اقتباس: coco كتب/كتبت
الأستاذ / الصفي
لقد أرهقتني من أمري عسرا
لا تريد أن تسلم بما هو واضح
وهو أن ما أخفاه الرسول محمد في نفسه هو زواجه من السيدة زينب بعد طلاقها من زيد
النص يقول ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه )
أي شئ أظهره الله علي الملأ غير زواجه من السيدة زينب ؟
لا اله الا الله.
سيتضح لك الامر اكثر اذا اجبت لنفسك على السؤال التالي :
الرسول (ص) حسب نص الاية ( يخفي في نفسه ما الله مبديه) . اذا قلت لك انك تخفي في نفسك ما الله مبديه , هل يكون هذا الامر:
1) خاطرة او فكرة ؟
او
2) عمل ستقوم به؟
الاجابة المنطقية و التي لا تحتاج الى لف و دوران هي: ان الله سيبدي خاطرة او فكرة تخفيها , اذ لا يستقيم عقلا انك تخفي في نفسك عملا , فالانسان يخفي في نفسه أفكارا و ليس أعمالا.
فاذا ابدى الله تعالى ما تخفيه في نفسك فانه قطعا يبدي الافكار او الخواطر التي تخفيها.
مثال قوله:
{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} (72) سورة البقرة
فحادثة القتل ( اي العمل) ليست خافية على احد فجثة القتيل ماثلة امامهم , و لكن ما كانوا يخفونه هو الخواطر و الافكار ( هنا هي شخصية القاتل) , هل اذا قال الله تعالى بانه مخرج ما يكتمونه يقصد :
1) العمل( القتل)
أو
2) الافكار و الخواطر( شخصية القاتل).
الاجابة واضحة و لا تقبل المغالطة.
مثال آخر قوله تعالى:
{قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} (33) سورة البقرة
السؤال : هل كانت الملائكة تخفي افكارا او عملا:
الاجابة : أفكارا.
الان السؤال هل كان زواج النبي(ص) من السيدة زينب عملا او افكارا؟
الاجابة : عملا.
اذن لا مجال للقول بانه كان يخفي زواجه منها بل كان يخفي افكارا
السؤال : ما هي هذه الافكار التي كان يخفيها؟
الاجابة: قالت الروايات باكثر من راي.
السؤال : كيف نرجح واحدة من هذه الروايات؟
كوكو: انه كان يخفي بانها ستكون زوجته.
الصفي: انه كان يخفي سوء العلاقة بين زيد و زوجته لانه من اختار لزيد و صفية زواجهما و يخشى ان يثبت الطلاق للناس ما كانوا يرونه في هذه الزيجة من عدم كفاءة. فزينب قرشية و زيد مولى.
السؤال : كيف يبدي الله تعالى ما كان يخفيه النبي(ص)؟
كوكو: ان يتزوج النبي(ص) السيدة زينب.
الصفي: ان يطلق زيد زوجته.
الدليل من النص نفسه :
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ
أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ ..} (37) سورة الأحزاب
الان دعنا نوغل قليلا في تحليل النص لغويا:
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا
زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا } (37) سورة الأحزاب
ماذا يفيد حرف اللام في لكي؟
. قال الأزهري في باب لَفيف حرف اللام قال: نبدأ بالحروف التي
جاءت لمعانٍ من باب اللام لحاجة الناس إلى معرفتها، فمنها اللام التي
توصل بها الأسماء والأفعال، ولها فيها معانٍ كثيرة .....
منها:
. (لام كي): كقولك جئتُ لِتقومَ يا هذا، سمّيت لامَ كَيْ لأن معناها
جئتُ لكي تقوم، ومعناه معنى لام الإضافة أيضاً، وكذلك كُسِرت لأن المعنى
جئتُ لقيامك. وقال الفراء في قوله عز وجل: رَبَّنا لِيَضِلُّلوا عن
سبيلك؛ هي لام كَيْ، المعنى يا ربّ أَعْطيْتهم ما أَعطَيتَهم لِيضِلُّلوا عن
سبيلك؛ وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: الاختيار أن تكون هذه اللام وما
أَشبهها بتأْويل الخفض، المعنى آتيتَهم ما آتيتَهم لضلالهم، وكذلك قوله:
فالتَقَطَه آلُ فهرْعون ليكونَ لهم؛ معناه لكونه لأنه قد آلت الحال إلى
ذلك، قال: والعرب تقول لامُ كي في معنى لام الخفض، ولام الخفض في معنى لام
كَي لِتقارُب المعنى؛ قال الله تعالى: يَحْلِفون لكم لِترضَوْا عنهم؛
المعنى لإعْراضِكم
و معروف ان ( كي) :
كيا: كَيْ: حرف من حروف المعاني ينصب الأَفعال بمنزلة أَن، ومعناه العلة
لوقوع الشيء، كقولك: جئت كَيْ تُكْرِمَني، وقال في التهذيب: تنصب الفعل
الغابر. يقال: أَدِّبْه كَيْ يَرْتَدِعَ. قال ابن سيده: وقد تدخل عليه
اللام، وفي التنزيل العزيز: لِكَيْلا تَأْسَوْا على ما فاتكم؛ وقال
لبيد:لِكَيْ لا يَكُونَ السَّنْدَريُّ نَدِيدَتي
وربما حذفوا كَيْ اكتفاء باللام وتوصّلاً بما ولا، فيقال تَحَرَّزْ كي
لا تَقَع، وخرج كَيْما يُصلِّي، قال الله تعالى: كَيْلا يكُونَ دُولةً بين
الأَغنياء منكم؛ وفي كيما لغة أُخرى حذف الياء لفظه
:::::
الجوهري: وأَما
كَيْ مخففة فجواب لقولك لم فعلت كذا؟ فتقول كي يكون كذا، وهي للعاقبة
كاللام وتنصب الفعل المستقبل.
( لسان العرب لاين منظور)
فلو سالنا كيف ازال الله الحرج عن زواج طليقات الادعياء؟
هل ازال هذا الحرج ب:
1) ابداء ما يخفي النبي(ص) في نفسه؟
أم
2) بتزويجه من طليقة زيد ( اي بعد ان طلقها زيد آنفا) ؟
الاجابة المنطقية الوحيدة هي ازالة الحرج لم تتم بابداء ما كان يخفيه النبي(ص) و انما بتزويجه من طليقة زيد.
الخلاصة : لا مجال للقول بان ما كان يخفيه النبي(ص) هو معرفته بزواجه من السيدة زينب. و حرفي ( لام و كي) مرتبطان بالفعل الذي سبقهما ( زوجناكها) و ليس بالجملة( و تخفي ما في نفسك ما الله مبديه).