الأية الأولى :
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)
جاءت تكملة لقوله سبحانه في الآية التي قبلها:
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{148}
فهو يخاطب المؤمن بقوله :كل إنسان له وجهة وهدف ، فاحرص على الخيرات واجعل هدفك شطر المسجد الحرام حيث يتوجه له المسلمون في العالم ، والدليل قوله سبحانه : "وإنه للحق من ربك" أي الإسلام والتوجه إلى الله.
أما الثانية :
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
يحثهم على التوجه إليه في الصلاة ، والدليل قوله : وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ، وأيضاً الإشارة إلى تعليم النبي للمؤمنين، وبعدها بآيتين يتكلم عن الصلاة.
الصفا والمروة
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)
ليس شرطاً أن يتكلم عنها في سياق الحج ، لأنه يبين لنا شعيرة من شعائر الحج والعمرة بشكل عام .
بينما الآيات( 197ـ203) تبين لنا شعائر الحج فقط .
آيات القتال :
اقتباس:
فلماذا يذكر هنا هذه الآية و يتحدث عن الشهداء دون أي مناسبة بينما هو يتكلم عن تحويل القبلة ؟
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ (154)
هذه الآية لم ترد في سياق الحديث عن تحويل القبلة ، وإنما وردت في سياق الحث على الصبر على البلاء والصبر على المصائب ، ومن المصائب الموت ، والله سبحانه يبين لنا أن الموت في سبيل الله يختلف عن مصيبة الموت بما سواه ، فالموت في سبيل الله علاوة على صبره وصبر أهله عليه فهو في الحقيقة لم يمت .
و من البلاء الخوف ، والجوع ، والفقر ،
ويبشر الصابرين عليها بأن عليهم صلوات من ربهم ورحمة ،ويصفهم بالمهتدين.
وبالمناسبة : عندما أرادت الحكومة عندنا شق طريق في أحد المقابر واستقر الرأي على نقل الجثث وجدوا أن بعض جثث الموتى لا تزال بدمائها ولم تتحلل جثثهم ، رغم عشرات السنين التي مضت على دفنهم وهذا ما سمعته من أكثر من واحد سمع من أقاربهم ،( ربما لأنهم من حفظة القرآن الكريم، والله أعلم ) .
أما آيات القتال :
فلها سياق أخر( الحض على قتال المعتدين ، وعدم الاعتداء ) .
أما بقية موضوعك فإما يحتوي على كلام مكرر أولم تبين الأفكار كما بينتها أعلاه ، فيرجى إعادة صياغتها وطرحها واحدة واحدة وعدم التعميم .
اقتباس: فلماذا لا يجمع آيات القتال مع بعضها ، و العبادات مع بعضها (الصلاة و الصيام و الحج) و المعاملات مع بعضها (الطلاق و الوصية و الرضاعة و المحيض و الدَّين و غيره) و القصص مع بعضها ؟؟؟
ما معنى التكرار في "مع بعضها" ، "مع بعضها" ، "مع بعضها" ؟
هو يوزع قرأنه كما يريد ، المهم أن المعنى واضح ، والنص مترابط ، ولا يناقض بعضه ( كما في الكتب الأخرى )
ينبغي ألا تستخدم التعميم في أقوالك فمن السهولة أن تنتقد بالعموميات ولكن المهم أن تناقش الجزئيات كل على حدة.
اقتباس: هذه أقل متطلبات النص المنظم ، أليس مؤلف هذا النص هو الله ؟
أليس هذا النص هو أبلغ النصوص في الدنيا !!!
هل من البلاغة أن أقول "ولّ وجهك شطر المسجد الحرام" ثلاث مرات بشكل متتال !!!
هل فاتت تلك الملاحظات على علماء اللغة والأدب ، وفطاحل الشعراء في عصر الجاهلية ، والعصور العباسية والأموية وفاتت على المنافقين وكفار قريش وهو يتحداهم أن يأتوا بمثله ، أو أن يجدوا فيه اختلافاً حتى جئت للتجني عليه دون دراية أو تبصر.
اقتباس: هل من البلاغة أن أتكلم عن الطلاق ، ثم الرضاعة ، ثم الذين يتوفون عن زوجاتهم ، ثم الخطبة ، ثم الطلاق ، ثم الصلاة في الأمن و الخوف ، ثم الذين يتوفون عن زوجاتهم ، ثم الطلاق ؟؟؟؟
تكرار وتعـمــيم لا يفيدان البحث الذي ترجوه .
وللأسف عثمان (رضي الله عنه) غير موجود ليدافع عن نفسه أمامك .
أما القرأن الكريم فالله سبحانه قد تولى حفظه ودافع عنه ، وهو موجود أمامك كما أراده هو وفقاً لقدرته ومشيئته أما إرضاء الناس فغاية لا تدرك ، فهذا يريد الترتيب حسب المواضيع ، وذاك يقول لا الأفضل حسب التدرج في التشريع ، وأخر يقول نريدها حسب الحروف الهجائية ، وأخرون يريدون الترتيب حسب الأسهل فالأصعب ، وأخيراً حسب نزول الآيات ، إلخ
أما الترتيب فهناك مواضيع الذي لا تحتاج لسياق أو ارتباط ( حكم عام ) ، وهناك مواضيع مشتركة يمكن إلحاقها بأي موضوع ، وهناك الربط التدريجي للمعنى ،
كما لا يخفى عليك تنوع أساليب الكتابة من كاتب لأخر ، فمنهم من يعجبه الإسهاب ، ومن يعجبه الإيجاز ، ومن يعجبه التنوع وتركيز الأفكار ، ..
فهل برأيك يمكن لمحمد أن يبتدع أو يؤلف ذلك الكم الكبير من التشريعات والعبادات والمعاملات والقصص والأحكام والنصائح ، مع الاهتمام بحسن النظم ؟
وهل ظل متذكراً كل أية في كل موضع طوال الثلاثة عشر عاماً في عصر لم يكن فيه أي كمبيوتر أو توثيق أو دفاتر وإنما في صدور الرجال ؟
اقتباس: يتكلم عن البِر 177
يتكلم عن القصاص 178-179
يتكلم عن الوصية 180-182
يتكلم عن الصيام 183 - 187
يتكلم عن أكل الأموال بالباطل 188
يتكلم عن الأهلة 189
يتكلم عن القتال 190-193
.........
ألا ترى التنوع والشمولية والتفصيل ،
وما معنى تكرار كلمة "يتكلم" أمام كل سطر ؟ يكفي أن تقول :
يتكلم عن .... ، ثم عن .... ، ثم ...., ....
وهل فات الترتيب الذي ترجوه رسول الله ( ص ) حينما كان يقول موضع هذه الأية في المكان الفلاني ، وهذه بعد تلك ؟ وعن صحابته وعن التابعين ، الذين كانوا يتسابقون على حفظ الأيات فور نزولها ، واقتنعوا بذلك الترتيب ولم يراجعوا ولم يعترضوا رغم أنهم أفصح منك وأبلغ وأحفظ ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7