سمي المداد ليس للونه او مادته و لكن كما قال ابن الانباري :
سمي المِدادُ مِداداً لإٌِمداده الكاتِب، من قولهم أَمْدَدْت الجيش بمَدد.

قال الأَخطل:
رَأَوْا بارِقاتٍ بالأَكُفِّ كأَنّها
مَصابيحُ سُرْجٌ، أُوقِدَتْ بِمِدادِ

أَي بزيت يُمِدُّها.
وقوله تعالى: ويَمُدُّهم في طُغْيانِهم يَعْمَهُون؛ معناه يُمْهِلُهم.

عليه فان كلمة ( مدادا ) في الاية لا تشير الى اسم المادة التي يكتب بها , بل تشير الى ان البحر لو كان امدادا لما تكتب به كلمات الله.
و هذا يصدقه قوله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (27) سورة لقمان

الصفي

لم نفهم بعد ما المقصود من الأية؟ ماذا يعنى أن الكلمات لا تنتهي؟ ننتظر توضيحك .

Guru .

اقتباس:  Romeo   كتب/كتبت  
أستمعت لهذه الآية هذا الصباح و انا في السيارة
"لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي."

عندي عدة اسئلة على هذه الآية و ابدأه بالتالي
1. هل توحي الآية للناس ان لون البحر ازرق و لذلك هو لون الحبر و لذلك لو ان ماءه "الأزرق" استخدم للكتابة سينفذ قبل أن تنفذ الكلمات من الله؟

باستطاعة اي كان (ماضيا ام حاضرا) ان يعرف لون ماء البحر بالتوجه اليه و تعبئته في كوب او ما شابه و النظر اليه, فليس في الامر اي غموض او صعوبة تفسح في المجال امام التكهنات و الفرضيات التي تلمح اليها حضرتك....

هل اتفقنا قبل ان ننتقل الى شرح معنى الاية -و الذي هو موضوع مختلف تماما عما اشرت اليه في عنوان الموضوع؟

اقتباس:  Romeo   كتب/كتبت  
أستمعت لهذه الآية هذا الصباح و انا في السيارة
"لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي."

عندي عدة اسئلة على هذه الآية و ابدأه بالتالي
1. هل توحي الآية للناس ان لون البحر ازرق و لذلك هو لون الحبر و لذلك لو ان ماءه "الأزرق" استخدم للكتابة سينفذ قبل أن تنفذ الكلمات من الله؟

لا تقصد الاية بالمداد الحبر .
فالمواد التي كانت مستخدمة في الكتابة سميت حبرا لانها تترك اثرا و ليس لان لونها اسود او ازرق, بل في الواقع ان كلمة حبر تستخدم لوصف الصفرة ( اللون الاصفر الذي يشوب بياض الاسنان) , و الحمرة كما ورد :
تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذا أُشُرٍ،
كَعارِضِ البَرْق لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا
قال شمر: أَوّله الحَبْرُ وهي صفرة، فإِذا اخْضَرَّ، فهو القَلَحُ،
فإِذا أَلَحَّ على اللِّثَةِ حتى تظهر الأَسْناخ، فهو الحَفَرُ والحَفْرُ.
و قد ورد في الاثر ان خديجة زوج النبي (ص) كست اباها بردا احمرا فسماه حبرا في قوله:
(ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ
وهذا العَقِيرُ؟ أَراد بالحبير البرد الذي كسته، وبالعبير الخَلُوقَ الذي
خَلَّقَتْهُ، وبالعقير البعيرَ المَنْحُورَ وكان عُقِرَ ساقُه.
والحبير من البرود: ما كان مَوْشِيّاً مُخَطَّطاً.
والحِبْرُ: بالكسر: الوَشْيُ؛ عن ابن الأَعرابي.
والحِبْرُ والحَبَرُ:الأَثَرُ من الضِّرْبَة إِذا لم يدم، والجمع أَحْبَارٌ وحُبُورٌ.

إعادة لنفس السؤال مرة أخرى !

ماذا تعنى الأية؟

اقتباس:  Guru   كتب/كتبت  
الصفي  

لم نفهم بعد ما المقصود من الأية؟ ماذا يعنى أن الكلمات لا تنتهي؟ ننتظر توضيحك .

Guru .

كلمات الله لاتعني فقط القران او كتبه السماوية او كلامه فالله تعالى يخلق بكلمة كن فيكون. فحتى خلقه يسمى كلمته:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ } (171) سورة النساء
و قد وردت مفردة كلمات الله في القران في عدة مواضع لتفيد معان مختلفة:
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (12) سورة التحريم
فهنا كلمات ربها امر خلاف كتبه.
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (37) سورة البقرة
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (124) سورة البقرة
لذلك اخطأ من ظن بان كلمات الله تعني القران او الكتب السماوية.

زميلي الصفي كم اسعد عندما تمر على موضوع من مواضيعي و لكن كالعادة تخلط الأوراق و توضح لنا ان النظرة الشمولية للمعنى لا زالت لدينا غير مكتملة

نعم اتفق معاك بما اوردته من معنة الكلمة او كلمات و لكن ما المقصود في الآية التي ذكرت حول البحر و المداد
و شكرا

اقتباس:  Romeo   كتب/كتبت  
زميلي الصفي كم اسعد عندما تمر على موضوع من مواضيعي و لكن كالعادة تخلط الأوراق و توضح لنا ان النظرة الشمولية للمعنى لا زالت لدينا غير مكتملة

نعم اتفق معاك بما اوردته من معنة الكلمة او كلمات و لكن ما المقصود في الآية التي ذكرت حول البحر و المداد
و شكرا

المفسرون لم يقصروا معنى كلمات الله على وحي او كتب منزلة , و لكنهم شملوا :
1- كلمات الله وحكمه وآياته الدالة( ابن كثير)
2- قل وإن أوتيت القرآن وأوتيتم التوراة فهي بالنسبة إلى كلمات الله تعالى قليلة , قال ابن عباس : " كلمات ربي " أي مواعظ ربي . وقيل : عنى بالكلمات الكلام القديم الذي لا غاية له ولا منتهى( القرطبي)
3-كلمات الله وحكمه( الطبري).
4- أراد بالكلمات ما يقدر سبحانه على أن يخلقه من الأشياء ويأمر به كما قال في عيسى (ع) وكلمته ألقاها إلى مريم. وقيل: أراد بالكلمات ما وعد لأهل الثواب وأوعد لأهل العقاب عن أبي مسلم { لنفد البحر } أي لفنى ماء البحر { قبل أن تنفد كلمات ربي }. وقيل: إن كلماته المراد بها مقدوراته وحكمته وعجائبه.( الطبرسي).