اقتباس: Logikal كتب/كتبت
خطأ. أنا كتبتُ في اكثر من شريط في حواراتي أني اعتبر فرضية الإله احتمال قائم.
راجعت الشريط الذي جاء في مداخلتك، و لم أجد فيه ما يناقضني شخصيا، بل كما وضحتُ في عدة اماكن هنا، أنا "ملحد سلبي".
لذلك اتهامك لي بـ "اليقينية" هو باطل.
طب ممتاز جداً، يعني ما في أي إشكال إذن، أنا أعطي أرجح صحة قضية وجود الإله بنسبة 99 %، و أنت تعطيهم قيمة صدق 5 % أو 10 % مثلا، طيب إذن ما في أي إشكال أبداً ..
طالما أنك مش راح تركب دماغك و تسكر عقلك و توصل لنسبة 0 %، إذن المسألة مسألة وقت، و صدقني لا أنا و لا عشرة من أمثالي ممكن يخليك تقتنع بوجود الله 100 %، لأنه كل ما في الأمر، أنه اذا انت فعلا صادق مع نفسك و تبحث بصدق و حيادية ربنا راح يهديك طالما تبحث عن الحق بإخلاص و بدون تكبر، و توقيت الهداية ربنا اللي بحدده و هو الذي يشاء ، و لا تؤمن نفس إلا بإذنه.
أما اذا كنت تبحث عن أدلة حسية / منطقية / عقلانية ، فلن تجد أفضل من حوارك مع الزميل العاقل، فقد قدم كل الأدلة بأسلوب علمي و منطقي، و لا أعتقد أنك ستجد دكتور أو بروفيسور يجيلك على ساحة الأديان و يقنعك بشكل آخر مختلف، خصوصا أن أطروحات العاقل كانت متقنة و جوهرية.
و لكن ثق تماما بمسألة الـChoice .. فهي مربط الفرس ..
يعني فيلم الماتريكس بأجزاءه الثلاثة انتهى بكلمة "because I choosed to" ، الموضوع كله حول الإراده و حرية الاختيار.
أنت ماذا تختار لنفسك؟ بأن تكون نفسك مؤمنة بإله؟ اذن واظب على ذلك و ستختلف الرؤية كليا مع الوقت، و سيبدأ الضباب بالانقشاع تدريجيا، و ستظهر لك القطع التي ستجمعها لتكون لك سلسلة منطقية تزيدك إيمانا بالإله.
أما اذا كنت في قرارة نفسك تود و تتمنى أن لا يكون هناك إله، و تريد أن تستمر مع الإلحاد السلبي و تحب أن يــُثبت ، و تبحث عن الدوافع التي تبقيك ملحداً، إذن لا تتوقع أن يــُكرهك الله على الإيمان في حين أنك بقرارة نفسك لا تريده.
بإختصار، تريد الإيمان، اصبر و ستجده إنشالله، تريد الإلحاد، إذن سؤالك المقدس عن الحياة هو مضيعة للوقت.
و أرجوك، لا تقول لي "البحث بتجرد" ، لأنني لا أؤمن إطلاقـا أبداً أن الإنسان يمكنه أن يصل إلى مرحلة التجرد الكلي، فلا بد أن يكون الإنسان لديه خيار مسبوق في قرارته حين يقرأ أو يحاور أو يقوم بأي عمل.
فأنا حينما قرأت حوارك مع العاقل، ازددت إيمانا، لماذا ؟ لأنني قرأته و أنا مؤمن، و مهما حاولت التجرد و الحيادية بالطرح فلن أفلح و لو باض الديك.
لا بد و أنا أقرأ كتابات العاقل بأن أشعر بداخلي أنها أقرب للصواب. (لأن الخيار في ذاتي مسبوق و اتخذته مسبقا مهما حاولت التجرد منه)
و لو كنت أنا ملحد، و أبحث عن ما يزيد إلحادي، أو حتى أقرأ لمجرد القراءة، فتلقائيا و لا إراديا سأقرأ كتابات العاقل بعين نقدية تبحث عن الأخطاء بين السطور و تتجاهل فحوى المداخلة.
لا تتوقع ملحد يقرأ كتاباته بعين الإنصاف .. و لا تتوقع مؤمن يقرأ كتاباتك بحيادية، لأنه و أكرر (الخيار و الاستعداد النفسي مسبوق قبل القراءة)
أذكر باستفتاء حول الإيمان و الإلحاد بين حاتم و القبطان أن المؤمنين قالوا أنهم زادوا إيمانا بكتابات حاتم و أن الملحدين زادوا إلحادا بكتابات القبطان
فبالله عليك على ماذا يدل ذلك ؟
لا يدل إلا على مسألة الـChoice المسبقة.
ماذا تريد أن تكون أنت؟ هذا هو السؤال المقدس بنظري :)
تريد أن تكون ملحد، فصدقني، لن يجبرك الإله و يكرهك استطراداً بالفرض على زرع الإيمان بداخلك رغما عنك و أنت ترفضه كل الرفض.
تريد أن تكون مؤمن و تسلم وجهك لله بنية صادقة، فلا أعتقد أن الإله سيخذلك، و لكن لا تتوقع أن يتم الأمر بيوم و ليلة، أو تروح تجيب علبة بيبسي مثلا و تقول "يا الله ، لو أنك موجود اخزق هالعلبة عشان أؤمن بصدق". من أراد أن يطور من نفسه و يكسب الحياة و الآخرة فعليه بالصبر و جهاد النفس و النظر إلى الإيجابيات دوماً في كل شيء، و يكون حسن الظن في كل الأمور، و يصبر على الابتلاء إن جاء.
أما اللي بده يريح دماغه، و مالش خلق على هالصعبانيات، و لا في أسهل من الكفر، اكفر و انكر كل شيء و ريح راسك للأبد ..
النفي سهل، الإثبات صعب.
صعود الجبال صعب، و يحتاج مشقة و صبر و تدريب النفس و الجسد، بينما النزول توم تك سهل جداً جداً.
(و أخشى أن تحاول أن تعكسها و تقولي أنه المؤمن بالله هو مريح راسه، بينما الملحد يبحث و يجتهد ...إلخ) لأنه بالعكس، الله يحث على طلب العلم و المعرفة، بينما الإلحاد يرتكز على اللاغائية من الحياة و انعدام الهدف من الوجود كله، فترييحة الراس و الانزلاق دوما مع الإلحاد، بينما الصعود و الرقي الإنساني يكون بجانب الإيمان.
اقتباس:ليس في الامر غرور. كان البعض فعلا يعتقدون في الماضي ان القمر مصنوع من الجبن بسبب منظره الذي قد يوحي بأنه حليب متخثر. و كان البعض يعتقدون ان تناقص القمر دليل على ان هناك كائنات سماوية تقضمه و تأكله. فاعتقدوا انه مصنوع من الجبن بغياب الادلة و بناء على رؤية تفسيرية بحتة و بسبب جهلهم بعلم الفضاء.
هذا يشبه الى حد بعيد ايمان الناس باللـه. ليس في الموضوع تكبر او غرور.
كيف لا يكون به غرور و تكبر؟
فأنت شبهت إيمان البشر بالله بأنهم يؤمنون أن القمر مكوّن من جبن !
و نحن جميعا (ملحدين و مؤمنين) ننفي تلك الحقيقة العلمية.
أكرر - علمية.
و بذلك أنت تفترض أنك الوحيد العلمي الذي اكتشف فعلا أن القمر مكون من مواد أخرى وفقا لدراسات و تجربة عينات من سطح القمر، بينما الآخرين مازالو مخرفين و مصدقين أنه القمر مكون من جبن، أي أنك تفوقت عليهم بمنهج فرانسيس بيكون و تأكدت بالتجربة العلمية و التي هي خير برهان و دليل، و أشبعت نفسك يقينا و ثقة أنك امتلكت الحقيقة بينما هم مازالوا غرقانين في أوهام القمر و الجبن و الهبل تبعهم.
و ذلك بعيد كل البعد عن التشبيه بفرضية وجود الإله.
لأنك لم تثبت بالدليل العلمي القاطع عدم وجود الإله.
فما أعرفه هو أن العلم لا ينفي ولا يثبت وجود الإله، و أنا لا أتخذ المنهج العلمي كدليل على وجود الإله، لأن العلم غير ثابت أصلا.
بل بالمنطق ، و المنطق ليس علم.
و عن طريق الدلالات و الإشارات و الآيات الكونية و الآيات القرآنية (كوني مسلم) و تجارب شخصية عديدة (ذكرها لن يفيد معك لأنني ضد الجشطالتية ، و لا أحب أن أعمم تجاربي الشخصية على الناس ولا على الواقع ككل).
بالختام نرجع و نقول
it's all about choice
سلام