اقتباس: Logikal كتب/كتبت
المشاكل الاقتصادية و السياسية و الزفتية و المتنيلة بستين نيلة، كلها تبدأ بالفكر يا عزيزتي. اذا كان المبدأ الفكري الذي سنبدي عليه الحضارة معتوها، فلن ينفع شيء.
كالمعتاد.. أنت تضع العربة أمام الحصان!! هل أنت مادي حقاً أم مثالي أم ماذا؟؟!! هل تطور المجتمعات هو ما يطور الأفكار أم العكس؟؟!! تذكرني فكرتك هذه بأول موضوع درسناه في قسم علم الإجتماع في الجامعة, وهو الفرق مابين الفكر المادي والفكر المثالي المتمثل في أفكار هيجل ومن ينتمون لنفس مدرسته في التفكير, والذين حاولوا إثبات أن الوعي, يسبق الوجود. وهي الفكرة التي إذا ما مديناها على إستقامتها لأصبح من المنطقي أن يكون هناك اله أو أي قوة ميتافيزيقية أخرى. لست فيلسوفة ولا أريد أن أحول الشريط لمناقشة فلسفية, لكني أتمنى أن تراجع فكرتك التي تتناقض وقناعاتك الحالية في الحياة, بل هي تتناقض منطقياً واسمك الجميل لوجيكال ..
[/quote]
كوني قلت ما قلت عن القرآن لا يعني أني معجب بأي كتاب خرافي آخر أو أني أفضّلهم عليه. ركزي معايا شوي. أم أنك تريدين أن أعطيكي لائحة بكل المداخلات و الاشرطة التي انتقدت بها الانجيل؟؟
أصلا اوروبا لم تتطور علميا إلا بكسر قيود الكنيسة.
[/quote]
أوروبا كسرت قيود الكنيسة -وهي لم تكسرها تماماً بالمناسبة- لأن طبيعة المجتمع نفسها إستدعت ذلك, إنتقلت من المجتمع الإقطاعي للرأسمالية التي تحتاج مرونة أيديولوجية -فيما يخص الدين- تتناسب وتطور المجتمع نحو الرأسمالية وليس العكس. فالبشر –إذا ما نظرنا لتطور تلعلاقتهم بالنصوص الدينية تحديداً- غالباً ما يفسرونها بما يتوافق ومتطلبات حياتهم الآنية. أنظر لليمين المحافظ في أمريكا مثلاً وتفسيره للدين المسيحي الذي يتمسك به بقوة ويعتبره رافداً هاماً من روافد مصالحهم الإمبريالية. قارن هذه الحالة, بلاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية وتفسيرهم لنفس النصوص الكتابية للدين المسيحي والذي توافق وحركة التحرر والمقاومة للإمبريالية. قارن أيضاً بين مفهوم الإسلاميين الأصوليين للإسلام وعلاقة تفسيرهم للقرآن بواقع مجتمعاتهم, وبين رؤية الشرائح العليا من الطبقات الوسطى من الإسلاميين الإصلاحيين والذين لا يرون الدين إلا في إطار الأخلاقيات ويعارضون أي تفسيرات راديكالية للدين خوفاً على مكتسباتهم الإقتصادية في إطار المجتمع الرأسمالي. مرة ثانية أنت تقع في فخ المنطق المثالي في تفسير الظواهر الإجتماعية وهو منطق أراه متعارضاً تماماً ورؤيتك للدين بشكل عام.
[/quote]
و الذي يؤيد حماس لمجرد أنها حركة مقاومة ضد الاسرائيليين، فهذا ما أراه واقعا مأسوايا بحق. خلاص يعني.. طالما ان حماس تقتل اليهود و تحاربهم، فنحن معها. هذا اسمه قصر نظر.
[/quote]
الرؤية الفردية في تفسير الوقائع المجتمعية هي ما أراه قصراً حقيقياً في النظر!! يعني أن تمر مرور الكرام على جملة "حركة مقاومة ضد الإسرائيليين" وكأنها فكرة عارضة, هو الأمر المأساوي فعلاً!! لا يمكننا النظر "للإسرائيليين" بوصفهم أفراداً!! هم ينتمون لكيان صهيوني عنصري استيطاني زرعته الإمبريالية العالمية في المنطقة لحماية مصالحها العالمية, ومقاومة هذا الكيان المفتعل هي مقاومة ضد الإمبريالية العالمية, سواء أخذت طابعاً إسلامياً, أو مسيحياً أو إشتراكياً.
حماس, برغم إختلافي مع أيديولوجيتها وتكتيكاتها وطبيعة عملياتها الإنتحارية, وبرغم قناعتي بأنها بوصولها للسلطة ستقدم تنازلات ضخمة يفرضها عليها واقع وجود "الدولة" الصهيونية, إلا أنها حركة مقاومة إكتسبت تعاطفاً ومصداقية لدى الجماهير الفلسطينية لأنها –للأسف- الوحيدة على الساحة!! ولا أملك أنا أو أنت أو أي تيار سياسي حق تجاهلها. الحل المنطقي الوحيد لهذه المعضلة المرهقة, ان نساهم في بناء حركة مقاومة علمانية تفهم طبيعة الإمبريالية وتقدم نموذجاً حقيقياً للنضال الجماهيري الحقيقي بلاً من حالة الرعب واللطم على الخدود التي نمارسها لنفرغ خوفنا وغضبنا من ضعفنا وعصبويتنا.
[/quote]
و ايران خير مثال. لن يفرح شيوعيو الشرق الاوسط إلا بعد أن يتحول الشرق الاوسط كلها الى منطقة خلافة اسلامية و يتعلقون هم على المشانق. بعدها لنراهم يصفقوا للإسلاميين و للمقاومة الاسلامية.
من قال أني اختزلت قضية فلسطين في الويسكي؟ لا تخلطي كل الاوراق ببعضها و كل مداخلاتي ببعضها هكذا.
[/quote]
أغلب شيوعيون الشرق الأوسط, يرون أن الحركات الإسلامية هي حركات فاشية ذات طابع اسلامي!! فلا تقلق عليهم, لأنهم مازالوا يفكرون بنفس طريقتك "التجرديدية" للأمور. وحرياتهم الشخصية بالنسبة لهم, هي أهم من بناء حركة مقاومة يشارك فيها جميع التيارات السياسية المناهضة للإمبريالية وذيولها في المنطقة. بل ان الشيوعيون المصريون مازالوا لا يستطيعون تجميع أنفسهم على مواقف محددة في الكثير من الأمور البديهية.
أما عن التعليق على المشانق, فنحن معلقون على المشانق بالفعل, وفكرة أن الأنظمة الإستبدادية التي تحكمنا هي أفضل من وصول الإسلاميين للسلطة, هي وهم حقيقي يعيش فيه المثقفون النخبويون ممن يفكرون مثلك. وهي أيضاً فكرة ساذجة لم ولن تخدم سوى مصالح حكومات المنطقة التي تستخدم الإسلاميين كفزاعة لإثارة رعب العلمانيين لضمان إبقاءهم في جحورهم خوفاً من قطع أطرافهم في الميادين العامة!! الفكرة كوميدية حقاً, لأنها تتجاهل العنف اليومي الذي تواجهه الجماهير على يد حكوماتها "العلمانية"!! وكلامي هذا بالمناسبة, لا يعني أنني أساند الإسلاميين أو أراهن على "ديمقراطيتهم" في مقابل هذه الحكومات, نحن هنا لسنا في ماتش كورة قدم لنشجع فريق على حساب فريق آخر!! الأمر أعقد من ذلك بكثير.
أي قراءة موضوعية للواقع, تخبرنا أن الحركات الإسلامية –خذ الإخوان المسلمين في مصر مثالاً- مستميتون في محاولة تقديم تيارهم بإعتباره تيار يسعى "للإصلاح" وليس للتغير الجذري. أي أنهم يسعون لمحاولة إصلاح النظام القائم وليس هدمه, ويظهر هذا في تكتيكاتهم العملية وتصريحات قياداتهم التي تؤكد أهمية فتح السوق وطمأنة المستثمرين ولا تعادي "الرأسمالية" كنظام إقتصادي عالمي. هم يعرفون جيداً –الإخوان- أن فرصة نجاحهم في الإستمرار –حتى لو نجحوا في الوصول للحكم- مرهونة بقبول الرأسمالية العالمية وإطمئنانها لوجودهم في السلطة. كما أن إستيلاؤهم على السلطة, يحتاج لمعركة دموية مع النظام القائم والذي يمتلك ويتحكم في كل مؤسسات الدولة من شرطة وجيش وإعلام وما الى ذلك, هذا في نفس الوقت الذي نعرف فيه جيداً أن تداول السلطة "سلمياً" في الشرق الأوسط هو أشبه بأفلام الخيال العلمي!! بل هو خيال علمي في كل دول العالم, هل تتخيل أن تتنازل الإمبريالية العالمية عن السلطة للشيوعيين في أمريكا مثلاً؟؟!! الم يدوروا فيهم ذبحاً وتنكيلاً في ثلاثينيات القرن السابق؟؟!! ما بالك بنظام ديكتاتوري كالنظام المصري!!
حتى لو إفترضنا أن الإسلاميين نجحوا في الوصول للسلطة في مصر عن طريق إختراق مؤسسة الجيش, ماذا سيقدمون للشعب المصري الذي ينتظر تغييراً جذرياً في توزيع الثروة؟؟ هل هم قادرون على تحدي الرأسمالية العالمية مثلما فعلت الثورة الإيرانية في بداياتها قبل أن تتراجع بقوة الأن؟؟! وهل تعتقد أن الجماهير التي مرت بتجربة التغيير التي نتحدث عنها أملاً في حياة أفضل, ستصمت بعد أن يبقى الوضع على ماهو عليه؟؟!! إحتلال في العراق وإبادة جماعية في فلسطين وفقر وذل وإنبطاح في مصر وباقي دول المنطقة؟؟!! لن يستمروا!! وهم بالمناسبة يفهمون ذلك جيداً لأنهم ليسوا أغبياء كما تصورهم الميديا الغربية العنصرية.
[/quote]
ماما أميركا فعلا مخطئة بمساندة المملكة البدوية السعودية و جمهورية مصر الديمقراطية الحرة.
لكن طالما أن المبدأ الفكري القرآني قائم، فلن ينجح العرب في التعامل لا مع اميركا و لا مع البطيخ. سيبقون في تخلفهم.
الأساس هو المنهج الفكري أولا و أخيرا، و أنتِ أدرى. [/quote]
ماما أمريكا لم تخطئ بالمرة في مساندة الديكتاتوريات العربية!! هل تصدق هذا الكلام؟؟! هم يحاولون إبقاءها في السلطة بكل الطرق الممكنة لأنها لا تخدم سوى مصالحهم. هم من ساندوا صدام حسين في الإستيلاء على السلطة لمحاربة الثورة الإيرانية التي نجحوا في إنهاكها وإستنزافها, وهم من يساندون مبارك وآل سعود بل والقذافي أيضاً لضمان قمع الشعوب العربية المعادية لمصالحها!! الإمبريالية العالمية لا تعرف سوى لغة المصالح يا لوجيكال, لا يهمها ديمقراطية ولا إصلاح ولا أي كلام فارغ من هذا!! لو كان محمد نفسه الذي رسموا رأسه على هيئة قنبلة على قيد الحياة وكان مفيداً لمصالحها لأطالوا ذقونهم وصلوا الفرض بفرضه خمس مرات كل يوم!!