جقل
عضو متقدم
   
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
ثامر و قدمي الرئيس..
ثامر و قدمي الرئيس..
"ثامر" و أرجو أن تلفظوا الأسم صحيحا بالثاء المعجمة و ليس بالسين المهملة و هو أسم ذو ايحاء قوي و مؤثر,ثامر ذو بشرة شديدة الأسمرار و ملامح متجهمة مقطبه و شارب يشبه الى حد بعيد شارب صدام حسين لا يجلس ثامر إلا بطريقة شبك الأقدام مع بعضها "التربيع" و إذا تربع ثامر و أسند ظهره للجدار يمكنه أن يستمر كذلك ساعات و ربما ايام كلاعبي اليوغا الذي يثبتون على وضعية واحدة لمدة طويلة و لكن ثامر يثبت بجسدة و هيئته "المتربعة" و يطلق للسانه عنان الحديث يتكلم ثامر بشكل متدفق حار , و ما أن ينتهي من أول حديث يحدثك به حتى تنسى تعابيره العابسة المقطبة و يتحول شارب صدام حسين خيوط متراقصة على وقع كلماته الضصاحكة و حديثه المسلي المتخم بالهزل..كان ثامر مهرجا بملابس جلاد قاس.
تعرفت الى ثامر عندما كنت في "العسكرية" و العسكرية و تحديدا الدورة التدريبة التي تبدأ بها أحوج ما تكون الى شخص كثامر يبدد الوقت الذي لا يريد أن يتحرك و يهز التقاويم المعلقة عند رأس كل "طالب" فتكرج الجمعة ورائها جمعة و تفلت رزمة الأرقام الصلبة القاسية.كان ثامر يفترش "بطانية" و يسند الجدار بظهره في وضعية التربيع المفضلة و يقص علينا "أحسن القصص" فينتزع من افواهنا الإبتسام بقوة ثم يحول الإبتسام الى ضحك و قهقهة مجلجلة دون أن تهتز شعرة واحدة من شارب ثامر و دون أن تتحرك خلجة واحدة في جسدة.كنت أنظر أليه بفم مفتوح مستزيدا مما يقول و أحاول تقليد جلسته الفريدة فلا أكاد أثبت خمسة دقائق حتى أجد نفسي قد غيرت من وضعيتي عشر مرات.
ثامر كالجليد يحتفظ بذات الوجه في كل الظروف صباحا و مساءا عند "العقوبات" الجماعية و الفردية كان ينبطح و يستلقي و يتلقى "سطول" المياه الباردة بذات القسمات المحايدة و شارب صدام حسين ثابت في مكانه لا يتزحزح, لم أتفاجىء كثيرا عندما رفع ثامر يده بعد طلب قائد الدورة ممن يحسنون "النحت" ذلك,كنت متأكد أن ثامر ابعد ما يكون عن "الفنون الجميلة" و حتى القبيحة ولم اخشى عليه و أنا أعرف أن في جراب الحاوي الذي يملكة الكثير ليكون الأمر "بردا و سلاما" عليه".خرج ثامر من الصف و أقترب من قائد الدورة تحدثا قليلا ثم ذهبا بعيدا و ثامر يشوح بيديه أمام قائد الدورة و كأنه يشرح له شيئا.
مضى وقت الإستراحة بطيئا مملا أفتقدنا جلسة ثامر الطريفة و بدأ الفضول يأكلنا لمعرفة اين ثامر و ماذا طلب منه قائد الدورة و علاقة كل ذلك بالنحت.خمنا اشياء كثيرة لعل قائد الدورة يريد تمثالا نصفيا لشخصة أو احد أفراد عائلته أو ربما يريد تزيين صالون منزلة بمنحوتات من الجص و كنا أعتدنا على طلبات قريبة من هذه, فقد جمعنا يوما بشكل مفاجىء ليسأل عمن يملك زمرة دم "بي" سالبة, خرجت مع الخارجين و كنت أريد أن اقضي بعض الوقت خارج أمكنة التدريب,قادونا بسيارة عسكرية كبيرة الى مستشفى المدينة و تبين أن سيارة صدمت ابن قائد الدورة و يريد متبرعين بالدم الأصابة لم تكن خطيرة و لا تستدعي نقلا للدم, و لكن ساهم بعضنا بضرب السائق المتسبب بالحادث الذي تكور كالعصفور في الزاوية.
أخترق عريف الدورة غيمة الملل التي ظللت روؤسنا و نادى بصوت عال بأسمي "واوي" سيادة قائد الدورة بدو ياك"....تحركت مسرعا كما تتطلب قوانين الحركة أثناء الدورات العسكرية,أدخلني عريف الدورة الى مبنى القيادة و هو مبنى ممنوع دخوله منعا قطعيا ثم أنحرف بي الى صالة جانبية وقف في وسطها قائد الدورة و بجانبه ثامر و هو يحدثة كصديق قديم.شاهدني ثامر فأومأ بيده نحوي و تحدث مع قائد الدورة قائلا هذا هو الواوي يا سيدي بموضع النحت و الموازييك و الحفر على الخشب "بلوة مصبرة".لم يلتفت قائد الدورة نحوي بل وجه كلامه الى ثامر :حسنا..أنجز العمل بسرعة فليس لدينا وقف..ثم خرج من القاعة بخطا منتظمة تليق بقائد عسكري مهيب.
نظرت الى ثامر بتوجس و ريبه و قلت "شو القصة اياك ان تورطني أنا ماني قد فوتاتك...؟لم يتخلى ثامر عن الحزم المزروع على جبهته فوضع يده على كتفي و اشار بيده الأخرى الى تمثال للرئيس في صدر القاعة لم أنتبه الى وجوده إلا بعد أن أشار أليه ثامر,كان تمثالا بالحجم الطبيعي يرفع الرئيس جبهته بشمم و يشير بأنفه الى صدور أعدائه و يعقد كفيه أمام بطنه متأخذا أقصى درجات الجدية, النصف الأسفل من تمثال السيد الرئيس كان مخطى بقطعة قماش كبيرة و كأنها :تنورة" لفت على خصره.سألت ثامر و ماذا سنفعل...أجاب ثامر بهدوءه المعهود اقدام السيد الرئيس كبيره قليلا سنصلحها له.
يتبع..
|
|
02-16-2006, 11:34 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix
عضو رائد
    
المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
|
ثامر و قدمي الرئيس..
يا جقل،
أكمل..
:)
أتابعك من فترة..
في النص هذا، أضعتك ياجقل :(
يعني أسلوبك وكلماتك أحسها ألطف وأقرب لروح امرأة .. يا أما إنك بتحب "ثامر". يا بتحب مرحلة العسكرية هذيك.. أو أي أمر آخر مكثف عاطفياً سنكتشفه في نهاية التتمة..
بس بجد فرحانة..
حسيت انك تشابهني :23:
خاصة في:
اقتباس:تعرفت الى ثامر عندما كنت في "العسكرية" و العسكرية و تحديدا الدورة التدريبة التي تبدأ بها أحوج ما تكون الى شخص كثامر
(f)
|
|
02-17-2006, 01:20 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
جقل
عضو متقدم
   
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
ثامر و قدمي الرئيس..
أبو أبراهيم...
عوافي..يا زبون العوافي
أيبلا...
ناحتي هذا النوع من التماثيل لا يملكون من الموهبة إلا بالقدر الذي يملكة ثامر....و الواوي
روزا لوكسمبورج....
وجد ثامر أن الإجتثاث أفضل من إعادة التشكيل أرجة أن يكون حل ثامر أرضاك..
ميند
أهلا بك...و الحقيبة ستتلاحق حلقاتها حتى أنتهي...لأني رح "أفقع منها "
أرابيا فليكس..
ذهبت بعيدا....ولكن
بحياة فطمطم إذا وجدت وقتا إقرأي بلوزة سوداء 1-2 و كذلك 3 و إذا بدك منحكي بعيدن..
أما أن أشبهك فلا أعتقد أني بذلك الجمال..
أتابع..
حل ثامر الإزار الذي يغطي القسم السفلي من تمثال السيد الرئيس ووضعه جانبا , بدا القسم الأسفل من التمثال و كأنه لا ينتمي الى القسم الأعلى سيقان قصيرة و منتفخة و كأنه مصاب بالدوالي و أقدام ضخمة متورمة كمن تلقى لتوه ضربا شديدا "بالفلق",ركبتي التمثال كانتا منحنيتين يظهر الرئيس بهذه الوضعية و كأنه مستعد "ليقرفص" و هناك شيئا متكلسا في ركبتيه يمنعه عن "القرفصة " الكاملة,كان التمثال شديد التناقض قسمة الأعلى لا ينتمي الى قسمة الأسفل و قسمه الأسفل يكاد يهرب من القسم الأعلى ,و يمكن التخمين أن أن الفنان الذي نحت القسم ألأعلى يختلف عن الشخص الذي "نجر" القفسم الأسفل, و لكن النظر الى التمثال بوضعة الحال يبعث على الضحك للوهلة الأولى شيء خفي مبعثة الوجود في في حضرة الرئيس ينتزع الضخكة من بين الأسنان و يلقيها أرضا مخلفا شعورا بالإثم لوجود مثل هذا التمثال "المسخ".
نضرت الى ثامر و شعور بالخوف يجتاحني بعد أن ضحكت قليلا و لكن الشعور بالخوف كنس كل أثر للضحك , ملامح ثامر المتحجرة لم يطرأ عليها أي تغير وحافظت كل خطوط وجهه الى وضعها التقليدي , غالبت شعور الحيرة و الخوف و سألت ثامر مسنفزا أي كلمة منه : مذا سنفعل...و كيف سنصلح هذه "الخربطة",نظر ألي ثامر و ما زالت تعابيرة متخثرة على أنفعال واحد لا يتغير و قال "بسيطة....سنظربه على رجلية حتى يستقيم" , غالبت ضحكة أن تفلت مني و أشرت له بيدي أن يخفض صوته , و لكنه لم يلتفت ألي و أقترب الى أقرب نقطة من التمثال و أشار الى وسطة وتابع نظريته في إصلاح التمثال" نقطع له هذه الزيادة..من هنا...و نكسر قليلا من رجليه..و قد يحتاج الأمر أن نخلع حذائة و نضع له واحدا جديدا.."
أعاد ثامر جميع عباراته أما قائد الدورة بل و تمادى الى حدود أعمق عندما بدأ يشرح له وضعية القرفصة التي يعيشها تمثال الرئيس و ضخامة ساقيه و تورم قدمية و الحالة المزرية لركبتيه , و بدا في أقصى حدود الجدية و هو يتابع شرح الخطوات التي سيقوم بها لإصلاحة أتخذ ثامر وضعية الفنان بعد أن يتقمصة شيطان النحت و أستخدم يديه بأقصى أتساعهما و تابع شرحه قائلا: هذه الخامة من الغرانيت الهش سريع التفتت و قليل القدرة على الثبات أمام عوامل الطبيعة ستؤثر عليه مياة الأمطار و حتى درجات الحرارة المنخفظة ستحفر فيه أنفاقا صغيرة تجعله عرضة لبيوض الحشرات و الهوام لذلك يفضل طليه بمواد خاصة ليصبح أكثر قدرة على المقاومة أما القسم الأسفل فسنجرب المبرد لنأكل بعض قدمية و لا مهرب من تكسير شيئا من ساقية و ترقيعه بمادة مساعدة , كان قائد الدورة يتلقى سيل العمليات التي ستجرى على التمثال بكثير من الإنتباه و هو لا يقوى على النظر في عيني ثامر مباشرة كان يرمق التمثال و يقيسة من أعلى الى أسفل بعينيه و يتشاغل بجس جسد الرئيس و هو يهز رأسه موافقا على كل ما يقوله ثامر, بينما كنت أكتم الضحكات الى بدأ تضطرم في صدري تريد الخروج على شكل موجات مقهقهة و أحاول أخفاء نفسي بعيدا عن ناظري قائد الدورة لكي لا ينكشف أمري.
كتب ثامر لائحة بالمواد التي يجب تأمينها و سلمها الى قائد الدورة فصرف القائد مبلغا من المال لثامر و أعطاه مطلق الصلاحية في الدخول و الخروج الى مركز التدريب ساعة يشاء حتى الإنتهاء من التمثال و كان ثامر قد طلب أن أكون مساعدة و طلب أن أتواجد معه دائما ليكون العمل أسرع و أكثر تقنية.كنا ندخل و نخرج من الباب الرئيسي لمركز التدريب بكل حرية و لا يتطلب الأمر أكثر من كلمة "تمثال" و ما أن يسمعها الحرس حتى يأذنوا لنا و بعد أيام قلائل أصبحنا زبونين دائمين نخرج صباحا و لا نأتي إلا في ساعات المساء ,و قد كان الخروج من مركز التدريب يتطلب حركات "لوجستيه" معقدة تتضمن القفز و الزحف و الشقلبة و أشياء أخرى كثيرة أما الآن فيمكن تجاوز كل شيء بمجرد لفظ كلمة واحدة "تمثال".
مضى الوقت سريعا و ثامر لم يلمس التمثال إلا في المرة الأولى عندما فك تنورته ,كنت أحس بالتوتر و الخوف مع مضي الوقت سريعا و الوقت يمضي أسرع و أنا خارج المركز بعد أن كانت الثواني تتجلد كالجبال القطبية في الداخل و كانت أعصابي تلتهب كلما وقع ناظري على التمثال و هو "يقرفص" منتضرا مبضع ثامر ,لم يكن حال ثامر أفضل من حال التمثال فقد حافظ على هدوءة و كأن مياها بارة تسري في عروقة كنت أسأله بلهفة و خوف شديدن ثامر..ثم ماذا ماذا سنفعل ,لم يتجاوز ثامر أن يهز رأسة و يبدأ بقص حكاية على سبيل الترضية فأقاطعة بشدة مستفسرا عن الخطوة التالية , و عندما لمس إصراري على معرفتي الخطوة التالية نظر في عيني مباشرة و قال بهدوءة المعهود :عندما يحين موعد الخطوة التالية ستعرفها. و لم أجرء بعد ذلك أن أسأله عن الخطوة التالية.
أمضينا أكثر من شهر داخلين خارجين بدون أستئذان رأس مالنا كلمة "تمثال", حسدنا جميع زملائنا الآخرون و هم يرمقوننا من بعيد نتبختر على الطرقات العامة للمركز نسير "هونا" بعكس الأوامر التي تشدد على السير عدوا حثيثا. دخل ثامر الى مكتب قائد الدورة أمضى بعض الوقت ثم خرج و معه قائد الدورة يستمع إليه بأهتمام شديد توقفا قليلا ثم صافح مدير الدورة ثامر و عاد الى مكتبه ,أشار ثامر ألي أن أتبعه فتبعته صامتا ,ذهبنا الى المدينة أشترى ثامر منشارا كهربائيا و عدنا الى المركز ساعدت ثامر في "بطح" التمال أرضا و ما أن أستلقى على ظهره حتى أستل ثامر منشارة الكهربائي و قطع التمثال الى قطعتين أستعمل قائد الدورة القسم السفلي كطاولة جانبية لأكواب القهوة و الشاي و نقل القسم العلوي الى مدخل قاعة الشرف بعد أن بنى له ثامر منصة عالية.
|
|
02-17-2006, 11:32 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Arabia Felix
عضو رائد
    
المشاركات: 2,085
الانضمام: May 2002
|
ثامر و قدمي الرئيس..
اقتباس: جقل كتب/كتبت
أرابيا فليكس..
ذهبت بعيدا....ولكن
بحياة فطمطم إذا وجدت وقتا إقرأي بلوزة سوداء 1-2 و كذلك 3 و إذا بدك منحكي بعيدن..
أما أن أشبهك فلا أعتقد أني بذلك الجمال..
جقل ياصديقي،
إذا رأيتك أقرب حساً للمرأة وألطف في أسلوبك هذه المرة، فأحمد الله أو نفسك أو غيرهما كثيرا :cool: .. لا ده انت تروح لثامر يعملك تمثال.. لأنك تستحق مادام صرت أقرب للمرأة :23:
بالحقيقة، يعني انك موهوب ومتعدد المفاجآت..
سأفعل .. بل سأرتدي بلوزتك السواء لو أحببت..
وعندما قلت لك (أشعر بأنك تشبهني).. أقصد انك صرت ساهم الكلمة ثاقبها .. متخلخل في زوايا العقل والوجدان :cool: (عجبتك الكلمتين دول).. ههههههههههههه
بجد..
أصبحت أكثر قدرة على امتلاك اعجابي واعجاب الكثيرين هنا.. ومن انا لأعجب أو لا أعجب.. لكنها كلمة صدق وددت قولها..
تسلم وفطمطمك أيضاً (f) (f)
|
|
02-18-2006, 12:05 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}