بغض النظر عن مسجد جكارة او المسجد الاموي في دمشق او غيرها من مواضيع تثبت الصراع الحضاري و الديني داخل المجتمع الواحد دعونا نعود الى قضية التسامح بموضوعية :

التسامح الديني هو تقبل تواجد الدين الآخر و عاداته و قيمه جنبا الى جنب مع الدين المسيطر في بلد ما .

نلاحظ عبر التاريخ بان قضية التسامح تلك كانت تقوى و تضعف بمقدار التوازن بين قوتي الدينين المتجاورين . فعندما كان الاسلام في بدايته ، كان ضعيفا ، و كان على استعداد لتقبل تواجد دين مجاور و أفضل اثبات على ذلك اعتراف الاسلام بالدينين المسيحي و اليهودي و مشروعيتهما في جواره . و لكن نلاحظ انه مع مرور الوقت و نمو الاسلام و انتشاره بقوة ، أصبح قادرا على ازاحة بقية الاديان المجاورة من طريقه . و بدلا من الكذب على الذات و انكشاف الكذبة لم يستطع الدين الاسلامي انكار مشروعية تواجد الدينين اللذين سبق ان اعترف بهما فأوجد صيغة جديدة يتعامل بها معهما ، و كانت تلك الصيغة ان اتهم اتباعهما بانهما لم يتبعا الدين الحقيقي و ان المسيحيين ضالين لانهما ألها المسيح و كذلك اليهود قد ضلوا لانهم شذوا و مالوا عن الدين اليهودي الحقيقي .

و هكذا نجد بان التسامح الديني لا يمكن ان يحدث الا عند توازن القوتين لدى فريقي الدينين المتواجدين و متى تغلب دين ما فهو سينتهك حرمة بقية الاديان و يشكك بها و يغمطها حقوقها . و تاريخنا العربي مليء بالاثباتات التي تدل على الهيمنة الاسلامية على المسيحيين و مضايقتهم و قليلة الاوقات التي كان ينتشر فيها التسامح و هي الاوقات التي تكون فيها العلاقات مع الغرب متسمة بتوازن يفرض نفسه على العرب مجبرا اياهم على احترام المسيحيين . اما اليهود فلم يتمتعوا باي احترام الا في العقود الاخيرة و خاصة بعد ثيام دولة اسرائيل و تبنيها من قبل الصهيونية العالمنية التي جعلت كل دول العالم تهتم باليهود أينما كانوا و تتهم بالعنصرية كل نظام سياسي يحاول أذيتهم !

ولا يمكن ان يحدث تسامح ديني الا في المجتمعات العلمانية الديموقراطية حصرا !


مع التحية (f)

إنه جامع التوحيد وله تسمية شائعة هي جامع الأربع مآذن أما تسمية جامع الجكارة فهي تسمية غير شائعة إلا اللهم عند بعض المتطرفين من الديانتين الذين هم قلة لحسن الحظ في مدينة حلب.
وللعلم ليست هي الحالة الوحيدة فمثلاً دير الفرانسيسكان مثلاً يجاور عدة جوامع في منطقة غالبية سكانها من المسلمين. ومنطقة السريان مليئة بالكنائس والجوامع المتعانقة.
عموماً لا توجد في حلب منطقة تحتوي على "غيتوهات" دينية فمنطقة جامع التوحيد هي بالفعل تسكنها غالبية مسيحية ولكن توجد عائلات مسلمة كثيرة بجوارها وكذلك مناطق السريان والسبيل والعزيزية..
نعم مدينة حلب هي أحد أمثلة التعايش الديني الجميلة في منطقتنا العربية..

[quote] نسمه عطرة كتب/كتبت
اياااااااااااااااااااااااااد

وهو : جامع الجكارة . !! ( هل يوجد من لايعرف ماذا تعني هذه الكلمة ؟؟!!
موتني من الضحك ....ا:lol2:
..........................................

تحياتي نسمة عطرة (f)

معك حق , شي بيموت من الضحك :lol:

تحياتي للجميع

اقتباس:  معتزل   كتب/كتبت  

اقتباس:وكأن المسيحيين رأفوا بحال المسلمون عندما وصلوا إلى دمشق وليس عندهم مكان يعبدوا الله فيه . فعطفوا عليهم وتنازلوا للقائدين العربيين !! خالد بن الوليد وعبيدة بن الجراح وجيوشهم طوعاً عن تلك الكنيسة وقد مانع المسلمون في البداية ثم وافقوا مرغمين حتى لا يقال أنهم يرفضون الهدية !!؟؟ وقد يصل التجهيل بالبعض أن يقول لنا انظرو إلى ضريح يوحنا المعمدان المدفون في " المسجد الأموي " أليس هذا دليل على التسامح إذ أنه دفن في المسجد وكأن المسجد كان مسجد يوم دفن !!

من اين اتيت بهذه القصة ؟؟

هذه القصة من اختراعي أو بالأحرى رواية على طريقتي لما حدث عندما احتل العرب دمشق .

والقصة الحقيقية هي أن خالد بن الوليد احتل دمشق عنوة عن طريق باب شرقي و دخل المدينة حتى وصل إلى " كنيسة حنانيا " وهي المسجد الأموي الحالي وتلاقى هناك مع أبو عبيدة بن الجراح الذي دخل دمشق سلماً نتيجة خيانة أحد أبنائها وعن طريق باب الجابية . فاحتل خالد بن الوليد نصف الكنيسة وحولها إلى جامع ثم وفي فترة لاحقة أكمل أحد الخلفاء الأمويين على الجزء المتبقي من الكنيسة وضمها إلى الجامع الأموي المعروف .

(ملاحظة هذه الرواية من الذاكرة فأتمنى أن لا أكون أخطأت في التفاصيل .)

اياد (f)

كل ما قلته يا اياد صحيح و لا غبار عليه ..
فالمسجد الاموي الحالي .. كان في العهد الآرامي معبد لعباده آلهه المطر و الخصب لتلك الحضاره .. ثم في العهد الروماني ما قبل المسيحيه تم انشاء على انقاض ذلك المعبد الارامي .. معبد اخر و اسمه جوبيتر ..
و من ثم تم تحويل المعبد بعد ذلك عند دخول المسيحيه الى سوريا الى كنيسه .. البعض يقول ان اسمها كنيسه يوحنا المعمدان .... او كما اسلفت كنيسه حنانيا .. باللغه الاراميه انذاك التي كانت لا تزال منتشره في المناطق الجنوبيه من سوريا الكبرى
ومن ثم عندما دخل المسلمون الى دمشق .. قاموا بقطع جزء من الكنيسه و اقاموا على هذا الجزء جامع .. لم اعد اذكر ما اسمه انذاك..
لكنهم في عهد على ما اذكر .. الوليد بن عبد الملك تم ضم ما تبقى من الكنيسه التي كانت مركز عباده للمسيحيين في دمشق الى الجامع و من ثم البدء في عمليات التوسع و البناء .. و قد تمت تسميته في ذلك الاثناء جامع الوليد .. ثم بعد ذلك تحول الى اسم الجامع الاموي ..

بمعنى اخر .. في عز الدوله الاسلاميه كان هناك تطرف و عنصريه في حق المسيحيين و غيرهم من اتباع الديانات الاخرى .. و هذه المقولات عن التسامح الديني نوع من التخدير الفكري .. الذي مارسه الدينيون عبر العصور و لا يزالون ..


شكرا يا اياد على امانتك التاريخيه
(f)

ياريموتا وإياد الخطيب

ما حصل فعلاً هو: كانت مدينة دمشق محاصرة أثناء الفتوحات الإسلامية ، وكانت على وشك أن تفتح - وكان هناك في نفس الوقت مفاوضين من الحامية الرومانية يفاوضون الجيش الإسلامي على التسليم لعدة أيام بدون أن تتوقف المعركة

تمكنت إحدى سرايا الجيش الإسلامي من اقتحام سور دمشق بدون علم المفاوضين المسلمين واحتلت في تقدمها مراكز هامة منها نصف مساحة المسجد الأموي، وصل الخبر إلى المفاوضين الرومان بدون أن يصل إلى العرب وعلى رأسهم قائد الجيش

وافق المفاوضين الرومان على التسليم وتخلوا عن كثير من شروطهم المسبقة - وبعد توقيع المعاهدة وصل الخبر إلى قائد الجيش الآسلامي فتم الاتفاق على أن ما فتح حرباً يبقى بيد المسلمين وما تم تسليمه يبقى بيد أهالي دمشق المسيحيين ومن ذلك نصف مساحة المسجد الأموي

حول المسلمون هذه المساحة إلى مسجد وظل نصف البناء مسجداً ونصفه كنيسة لعشرات السنين

في عهد الوليد بن عبد الملك طلب سكان دمشق المسيحيون مبادلة نصف المسجد الآخر بكنيسة عزيزة جداً عليهم كانت ضمن الأرض المفتوحة حرباً وهي تسمى اليوم كنيسة باب شرقي - وهي أكبر في المساحة والأهمية بالنسبة إليهم - وتم ذلك بالتوافق ولصالح المسيحيين وبطلب منهم

لأن المسلمون يحترمون الدين المسيحي ويعترفون بأنبياء الله المرسلين إلى المسيحيين فقد أبقوا على قبر النبي يحيى عليه السلام (يوحنا المعمدان) في مكانه ضمن المسجد وما زال هناك للآن - وبنى الأتراك فوقه قبة خضراء داخل المسجد

القصة - والمسجد والقبر وكنيسة باب شرقي باقية إلى يومنا هذا دليلاً على التسامح والوفاء بالعهد واحترام الآخروعلى الـCoexistance

والله متم نوره ...

اقتباس:  عبـــاد   كتب/كتبت  
 
في عهد الوليد بن عبد الملك طلب سكان دمشق المسيحيون مبادلة نصف المسجد الآخر بكنيسة عزيزة جداً عليهم كانت ضمن الأرض المفتوحة حرباً وهي تسمى اليوم كنيسة باب شرقي - وهي أكبر في المساحة والأهمية بالنسبة إليهم - وتم ذلك بالتوافق ولصالح المسيحيين وبطلب منهم
...

ممكن تعطيني مرجع كلامك هذا لأنه اول مرة اسمع هالقصة الغريبة

سأحاول ان اجد الوقت لاضع لك القصة الصحيحة وليس النسخة المنقحة المعدلة المذكورة هنا

تحياتي

حاولت البحث عن كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر وهو المرجع المعتمد لهذه المعلومات - ولكن يظهر أن لا أحد اهتم بوضعه على شبكة المعلومات بحيث يكون متاحاً للجميع. هناك معلومات متوفرة في مواقع أخرى ولكنها للأسف لا تعتبر مراجع تاريخية


انظر الرابط التالي :
http://nadi.alkahf.com/archive/index.php/t-14420.html
------------------------
وتختلف الروايات التي تبحث عن كيفية تحويل الكنيسة إلى مسجد , إلا أنها تتفق جميعها على أن أخذ النصف الغربي من الكنيسة كان لقاء تعويض على النصارى بالكف عن أخذ كنائسهم الأخرى الواقعة في المنطقة التي أخذت من دمشق حربا . وهي كنيسة حميد بن درة , وكنيسة أخرى حيث سوق الجبن وكنيسة مريم وكنيسة المصلبة .
------------------------

وأيضاً :
http://www.alchamaa.com/damas4.htm
------------------------
عندما دخل خالد بن الوليد فاتحا أقام الصلاة في الزاوية الجنوبية الشرقية ليس بعيد ا عن الكنيسة ولعل هذا القسم كان صالحا إلى حد ما فصلى فيه الصحابة باتجاه القبلة فكان هذا أول مسجد في الشام ، وفيه أقيم أول محراب مازال يحمل اسم الصحابة .
وقد حول المسلمون فيما بعد الجزء الشرقي إلى مسجد ، فكان المسلمون والنصارى يدخلون من باب واحد – هو باب المعبد الأصلي إلى جهة القبلة - فينصرف المسلمون إلى جهة الشرق والنصارى إلى جهة الغرب .
وتختلف الروايات التي تبحث في كيفية تحول الكنيسة إلى مسجد إلا أنها تتفق جميعا على أن أخذ النصف الغربي من الكنيسة كان لقاء التعويض على النصارى بالكف عن أخذ كنائسهم الأخرى الواقعة في المنطقة التي فتحت من دمشق حربا وإعادة أربع كنائس لهم .
------------------------


وجدت أيضاً في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير-الجزء الثاني:
فتح دمشق بتاريخ عام 13 للهجرة:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.as...D=174&CID=31#s3

================
فأرسل أبو عبيدة إلى فحل طائفة من المسلمين فنزلوا قريبًا منها وبثق الروم الماء حول فحل فوحلت الأرض فنزل عليها المسلمون فكان أول محصور بالشام أهل فحل ثم أهل دمشق‏.‏

وبعث أبو عبيدة جندًا فنزلوا بين حمص ودمشق وأرسل جندًا آخر فكانوا بين دمشق وفلسطين وسار أبو عبيدة وخالد فقدموا على دمشق وعليها نسطاس فنزل أبو عبيدة على ناحية وخالد على ناحية وعمرو على ناحية وكان هرقل قريب حمص فحصرهم المسلمون سبعين ليلة حصارًا شديدًا وقاتلوهم بالزحف والمجانيق وهم معتصمون بالمدينة يرجعون الغياث وجاءت خيول هرقل مغيثة دمشق فمنعتها خيول المسلمين التي عند حمص فخذل أهل دمشق وطمع فيهم المسلمون‏.‏

وولد للبطريق الذي على أهلها مولود فصنع طعامًا فأكل القوم وشربوا وتركوا مواقفهم ولا يعلم بذلك أحد من المسلمين إلا ما كان من خالد فإنه كان لا ينام ولا ينيم ولا يخفى عليه من أمورهم شيء عيونه ذكية وهو معني بما يليه وكان قد اتخذ حبالًا كهيئة السلاليم وأوهاقًا فلما أمسى ذلك اليوم نهد هو ومن معه من جنده الذين قدم عليهم وتقدمهم هو والقعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي وأمثاله وقالوا‏:‏ إذا سمعتم تكبيرًا على السور فارقوا إلينا واقصدوا الباب‏.‏

فلما وصل هو وأصحابه إلى السور ألقوا الحبال فعلق بالشرف منها حبلان فصعد فيهما القعقاع ومذعور وأثبتا الحبال بالشرف وكان ذلك المكان أحصن موضع بدمشق وأكثره ماء وأشده مدخلًا فصعد المسلمون ثم انحدر خالد وأصحابه وترك بذلك المكان من يحميه وأمرهم بالتكبير فكبروا فأتاهم المسلمون إلى الباب وإلى الحبال وانتهى خالد إلى من يليه فقتلهم وقصد الباب فقتل البوابين وثار أهل المدينة لا يدرون ما الحال وتشاغل أهل كل ناحية بما يليهم وفتح خالد الباب وقتل كل من عنده من الروم‏.‏

فلما رأى الروم ذلك قصدوا أبا عبيدة وبذلوا له الصلح فقبل منهم وفتحوا له الباب وقالوا له‏:‏ ادخل وامنعنا من أهل ذلك الجانب ودخل أهل كل باب بصلح مما يليهم‏.‏

ودخل خالد عَنْوةً فالتقى خالد والقواد في وسطها هذا قتلًا ونهبًا وهذا صفحًا وتسكينًا فأجروا ناحية خالد مجرى الصلح وكان صلحهم على المقاسمة وقسموا معهم للجنود التي عند فحل وعند حمص وغيرهم ممن هو ردء للمسلمين‏.‏

وأرسل أبو عبيدة إلى عمر بالفتح فوصل كتاب عمر إلى أبي عبيدة يأمره بإرسال جند العراق نحو العراق إلى سعد بن أبي وقاص فأرسلهم وأمر عليهم هاشم بن عتبة المرقال وكانوا قد قتل منهم فأرسل أبو عبيدة عوض من قتل وكان ممن ارسل الأشتر وغيره وسار أبو عبيدة إلى فحل‏
================

وأيضاًً في كتاب تاريخ ابن خلدون-الجزء الثاني:
وفاة الوليد وبيعة سليمان بتاريخ عام 96 للهجرة:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.as...D=163&CID=73#s3


================
وفاة الوليد وبيعة سليمان

ثـم توفـي الوليـد فـي منتصـف جمـادى الأخيرة من سنة ست وتسعين وصلى عليه عمر بن عبد العزيز وكان من أفضل خلفاء بني أمية وبنى المساجد الثلاثة‏.‏ مسجد المدينة ومسجد القدس ومسجد دمشق‏.‏ ولمـا أراد بنـاء مسجـد دمشـق كانـت فـي موضعـه كنيسـة فهدمهـا وبناهـا مسجـداً‏.‏ وشكوا ذلك لعمر بن عبد العزيز فقال‏:‏ نرد عليكم كنيستكم ونهم كنيسة توما فإنها خارج المدينة مما فتح عنوة ونبنيها مسجداً فتركوا ذلك‏.‏
================

والله متم نوره ...

عباد (f)
شكرا لأفادتك, و شكرا للرابط.

و طبعا كل ذلك منقول عن ابن عساكر.
لكن سؤالي الآتي .. ما هو دين ابن عساكر?..هل هو مسيحي و يكتب بحيادية ..?

ايضاً انت قلت انها فتوحات و حروب, اي بمعنى اخر انها لم تكن هداية و لم يكن ل الكتاب المقدس اي شأن في نشر الرسالة السماوية كما كان الأمر في بداية الدعوة الاسلامية '' هجره المسلمين ل المدينه و اعتناق ابناء المدينه للاسلام عن طيب خاطر و من دون اجبار''.

هل كان الترهيب ام الترغيب طاغيا في هذه الفتوحات ?..


(f)

اقتباس:  عبـــاد   كتب/كتبت  
 
ياريموتا وإياد الخطيب

ما حصل فعلاً هو: كانت مدينة دمشق محاصرة أثناء الفتوحات الإسلامية ، وكانت على وشك أن تفتح - وكان هناك في نفس الوقت مفاوضين من الحامية الرومانية يفاوضون الجيش الإسلامي على التسليم لعدة أيام بدون أن تتوقف المفاوضات


تمكنت إحدى سرايا الجيش الإسلامي من اقتحام سور دمشق بدون علم المفاوضين المسلمين واحتلت في تقدمها مراكز هامة منها نصف مساحة المسجد الأموي، وصل الخبر إلى المفاوضين الرومان بدون أن يصل إلى العرب وعلى رأسهم قائد الجيش

وافق المفاوضين الرومان على التسليم وتخلوا عن كثير من شروطهم المسبقة - وبعد توقيع المعاهدة وصل الخبر إلى قائد الجيش الآسلامي فتم الاتفاق على أن ما فتح حرباً يبقى بيد المسلمين وما تم تسليمه يبقى بيد أهالي دمشق المسيحيين ومن ذلك نصف مساحة المسجد الأموي

حول المسلمون هذه المساحة إلى مسجد وظل نصف البناء مسجداً ونصفه كنيسة لعشرات السنين

في عهد الوليد بن عبد الملك طلب سكان دمشق المسيحيون مبادلة نصف المسجد الآخر بكنيسة عزيزة جداً عليهم كانت ضمن الأرض المفتوحة حرباً وهي تسمى اليوم كنيسة باب شرقي - وهي أكبر في المساحة والأهمية بالنسبة إليهم - وتم ذلك بالتوافق ولصالح المسيحيين وبطلب منهم

لأن المسلمون يحترمون الدين المسيحي ويعترفون بأنبياء الله المرسلين إلى المسيحيين فقد أبقوا على قبر النبي يحيى عليه السلام (يوحنا المعمدان) في مكانه ضمن المسجد وما زال هناك للآن - وبنى الأتراك فوقه قبة خضراء داخل المسجد

القصة - والمسجد والقبر وكنيسة باب شرقي باقية إلى يومنا هذا دليلاً على التسامح والوفاء بالعهد واحترام الآخروعلى الـCoexistance

والله متم نوره ...

نعم دمشق كانت محاصرة أثناء الغزوات هذه , لكن اسمح لي في هذه النقطة وهي القول ب(الحامية الرومانية ) .!!

هذا يشبه إطلاق صفة ( العصر الجاهلي ) على الجزيرة العربية قبل الإسلام وذلك لإظهار كم كان فضل الاسلام عظيماً وذلك بنفي كل ماكان قبله وإظهار الفترة التي سبقته بأنها فترة جهل و تخلف وجاهلية .

ونفس الحال بالنسبة لسوريا فقد زرعوا في رؤؤسنا أنه قبل الغزوات والاحتلال العربي و الاسلامي لهذه البلاد لم يكن يوجد إلا الرومان والاحتلال الاجنبي فجاء العرب مخلصين . ونتيجة لهذا الطرح أطيح بتاريخ وحضارة عمرها سنين طويلة .
ونسينا الأباطرة السوريين الذين حكموا روما نفسها .

ماعلينا , وهل يعتبر تسامح أن تغزو بلاد ناس اخرين وتحاصرهم ثم تفتح بلادهم حرباً و تحتل دور عبادتهم ثم تتصدق عليهم بأجزاء صغيرة من حقوقهم ثم نسمي هذا تسامحاً !! وكأن هذا حق شرعي للمحتل .


لايمكن أن يكون الغازي متسامحاً , لو كان مسلماً أو مسيحياً . لافرق .