عوليس
عضو رائد
المشاركات: 1,023
الانضمام: Jan 2002
|
ما رأيكم بهذا الكلام ؟
اقتباس: Logikal كتب/كتبت
نظرية المؤامرة إياها. نفس الكلام دائما، كلما قال أحد شيئا نشتمّ فيه فكرة ايجابية عن الغير، فهو لا بد متآمر معهم يريد القضاء علينا. كلما انتقد أحدهم شيئا عربيا او اسلامية، نعيد تكرار لائحة خطايا الغرب.
...
خلاص يعني، افهموا يا جماعة... طالما أميركا و اسرائيل و بريطانيا فعلوا ما فعلوه في الزمن الماضي و الزمن الحاضر، مش عايزين اي حد ينتقد العرب او المسلمين. العرب و المسلمين فيهم من النواقص و التخلف ما فيهم، و لكن من كان منكم بلا خطيئة، فليرمنا بحجر! و اللي بيته من زجاج...
لوجيكال
لا بأس من نقد العرب والمسلمين حتى
لكن المشكلة حين يأتي أحدهم ليظهر الإسلام على أنه مجرد دعوة للزواج من أربع وللقتل والإرهاب، وفي نفس الوقت، يصور الغرب على أنه العطوف الرحيم الإنسانوي بشكل صافي.
لا أحتاج شخصيا إلى كثير من الحذق كي أفهم أعراض فوبيا الغرب حين يتأثر بها أي ذيل للغرب - أو متصهين لا فرق - فيذهب إلى جلد أمته ولا يدخر وسيلة لإسقاط تراثه الذي كان له تأثير حتى في حضارة الغرب الذي يعبده.
هناك فرق بين النقد وبين التجريح.
عوليس...
|
|
03-28-2006, 08:45 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
روزا لوكسمبرج
عضو رائد
المشاركات: 825
الانضمام: May 2003
|
ما رأيكم بهذا الكلام ؟
اقتباس: العلماني كتب/كتبت
شكراً لجميع من شارك
(f)
نقلت هذه اللقطات من "برنامج الاتجاه المعاكس" إلى هنا لانها "أدهشتني". فأنا غير معتاد على مثل هذه "اللهجة" ومثل هذه "النبرة" من "الجهات العلمانية" التي نراها في وسائل الإعلام.
هذا الحضور "الحاد القاطع" كشفرة مقصلة للدكتورة السورية تركني أضرب أخماساً بأسداس وأفرك عيني عدة مرات وأتساءل: هل هناك من يستطيع أن يظهر على شاشة تليفيزيون عربي ويقول مثل هذه الكلمات؟ (طبعاً، أنا غير متابع للفضائيات العربية إطلاقاً وقليل المشاهدة للتليفيزيون بشكل عام).
لست معجبا ً بوفاء سلطان ولا موافقاً، حقيقة، على كل ما ذهبت إليه، فأنا آخذ عليها تعميمها المُخلّ بشكل عام، فهي تخلط الدين الإسلامي والمسلمين بالإسلام السياسي وأصحابه الرجعيين الإسلامويين. وهي تهدر "البُعد التاريخي" والفارق الزمني عندما تقيم محاكمة لبعض الأحاديث والآيات. وهي، بعد ذلك، تتغاضى عن موبقات "الغرب" ولا تنحو باللائمة إلا على طرف واحد، ناهيك عن قولها بأن "اليهود" وصلوا إلى "حقوقهم" (كلمة "حقوق" هذه أحسستها مثل طعنة خنجر ..) ...
مع هذا فإنني لم أر كثيراً من المغالاة والشطط في حديث الدكتورة السورية في نقدها لمجتمعنا وذهنيتنا ، وأعتقد بأن صوتاً مثل صوت "وفاء سلطان"، ببعده العلماني ومهاجمته الواضحة للثوابت الإسلاموية وعدم احترامه "لتابوات" الإعلام العربي الدينية، مهم جداً، بعد تعديل، في خضم صراعنا للخروج من "القرون الوسطى" و"عصور الظلمات" وهذه "الردة الحضارية" التي زجنا بها سوء تدبيرنا وإحباطنا وفشلنا في بناء دولنا ومجتمعاتنا وإنساننا.
أهمية هذا الخطاب هو "هزة البدن" التي يمكن أن يفعلها في الناس التي تسمعه. وتركيزه على بعض "نقاط التخلف" التي تفتك في بنيتنا الذهنية دون وازع منذ قرون وقرون. ولعل أبرز هذه "النقاط" هو موروثنا الثقافي الطائفي القمعوي الثيوقراطي المستبد. طبعاً، هذا الخطاب يجب أن يتساند مع "خطاب علماني أكثر اعتدالاً وعمقاً" ولكنه مبني على الكثير من القواسم المشتركة التي رأينا الدكتورة السورية تؤكد عليها، مثل: حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، و"لا أؤمن بالغيبيات ولكني أحترم حق كل إنسان في أن يؤمن بها، يا أخي آمن بالحجر ولكن إياك أن تضربي بها، أنت حر في أنت تعبد من تشاء ولكن لا علاقة لك بعقائد الآخرين" و "حرية التعبير والنقد هي أقدس المقدسات" ... إلخ ...
باعتقادي أن هذا "الخطاب الحاد" مطلوب أحياناً كاستثناء وليس كقاعدة من العلمانيين، فصوت العقل المثقف الرزين الواعي هو الذي يجب أن يبقى غالباً في معركتنا الثقافية في مجتمعاتنا. وطبعاً، أفضل الأمكنة التي تنفع هذا الصوت "الحاد" هو برنامج تليفيزيوني مثل "الاتجاه المعاكس"، فبرنامج مثل هذا هو "نقار ديوك"؛ يعتمد على قوة العارضة الخطابية والقدرة على الجدل وعاطفة مشبوبة تذهب بعقول المشاركين والمشاهدين جمبعاً.
واسلموا لي
العزيز العلماني.. صباح الخير
(f)
لا يختلف أحد على أهمية نقد الذهنية الرجعية, ولا يختلف أحد على فكرة أن الأنظمة العربية جميعها متسلطة وديكتاتورية وكل هذا الكلام الذي تعرفه جيداً.. لا أجدني أختلف معك في الكثير مما جاء في رأيك بخصوص تلك المرأة, وهي في رأيي لا تستحق هذا الإهتمام الشديد, فهناك من العلمانيين من هم أكثر عمقاً ووعياً وموضوعية في حديثهم عن المشكلات التي تتحدث هي عنها.
الفكرة بالنسبة لي هي أنني لا أستطيع أن أفصل بين خطاب تلك السيدة وبين الحملة الإمبريالية -مش عاوزة أقول كلام كبير- والتي تبدو لي عنصرية جداً لأنها تتعمد الخلط مابين الدين الإسلامي والمسلمين وأيضاً تستخدم كل هذه الأفكار والإنتقادات في محاولة تبرير مايحدث في المنطقة العربية منذ سنوات. لماذا ظهرت وفاء سلطان بعد تصاعد الهجمة الإمبريالية ضد سوريا تحديداً؟؟!! لماذا تقتبس الصحف الأمريكية من كلامها وتلمعها إعلامياً في هذه اللحظة بالذات؟! ليس إنتمائي لنظرية المؤامرة هو مايدفعني لقول ذلك, لكن أنظر لها من هذه الزاوية ستجد الأمر منطقياً.
الأفكار ليست مجردة, كما أن البشر -على مختلف إتجاهاتهم الفكرية والأيديولوجية- ليسوا محايدين. الحياد في رأيي هو وهم يتمسك بعض المثقفون به ليعبروا عن إحباطهم في الأوضاع التي تحيط بهم وهو أيضاً -اسمح لي أن أصفه كذلك- نوع من التخاذل الذي يصب في مصلحة بقاء الواقع على ماهو عليه.
طبعاً الخطاب الحاد مطلوب جداً, لكن أي خطاب حاد؟ خطاب تمجيد الصهيونية والإمبريالية الأمريكية وتقديمهم كنيقض لتخلف العرب؟ هل هذا منطقي؟؟ وهل تعتقد أن نوعية خطابها قد تؤثر إيجاباً على أي من الذين وصفتهم هي بالتخلف والإرهاب والجهل؟؟!! إذا كان الهدف من كلامها هو تغيير الذهنية العربية, فهؤلاء البشر لن يسمعوا من إمرأة هربت لأمريكا لتنادي بقمعهم وسحلهم!! كما أن خطابها هذا -حتى لو إستبعدنا فكرة أنه مدفوع الأجر- لا يخدم إلا النظام السوري ليدعي أن هذه هي نوعية المعارضة لسياساته التي يدعي انها وطنية وقومية وما الى ذلك, مما يضعف أي معارضة حقيقية وشريفة ويشكك في دوافعها ومصداقيتها. في مصر, تلخصت دعاية النظام في إتهام حركة كفاية بالولاء لأمريكا, كنت أرى هذا بعيني في ردود أفعال الناس في الشارع والتي حاصرتنا لفترة لا بأس بها بمثل هذه الأسئلة وهذا النوع من التشكك والقلق, وهو أمر طبيعي. لم ينقذنا إلا الإعلان المستمر والواضح لموقفنا من الإمبريالية الأمريكية وأيضاً إتساع مساحة الحركة لتشمل قطاعات من القضاة والصحفيين وغيرهم.
النقطة الثانية هي ان القضية من وجهة نظري ليست في صراع العلمانية مع الرجعية الدينية, يعني إذا نظرنا لها بهذه الطريقة, فسنكون وقعنا في فخ التحليل المثالي للأفكار وهذا المنطق في التحليل هو أبعد مايكون عن المنطق العلمي في تحليل الأمور وهذا أبعد مايكون عن العلمانية. القضية هي ليست قضية ثقافية وفقط, هناك أوضاع "مادية" سياسية وإقتصادية تحتاج لتغيير جذري لن يحدث أبداً لو إستبعدنا طرف هام جداً من المعادلة, وهي الجماهير العربية التي تعاني من القمع والإستبداد وتحتاج كخطوة أولى أن تستشعر بعض الثقة في قدرتها على التغيير. نحن لن نستورد جماهير متحضرة ومتخلصة من الأوهام الدينية من سويسرا لنناضل معهم من أجل التغيير.
النقطة الأخيرة هي أن العلمانية كما أفهمها لا تعادي الدين في حد ذاته, ربما تعاديه كطريقة مغرقة في الغيبية لتفسير الظواهر المختلفة. هي ببساطة -أعلم أنها قد تكون مخلة- تعني في جزء لا بأس به منها فصل الدين عن الدولة, ولا تعادي "البشر" المنتمون للدين. العلمانية كما اعرفها مع حق البشر في "الإختيار", وهي مع إحترام إختياراتهم. لذلك فليس التخلص من الدين هو العلامة الأهم للتحضر!! الدين نفسه هو أفكار إختلف ويختلف إستخدامها وتفسيرها مابين لحظة وأخرى, مابين تجربة وأخرى, ومابين تأويل وآخر. . قد يكون الدين في لحظة تقدمياً جداً, وقد يكون تأويله في لحظة أخرى في منتهى التخلف والرجعية. وهو في كل الاحوال ليس ثابتاً يمكننا الإعتماد عليه في التحليل أو تحديد المواقف من البشر. وهذا بالضبط ماتفعله السيدة موضوع الشريط.
منذ هجمة 11 سبتمبر, والإمبريالية الأمريكية تستخدم بقوة التبرير الديني لممارساتها في الشرق الأوسط. المعتقلون في جوانتنامو هم من التيارات الإسلامية وليسوا بوذيين, الذين يستوقفونهم في الشوارع الأوروبية هم عرب وليسوا المان. الأمر واضح, الإمبريالية تمارس عنصرية ضد العرب وتروج لهذه الأفكار والممارسات بكل الطرق الممكنة. وهدفها -بالتأكيد- ليس نشر التحضر والعلمانية في الشرق الأوسط, هدفها هو إستغلال المنطقة لآخر نقطة, "مص" النفط لآخر قطرة. فما هو موقف العلمانيين من هذه المسألة؟ هل يتنحنحون ويستقرون في جلستهم أمام الشاشات لمحاولة التقاط الموضوعية في كلام جورج بوش؟ أم مساندة المضطهدين -الذين هم بالمناسبة منهم- ومحاولة توجيه نضالهم للطريق الصحيح؟؟
تحياتي وأعتذر للإطالة..
روزا
|
|
03-29-2006, 02:45 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
روزا لوكسمبرج
عضو رائد
المشاركات: 825
الانضمام: May 2003
|
ما رأيكم بهذا الكلام ؟
أعتقد أنني اتفهم مخاوف الليبراليين بشكل عام من الحركات الإسلامية. فصعود الحركات الإسلامية بشكل كبير وإنجذاب الملايين من الطبقات الأشد فقراً لها في العقدين الأخيرين يطرح العديد من الأسئلة التي أجد أن إتهام الإسلاميين بالفاشية أحد الإجابات المغلوطة عليها لأنه يؤدي في النهاية لإقامة تحالفات على أساس مواجهة هذا الخطر الإسلامي بين كل من الليبراليين والأنظمة القمعية الحاكمة في المنطقة. الخطأ الآخر هو التحليل المغلوط للطبيعة الطبقية لأغلب المنخرطين في هذه الحركات. والتي لا تمت أفكارها للفاشية بصلة. ليس الليبراليين وحدهم الذين وقعوا في هذا الفخ, هناك أيضاً الأحزاب الشيوعية الستالينية. أنظر لما وصل اليه حال حزب "التجمع" الإشتراكي المصري, وكيف يبرر موقف النظام من التيارات الإسلامية, بل ويشجعه على سحلهم وسجنهم وإبادتهم. أعتقد أن حالة الإزدواجية هذه عند العلمانيين, الشيوعيون منهم والليبراليين, هي من أهم أسباب خسارتهم لأي نوع من المصداقية لدى الجماهير بشكل عام. ترى الجماهير في الشارع لإسلاميين في المعتقلات, تختبر يومياً صراعهم مع النظام, لذلك, ولأن الجماهير المصرية تكره النظام وفي نفس الوقت تشعر بالضعف أمامه –لأنه إنتزع منها كل حقوقها من قبل- فهم يميلوا بقوة نحو هذه التيارات الدينية. وها هي النتيجة, أنظر لمقرات حزب التجمع التي تحولت لخرابات لا يدخلها أحد ويسيطر على الحزب ككل شخص إنتهازي مثل رفعت السعيد, أنظر لحالة التحلل التي يعاني منها حزب الوفد العريق سياسياً والذي يتصارع قيادييه على رئاسة الحزب بالبلطجية وضرب الرصاص –حدث هذا نهار أمس بالمناسبة-, كل هذه الأوضاع المأساوية والتي تعكس فشلاً سياسياً رهيباً للنظام المصري وكل مؤسساته بما فيها الأحزاب الرسمية هو حال محزن بحق, لكني لا أستطيع أن أفصله عن ممارسات هذه الأحزاب الإنعزالية طوال السنوات السابقة.
هذه الحالة التي كرس لها النظام وإستغلها لتعميق الهوة بين التيارات السياسية المختلفة لتكون النتيجة الأن هو يسار بحجم النملة, يحاول أن يناطح قبيلة كاملة من الأفيال الراسخة جماهيرياً إسمه تيار الإخوان المسلمين.
ولا يملك أي من الادوات لتحويل الصراع من شكله الحالي علمانيإسلامي, لصراع طبقي واضح المعالم يخرج بالجماهير من غيبيتها التي يتهمها بها العلمانيين الذين يختزلون هذا الصراع في شكله الثقافي وفقط. فالبشر كما تعلم, لا يولدوا على رأسهم علامة الصلاة!! وأفكارهم عن أنفسهم وعن الحياة بشكل عام تتشكل تبعاً للحياة التي يعيشونها. نعم علينا مواجهة الأفكار الغيبية, لكن مواجهتها على شاشات الفضائيات أمر, ومواجهتها واقعياً وعملياً أمراً آخر. وشتان مابين الإثنان. الأول يعكس تعالي النخبة المثقفة وإحساسها بالتميز ولا يعطي الجماهير التي عليها في هذه الحالة أن تبقى في دور التلميذ الخيبان الذي يتلقى وفقط, والثاني مبني على تجربة عملية تتطور فيها أفكار الإنسان عن نفسه من خلال نضال يومي يبدأ من نقطة وعي الجماهير وليس أبداً وعي النخبة.
ولن أتحدث عن وفاء سلطان مرة اخرى لأنها لاتثير داخلي –بصراحة- غير الرغبة في القيئ. وبالمناسبة ياصديقي العزيز.. نصر حامد أبو زيد –أعرفه شخصياً- ليس ملحداً ولم يتخلص من الأفكار الغيبية تماماً. مع ذلك فهو من اهم وأذكى من تحدث عن تأويل الدين ولا يستطع أي منا إلا إحترامه. نصر حامد أبو زيد الذي ذكرته أنت, هو أكبر دليل على خطأ وفاء سلطان الفادح في وصفها للمسلمين.
تحويل الصراع الطبقي لصراع فكري ليس من مصلحة أحد سوى الإمبريالية والأنظمة الحاكمة كما أشرت من قبل. وبالتالي فكرة تقسيم العمل التي تتحدث عنها مابين المنظرين العلمانيين والثوريين الراديكاليين هي فكرة غير واقعية ومؤثرة سلباً على حركة المضطهدين ضد مضطهديهم. الصراع الحقيقي دائر في الشوارع العراقية والفلسطينية, يموت فيه البشر بالمئات كل يوم. الصراع الحقيقي ليس بين أدمغة, هو صراع بين أسلحة بيلوجية وطائرات نفاثة من ناحية وأجساد مسالمة وخائفة من ناحية أخرى. كما ان التغييب وغسيل المخ وكل هذه الأشياء هي من إنجازات الإمبريالية العالمية وليست حكراً على الإسلاميين. فأنا عندما أخدع شعب كامل وأبرر له حروب إستباقية حقيرة, أمارس بدوري نفس التغييب الذي تمارسه الذهنية العربية.
تساءلت أنت: هل علينا أن نقف مع "الإسلامويين" لأن أمريكا تحاربهم؟
سأجاوب بصراحة : نعم!!
علينا أن نقف مع كل المضطهدين, سواء كانوا إسلاميين أو بوذيين أو أياً كانوا. ليس دفاعاً عن إسلامويتهم, مع اني مع إحترام حقهم في أن يكونوا إسلاميين. لكن لأن امريكا تحاربني أنا أيضاً, موقعي في المعركة يفرض علي أن أكون مع هؤلاء البشر لا في موقع المحايد والمنظر. عدوي الأول هو الإمبريالية الأمريكية. وهذا لا يعني تذيل للحركات الإسلامية, ولا يعني أي تخاذل على مستوى الأفكار ولا الذوبان ولا أي من هذه الإتهامات المطبوخة مسبقاً. أمريكا تقول أنها تحارب الإسلاميين, بينما هي تحارب وتجرم "المقاومة" وهذا سبب آخر يدعوني لمساندة المقاومين. أمريكا تقول أنها تحارب التطرف, بينما بوش هو المتطرف الأول, اليس هو صاحب مصطلح الحرب الصليبية؟؟ اليس وزير خارجيته من أعلن أنهم سيعيدون العراق للعصور الحجرية؟؟. نساء وأطفال العراق وفلسطين ليسوا إسلاميين!! هم "مسلمين", وأمريكا لا تضربهم لأنهم كذلك, أمريكا تضربهم لأنها تريد النفط وتستخدم إسلامهم في تبرير إستغلالها وعنصريتها. لو جمعنا كل ضحايا العمليات الإنتحارية والتفجيرات التي قام بها الإسلاميين لما وصلنا لنسبة 1% ممن قتلوا وذبحوا بيد الإمبريالية الأمريكية في العالم. فكيف إذن لا أقف معهم؟ بأي وجه بعدها سأجلس بإسترخاء وأبدأ في إقناع هؤلاء البشر أنهم متخلفين ومغيبين وكل هذا الكلام؟؟!!
هذا هو الموقف المنطقي الوحيد لكي ينجح اليسار العلماني في تجميع كل القوى المناهضة للإمبريالية على إختلاف أيديولوجياتها للوقوف ضد العسكرة الأمريكية. كما أن هذا التضامن هو الأمل الوحيد في إمكانية سد تلك الهوة التي تهدف نوعية أفكار السيدة سلطان ومعها الأنظمة الإستبدادية لتوسيعها. ليس من مصلحة العلمانيين أبداً أن يقفوا –على قلة عددهم وضعف تأثيرهم- في جهة بينما يقف الجماهير الذين يتباكوا على جهلها وغيبيتها في جهة أخرى!! كما أشرت من قبل, تعالي اليسار على النضال الجماهيري وتمسكه بعلمانيته أكثر من أفكاره الإشتراكية, هو من أهم عوامل تصاعد الحركات الإسلامية التي ملأت الفجوة الى آخرها وها هي تحصد المكاسب. بينما نكتفي نحن بالنباح في قاعاتنا المغلقة. أما الليبراليين فحكايتهم حكاية وليس هنا المجال لذكرها.
أخيراً.. بالنسبة لتحليلك للحركات الإسلامية على أنها حركة "فاشية". اختلف جذرياً معك بخصوص هذه النقطة لأن:
• الفاشية هي حركة الطبقة الوسطى في ظل إحتدام الصراع الطبقي مابين الرأسمالية من جهة والطبقة العاملة من جهة أخرى, أي انها التعبير الأكثر وضوحاً لتصاعد وتعقد الصراع الطبقي وإختلال التوازن السياسي. أنظر لتاريخ الفاشية في إيطاليا والنازية في المانيا, ستجد هذا الكلام صحيحاً. فالحركة العمالية الشيوعية كانت في أقصى درجات قوتها ونجحت في خلخلة النظام الرأسمالي, لذلك نمت الفاشية كرد فعل لهذا الصراع القاسي وإستطاعت الوصول للسلطة.
وهذا الشرط الموضوعي غير متوافر في أي منطقة من العالم الآن. لا في الشرق الأوسط ولا أفريقيا ولا أوروبا. فالرأسمالية مازالت قادرة على إعادة توازنها وسيطرتها السياسية على العالم ككل وليس في دولة واحدة. أنظر للحالة المصرية كمثال واضح على ذلك. هناك بالفعل صراع طبقي, لكنه لم ينتج حتى الأن تلك الأزمة التي قد تؤدي لإنهياره بشكل كامل. وبالتالي, لا يمكننا "قص" الأوضاع المادية المنتجة للأفكار الفاشية في ظل عدم توافر المناخ الطبيعي لنموها, وإعادة "لصقها" لتتناسب ورعبنا من الحركات الإسلامية!!
• الحركة الإسلامية بشكل عام هي حركة متناقضة ولا تتميز لا بالتناسق الفكري الواضح للفاشية ولا أيضاً بلإتساق الطبقي للمنتمين لها. يمكنك ملاحظة هذا التناقض في مواقفهم المتناقضة في الكثير من الأحيان. فأحياناً تجدهم يؤيدون قانون الإيجارات الزراعية وينددون بمقاومة الفلاحين له, ومرة اخرى تجدهم يقدمون شهداء كطارق الغنام في معركة النضال من أجل الديمقراطية. موقفهم الرسمي مع الإصلاح ولا يعادي جوهر المؤسسة البرجوازية, لكنهم في نفس الوقت من أهم فصائل المعارضة ويقبع أكثر من 20 الف كادر منهم في معتقلات النظام المصري. أما إذا نظرنا لحركتهم على مستوى أوسع فسنجد مثلاً أن لهم موقف راديكالي جداً في فلسطين –أقصد حماس- بينما يشارك الإخوان في الحكومة الجزائرية القمعية في إطار إتفاقات ما بعد الحرب الأهلية هناك. يصبح هذا التناقض منطقياً جداً إذا ما نظرنا لواقع أن أغلب كوادرها ينتمون لطبقات فقيرة جداً, ومنهم العمال والفلاحين والمهمشين..الخ, مما يؤثر بدرجة كبيرة على نوعية الأفكار والمطالب لحركتهم التي يشاركهم فيها بعض أغنياء الطبقة الوسطى الجديدة. التناقض هنا واضح, ومن المستحيل منطقياً أن نخرج بنتيجة أن الحركة الإسلامية "ككل" –وهذا خطأ آخر يقع فيه العلمانيين- هي نموذج لفاشية الحركة الطبقة الوسطى. هل سمعت عمرك عن عامل أو فلاح فاشي؟! العامل يدافع عن حقوقه كعامل حتى وإن كان ذلك من خلال أفكاره الإسلامية, أي أنك لن تسمع عمرك عن عامل إنتمى لحزب فاشي يعمل من أجل سحق الحركة العمالية!! هذه الطبيعة المختلفة للتركيبة الطبقية المتنوعة والمتناقضة في نفس الوقت للإسلاميين, تبتعد بهم أميال طويلة عن الفاشية.
• الفاشية حملت شعار القضاء على الجمهورية البرجوازية لتستبدلها بالديكتاتورية العسكرية, أي مصادرة البرلمان والمؤسسات البرجوازية الرسمية, "سحق" المؤسسات العمالية كالنقابات والتعاونيات وما الى ذلك, وأيضاَ الغاء التعددية السياسية والحزبية. لكن الإخوان المسلمين, وبرغم أنهم يحملون مايكفي ويزيد من الرجعية الفكرية, سوء بخصوص المرأة أو الأقليات الدينية والحريات الشخصية..الخ, إلا أنهم يدعون للدولة الإسلامية التي "يعتقدون" أنهم بنظام الشورى والزكاة وما الى ذلك سيحققون بها نوع من التوازن السياسي والإقتصادي والإجتماعي. أنظر للإسلاميين في تركيا.. هل سمعت عن حزب فاشي يترأس حكومة برجوازية؟؟!! هم أيضاً غير معاديين للطبقة العاملة, قد ينتقدوها أو يحاولوا التنديد بها في لحظة سياسية معينة, لكنهم لا يرون أن صراعهم الأساسي مع هذه الطبقة أو حتى مع مؤسسات الدولة البرجوازية التي تهدف الفاشية للقضاء عليها.
لن اعتذر للإطالة عليك هذه المرة.. ردودك تجبرني على ذلك..
اسلم لي أنت أيضاً
(f)
|
|
04-02-2006, 07:41 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|