...............................
الكثير من الصحابة لن ترضى منه اقامة العدل و الحق و تغيير الفتن و القوانين الغير عادلة التى تم وضعها ممن قبله و هذا لن يرضى الكثيرين فتنشب الفتنة و سفك الدماء التى لا يريدها الامام على عليه السلام.
...............................

الخلافة تمت برضا المهاجرين والأنصار وبرضا الله بالتالي بنص كلام الإمام علي.

وأزيدك.

يقول سيدنا علي ممتدحًا سيدنا أبا بكر أو سيدنا عمر كما قرر علماء الشيعة في النص التالي:

"لله بلاء فلان (أي عمله الحسن في سبيل الله). فلقد قوم الأود (حول إعوجاج الخلق عن سبيل الله إلى الاستقامة)، وداوى العَمَد (أي العلّة) ، وأقام السّنّة... وخلف الفتنة [تركها خلفًا فلم تنل منه)، ذهب نقي الثّوب، قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى الله طاعته واتّقاه بحقّه" [نهج البلاغة. ص350. تحقيق صبحي الصّالح).

ويقول:

"وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق، والخليفة الخليفة الفاروق، ولعمري إن مكانهم في الإسلام لعظيم وأن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد. رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملا" (شرح نهج البلاغة. للميسم. ص31. ج1. ط طهران).

كما روى السيد مرتضى علم الهدى في كتابه عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفا: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هما؟ قال: حبيباي، وعماك أبو بكر وعمر، وإماما الهدى، وشيخا الإسلام. ورجلا قريش، والمتقدى بهما بعد رسول الله، من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدى إلى صراط المستقيم" (تلخيص الشافي. ج2. ص428).

والإمام جعفر الصادق (مؤسس المذهب الجعفري) يفتخر بأن الصديق جده. فيقول:

"أولدني أبو بكر مرتين." (كشف الغمة للأربلي. ج2. ص 373).

لأن نسبه ينتهي إلى أبي بكر من طريقين:

الأول: عن طريق والدته فاطمة بنت قاسم بن أبي بكر.
والثاني: عن طريق جدته لأمه أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر التي هي أم فاطمة بنت قاسم بن محمد بن أبي بكر.

وأما ابن زين العابدين محمد بن على بن الحسين الملقب بالباقر - الإمام الخامس المعصوم:
"عن أبى عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف؟ فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة.

والإمام الحسن العسكري - الإمام الحادي عشر المعصوم - يقول وهو يسرد واقعة الهجرة أن رسول الله بعد أن سأل علياً رضي الله عنه عن النوم على فراشه قال لأبى بكر رضي الله عنه: أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما أطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه فتحمل عني أنواع العذاب؟ قال أبو بكر: يا رسول الله! أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل عليّ موت صريح ولا فرح ميخ وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلى من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا ومالي وولدي إلا فداءك، فقال رسول الله: لا جرم أن اطلع الله على قلبك، ووجد موافقاً لما جرى على لسانك جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، والروح من البدن" (تفسير الحسن العسكري. ص164، 165 ط إيران).

"عن ابن حازم قال: قلت لأبي عبد الله.. فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوا على محمد صلى الله عليه وسلم أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا" (أصول الكافي. ج1. ص 65 + بحار الأنوار. ج2. ص 228).

[SIZE=4]ويأمر الإمام السادس بأن نتولى سيدنا أبا بكر وسيدنا عمر:

وروى الكليني عن أبي بصير، قال: "كنت جالساً عند أبي عبد الله (الإمام السادس)، إذ دخلت علينا أم خالد تستأذن عليه (أي أبي عبد الله) فقال: أبو عبد الله: أيسرك أن تسمع كلامها، قال: قلت: نعم، فأذن لها، قال: فأجلسني معه على الطنفسة، قال: ثم دخلت فتكلمت فإذا امرأة بليغة، فسألته عنهما، (عن أبي بكر وعمر) فقال لها: توليهما قالت: فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما، قال: نعم" (الروضة من الكافي. ج8. ص101. ط إيران. تحت عنوان "حديث أبي بصير مع المرأة).

بل إن سيدنا علي بن أبي طالب اتخذ سيدنا أبا بكر وسيدنا عمر قدوة:

يوم تولى الأمر كما ذكره السيد مرتضى الملقب بعلم الهدى إمام الشيعة:

"إن الأمر لما وصل إلى علي بن أبي طالب كلّم في رد فدك، فقال: إني لأستحيي من الله أن أرد شيئاً منع منه أبو بكر وأمضاه عمر" (الشافي للمرتضى. ص231 + شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد. ج4).

لماذا؟ لأن كلمة "مولى" تنطبق على الجميع مع تميز الفرد المسمى بها كما ميز الله خالد بن الوليد بلقب "سيف الله المسلول". فليس معى هذا أن يخوض الحروب دون الحاجة لأحد. كذلك الصحابة:

{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ

والإمام علي هو أول قرشي يسمي أولاده أبا بكر وعمر وعثمان.

وكذلك الحسن بن علي سمَّى أبناءه : أبا بكر وعبدالرحمن وطلحة وعبيدالله.(التنبيه والإشراف للمسعودي الشيعي. ص 263 + الإرشاد للمفيد ص 194 + منتهى الآمال ج1 ص 240 + عمدة الطالب ص 81 + جلاء العيون للمجلسي ص 582 + معجم رجال الحديث للخوئي ج13. ص29 + كشف الغمة. ج2. ص 201 + مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني الشيعي. ص 188. طبعة دار المعرفة)

وموسى الكاظم سمى ابنته عائشة، وكذلك الإمام المعصوم علي الهادي. (كشف الغمة للأربلي. ج3. ص 26 + الإرشاد للمفيد. ج2. ص 302، 312 + الفصول المهمة. ص 242)

والحسن بن علي سمَّى ابناه أبا بكر وعمر

وهذا موسى بن جعفر الملقب بالكاظم عليه السلام سمى أحد أبنائه، أبا بكر، وآخر سماه: عمر، وسمى إحدى بناته: عائشة، وأخرى: أم سلمة. (كشف الغمة. ج3. ص 29).

هل يستقيم هذا مع ما تمتليء به كتب الشيعة من تطاول على الصحابة وعلى أمهات المؤمنين؟؟؟!!! هل أسمي أبنائي بأسماء الكافرين الجاحدين الظالمين؟؟؟!!! هل أسمي ابنتي باسم امرأة مشبوهة؟؟؟!!! وكيف يمدحهم سيدنا علي ويشهد لهم بالصلاح والحسنى؟؟؟!!!
ألا يحرك ذلك شيئًا في أذهاننا تجاه الروايات التي تقول عكس هذا؟؟؟!!!

[SIZE=4]
سألتك أخي عن مصدرك الذي يؤكد أن سيدنا عمر لم يتق الله قبيل موته ولم يراع خشيته وهو على أعتاب لقاء ربه وأمر بضرب عنق صحابي كبير بوزن سيدنا علي. ووجدتك تأتيني بمصدر لم يقل البتة ذلك. أخي اتهام الناس بدون دليل صريح أمر خطير (وهذه تسمية الإمام علي له مقتبسًا ذلك من الرسول لأن الله فرق به بين الحق والباطل):

"وذكر المدايني أن عمر قال لهم إذا اجتمع ثلاثة على رأي وثلاثة على رأي فحكموا عبد الله بن عمر فإن لم ترضوا بحكمه فقدموا من معه عبد الرحمن بن عوف. فإن أصابت الإمرة سعدًا يعني بن أبي وقاص وزاد المدايني وما أظن أن يلي هذا الأمر إلا علي أو عثمان فإن ولي عثمان فرجل فيه لين وإن ولي علي فستختلف عليه الناس وإن ولي سعد والا فليستعن به الوالي ثم قال لأبي طلحة ان الله قد نصر بكم الإسلام فاختر خمسين رجلا من الأنصار واستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم ... فقال ادعوا لي عليا وعثمان وعبد الرحمن وسعدا والزبير وكان طلحة غائبا قال فلم يكلم أحدا يعدل عثمان وعلي فقال يا علي لعل هؤلاء القوم يعلمون لك حقك وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهرك وما اتاك الله من الفقه والعلم فان وليت هذا الأمر فاتق الله فيه ثم دعا عثمان فقال يا عثمان فذكر له نحو ذلك ووقع في رواية إسرائيل عن أبي إسحاق في قصة عثمان فان ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه ولا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس ثم قال ادعوا لي صهيبا فدعي له فقال صل بالناس ثلاثا وليحل هؤلاء القوم في بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالف فاضربوا عنقه فلما خرجوا من عنده قال ان تولوها الأجلح يسلك بهم الطريق فقال له ابنه ما يمنعك يا أمير المؤمنين منه قال أكره ان اتحملها حيا وميتا ... وله شاهد من حديث بن عمر أخرجه بن سعد بإسناد صحيح قال دخل الرهط على عمر فنظر إليهم فقال اني قد نظرت في أمر الناس فلم أجد الناس شقاقا فان كان وانما الأمر اليكم وكان طلحة يومئذ غائبا في امواله قال فان كان قومكم لايؤمرون الا لأحد الثلاثة عبد الرحمن بن عوف وعثمان وعلي فمن ولي منكم فلا يحمل قرابته على رقاب الناس قوموا فتشاوروا ثم قال عمر امهلوا فان حدث لي حدث فليصل لكم صهيب ثلاثا فمن تأمر منكم مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه. (فتح الباري. ج7. ص 67، 68)

فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالف فاضربوا عنقه
فمن تأمر منكم مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه:

العبارة هنا عامة موجهة كأمر من سيدنا عمر ينفذها سيدنا عثمان وسيدنا عبد الرحمن وسيدنا علي ضد أي مسلم يحاول فرض حكمه على المسلمين دون مشورتهم. وهل يعقل أن يخاطب سيدنا عمر الثلاثة ويأمر اثنين منهم بقتل سيدنا علي وهو مستمع لأمر سيدنا عمر؟؟؟!!! ثم إن سيدنا علي نفسه أمر بقتل أي مسلم يخرج على مشورة المسلمين ورأي الأغلبية وقد أوردت لك ذلك في مداخلات سابقة أذكرك بها:

"فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين." (نهج البلاغة)

والإمام علي هنا لا يأمر بقتل من يفرض نفسه حاكمًا للمسلمين، بل يأمر بقتل من يطعن في رأي الأغلبية بهدف إحداث فتنة وشق صف المسلمين.

ومع ذلك فالعبارة زائدة على الأصل ومن ثم ضعيفة وساقطة. اقرأ ما يلي:

وان كنت يا عبد الرحمن فاتق الله ولا تحملن أقاربك على رقاب الناس قال ويتبع الأقل الأكثر ومن تأمر أن يؤمر فاقتلوه قال الدارقطني أغرب سعيد بن عامر عن جويرية بهذه الألفاظ وقد رواه عبد الله بن محمد بن أسماء عن عمه فلم يذكرها يشير الى رواية البخاري. (فتح الباري. ج13. ص 196)

تعال نقرأ رواية ضعيفة أخرى هي الرواية الوحيدة في كتب الحديث التي وردت بها هذه العبارة:

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري أنبأ سالم بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر قال ... فقال عمر أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل للناس صهيب مولى بني جدعان ثلاث ليال ثم أجمعوا في اليوم الثالث أشراف الناس وأمراء الأجناد فأمروا أحدكم فمن تأمر مشورة فاضربوا عنقه. (سنن البيهقي الكبرى. ج8. ص 152) (الرواية ضعيفة لأن "محمد بن خالد الحمصي" مجهول لا يعرف إذ لم تذكره كتب الثقات ولا كتب الضعفاء)

في الرواية أعلاه يأمر سيدنا عمر الثلاثة صحابة أن يكون أمر المسلمين بيد أشرافهم وأكابرهم وقادتهم ومن شذ وأراد شق عصا الجماعة ليتولى سبيل غير المؤمنين، أمرهم بضرب عنقه. لم يحدد أي شخص كما ترى وتذكَّر أن كلا الروايتين ضعيفة

......................
أمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافه وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى.
فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى ابن الخطاب.
فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَ مَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ وَ قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ
......................

فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلَانٍ بَعْدَهُ ـ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الْأَعْشَى ـ :

شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا * وَ يَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
أنت أغفلت بيت الشعر الذي استشهد به الإمام علي وشهد نهج البلاغة أن هذا البيت للأعشى. والله أعلم بذلك.

إذا نظرنا لاعترافات الإمام علي والآئمة الأخر بمكانة وفضل سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر وأن سيدنا علي باعترافك لا يوحى إليه، فإن المسألة لا تتعدى خلافًا سياسيًّا. الرجل هنا يعبر عن رأيه. ولا يعبر هنا عن عقيدة وركن ركين لا يقوم الدين بدونه، وإلا لما شهد ومعه الآئمة بصلاح الخليفتين. عندما تقرأ في مصادر أهل السنة والجماعة اجتماع الصحابة من المهاجرين والآنصار وتقرأ حوارهم / مناظرتهم ينتابك شعور بالفخر والتيه أنهم وصلوا لدرجة من حرية الرأي التي هي أساس المجتمع الحديث حاليًّا بعد أن كانوا في مجتمع قبلي. كل هذا يندرج تحت الاختلاف السياسي الذي هو علامة صحة في المجتمع في عصرنا الحديث. يقول عالم الشيعة محمد كاشف آل الغطاء مدليًّا بشهادته في هذا الشأن:

«وحين رأى أن الخليفتين قبله بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد، وتجهيز الجيوش، وتوسيع الفتوح، ولم يستأثرا ولم يستبدا، بايع وسالم». (أصل الشيعة وأصولها. ص 49).

إن سيدنا علي يقرر أن خلافه مع سيدنا معاوية لم يكن خلافًا عقائديًّا وإنما خلافًا سياسيًّا. جاء في كتاب سيدنا علي إلى أهل الأمصار يذكر فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين:

"وكان بدء أمرنا التقينا والقوم من أهل الشّام، والظّاهر أنّ ربّنا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله، والتّصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء" (نهج البلاغة. ص 448). ولذلك نهى عن سبهم ولعنهم كما يقول نهج البلاغة.

إن المراجع والمصادر الشيعية المعتبرة تقرر أن الرسول لم يكن يعلم بأمر إمامة سيدنا علي بن أبي طالب البتة، ولكن إن يعلم الله في قلوبكم خيراً اختار لكم." (الشافي في الإمامة. ج3 ص295 + ج4. ص 149).

ويروي الكليني في الكافي نقلاً عن محمد بن الحسين وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد ، الصيرفي عن ابان بن عثمان عن الإمام جعفر الصادق عن أبي عبد الله: أنه لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين فقال للعباس "يا عم محمد … تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته؟ … فرد عليه فقال : "يا رسول الله بأبي أنت وأمي إني شيخ كبير كثير العيال قليل المال من يطيقك وأنت تباري الريح، قال: فأطرق هنيهة ثم قال: "يا عباس أتأخذ تراث محمد وتنجز عداته وتقضي دينه؟ … فقال كرد كلامه … قال: "أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها، ثم قال: "يا علي يا أخا محمد أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتقبض تراثه؟ فقال: "نعم بأبي أنت وأمي ذاك عليّ ولي." (الكافي. ج1. ص236)

وهنا لا نرى أثرًا لعقيدة الإمامة بدليل أنه عرض ما عرض على عمه العباس أولًا فاعتذر. لذلك لما دخل المسلمون على سيدنا علي، بعدما ضربه عبد الرحمن بن ملجم، وطلبوا منه أن يستخلف ابنه الحسن، فقال: "لا ، إنا دخلنا على رسول الله فقلنا: استخلف ، فقال: لا ، أخاف أن تفرقوا عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون، ولكن إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يختر لكم". وسألوا علياً أن يشير عليهم بأحد، فما فعل، فقالوا له: إن فقدناك فلا نفقد أن نبايع الحسن، فقال: لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر." (تفسيرالشافي. ج3. ص295 + تثبيت دلائل النبوة. ج1. ص212)

وذكر الطوسي في "تلخيص الشافي" أن الإمام علي قيل له: ألا توصي؟ قال: ما أوصى رسول الله فأوصى، ولكن (الرسول) قال: إن أراد الله خيراً فيجمعهم على خيرهم بعد نبيهم" (تلخيص الشافي للطوسي. ج2. ص372. ط النجف).

وهناك رواية في كتاب (سليم بن قيس الهلالي) تكشف عن إيمان الإمام علي بأمر الله بالشورى وحق الأمة في اختيار الحاكم، حيث يقول في رسالة له: "الواجب في حكم الله وحكم الإسلام على المسلمين بعدما يموت إمامهم أو يُقتل … أن لا يعملوا عملاً ولا يحدثوا حدثاً ولا يُقدموا يداً ولا رجلاً ولا يبدءوا بشيء قبل أن يختاروا لأنفسهم إماماً عفيفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنة." (كتاب سليم بن قيس الهلالي ص182 + بحار الأنوار للمجلسي ج8 ص555 الطبعة الحجرية)

كما أوردوا أن الإمام الحسن أقر بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب إمامها، وقد تجلى هذا الإيمان عند تنازله عن الخلافة إلى معاوية واشتراطه عليه العودة بعد وفاته إلى نظام الشورى حيث قال في شروط الصلح: "… على أنه ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده وأن يكون الأمر شورى بين المسلمين." (بحار الأنوار ج44 ص65 باب كيفية المصالحة من تاريخ الإمام الحسن المجتبى)

هذه الروايات في هذه الكتب المعتبرة لا تعتبر الإمامة ركن من أركان الدين. بل هي مجرد مسألة سياسية لا أكثر. لذا نجد كبار علماء الشيعة الإمامية الأقدمين كالشريف المرتضى يعتبرون ما صدر عن الرسول بحق الإمام علي كرم الله وجهه، يعتبرونه نصاً خفياً غير واضح بالخلافة، حيث يقول في الشافي:

"إنّا لا ندّعي علم الضرورة في النص، لا لأنفسنا ولا على مخالفينا، وما نعرف أحداّ من أصحابنا صرح بادعاء ذلك." (الشافي ج2. ص128)

ولما كان هذا هو الحال شهد كاشف الغطا أن ركن الإمامة لم يظهر إلا علي أيدي الشيعة. فهي ركن مختلق:

"إن الشيعة زادوا في أركان الإسلام ركناً آخر وهو الإمامة" (أصل الشيعة. ص 58)

[SIZE=4]إن علماء الشيعية ومؤسسي المذهب لم يجدوا أي نص صريح في كتاب الله وفي سنة رسوله يقول بأن الإمامة ركن لا يصلح ولا يُقْبَل دين المرء بدونها. ومن ثم اضطروا لتكفير السواد الأعظم من المسلمين ليمهدوا للقول بتحريف القرآن وأنه نزل بنصوص صريحة في ركن الإمامة إلا أن هذه النصوص قد طرأ عليها التحريف والتغيير والتبديل ليبعدوا علي عن الخلافة والإمامة:

يروي القمي عن أبي عبد الله أنه قرأ عنده قوله سبحانه: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (آل عمران، آية: 110) قال أبو عبد الله: "خير أمة" يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين - عليهم السلام؟ فقال القارئ: جعلت فداك كيف نزلت؟ قال: نزلت "كنتم خير أئمة أخرجت للناس"، ألا ترى مدح الله لهم {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}" (تفسير القمي. ج1. ص 110). وهذا يعني أن الأمة بما فيها الشيعة لا خير فيها ماعدا الأئمة الاثني عشر. وهذا محال.

بل قادهم هذا الفكر إلى الخطأ في آي القرآن الكريم وهم يؤلفون الروايات التي تقرر نصًّا إمامة على وركن الإمامة:

قال القمي: "وأما ما هو محرف فمنه قوله: "لكن الله يشهد بما أنزل إليك (في علي) في غمرات الموت"

لاحظ أخي الكريم أنهم بعيدون عن كتاب الله فيخطئون في نقل الآيات وينسبون ذلك لأهل البيت

[SIZE=4]......................
نعم الفقه الشيعى يجيز ذلك
لا يا اخى انت تفضل باحضار مصدر ينفى ذلك
الفقه الشيعى يجيز الزواج من المسلمين والصحابة مسلمون.
......................

يحرم الفقه الشيعي الزواج من النواصب الذين نصبوا على الخلافة غير علي بن أبي طالب. وكانت مصاهرة الإمام علي للصحابة رضوان الله عليهم معضلة كبيرة واجهتهم لأنهم يعتبرون وطء الكافر للمسلمة زنا محض " الأنساب. للسمعاني. ج1. ص 347). ولم يجدوا مخرجًا من هذا إلا أن قالوا "ذلك فرج غصبناه" (فروع الكافي. ج2. ص 10 + وسائل الشّيعة. ج7. ص 434،435)، فصوّروا أمير المؤمنين في صورة "الدّيّوث" الذي لا ينافح عن عرضه، ويقر الفاحشة في أهله، فهل ترضى بهذا أخي الفاضل؟!

أما قولك "والصحابة مسلمون

[SIZE=4]......................
و كل شئ احصيناه فى امام مبين.
الله هو الذى احصى كل شئ للامام و هو الذى يعصمه ان تغيب عنه اى شاردة او واردة
الامام ولى الله.
......................

سيادتكم بذلك تقترب من الذين قالوا من خلال عباراتهم أن "علي" بن أبي طالب وأي إمام من الآئمة هو "الله". هناك مصادر شيعية معتبرة ومعتمدة قالت بهذا:

فقوله تعالى: {لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ} (النحل، آية: 51) قال الإمام المعصوم أبو عبد الله: "يعني بذلك لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد" (تفسير العياشي. ج 2. ص 261 + البرهان في تفسير القرآن. ج2. ص373 + تفسير نور الثقلين. ج 3. ص 60)

ويروي إبراهيم القمي بسنده عن المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله - رضي الله عنه - يقول في قوله: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} قال: رب الأرض يعني إمام الأرض.

وكلامك هذا وكلامهم يتناقض مع:

يقول الإمام علي:
«لا تكفوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل، فإني لست آمن أن أخطئ)
«اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني، فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت (وعدت) من نفسي ولم تجد له وفاء عندي، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم ألفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ، وسهوات الجنان وهفوات اللسان)

قال أبو عبد الله "إنّا لنذنب ونسيء ثم نتوب إلى الله متابًا)

وتقر المراجع الشيعية أن الأنبياء أنفسهم غير معصومين:

عن أبي جعفر قال: " إن الله عز وجل أوحى إلى داود عليه السلام أن ائت عبدي دانيال فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك

......................
اما المقصودين فهم اصحاب الكساء و تسعة من ذرية الامام الحسين عليهم السلام .
ليصيروا اثنى عشرا اماما لا يزال الدين عزيزا بهم.
......................

الأمثلة الأربعة أعلاه يشهدون بعدم عصمة الآئمة وعلى رأسهم الإمام علي. ولذلك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنصح لهم:

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين ." (الكافي. ج1. ص 332. كتاب الحجة. باب ما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنصيحة لأئمة المسلمين).


أما عدد الآئمة فقد اختلف فيه:

1- تجد روايات تجعل الأئمة سبعة وتقول: "سابعنا قائمنا" (رجال الكشي: ص373). وهذا ما استقرت عليه الإسماعيلية.

2- وروى الكليني بسنده عن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني واثني عشر إمامًا من ولدي وأنت يا علي زرّ الأرض بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا." (أصول الكافي. ص 1. ص 534)

في الحديث أعلاه تقرأ وتعد 13 إمام:

واثني عشر إمامًا من ولدي............. 12
وأنت يا علي .......................... = 13
ولهذا تصرف الطوسي فيه فأورده بهذا اللفظ: "إني وأحد عشر من ولدي" (الغيبة. ص92)

3- عن أبي جعفر عن جابر قال: "دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي" (أصول الكافي. ج1. ص532 + ابن بابويه. إكمال الدين. ص264 + المفيد. الإرشاد. ص393 + الطوسي. الغيبة. ص92)

أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم ....... 12
+ سيدنا علي أبوهم ..................................................... = 13

لذلك غير ابن بابويه في النص في كتابه الخصال فحذف "من ولدها"، ولكن لم يفطن لباقي النص وهو قوله: "ثلاثة منهم علي" فأثبته كما جاء في المصادر الاثني عشرية الأخرى (انظر: ابن بابويه. الخصال. ص477، 478) ولكنه في كتابه عيون أخبار الرضا غير النص في الموضعين بما يتفق ومذهبه (ابن بابويه. عيون أخبار الرضا. ج2. ص 52)

العصمة غير موجودة بالمرة كما ترى ولا أصل للعدد 12 إمامًا من ذرية علي وفاطمة. كما أن ذريتهما لم تشملها آية التطهير. إن معنى الآية هو أن من أطاع الله من آل البيت دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، لا تفريق عند الله بين عباده. فهي آية تشريعية لا كونية تقرر حكمًا وقضاءً ثابتًا لا يتغير من الله عز وجل. ودليلي القاصم هو ما يلي:

نقل الكليني في الكافي عن أحمد بن عبد الله بن خاقان أنه سأل رجل أباه عن جعفر بن علي أخى الحسن العسكري فقال: ومن جعفر فتسأل عن خبره أيقرن بالحسن جعفر معلن الفسق فاجر ماجن شريب للخمور أقل من رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه، خفيف، قليل في نفسه.

وذكر محمد الباقر المجلسي في جلاء العيون:
(عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا ولد جعفر بن محمد بن علي بن حسين فسموه صادقا لأنه إذا ولد من أولاده الخامس والذي يسمى بجعفر ويدعي الإمامة كذباً ويفتري على الله وهو عند الله جعفر الكذاب)

وجعفر هذا هو ابن الإمام النقي أحد الأئمة المعصومين وشقيق الإمام حسن العسكري الإمام الحادي عشر. وجعفر هذا من آل علي وفاطمة ومن سلالة الحسين وزين العابدين.

لقد ضل جعفر وهو من آل البيت ومن عترة النبي صلى الله عليه وسلم وحلت عليه اللعنة ليثبت انهيار نظرية آية التطهير إلى الأبد.

تحياتي لك
أخي الفاضل