الزميل الكريم "قعقاع":
شكراً لتفاعلك من جديد
اقتباس:الصدفة لا تحكمها أيّة قوانين!
ونظرية الاحتمالات أبعد ما تكون عن أن تحكم الصدفة، ولكنّها مجرّد طريقة للتوقّع، نستفيد بها عند تصميم أيّ نظام بحيث نقلّل نسب الخطإ المتوقعة!
ماهي الصدفة إذاً بمفهومك، لأننا إذا لم نعترف بأن الصدفة محكومة بقوانين الاحتمالات فسنراوح بمكاننا.
أما الاحتمالات فليست نظرية بل قوانين أو علم رياضي بحت، أنت تتحدث ربما عن الإحصاء وهو العلم التجريبي المتأسس على الاحتمالات.
اقتباس:كيف تملك الأحماض الأمينية القدرة على التكاثر أو الانقسام؟
لم أقل أن الحموض الأمينية تتكاثر قلت بعدة مواضع مايلي:
بدأت من خلال "حيوات" بدائية بدءاً من الحموض الأمينية، أي أتحدث عن أشكال للحياة متكونة من حموض أمينية، فالبروتين نفسه أيضاً متكون من حموض أمينية.
أما عن "مطلقة" تعرضها كأنها مسلمة أن التكاثر لا يمكن أن يحدث بدون DNA فلقد عفا عليه الدهر كما يعترف بنفسه هارون يحيى ثم يعود عنه بقوله ولنفترض ذلك صحيحاً، فهل يعترف به أم ينفيه لم نفهم.
اقتباس:فمن الصعب تكوين الحمض النووي الريبي
هذا الكلام غير صحيح من هارون يحيى وهذا ما ذكرته في مداخلتي أعلاه، فلقد تم تشكيل الحمض الأميني الريبي فعلاً مخبرياً في التسعينيات ، Thomas Cech و Sydney Altman ونالوا عليه جائزة نوبل ,
أما اقتباس العالمين جيرالد جويچ وليزلي أورغال فهو غير أمين ويعود للستينيات ولقد قام ليزلي أورغال نفسه بتجارب على الـ RNA التي فسرت قدرة الـ RNA على التكاثر أو الانشطار بوجوده وسط حمضي أميني.
أما كيفية الوصول لهذه الحيوات فلقد تم تفسيره منذ التسعينيات من خلال الاصطفاء الطبيعي و الاحتمالات.
أما عن السؤال كيف "قررت" الـ RNA ذلك فهي لم تقرر بل تشكل عن وجودها الوظيفي نفسه، أي أن وجودها بحد ذاته هو حامل لوظيفة التكاثر. فخلال الكميات الهائلة للمواد العضوية التي تشكلت فإن القادر على التكاثر بقي ولسبب بديهي أن تكاثرها يجعلها مستمرة.
الكلام اللاحق كله غير صحيح ويؤكد أن هارون يحيى يجتر كلام الخلقيين منذ أربعين سنة ومن الجريء أن يقتبسوا من كلام "جاك مونود" أكثر المدافعين العلميين عن الصدفة والتطورية وهو الذي يرفض تماماً تدخل الفلسفة بالعلم. لنقول أنها سخرية القدر.
على هارون يحيى أن يعيد اقتباسات العلماء لسياقها لكي لا يبدو كمن يقتبس طول كتابه ما لا معنى له ثم يضيف بنهاية كل فقرة آية قرآنية.
عليه أن يعيد قراءة نتائج العلوم الحديثة وعدم خلط الاقتباسات بعضها ببعض بل الوقوف على التجارب العلمية.
نتيجة عن هذا الجزء:
لا يوجد أي اعتراض علمي صحيح لهارون يحيى.
لا يوجد لديه فهم صحيح للاحتمالات وربطها مع نظرية التطور.
يعود لحلقة مفرغة بكلام يناقض أوله آخره. ككلامه:
"إذ لا يمكن ترجمة الشفرة ونقلها بدون هذه المركبات.. ولكن متى وكيف أُقفلت هذه الدائرة المفرغة؟.. من الصعب جدا مجرد تخيل ذلك"
فبداية الكلام هو كسر لهذه الحلقة:
"حتى إذا افترضنا وجود تكرار ذاتي للحمض النووي الريبي (RNA) في العالم البدائي ووجود أحماض أمينية عديدة من كل نوع جاهزة ليستخدمها الحمض النووي الريبي،"
رغم أن الكلام غير صحيح علمياً كما كررت سابقاً. فالحمض الريبي أنتج فعلاً مخبرياً.
التي يعيد لنقضها بنفسه دون أن يقدم أي تفسير منطقي علمي لنتيجته الغريبة.
ويكرر هارون يحيى عدم فهمه لما يقوله علماء البيولوجيا بأن الحيوات الأولى ليست الـ DNA وتطورها لتصبح فيما بعد وتشكل هذه الـ DNA.
إنه كمن يقول كيف تفسر الـ DNA تشكل العين الدقيق في معرض حديثه عن تشكل الـ DNA المعقدة ذاتها.
شي "بيجلط" :)
نواصل:
اقتباس:لو آمنت مثلي بوجود إله يوجه هذا المخبر الكوني، فإنّ جملتك صحيحة 100%!
أمّا إن كنت تقول هذا ككلام إنشائيّ، فأنت تقرّ هنا بحقيقة خطيرة: أنّ الصدفة أكثر حنكة من العلم والعلماء، وهذا يقتضي توفير ميزانياتنا التي نهدرها على المعامل والأبحاث وترك كلّ شيء في مكانه في مختبر الكون العظيم، لنحصل على تكنولوجيا مبهرة!!
المخبر الكوني قيل ليس بشكل إنشائي ككلام هارون بل بشكل علمي، أي بالظروف المعقدة التي تحكمه. أما الحنكة فليست من مجال العلم بل التأويلات.
لا معنى لكلامك : " وترك كلّ شيء في مكانه في مختبر الكون العظيم، لنحصل على تكنولوجيا مبهرة"
لأنه من ناحية فلقد حصلنا على مخابر لعلمائنا من خلال تطور الكون نفسه ومخبره العظيم نفسه فلسنا ومخابرنا إلا نتيجة لتطور الطبيعة.
إسقاط فهمنا لتكون الأشياء على الكون لا قيمة علمية له. لأنك تفترض مسبقاً أن هناك عقل مدبر لتشكل الكون. وهذا علمياً لا يبرره شيء. وهذا له مجال آخر وهو الفلسفة.
اقتباس:أريد أن أعرف بطريقة علمية، لماذا يستحيل تجمّع كتلة من السيليكون والشوائب والعوازل معا لتكوين بروسيسور، في حين يمكن علميا تجمّع سلاسل كربونية في أحماض أمينية لتكوين بروتينات وإنزيمات و DNA و RNA في تركيب يسمى الخلية، يتغذى ويخرج ويتنفس ويستجيب للمؤثرات ويتكاثر ويموت؟!
لو لديك كلام علمي فمرحبا به.. أما أيّ كلام ينتمي ((للعقل التبريري)) فهو مرفوض في هذا الموضوع!
هنا أنت تخلط أمرين:
الأول هو أني لم أقل باستحالة تجمع السيليكون والشوائب والعوازل لتشكل بروسيسور. قلت أن مثالك لا معنى له.
الثاني: أننا نعرف كيف يُصنع البروسيسور بشكل علمي ونعرف مصدره. ولسنا نقوم بتأويله. بينما الخلقيون يقومون بفرضية لا مصدر لها.
أنا وأنت نعرف كيف نشأ البروسيور ولدينا حتى وصفته العلمية التي قام بها الإنسان نفسه، فهل لديك الوصفة العلمية لنشوء الـ DNA بغير تلك النظريات التطورية؟
أنتم فقط تعارضون نشوءها بالوصفة التي تعرضها علينا العلوم. وتقولون هذا غير صحيح.
ما الذي نحن أمامه:
1- بروسيسور وسيارات وتلفزة نحن من اخترعها ونعرف بشكل دقيق كيف تُصنع (هذه وقائع لا نظريات).
2- ومن ناحية أخرى لدينا إنسان وكائنات عضوية موجودة ونحاول تفسيرها علمياً (من خلال نظريات بيولوجية. وهذا كنظريات أينشتاين ونظريات الميكانيك الكوانتي .. الخ)
3- وماذا يفعل الخلقيون؟ يقولون أن نظريات التطور غير صحيحة، رافضين كل التفسيرات والدلائل العلمية ويعتمدون على مقابلة لا معنى لها علمياً بين صناعة إنسانية ووقائع العالم الحي.
اقتباس:هذه مغالطة رأيتكم ترددونها في ردودكم في المواضيع السابقة.. وهي التفريق بين الصدفة وبين الظروف المحيطة!
إنّ وجود الظروف المحيطة الملائمة هو نفسه صدفة (في نظريتكم).. وإلا كان مدبرا من قبل خالق!
هذه ليست مغالطة، هي التفريق العلمي بين مجالات مختلفة فالصدفة هي قوانين الاحتمالات التي تحكم على حوادث معينة ضمن ظروف معينة مختلفة. قانون الاحتمالات لا يختلف باختلاف الظروف ، إن تطبيقاته هي التي تختلف.
مثلاً موضوعك أيضاً حول الـ NAND تحكمه الصدفة وتختلف به الظروف، ويبدو أنك أغفلت مسبقاً ظروف معينة وهي الوجود الإنساني الذي يتدخل كظرف مادي وهو الظرف الذي يزيد من احتمال نجاح تركيب جهازك.
اقتباس:.. علينا أن نعيد التفكير كالتالي:
- من الممكن لأيّ شيء أن يحدث (باحتمالات قد تئول إلى الصفر).
- لكنّ العقل البشري مركّب بطريقة لا تقبل هذه الاحتمالات الضئيلة، لأنّه لا توجد أيّ قواعد علمية تتفق مع هذا!
- لماذا لا توجد هذه القواعد العلمية؟.. لأنّ العلم نفسه حصيلة عقلية تجريبية.. وأيّ تفاصيل لا تخضع للعقل والتجريب لا تدخل في نطاق العلم الحالي!
- لا بأس.. فلنطوّر العلم.. لا مشكلة: سأقبل نشوء الخلية بالصدفة، لكن عليك أن تقبل ظهور البروسيسور بالصدفة!.. هذه صدفة وهذه صدفة!!.. هذه ظروف محيطة وهذه ظروف محيطة!!.. وإن زعمت أن الواقع ينفي فرضي، إذن فأنت محصور معي في نطاق الواقع، ولم نستطع تجاوز تركيبنا البسيط
كلامك السابق غير مترابط. مع ذلك سأحاول فك شيفرته والإجابة عن بعض ما فيه:
- نعم كل شيء ممكن الحدوث باحتمالات مختلفة، لكن إذا أُثبت أن ظروف تشكله تقارب الاحتمال من الصفر رغم عامل الزمن فيصبح تكونه أو احتمال تشكله مهمل.
- العقل البشري ليس مشكل من مواد مباشرة وأكرر أنك هنا تعتمد على محرك الصدفة بكلامك وتهمل من جديد أهم ما بنظرية التطور وهي الاصطفاء الطبيعي. فالصدفة وعلوم الاحتمالات لا تقول بأن المخ يتشكل هكذا بأي ظروف كانت مباشرة من مواد وذرات. بل من خلال عملية معقدة بفترة أربعة مليارات سنة ومن خلال محرك إضافي يلغي مباشرة الاحتمالات الضارة بالحياة والتكاثر وبقاء النوع.
أنا أقبل ظهور البروسيسور بالصدفة لأنه ناتج أصلاً عن صدفة هي ظهور الإنسان.
وهنا أنا أبسط فلست من قال بنشوء الإنسان بالصدفة أصلاً. أنت من يقول ذلك.. أنا أقول أن الإنسان نتج عن عملية تطور تحكمها محركات الصدفة والاصطفاء الطبيعي.
وأكرر لك نحن نعرف كيف نشأ البروسيسور وقولي بأن الإنسان صنعها هو ناتج عن بدهية معرفتي المسبقة بذلك.
استغرابك لنشوء البروسيسور بدون تدخل إنساني (وليس الصدفة) ليس ناتجاً عن استحالته المنطقية أو العلمية ولكن ناتج عن معرفتك بأن الإنسان صنعه.
اقتباس:ومن السهل اختراع احتمالات أقل من ذلك بكثير.
فقط تخيل احتمال أن يلبس سكان عاصمة عربية يقطنها مليون شخص ثيابا معينة!!!!))
هذا الكلام لا ينتج إلا من احتمالين:
1- جهل قائله بالإحصاء.
2- أو ثقته بجهل سامعيه بها!
يبدو أنك لم تفهم المثال ولم تضعه ضمن سياقه. ولن أناقشه هنا لأنه لا علاقة له بموضوعنا ولا أريد تشتيت الموضوع .. ربما أخصص له أو يأتي كاتبه ليناقشك هنا لأنك بما قلت بعده تبدي جهلاً كبيراً بموضوع الاحتمالات.
اقتباس:نحن بدأنا بفرض.. هذا الفرض احتمال عشوائي ويجب أن يضرب في الاحتمالات الناتجة! (في هذه الحالة يجب أن نعرف كلّ أنواع الظروف التي يمكن توافرها، واحتمال توفر ظرف واحد منها فقط.. واضح أنّ عدد الظروف سيكون عدادا مذهلا يكاد يكون لا نهائيا
صحيح ولذلك ذكرت ببداية كلامي أن المثال تبسيطي، والحقيقة أني توقعت إجابتك وهي تنسف بذلك نصف حجج الخلقيين، فكيف حسبوا احتمالاتهم حول تشكل خليه أولية وهم لا يعرفون ظروفها وجميع الاحتمالات الممكنة ؟
من ناحية أخرى من أين أتيت باحتمالات لا نهائية؟ لا يمكن ذلك عند وضع عوامل نهائية. فأنا وضعت شروطاً بسيطة يمكن التحقق فيها من التجربة خلال سنوات، إذاً حين نعقد التجربة فيمكن الوصول لنتائج باحتمالات كبيرة خلال ملايين السنين.
أما بقية حججك فهي تناقض أبسط المراقبة للطبيعة فتلاؤم الظروف واستقرارها خلال فترة طويلة هو ما نعرفه عن الطبيعة، والانتقال لظروف مختلفة يحتاج لأسباب وهي نفسها التفاعلات الكيميائية والتي تقوم بتحويل الظروف بشكل تدريجي. بل أن عكس الظروف التي أفرضها والتي تفرضها أنت تحتاج لمدبر. وغياب هذا المدبر يؤكد ما قلته أنا.
مثالك عزيزي القعقاع يؤكد كلامي لا يعاكسه فأنا فرضت مثالاً بسيطاً. أما خلال الظروف الحقيقية فإن علوم الاحتمالات وضمن الظروف (التي لا تسمح بكل الاحتمالات) تؤكد على إمكانية نشوء الحموض الأمينية البروتينية والتي كما قال دوريمي تم تشكيلها ضمن الظروف المفترضة لنشوء الأرض مخبرياً.
اقتباس:أحكام غريبة للغاية!
إذن ماذا كنت أقول لك أعلاه؟
إنّ استنتاجك هذا مجرد رأي شخصي، ناتج عن طريقتك في قراءة المعطيات!.. أو عن تأثير إعلامي معين يريد أن يحجب عنك الحقيقة!
بلى حتى الآن لم تعطني نتيجة علمية تنقض التطور، كل ما فعلته أنك أولت مفاهيماً خاصة لك لا يوجد بها أي علمية.
نقض الفرض يكون بإيجاد مثال علمي ينقضه. مثلاً أن نقول بأنه مخبرياً أو علمياً ثبت استحالة تشكيل الحموض الأمينية وللأسباب الآتية ... ثلاث نقاط.
اقتباس:لا توجد علاقة واضحة بين المعطيات والاستنتاج!
وجود بروتين يؤثر في الخلايا لا يعني أيّ شيء على الإطلاق!
هذا البروتين ينتقل عن طريق التناول.. مثله مثل أيّ سم أو مركّب ضار، أو حتّى دواء!!
فهل تقول بأنّ هذا البروتين حيّ، ولديه القدرة الذاتية على نسخ نفسه؟
أم أنّه مجرد مادة ضارة تؤدي لاختلال في وظيفة الخلية؟!
بلى أن هذا البروتين ينسخ نفسه بتحويل غيره.
ثم أني أعطيت النتيجة في البداية وهي تعقيد علم البيولوجيا، ذلك أن هذا الاكتشاف حير العلماء وأنه ليس فقط الميكروبات أو الفيروسات قادرة على التكاثر والتأثير المباشر على المادة الحية.
اقتباس:أشكرك على أمانتك في انتقاد الفرض.. في الواقع إنّ المشكلة ليست بسيطة أبدا.. فنحن لن ننتظر بروتينا واحدا بالصدفة، بل ملايين وملايين، نحتاجها معا لتكوين خلايا..
المشكلة أنّ هذه البروتينات مختلفة الأنواع.. وعلى كلّ نوع منها أن تتوفّر له ظروف تكوينه، وأن تنتهي فور تكوّنه.. هذه تبدو فانتازيا لو انتظرناها بالصدفة.
وأشكرك من ناحيتي على سوء تفسير كلامي.
أولاً يبدو أني أتحدث ساعات لتقول بأن هذا استنتاج لعدم نشوء البروتين بالصدفة؟؟ هل قلت أصلاً بأن الصدفة هي المحرك الوحيد لنشوء البروتيين ، وهل فهمت من كلامي أعلاه بأن البروتيين لا يمكن إنتاجه مخبرياً.
أما كلامك التالي : "
المشكلة أنّ هذه البروتينات مختلفة الأنواع.. وعلى كلّ نوع منها أن تتوفّر له ظروف تكوينه، وأن تنتهي فور تكوّنه.. هذه تبدو فانتازيا لو انتظرناها بالصدفة."
فيعكس جهلاً بالبحوث العلمية بالمجال. فوجود أول بروتيين وآلياته يمكن أن ينتج عنه بقية البروتينات ولسنا بعدها بحاجة لظروف خاصة بكل بروتيين ولقد تم إثبات ذلك بالملاحظة والتجربة المخبرية.
فلقد تم فعلاً تشكيل بروتينات من أخرى بفعل الأنزيمات وتم ملاحظة تطور البروتينات وتركيبتها في أوساط أمينية معينة وهذا هو أساس علم التطور (الطفرات).
تحياتي الخالصة.