سأرد على المداخلة الثانية ثم أعود إلى الأولى .
اقتباس:بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
راجعت مداخلتك مرة أخرى عزيزي الختيار فلاحظت أنك تعلق على مسألة " بدت لهما سوءاتهما " ..
و تقول أن معنى ذلك أنهما كانا عريانان في الأصل !!!!!!
طيب ...
أسألك يا ختيار ..
ما هو الشخص العاري ؟
ما أجابتك وقتها ؟؟
من المؤكد أنك ستقول : هو الشخص الذي تبدو سوءته للناس !
و تقول " تبدو " لأن سوءته موجودة أصلًا و لكنها ليست ظاهرة لك و لا له لأنه يلبس لباسًا فوقها ..
طيب ..
عندما يقول الله سبحانه و تعالى " فبدت لهما سوءاتهما " ..
هل معنى هذا أنهما كانا عريانان أصلًا ثم ظهرت لهما ؟؟؟
أي استنتاج هذا يا ختيار !!!!!!!!! .. و الله لقد أخذت أضحك و أنا أقرأ هذا الكلام ... و ليس هذا استهزاءً بك و لكن تلك الخاطرة بالذات في غاية الطرافة .. أظن أنه قد التبس عليك الأمر زميلي الحميم ..
بدت لهما سوءاتهما >>>>> أي تعروا ..
لم تبد لهم سوءاتهم >>>>> لم يتعروا لأنهم كانوا يلبيسون لباسًا ..
فلا أعلم ما هو سؤالك أصلًا أخي !!
و أين التناقض هنا ! ..
أرجو أن يكون الأمر واضحًا ..
و الحمد لله رب العالمين ..
هل كل خلاف بالنسبة لك هو مثار للسخرية و تفاهة !!!
على كل حال
يبدو أني تعوّدت على هذا الأسلوب
سأوضح لك الآن المعنى الذي سخرت منه .
تقول الآية :
"
فَأَكَلَا مِنْهَا [COLOR=Blue]فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ "
طه 121
"
فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ [COLOR=Blue]بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ " الأعراف 22
الآية الثانية تقول أن سوءاتهما ووريت عنهما ، و هذا يضع احتمالين ، إما أنهما كانا عاريين و لم يكونا قادرين على رؤية سوءاتهما ، و الدليل أن الشيطان وسوس لكي يريهما سوءاتهما ، فهل يعني هذا أن الشيطان وسوس لهما و نزع ثيابهما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم أنهما كان عمياً عن رؤية سوءاتهما ؟؟
أي أن الله منعهما من القدرة على رؤية سوءاتهما ؟؟
ثم تقول الآية أنهما أخذا يخصفان على نفسيهما من ورق الجنة ، مما يعني أنهما حين رأيا سوءاتهما ، و اكتشفا أنهما عاريين ، هرعا إلى أقرب شيء يغطيان به سوءاتهما ، و ليس أنهما كانا لابسين ثم الشيطان أبدى لهما سوءاتهما (خلع ثيابهما) ثم طفقا يخصفان على أنفسهما من ورق الجنة .
لو كانت المشكلة في نزول ثيابهما ، لما احتاجا إلى ورق الجنة ، و الذي هو أبسط مايستر به المرء عورته . و لكن الرسالة من القصة واضحة ، و هي أنهما قبل أن يعصيا الله لم يكونا قادرين على رؤية سوءاتهما ، و لكن إبليس كان يراها و قرر أن يريهما إياها ، فوسوس لهما فعصيا فرأيا سوءاتهما على الفور ، و هرعا إلى ورق الجنة ليوارياها .
و هذا المعنى ورد في حديث (لاأدري مدى صحته) ذكره الطبري في تفسير آية الأعراف حيث قال :
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي بكر، عن الحسن، عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كانَ آدَمُ كأنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ كَثِيرَ شَعْرِ الرأْسِ، فَلَمَّا وَقَعَ بالخَطِيئَةِ بَدَتْ لَهُ عَوْرتُهُ
وكانَ لا يَرَاها، فانْطَلَقَ فارًّا، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فَحَبَسَتْهُ بِشَعْرِهِ، فَقالَ لَهَا: أرْسِلِيني، فَقالَتْ: لَسْتُ بمُرْسِلَتِكَ، فَنادَاهُ رَبُّهُ: يا آدَمُ، أمِنِّي تَفِرُّ؟ قالَ: لا، وَلَكِنِّي اسْتَحَيْتُكَ ".
ليس الهدف أن أحتج بالحديث لتقوية فرضي ، فقد ترده و تقول ضعيف ، و لكن لأريك أن هذا المعنى الذي ذهبت إليه ليس بذاك الأمر المضحك كما تتصور ، و ليس بذاك الشيء التافه كما تقيّم الأمور ، فهو معنى حكاه أناس اوائل يفهمون اللغة أفضلي مني و منك .
و هذا المعنى قد يصيب و قد يخطيء ، لكنه لا يدعو إلى الضحك .
طلبت منك أن تبتعد عن هذا الأسلوب ، إن كنتَ حقاً تسعى إلى حوار حقيقي لا استعراض قدراتك الاستفزازية.
مضطر للذهاب ، سنكمل في الليل
سلام