من أوروبا حتي نخرج جميعا من كهف العصور الوسطي الذي كان محمد بن عبد الوهاب يريد حبسنا بداخله
الطباعة لم يعرفها شرقنا السعيد إلا علي يد الفرنجة الكفرة وبعد إختراعها في أوروبا بحوالي ثلاث قرون وهي التي مكنت آل سعود من طبع المصحف
هذا " التسطيح " في تناول الموضوع أمر لا أحبذه تماما ، ومحاولة تذويب الموضوع في توظيف بعض " السخرية " لا يختلف أبدا ، عن استعمال رجل الدين لمفاهيم " الجنة " و " النار " .. لتمرير أفكاره الغير السليمة ، والغير مترابطة .
1- ماذا جنى محمد علي من عدم انشغاله بالتوافه ، ومحاولته التعلم من أوروبا ؟
النتيجة : لا شيء ، فمصر الآن تعج بالمزارات ، إضافة للجهل والفقر والإستبداد .
2- مفهوم " العصور الوسطى " مفهوم ينطلق من الأيديولوجيا المركزية الغربية في التصنيف التاريخي . فيتم تقسيم تاريخ أوروبا إلى عصور قديمة ووسطى وحديثة ، ثم يعمم هذا التاريخ على التاريخ البشري كله .. فكل من عاصر " العصور الوسطى الأوروبية " المحصورة جغرافيا بحدود أوروبا ، يتم سحب كل الاحكام التي أطلقت على هذه العصور .
فالعصور الأولى للحضارة العربية الإسلامية ، تصبح عصورا وسطى ؛ يتحول - بشخطة قلم - القرن الثالث الهجري والقرن الرابع ، إلى عصور وسط محكومة باحكام الجهل والدولة الدينية ..إلخ .
هذا إختزال ، وتبسيط ، يدل على " ارتماء " كامل على قائمة المصطلحات " الاستشراقية " .
وإذا اتضح هذا ، وفهمنا أنه لا وجود لتاريخ عالمي ، بل هناك تواريخ حضارات . وإذا عدنا للسياق التاريخي للحضارة العربية الإسلامية ، التي تواقتت فيها حركتا علي باشا ومحمد عبد الوهاب ؛ نجد أن ثمرات دعوة محمد بن عبد الوهاب ، كانت أنضج وأوفر .
3- مقياس تحديد " الاولويات " من " التوافه " ليس موحدا ، ولهذا لا تملك أي حق لتفرض علي مقياسك وأولوياتك .
فما تراه أنت تافها ، وهو أمر يتحدد بموجبه دخول الفرد جنة او نار ، هو بالنسبة لنصف ، أو أكثر ، أفراد أمتك ضرورة أساسية ، حتى لو كان مقابل الحصول عليها ، عدم اللحاق بالغرب .
أنت لا ترى أبعد من عدد السنوات المتبقية لك في هذه الحياة ، وغيرك يرى أبعد من ذلك بكثير ، وبحسب هذه الرؤية : تتحدد الأولويات والضروريات من التوافه . إما إلقاء الكلام هكذا بإطلاق ، بلا مبالاة ، فهو ينافي أبسط مبدا ، وهو إلغاء المطلق .
4- في الوقت الذي تنفي أي فضل للسعودية في طباعة المصحف ، بالتذكير بان الطباعة منتج غربي ، تقوم بتحويل الغرب مخلوقا فريدا .. وجد من لاشيء ، ظهر - هكذا - من العدم .
الطباعة وجدت قديما في الصين ، ولكنها لم تتطور لأن اللغة الصينية عبارة عن أشكال ورموز ، وليست لغة هجائية " ألفبائية " . والغرب لم يتعرف على " الورق " ولا على أصول فكرة " الطباعة " ، إلا نتيجة التراكم المعرفي الذي اوجدته الحضارات السابقة عليه .
فالأوراق ، اكتشفت صناعتها في الصين ، وانتشرت حول العالم بفضل الحضارة العربية الإسلامية ، بعد انضمام " سمرقند " للإسلام .
هل نقول - جريا على إيقاعك - أنه لا فضل لغوتنبرغ ولا للغرب في المطبعة والطباعة ؟
انا عن نفسي لن أقول ذلك . كل ما هنالك أن الصناعات ليست حكرا على حضارة ، ولا يحق لحضارة ان تدعي لنفسها فضلا كاملا في اختراع أي شيء ، لأن أي اختراع هو نتيجة " تراكم معرفي " بالضرورة .
5- الطباعة حرمها شيوخ الإسلام الاتراك ، وتعرف عليها المصريون والشوام قبلنا نحن السعوديين بكثير . ولكن فكرة " طباعة المصحف " بالطريقة التي تقوم بها السعودية ، لم تأتي إلا منها ، رغم تأخر تعرفها على هذا الوسيط المعرفي .
اقتباس:أو إمرأة تقود سيارة أو دستور للبلاد أو إنتخابات أو أي إنجاز حضاري رغم توفر الإمكانات المادية
يُرجع هنا لمسألة المقياس ، التي تحدثنا عنها قبل قليل .
وأضيف ، إلى الاختلاف بالمقياس ، الخلل بالمقارنة .
أنت تقارن السعودية بغيرها ، وهذه مقارنة ظالمة ، باطلة . أن تقارن دولة لم تدخل التاريخ إلا منذ ستين سنة ، بدول اعمارها مئات السنين .
المقارنة الحقة ، تكون بين السعودية الآن والسعودية قبل عشر او عشرين سنة .
قبل سبعين سنة : قامت حرب بين " الأخوان المجاهدين " - وهم مجموعة من القبائل التي انضوت تحت لواء عبد العزيز أثناء توحيد المملكة ، وبين عبد العزيز .. كانت أسبابها كثيرة منها : "إخلال عبد العزيز بوعده في غتمام الجهاد " ومنها " سماحه بالبرق والهاتف " . جرت معركة تسمى " السبلة " انتصر فيها عبد العزيز . هذا قبل سبعين سنة ، الآن الفضاء العربي كله يعج بقنوات سعودية وإذاعات سعودية .
قبل خمسين سنة عارض رجال الدين فتح مدرسة للبنات ، ولكن الملك فيصل مضى قدما في قراره وفتح المدرسة . والآن ، تشارك المرأة في مجلس الشورى ، وتفوز سيدتي أعمال سعوديات في رئاسة الغرفة التجارية في جدة ، ويتم تأهيل السعوديات لمزاولة مهن فنية وتقنية وغيرها .
السعودية التي كانت صحراء قاحلة ، هي الآن جنة على الصحراء ، وهي اكبر سوق في الشرق الأوسط ، ومتوسط دخل الفرد السعودي يأتي ثالثا او رابعا من بين الدول العربية .
لو نظرت للامر من ناحية : قبل وبعد ، للاحظت تغيرا شاسعا ، ولكنك لا تحب أبدا تغيير هذه الأحكام المعلبة الجاهزة . لن تستطيع أبدا نفي أن الولايات المتحدة الأمريكية خاضت حرب استقلال وحربا اهلية ، وقضت الكثير من السنوات لتصل إلى ما وصلت إليه . ولن تستطيع إنكار أن بريطانيا - وهي بالمناسبة لا تحوي على دستور - قضت السنين الطوال لتتحول من مجموة جزر نائية للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .. وفرنسا تكبدت الكثير من الخسائر لتصل لموقعها في خارطة دول العالم .
لو قارنت بين وضعنا الآن ، والماضي ، لوجدت تحسنا ولاستشرفت مستقبلا جيدا . فارجع لمصر ما بين الحربين العالميتين او مصر في فترة الأربعينيات من القرن الماضي ، عندما كانت الحرية ترفرف باجنحتها هناك ، وكانت مهوى أفئدة كل المنفيين والمحرومين . بينما هي اليوم كما وصفها عبد الرحمن بدوي - فيلسوف العرب الأول : " سجن كبير " ، لا يريد المصري عنه سوى الفكاك . فما كان من هذا الفيلسوف إلا أن رحل عنها إلى بلاد النفط : " ليبيا " ، فـ " الكويت " .
اقتباس:ألم يكن فيصل هو من ساند الإمام المتخلف لليمن ضد مصر بمساعدة أمريكية لضرب عبد الناصرـ هي دي العروبة والإسلام
فيصل وأجداده وأحفاده هم أخطر علي العرب من إسرائيل
هنا تقوم أنت بقلب الحقائق التاريخية ، أنا لا أعلم ماذا يدرسونكم في مناهجكم .
ولكن السؤال الذي سأطرحه : كيف يسانده ضد مصر ، والجيش المصري موجود في اليمن ؟ مالذي أتى به أصلا ؟
وسؤال آخر : هل العرب وحدة واحدة : بحيث يمكن ان يمثل شيئا ما خطرا عليهم بالتساوي ؟ أم ان " الوحدة " هي من مخلفات الفكر الناصري والبعثي ؟ وأن صفة " العربية " التي تلحق بالـ" وحدة " لا يقصد بها سوى عرب مصر والشام والعراق ، ودليل ذلك حرب اليمن التي أشرت إليها ؟
اقتباس:فيصل لم يدفع حياته إلا ثمنا لتخلفه لأن من قتله كان أخوه قد قتل في مظاهرة ضد إنشاء تلفزيون بمملكة الظلام وأنتقم له وأسطوانة منع البترول بقت مشروخة وزهقنا منها
أنتم عمركم في حياتكم خضتم حرب حتي يكون لكم الحق في التحدث وإتهام الأخربن بالخيانة وآل سعودك غارقين فيها حتي أذانهم
والدليل على هذه الثقة بالمعلومات التاريخية أنك لا تعرف من قتله : اخوه أم ابن أخيه ؟!
هل تستطيع تذكيري بمن هم الذي يسلبون الآخر كل فضيلة ، فقط لأنه آخر ؟
شكرا ، و دمت " ليبراليا " " حرا "