ألف وجه لألف عام - «صبايا بالزي الموحّد» لليونتين ساغان: النظام أو الإنسان؟
إبراهيم العريس الحياة - 01/03/06//

في العام 1932، وصلت منفية الى لندن فنانة ألمانية شابة كانت سمعتها قد سبقتها الى بلاد الانكليز انطلاقاً من تحقيقها فيلمها الأول خلال آخر سنوات عيشها في وطنها – بالتبني – ألمانيا، إذ انها في الأصل من النمسا (لكن النمسا وألمانيا كانتا في ذلك الحين فضاء ثقافياً واحداً تقريباً). وإذا كانت تلك الفنانة قد حققت في انكلترا فيلماً ثانياً عنوانه «رجال الغد» آملة منه أن يكون طريقها الى العالمية تشق به مستقبلاً سينمائياً لنفسها، فإنها في الحقيقة اكتفت بذلك وخاضت مهناً أخرى بين انكلترا والولايات المتحدة قبل ان تستقر في جنوب أفريقيا تدير فيها فرقة مسرحية. والحقيقة ان تلك الفنانة، واسمها ليونتين ساغان، لو قيض لها ان تكمل مسارها السينمائي، كان من شأنها أن تكون المنافسة الرئيسة للإلمانية ليني ريفتستهال التي كانت الاسم النسائي الأكبر في السينما النازية. لكن ساغان لم تكن نازية. وكذلك حين نفت نفسها الى الغرب لم تعلن انها منشقة... كانت دائماً فنانة تريد أن تعبر عن نفسها وعن زمنها، حتى وإن كان فيلمها الأول «صبايا بالزي الموحّد» الذي جعل لها مكانة أساسية في تاريخ السينما (ويعتبر فيلمها الوحيد إذ ان ما أنتجته في لندن لا يؤخذ عادة في الاعتبار)، قد حُمِّل من الأبعاد السياسية ما لم تدعيه هي أصلاً. فهذا الفيلم الذي يعتبر علامة أساسية من علامات السينما الألمانية بين الحربين، كان في منظور صاحبته مجرد دراسة سيكولوجية معمقة للحياة الانثوية، وخصوصاً في الكليات والمدارس الثانوية. ونعرف اليوم ان أفلاماً كثيرة حققت في ألمانيا وفي غيرها، حول المواضيع نفسها وفي الاجواء ذاتها، وحققت دائماً نجاحاً كبيراً خالقة نوعاً سينمائياً قائماً في ذاته لا يزال له وجود كبير، خصوصاً في السينما الأميركية، حتى اليوم.
مشهد من «صبايا بالزي الموحد»


> غير ان الأمور في حال فيلم «صبايا بالزي الموحّد» لا تبدو على مثل هذه البساطة، حتى ولو زعمتها ليونتين ساغان خلال مرحلة ما من حياتها. فالزمن الذي حققت فيه فيلمها (العام 1931) كان، سياسياً، زمن تقارب بين الملكيين والنازيين الصاعدين في ألمانيا... وكان يجمع هذين الطرفين، [SIZE=5]نزعة الى فرض النظام بالقوة، وفرض صورة واحدة للناس، بأزياء وأفكار موحدة، لأن النازيين – وتبعهم الملكيون في ذلك – كانوا يرون ان في استعادة المثال البروسي الصارم انقاذاً للأمة، وتحضيراً لصعود الرجل القوي الى السلطة: هتلر. وأمثال هتلر لا يصلون الى السلطة عادة إلا وسط أزمات حادة، واستقطابات مقلقة يصار فيها، من قبل الحزبيين التابعين للزعيم، الى «توحيد» الرعايا مثل قطيع خراف، يقودهم «الراعي الصالح». وفي هذا الاطار لا تُستحب عادة «الأصوات النشاز» و «الطيور المغردة على هواها»، لأنها، دائماً، تقف حجر عثرة في وجه الفاشية. فالفاشية تشابه ونظام وانصياع من حول المنقذ الملهم. وسواء شاءت ليونتين ساغان أو لم تشأ... أتى فيلمها «صبايا بالزي الموحد» ليصب في هذا الإطار بالذات: تحديداً، أتى داحضاً فكرة التشابه، منتقداً أحادية الزي التي تخلق أحادية التفكير، لاعناً الامتثالية التي تخلق قطيعاً لا بشراً. هذا واضح في الفيلم، حتى وإن كان فيه ألف لون ولون بين ألوان تحاول أن تحرفه عن موضوعه الرئيس هذا.

> تدور حكاية «صبايا بالزي الموحد» عشية حرب العام 1914 في مدرسة بروسية داخلية مخصصة لبنات الضباط، ويسود فيها نظام عسكري مدهش، وامتثالية اخلاقية لا لبس فيه... كل شيء داخل تلك المدرسة كان يسير بدقة وانتظام: المدرسات ومسؤولات الإدارة صارمات في حفظ النظام، التلميذات متشابهات راضيات باتباع الأوامر والحفاظ على قواعد العيش والدراسة.. وكان في إمكان هذا ان يدوم لولا وجود الطالبة الصبية مانويلا بين الطالبات... ومانويلا هذه فتاة حسناء تعيش قلق سن المراهقة وتتسم بحساسية مفرطة... وتسعى دائماً لأن تعيش فرديتها أيضاً، حتى وإن كانت تتفادى في سبيل ذلك أي صدام مع الآخرين أو مع الإدارة. ولكن ماذا تفعل مانويلا، وقد أحست ذات يوم بانجذاب نحو المدرسة فراو فون بيرنبرغ، التي كانت المدرسة الوحيدة التي تعامل الطالبات بشيء من الانسانية والحنان؟ لا شيء في بداية الأمر، فهي تعيش هذا الانجذاب كعلامة انسانية على تحررها الداخلي، محاولة – مسايرة للجمع – أن تخفيه في داخلها جاعلة منه، في أحسن الأحوال، وسيلة لتطوير روحها من الداخل. ولكن يحدث ذات يوم أن تقدم الفتيات حفلاً يضم مسرحية «دون كارلوس» لستيلر. وفي المسرحية ترتدي مانويلا ثياب الذكور لتقوم بالدور في عالم محظور تماماً على هؤلاء... وتحقق مانويلا من النجاح في تأدية دورها، ما يسكرها حقاً. وهكذا، إذ تقف لتشكر الجمهور المصفق على هذا التشجيع واعدة بالمزيد من العطاء الفني والإنساني... تنساق في موقفها حتى اللحظة التي تجد نفسها فيها وقد التفتت صوب فراو فون بيرنبرغ موجهة اليها كلاماً عاطفياً انسانياً، يعبر – علناً – عن كل العواطف التي تحس بها التلميذة ازاء تلك المعلمة. ويؤدي ذلك الكلام الى اندلاع فضيحة حقيقية، خصوصاً ان كل الذيـــن أصغـــــوا اليه، لم يدركوه في أبعاده العاطفية الانسانية، بل نظروا اليه كتعبير من المراهقة عن رغبة جنسية مثلية ازاء مدرستها. وإذ تدرك مانويلا، ازاء ردود الفعل التي تلت بوحها، مدى الخطأ الذي ارتكبته، ترتبك ارتباكاً شديداً، وتحاول الانتحار رامية نفسها من أعلى سلم الشرف الذي كانت تستحق اعتـلاءه لموهبتهـــا الفنية، لكن عليها الآن مبارحته، سقوطــــاً، لـ «سقوطها» الأخلاقي... بيد ان رفيقات مانويلا سيسرعن الى انقاذها في اللحظة الأخيرة.

> واضح من هذا العرض لحكاية الفيلم، ومن الفيلم نفسه كذلك، أن حصة الالتباس فيه، بالنسبة الى رسم العلاقات، كانت أكبر من حصة الوضوح. ومن هنا تعددت التفسيرات وخيض من حول الفيلم، داخل ألمانيا وخارجها سجال كبير... كما ان مناضلات نسويات في فرنسا وغيرها اعتبرنه فيلماً يخصهن. وكان من بينهن، في فرنسا مثلاً، الكاتبة كوليت التي تبرعت من تلقائها بكتابة الجمل الحوارية باللغة الفرنسية تعبيراً عن وقوفها الى جانب الفيلم. ولقد حيا كثر الفيلم، في الوقت نفسه، على اعتبار انه يهزأ حقاً من النزعة التسلطية البروسية التي كانت من مكونات العقلية النازية الصاعدة.

> بقي ان نذكر هنا ان ليونتين ساغان (واسمها الأصيل شليسنغر) عاشت بين 1889 و1974، وهي تدربت فنياً على يدي المسرحي الألماني الكبير ماكس رينهاردت... وهي في «صبايا بالزي الموحد» كانت تخوض أول تجربة سينمائية حقيقية لها بعد سنوات طويلة من العمل المسرحي. أما حكاية الفيلم فقد اقتبستها من مسرحية للكاتبة كريستا وينسلو (المعروفة باسم البارونة فون هاتفاني) وكانت هذه أصدرتها كرواية أيضاً... وأثارت ضجة كبيرة في حينها. [SIZE=4]أما تصوير الفيلم فقد جرى داخل مدرسة حقيقية للأيتام في مدينة بوتسدام. وكان أول تصريح للمخرجة حول فيلمها حين بدأ السجال يعنف من حولها انه انما أرادت فيه أن تلقي الضوء كاشفاً على «نظام تربوي همه ان يحول الكلاب الى أناس آليين مرعوبين نازعاً عنهم انسانيتهم».

الموضوع لا يهمني ,اولا بيتك ومطرحك يا وحش النت ,كيف الاحوال يا بسام ...مشتاقين .

محارب النور

(f)

لم أقرأ الموضوع ..
لكنني أتمنّى من الدكتور بسّام أن يكون أقلّ انفعاليّة بتعامله مع الأمور .. فما كتبه بقسم القضايا الإجتماعيّة .. أتفه من أن يكتبه مثقّف ..
نحن هنا في عالم افتراضي .. له قوانينه وتنظيمه .. فإن كانت تصرّفاتنا هنا تفتقد لأبسط مبادئ الحكمة والتروّي .. كيف ستكون إذا في حياتنا العمليّة .. !!

مجرّد همسة في أذن الدكتور المحترم ..


صحيح دكتور ..
بالصدفة البحته .. ومنذ حوالي ال3 أسابيع .. أو ربّما أكثر أو أقل .. سمعتك تتكلّم بأحد البرامج في القناة الأخباريّة التابعة لرفعت الأسد .. (صرلي ساعة عبحاول اتذكّر اسمها .. بس الظاهر ختيرنا عبكّير:no: ) .. وقد عرّف المتكلّم نفسه بـ "بسام الخوري" .. وكان كلامه حسبما أذكر جميلاً .. ومرتّب الأفكار .. وعلى ما أذكر أيضاً أنّه كان يتكلّم من ألمانيا (ربّما تكون هذه المعلومة الأخيرة خاطئة) .. فهل هو أنت .. !!؟؟

خوليو

نعم خوليو أفندي....i was on ANN


والرجاء بلا نصائحك[MODERATOREDIT] الخرائية [/MODERATOREDIT]ومثالياتك ...شو شفت غلط بكلامي ....ماعندي كبير الا الجمل ومابهمني الطرد اذا مابدي اكتب بحرية ومش ناقص غير نخاف من [MODERATOREDIT]فصعون[/MODERATOREDIT] مهما كان ولو امتلك نوادي الأرض كلها..

الله بالخير دكتور ........
شلونك اغاتي .......

اشتقنا لقفشاتك واخبارك ومواضيعك وها انت تعود وبقوة والحمد لله .
لكن امنية اتمناها عليك هي ان لا تنجر او تسير وراء الاستفزاز الشخصي وان تتعامل معه كانه لاشيء .
ثم ان هذا هو موقعك الاصلي ولن يغنيك اي موقع عن هذا الموقع الغني باعضائه وافكارهم .
كنت اتمنى ان يشرفنا الاخ هوبلس ايضا" بعضويته .
موقعك الغريب السابق موقع بعض اعضائه مرضى نفسيين وهم يتوهمون انفسهم اصحاء .
فهذا الدكتور النفسي يقول عن نفسه انه امة بحد ذاتها وان المنتديات تقام تشريفا" لعضويته !!!!!!!! هل رأيت اسخف من شخص يمدح نفسه بهذه الطريقة !!!!!! ثم لم يوضح لنا لم هو يعتقد انه كذلك ؟؟؟؟

( عدا ان رائحة الموت والنفثالين والعفن تفوح من اى مكان لا يوجد فيه فضل والمغربى فنحن بوجودنا من يعطى للمكان حيوية ورشاقة انا وانت منتديات قائمة بحد ذاتها وكل منا يبعث امة لوحده يوم القيامة
)

تفضل هنا


مرة اخرى مرحبا" بك بين اهلك واصدقاؤك وان لم نلتق شخصيا" فانا احس بك كأنك صديق لي منذ ايام الطفولة .
لان احاسيسك هي احاسيسي وهي احاسيس كل مواطن عادي مسكين بهذه الأرض الطيبة ليس لنا غير اوطاننا التي نحترق شوقا" لها وعليها .
وليس مثل البعض الذي يدعي انه مواطن عالمي كأنه كوفي عنــّــان او الاخر الذي نازل ذم ببلد وهو زحف على بطنه للحصول على جنسيته والاخر الذي لا ينفك ان يذكرنا بكل مناسبة بأصله الاوربي المزعوم . فهل هذا منتدى بالله عليك يستحق ان تتواجد فيه .

تحياتي القلبية من جديد لك .

[quote] بسام الخوري كتب/كتبت
نعم خوليو أفندي....i was on ANN


والرجاء بلا نصائحك[ color=red]###[/color]

معك كلّ الحق ..
لا فائدة للنصائح ولا للمثاليّات ..

مع العلم أنني آخر من قد يتحدّث عن المثاليّات ..

سؤال دكتور ..
حينما يأتيك مريض "متوتّر" و"منرفز" عالعيادة .. وتريد أن تسمع القصّة السريريّة أو العائليّة منه ..
هل تطلب منه الهدوء .. والتروّي .. والحكمة .. لتفهمه ويفهمك ..
أم أنّ ذاك بالنسبة لك .. يدخل في باب المثاليّات ..!!

التقيت أحياناً ببعض المعتقلين "السياسيين" الذين سُجنوا لعشرة .. وعشرين عاماً .. وكم احترمت هؤلائك الذين كانوا يتحدّثون بحياديّة وهدوء رغم أنّ عدوّهم السياسي أهدر سنيناً طويلة من حياتهم ..

لم أسمع "رياض الترك" يلعن مرّة .. ولم أسمعه يتكلّم عن أساليب التعذيب والحرمان الذي عاناه .. وحينما خرج من السجن حديثاً .. صرّح : السجون في عهد بشّار .. فنادق بخمس نجوم ..

وها نحن هنا .. في عالم افتراضي .. يخرج لنا دكتور من سجن افتراضي .. ليهمّ بالبصق على الحابل والنابل .. وتوزيع الشتائم والمسبّات ..




أعذر تطفّلي .. فلن أعود ..

خوليو

والله انا اذا أكلت كف واحد مش سجن عشر سنين فلن أغفر...رياض الترك مليء بالحقد على النظام والآخرين كذلك ولكن الخوف من اعادتهم يجعلهم يسكتون...أنا من مين بدي خاف هون....انا أرتجف من طردي ثانية...
:baby: