short story about the same thema
حَمير
قصة ، من : د0 أحمد فنديس
مجموع القراءات:(87) قراءة
مجموع التعليقات:(10) تعليقات
تاريخ النص في الموقع:الأربعاء 22 فبراير 2006
كانوا بضعة نفرٍ يعملون في تشييد مبنى فوق ربوة مرتفعة في مكان ناء من الصحراء بالقرب من إحدى الواحات..الحمير..كانت وسيلة الاتصال بينهم وبينها..ينقلون عليها مستلزمات البناء ووسائل معيشتهم من ماء غذاء..
ذات يوم تبين لصاحب الحمير غياب واحد منها..كانت أتاناً..كلف رئيس العمال بالبحث عنها وعاد مع غروب الشمس إلى واحته..بحث رئيس العمال عن الأتان كثيرا..اختفت تماماَ..كأن الأرض انشقت وابتلعتها..
في ذلك اليوم اجتهد العمال في عملهم حتى أنجزوه في وقت قياسيّ.. لم يرهم رئيسهم يعملون بهذه الهمة من قبل..وبعد الغروب اختفوا كلهم عن ناظريه..كلهم..وكأنهم سقطوا جميعاَ في جب عميق..ظن أنهم ذهبوا ليستبقوا كما يفعلون في بعض الأمسيات المقمرة فعاد إلي خيمته..
بينما هو جالس اخترق أذنه نهيق كالاستغاثة..كأنه صيحة تأفف واحتجاج أو صرخة عاجز عن الدفاع عن نفسه..استغفر ربه وهو يتذكر أن الحمار لا ينهق إلا إذا رأي شيطانا كما قال بذلك خطيب مسجد الواحة في صلاة الجمعة الأخيرة..كان ينفر من سماع نهيق الحمير..لكن النهيق الذي سمعه جعله يشعر بقلق غامض..
بعد فترة تسلل العمال إلي خيمتهم الجماعية واحد وراء الأخر في ترنحِ وإعياء..وبعد ولوج آخرهم ..سمع رئيسهم صوت أنين خارج خيمته..خرج لاستطلاع الأمر فوجد الأتان واقفة في حيرة..تنظر إليه بعين كسيرة..نظرة عتاب طويلة..كمن فقد شيئا غاليا..ودموع صامته تنسكب من مقلتيه..
والليل يسحب ستائره تاركا الأفق لشمس يوم جديد..هب رئيس العمال والفجر مطل كالحريق علي صوت نهيق كاستغاثة غريق..فرك عينيه ليطرد ما تبقي فيهما من نوم..نظر إلي مصدر الصوت فوجد الأتان واقفة أعلي الربوة..كأنها تستدعيه ليري أمراَ جللا..وعندما رأته خارج خيمته ألقت بنفسها من فوق ربوة مرتفعة في مكان ناء من الصحراء..
http://www.arabicstory.net/index.php?p=text&tid=7584