{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
احذرو نيتشة _عندما تكلم هابرماس
محارب النور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,508
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
احذرو نيتشة _عندما تكلم هابرماس
فوجئت، ويا لها من مفاجأة سعيدة، ان معرض الكتاب في القاهرة سيحتفل هذا العام بأحد كبار فلاسفة الغرب ان لم يكن أكبرهم في الوقت الحاضر: يورغين هابرماس. فهذا الرجل الذي قارب الثمانين توصل الى مرتبة بلورة نظرية فلسفية خاصة به وتميزه عن غيره. وهي مرتبة لا يصلها عادة الا الكبار من أمثال كانط، أو هيغل أو ماركس، أو هيدغر، الخ.. وهي نظرية العقل التواصلي أو الحواري التي تتناسب مع حاجيات المجتمعات الديمقراطية المتقدمة، ولكنها تصلح لنا أيضا، نحن المتخلفين، اذا ما أحسنا فهمها واستخدامها. فالحوار الديمقراطي بين الذوات العاقلة هو أفضل طريقة لحل المشاكل. ولا بديل عنه الا الطعن والضرب والحروب الأهلية والمجازر. ولكن هل نستطيع ان نتخلى عن نزعتنا الاستبدادية والوحشية المزمنة لكي نتبنى نظرية هابرماس الحضارية والتي تمثل ذروة العقلانية. هذا ما نتمناه ونتمنى في ذات الوقت للمثقفين المصريين حوارا مثمرا مع «كانط الجديد« الذي قضى على العدمية والنتشوية في الغرب وأعاد للعقل التنويري هيبته وثقته بنفسه. نقول ذلك ونحن نعلم ان العقل الغربي تعرض لضربات موجعة كادت ان تفقده صوابه وتوازنه بعد تجربة الفاشية والنازية والحروب الاستعمارية البشعة. نعم لقد انحرف هذا العقل الحضاري في فترة ما وتحول الى عكسه!

ولذا فإن الكثيرين راحوا يهاجمونه بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة. وكان في طليعتهم فلاسفة مدرسة فرانكفورت نفسها. وحسنا فعل المشرفون على تنظيم هذا المعرض عندما ربطوا بين ندوة هابرماس وندوة مدرسة فرانكفورت. فالرجل هو آخر ممثليها الأحياء بعد موت الرواد الكبار من أمثال هوركهايمر، وأدورنو، وماركيوز.. ولكن هنا ينبغي ان نكون حذرين جدا لكيلا نخلط بين الاشياء أو نفهمها بشكل خاطئ. فالواقع ان هابرماس بقدر ما استفاد من مدرسة فرانكفورت بقدر ما انقلب عليها ايضا. وربما كان انقلابه هو الأهم وهو الذي أدى الى انقاذ العقلانية الغربية من براثن العدمية والضياع كما ذكرت آنفا.

لكن هنا ينبغي ان أدخل في التفاصيل قليلا. من المعلوم ان رواد مدرسة فرانكفورت شنوا هجوما ساحقا على عقل التنوير الغربي لأنه لم يستطع ان يمنع حصول التجربة المرة للنازية والفاشية كما كان متوقعا منه: فبعد ان استنارت أوروبا طيلة القرنين الثأمن عشر والتاسع عشر، ما كان متوقعا لها ان تعود الى عصر الهمجية والوحشية مرة أخرى. ولكن هذا ما حصل. ولذلك كفر فلاسفة مدرسة فرانكفورت بالعقل والعقلانية، بالحضارة والتنوير، ووصفوهما بأبشع النعوت في كتابين شهيرين هما: كسوف العقل (تأليف هوركهايمر وحده) وجدلية التنوير (تأليف هوركهايمر وأدورنو معا). وكلاهما كتب أثناء الحرب العالمية الثانية ونشرا بعدها بقليل.

ولكن هذا النقد للعقل الوضعي الرأسمالي البارد الذي لا يرحم كان ضروريا بدون شك. فالحضارة الغربية انحرفت عن التنوير الحقيقي أو قل حرفت عقل التنوير عن مساره الصحيح واستخدمته لخدمة مآربها الخاصة وتكالبها على الاسواق والفوائد والأرباح والتوسعات الاستعمارية، كل هذا صحيح. ولكن فيلسوفي مدرسة فرانكفورت بالغا في نقدهما للعقل الغربي الى حد انهما كادا ان يهشماه أو يحطماه تحطيما بحجة انه فقد انسانيته وفرِّغ من كل المبادئ والقيم.

وهنا يتدخل هابرماس بالضبط لكي ينقذ العقل من براثن هذا النقد الجارف والكاسح الذي كان عبارة عن رد فعل على طرد هتلر لمعظم المثقفين الكبار من المانيا بعد استيلائه على السلطة.

لقد اعترف هابرماس بأنه حصل انحراف للعقل الغربي في مرحلة ما ووافق على نقد هذا الانحراف أو تعريته أو تفكيكه بكل قسوة. ولكنه رفض ادانة العقل العلمي الحديث في المطلق. وقال اذا ما ضحينا بالعقل كردة فعل، أو «كفشّة خلق« كما نقول بالعامية فماذا يتبقى لها؟ وحتى عندما ندين العقل الرأسمالي الجشع والفاقد لكل نزعة انسانية فاننا ندينه من خلال العقل ذاته. وبالتالي فلا يمكن الاستغناء عن العقل اللهمَّ الا اذا أردنا ان نلقي بأنفسنا في أحضان الاسطورة أو الشعر أو حتى الجنون كما فعل نيتشه وهيدغر وفوكو. وعندما وصل الأمر ببعض تلامذة مدرسة فرانكفورت الى حد القول بأن كانط أو هيغل هو المسؤول عن ظهور هتلر قال لهم هابرماس: كفى هراء وهذيانا! انكم لا تفرقون بين الاستخدام النبيل والصحيح لعقل الأنوار وهو الاستخدام الذي صنع كل الحضارة الحديثة، وبين الاستخدام المنفعي والانتهازي واللاأخلاقي الذي قامت به الرأسمالية الاستعمارية في الخارج، أو الفاشية والنازية في الداخل، وبالتالي فينبغي ان نعرف عن أي عقل تتحدثون!

ولذلك بذل هابرماس جهودا مضنية لبلورة نظريته الكبرى عن الممارسة التواصلية أو العقل التواصلي والحواري والديمقراطي الذي هو وحده القادر على انقاذنا من الانحراف والسقوط في وهدة التطرف والتعصب الأعمى بل والجنون المطلق كما حصل لهتلر وموسوليني وكل الفاشية الأوروبية. على هذا النحو وضع هابرماس حداً للنقد التدميري لمدرسة فرانكفورت. وهو نقد يشبه جلد الذات أو التهشيم الذاتي للذات. بل وحمل حملة شعواء على النيتشويين الفرنسيين الذين واصلوا مشروع مدرسة فرانكفورت في تدمير أسس الحضارة الغربية. أنظر بهذا الصدد دعوتهم لتجاوز الحداثة الى ما بعد الحداثة ونفي أي ميزة ايجابية للأولى بحجة السلبيات التي ارتكبتها.

واتهمهم هابرماس بالعدمية السوداوية المدمرة في كتابه الشهير: الخطاب الفلسفي للحداثة وأعاد عندئذ للعقلانية الكانطية والهيغيلية اعتبارها بعد ان صححها ونقحها لكي تتناسب مع عصرنا الراهن. وقال لا بديل عن التنوير الا التنوير ذاته ولكن بعد ان نأخذ بعين الاعتبار كل الانحرافات التي تعرض لها على مدار المائتي سنة الماضية التي تفصلنا عن كانط وهيغل. وحذر من اتباع نيتشه الذي كان أول من دق أسفينا عميقا في مشروح الحداثة الأوروبية. ثم سار على نهجه بعدئذ

كل من هيدغر، وفوكو، وجيل ديلوز، وجاك دريدا، وجان فرانسوا ليوتار، وكل أعداء الحداثة الاشداء. ومعلوم ان نيتشه يتمتع بأسلوب بركاني ذي جاذبية لا تقاوم. ولهذا السبب فإن خطره أشد على العقول فهو يستولي عليك بدون ان تشعر ويأخذك الى حيث يريد.. ولذلك ينبغي ان نقرأه بحذر شديد. ويمكن ان نقول الشيء ذاته عن فوكو أو حتى عن هيدغر والشيء الغريب العجيب هو ان اسلوب هابرماس وكانط وعر، معقد، لا ماء فيه ولا جاذبية. ولكن بإمكانك ان تعطيهما ثقتك كاملة لأنهما لن يذهبا بك الى حافة الهاوية! اما نيتشه فيسكرك بجمال أسلوبه ويتلاعب بك كيفما يشاء ولكن لا تعرف الى أين يذهب بك. ولهذا السبب أقول: اذا كان قلبي مع نيتشه أو هيدغر أو فوكو، فإن عقلي مع كانط وهابرماس!!.


مقالة لاستاذ هاشم صالح في جريدة الشرق الاوسط
(f)
01-26-2006, 10:43 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عادل نايف البعيني غير متصل
Moderator
*****

المشاركات: 834
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #2
احذرو نيتشة _عندما تكلم هابرماس
محارب النور(f)

الله يسمع منك وتثبت هذه النظرية جدواها، وتعيد الأمل لمن يفتشون عن الحقيقة ولمن يبحثون عن طريق الخلاص.
نرجو منك مواكبة هذا المعرض ما دمت قريبا منه وإخبارنا بالجديد عن فيلسوف القرن الحادي والعشرين :
يورغين هابرماس

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة
01-27-2006, 12:27 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
philalethist غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 783
الانضمام: May 2005
مشاركة: #3
احذرو نيتشة _عندما تكلم هابرماس
لقد تحدث المقال طويلا عن "نظرية العقل التواصلي أو الحواري" لكنه لم يشرحها. ما طبيعة هذه النظرية بالضبط؟

لقد أعدت قراءة المقال مرتين ولكني لم أجد أي شرح لها سوى أنها ترفض إدانة العقل وتحميله مسؤولية الفضائع التي عاشتها الانسانية خصوصا في القرن العشرين. لكن أين هذه النظرية بالضبط؟ ما معنى العقل التواصلي أو الحواري؟ تحاور من مع من بالضبط؟

الفكرة العامة في المقال واضحة، أي رفض تحميل العقل التنويري الغربي مسؤولية المآسي التي شهدتها الانسانية في القرن العشرين لكن فكرة هابرماس نفسها غير موجودة في المقال.

هذه جمل فضفاضة ولا تدل على شيء:

اقتباس:ولذلك بذل هابرماس جهودا مضنية لبلورة نظريته الكبرى عن الممارسة التواصلية أو العقل التواصلي والحواري والديمقراطي الذي هو وحده القادر على انقاذنا من الانحراف والسقوط في وهدة التطرف والتعصب الأعمى بل والجنون المطلق كما حصل لهتلر وموسوليني وكل الفاشية الأوروبية.

اقتباس:وقال لا بديل عن التنوير الا التنوير ذاته ولكن بعد ان نأخذ بعين الاعتبار كل الانحرافات التي تعرض لها على مدار المائتي سنة الماضية التي تفصلنا عن كانط وهيغل.


ببالغ الاهتمام أتابع هذا الموضوع أرجو من الزميل العزيز محارب النور أو بقية الزملاء أن يساهموا في تقديم بعض المعلومات عن هابرماس ونظريته الجديدة.

(f)
01-27-2006, 06:16 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
محارب النور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,508
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #4
احذرو نيتشة _عندما تكلم هابرماس
زملائي الاعزاء سوف انبش مكتبات دبي عن كتب هابرماس ,واذا وقع الكتاب نظرية الفعل التواصلي ,سوف اقوم بتلخيص الكتاب الى مقالة .

وقد وجدت هذة الشذرة من نظرية الفعل التواصلي

____________________________________

وتتجلّى أهمية هابرماس الفيلسوف في أنه فتح الفلسفة المعاصرة على نظرية التواصل، بشكلها المتميز، ثم سار بها قدماً، كي تمسّ السلوك الاتصالي، سعياً منه إلى تشخيص حال العالم بشكل عام، والمجتمعات الأوروبية بشكل خاص، ومحاولاً تحليل أسباب ونتائج ما يهدّد الحياة الإنسانية، وبالأخص محاولات تحطيم بنيات الاتصال في خصوصياتها الإنسانية التي ترتبط بالقوى اللاعقلانية في عالم اليوم.
وشكّلت اللغة هاجس هابرماس ومجال اهتمامه، فهي بالنسبة إليه وسيلة وسلوكاً اتصالياً، واستخدمها في نظريته في الفعل التواصلي، التي تنهض على الحوار والتفاهم بين مجموعة المتحاورين في مجتمع الأصدقاء. وسعى في سياق ذلك إلى الكشف عن العقل العملي، الذي يفرض علينا ما نعمله وما نتكلمه، من خلال الاعتراف بالتفاهم والحوار السلمي، وفي ظل ظروف وشروط الاختلاف الاجتماعي والثقافي. وهدف هابرماس من ذلك كله، هو مواصلة تقاليد الأنوار، من خلال نظرية اجتماعية نقدية، تنهض على ترسيخ قيم الحرية والعدالة في الذاكرة الاجتماعية، وتربطها بقوى دولية تمكنها من تفتح نواة الخير العام، والفضاء الذي يتسع للجميع.
إنقاذ
وينطلق هابرماس، من داخل الحداثة وخطابها الفلسفي، محاولاً إنقاذ المشروع الحداثي الأوروبي، ومستخدماً العقل كي يهدم أبنية العقل المتحجّرة والمعيقة، ويحافظ على جوهر الحداثة بعقل تواصلي، مرتبط بالحداثة، ينتجها وتنتجه من خلال بناء مختلف للذات. ويستمد هذا العقل التواصلي معطياته من العقل النقدي للحداثة، التي بينت الطبيعة الاختزالية لعقلانية الحداثة، والتي ارتبطت بالعلم والتقنية. تلك الطبيعة التي أنتجها العقل الأدائي، أي العقل بوصفه مجرد أداة لا غير، ووجوده الكلاّني الذي شيّأ كل شيء يحيط به بما في ذلك العقل نفسه، والعقل التضمني الذي يحاول ابتلاع كل شيء. وعليه وجّه هابرماس نقداً شاملاً للعقل الأداتي ومركزه الفلسفي الوضعي، متبعاً دروب هوركهايمر، وأدورنو، وماركوز، وغيرهم من فلاسفة مدرسة فرانكفورت.
ويقترح هابرماس "العقل التواصلي" كدرب للخروج من فلسفة الذات، من خلال "نظرية الفعل التواصلي" التي تعدّ قراءة جديدة للفلسفة الأوروبية، تظهر فيها الحداثة ـ في التحليل الأخير ـ كتحقيق لنظرية الفعل التواصلي، "على أن تفهم التواصلية خارج كل ذاكرتها الاصطلاحية وتاريخها المفهومي". وترمي التواصلية إلى بناء مختلف للذات عبر "عقل تواصلي" يتجاوز الذات الضيقة، ويشكّل نسيجاً من الذوات المتواصلة. ويستمد العقل التواصلي إمكاناته من العالم المعيش، ويؤسّس عقلانية تقوم على التلاحم الذاتي، يكون فيها العقل مصدر كل القرارات.
هذا العقل التواصلي مدعو إلى تجوز عقل متمركز على الذات، ووظيفته التغلّب على مفارقات وتسويات نقد للعقل ذاتي المرجع، وكذلك التخلص من كل إشكالية العقلاني. "ويتطلب الفعل التواصلي، كما تدلّ تسميته، تحطيم دوائر الانغلاق سواء جاءت من العبارة أو رموزها الواقعية أو ممثليها المنفذين"، بوصفه نموذج الفاعلية الموجهة نحو التفاهم. وما هو أساسي في نموذج التفاهم هذا، هو الاتجاه الأدائي الذي يتبنّاه المشتركون في التواصل، حيث ينسّقون مشاريعهم بالاتفاق في ما بينهم على أمر ما موجود في العالم، ويعول هابرماس على التوافق الفكري بين الفاعلين، لأن الفعل التواصلي يتطلب وعياً وإرادة لتحقيقه بين "أنا" و"آخر"، حيث أنا عندما أقوم بالكلام، والآخر الذي يتخذ موقفاً ازاء كلامي، نعقد كلانا، الواحد مع الآخر، علاقة بين شخصينا، في تبادل يتوسطه اللسان، يتيح للذات أن يكون لها مقابل ذاتها، كأننا متحاوران أحرار في جمهورية حرّة وسقراطية.
إضافة إلى ما سبق، فقد تناول هابرماس جملة من المسائل الراهنة، التي تثيرها قضايا مختلفة، كالمادية التاريخية وتطوّر البنى المعيارية، والتاريخ والتطوّر، وقضايا الشرعنة في الدولة الحديثة، ودور الفلسفة داخل الماركسية، والتطور كدياليكتيك.
إن فيلسوفاً في قامة يورغن هابرماس، يعرف جيداً أن مقاربة هذه المسائل تقتضي الاستناد إلى مقاربات العلوم الاجتماعية المعاصرة، وإلى منهجيتها، بغية الكشف عن المعيقات المفهومية، التي تقف حائلاً أمام إعادة البناء الشاملة للماركسية. وهي فعالية بدأها منذ بداية مشواره الفلسفي في مدرسة فرانكفورت، وتتمحور حول النهوض بمهمة التخلص من الحواجز الإدراكية أمام الفاعلية التواصلية، بوصفها فاعلية للتحرّر من كل مظاهر الايديولوجيا وإحالاتها الميتافيزيقية.
الفرد والجماعة
من جهة أخرى، يعتبر هابرماس الفرد والجماعة مبدأين أساسيين، لا يجوز مقابلتهما ضدياً، بل يجب النظر إليهما بوصفهما ثنائية أصلية في الديموقراطية. وبهذا يتجاوز هابرماس الفكرين: الليبرالي الذي يعلي من شأن الفرد على حساب الجماعة، والماركسي الذي يعلي من شأن الجماعة على حساب الفرد. ويشترط القبول بمبادئ المساواة والاستقلالية، بوصفها مبادئ مؤسسة للمجتمع الديموقراطي. غير أنه إذا كان التوافق يتيح قيم الاندماج والاستقرار بين مكونات الجماعة، فإن ذلك لا يعني التسليم بأن التراضي شرط لشرعية الجماعة أو شرط لوجودها. من هنا لا يجوز وضع الأمّة أمام الدولة ولا الدولة أمام الأمّة.
ويعتقد المؤلف أن التصوّر الديموقراطي التواصلي الذي يقترحه هابرماس يؤكد على المؤسساتية في دولة القانون الديموقراطي وإجراءات التداول التي تلزم تقديم الحجة لتبرير شرعية القرارات، فضلاً عن أن التصور التفاعلي يتمركز فيه التواصل ما بين الذوات المشاركة على حيازة تصور عقلاني كوني للإرادة العامة، وليس على المعتقدات الخاصة بكل جماعة.
المقارنة
ويتبع المؤلف أسلوب المقارنة ما بين النموذج الديموقراطي الكلاسيكي والنموذج الديموقراطي التواصلي لإعادة تأويل موضوع حماية الحقوق الفردية، إذ أن الحقوق السياسية للتواصل والمشاركة، ومنها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يمكن اعتبارها شرطاً وضمانات لا بد منها للاستقلالية الديموقراطية، والتي لا تمكن ممارستها إلا على قاعدة الشك الدائم وإعادة السؤال فيها باستمرار.
ويبقى التفكير في شرعية القانون في المجتمعات الديموقراطية، خصوصاً من جهة تفعيل مقتضيات المساواة والاستقلالية بمبادئ أخلاقيات النقاش، شيئاً ضرورياً لا بد منه. لذلك يتوجب تفعيل الديموقراطية نتيجة استمرار الصراع الدائر بين تعدّد المصالح وجبروت قوى السوق والاستبداد السياسي القائم في مواضع عديدة من العالم، وخصوصاً في بلداننا العربية، حيث تأتي الديموقراطية بوصفها سؤال الضرورة للخلاص من الاستبداد وفتح الطريق أمام مختلف القوى الاجتماعية والسياسية المكبوتة للتعبير عن ذاتها، فضلاً عن أن الديموقراطية التداولية ترسي حق المجتمع المدني بكافة مستوياته وتشكيلاته في تأسيس فضاء عام للتداول، يقدم فيه الأفراد وجهات نظرهم والحلول التي تمكنهم من التحرّر من منطق الأنظمة الشمولية المستبدة، بعد عجزها وفشلها في بناء دولة لجملة مواطنيها. في حين تتيح الديموقراطية للأفراد حق إحكام تدخلهم في محيطهم وإسماع صوتهم، وتوسيع مجال الحرية والمسؤولية والمحاسبة، وهي لن تستطيع ذلك من غير الاستقلالية والمساواة اللتين تعرّفانها. ويكمن دور فلسفة التواصل النقدي، التي اجترحها هابرماس، في نقد الديموقراطية التمثيلية، وفي محاولة تحرير مجال الاتصال الإنساني من قبضة العقل الأداتي والتشيؤ والاغتراب.
___________________________________

ولكن بعد قراءة سريعة اجد ان روح عمانوئيل كانت تدور حول هذا الفيلسوف فكرة البرلمان العالمي,حكومة مختارة من قبل شعوب الارض كلها ,اجد روح كانت قوية وحاضرة في سياق فكرة.

زائد بعض افكار بوبر ,كارل بوبر عن اسطورة الاطر واسس الحوار بين الانا والاخر ,وتحطيم كل فكرة مسبقة للمتحاورين عن بعض ,مزج بين فكر بوبر وكانت هذا ما الحظة هنا.

كانت هو ابو الاتحاد الاوربي ,بكل عظمتة وزحمة الحالي ,سياسة المرونة والدبلوماسية ,والرخاء الاقتصادي ضمن سياق اشتراكية ناعمة .

محارب النور

(f)
01-27-2006, 11:25 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
abu yasaar غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 53
الانضمام: Jan 2006
مشاركة: #5
احذرو نيتشة _عندما تكلم هابرماس
هذه اول مشاركة لي في منتداكم الجميل, شدني كثيرا الموضوع حيث اني قرأت هذا الموضوع لهاشم صالح , فأنا من المتابعين لكل ما يكتبه هاشم صالح. هاشم صالح كاتب سوري تلميذ ومترجم المفكر محمد اركون. عدا عن ترجماته وشروحاته الرائعة جدا لمحمد اركون هو شخص ذو اطلاع واسع على الفلسفة الاوروبية ويكتب عادة بشكل دائم في جريدة الشرق الاوسط , بامكانكم بسهولة الحصول على مقالاته من خلال البحث عن اسمه في موقع الجريدة ستظهر لكم كل مقالاته.

اقتباس:هذه جمل فضفاضة ولا تدل على شيء:

philalethist

اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
ولذلك بذل هابرماس جهودا مضنية لبلورة نظريته الكبرى عن الممارسة التواصلية أو العقل التواصلي والحواري والديمقراطي الذي هو وحده القادر على انقاذنا من الانحراف والسقوط في وهدة التطرف والتعصب الأعمى بل والجنون المطلق كما حصل لهتلر وموسوليني وكل الفاشية الأوروبية.
[/QUOTE]

عندما يقوم هاشم صالح بكتابة هذه الجملة فانه يستند الى هابرماس نفسه الذي يعتبر ان نيتشة هو المسؤول عن ظهور هتلر. أي اننا عندما ندمر العقل على طريقة فوكو ودريدا ورثة نيتشة, فانه لن يبقى لنا الا اللاعقل. عندما يعلن احدهم أن" العقل هو القمع " ماذا ننتظر بعد ذلك؟

اقتباس:اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
وقال لا بديل عن التنوير الا التنوير ذاته ولكن بعد ان نأخذ بعين الاعتبار كل الانحرافات التي تعرض لها على مدار المائتي سنة الماضية التي تفصلنا عن كانط وهيغل.
[/QUOTE]

بالنسبة لهابرماس " التنوير مشروع لم يكتمل "على عكس مايدعي ورثة نيتشة بانه ينبغي رميها منادين ب " مابعد الحداثة ". ولذلك هو يحاول اعادة العقل الى مساره بعد ان اصابه الغرور " او انه العقل وقد جن جنونه" او يحاول تحريرنا من العقل " الأداتي" الذي يسعى للهيمنة.

هابرماس يدعونا الى التحرر من منظومة الفكر التجريبي الذي يحصر رؤيتنا للعالم بذات تقوم بفعل تجاه موضوع. اما الفعل التواصلي فانه يقوم على التفاهم اي لايمكن فرضه من قبل احد الطرفين. فهدف العقل التواصلي ليس الهيمنة بل الوصول الى التفاهم.

شكرا محارب النور على نقلك لهذا المقال الجميل

02-01-2006, 01:55 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  لقاء بين هابرماس وطارق رمضان . فيصل وزوز 1 1,203 03-24-2009, 10:15 PM
آخر رد: فيصل وزوز
  صديقي يورغن هابرماس Awarfie 7 2,925 01-17-2009, 05:29 PM
آخر رد: Awarfie
  بين هابرماس وكارل أتو آبل : إمكانية تبرير فلسفي لمبادئ ملزمة كونيا Obama 1 1,583 10-26-2008, 04:39 PM
آخر رد: Obama
  كانط في فضاء هابرماس لايبنتز 1 1,630 03-20-2008, 07:34 PM
آخر رد: لايبنتز

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS