ستوميرول و كيركجارد..منتجات دانمركية..
ستوميرول و كيركجارد....منتجات دانمركية..
لم اشترك بأي من المظاهرات التي خرجت للتنديد بالدانمرك, و لكن كنت أكتفي بالأستمتاع بمشاحدة الحشود الغاضبة,و قدرت أن العلم الدانمركي قد أزدادت أسعارة لزيادة الطلب عليه, المظاهرات الكبيرة كانت تنتهي بحرق عدد كبير من الأعلام في الساحات العامة و أماكن التحشد,و لا أعرف كيف كانوا يحصلون على أعلام الدانمرك في الباكستان مثلا و أمتد بي التفكير الى كيفية الحصول على الأعلام بشكل عام.علم أمريكا موجود في المظاهرات التي تندد بأمريكا و كذلك علم أسرائيل و الحصول على علم الدانمرك أسهل بكثير من الحصول على علم أسرائيل, لم أهتد الى جواب و لكن أستنتجت أن مثل هذه الأعلام مصنوعة على عجل من مواد رخصية سريعة الإشتعال.
راجعت قائمة البضائع الدانمركية جيدا و حفظتها عن ظهر قلب الأجبان و الألبان و مثبتات الشعر و كذلك المضخات و مبارد تجميل و تمليس الأقدام, فقد قررت أن أقاطع تلك المنتجات حتى لا أفارق الجماعة فأموت "ميتة جاهلية",السلطات المحلية سهلت الأمر كثيرا فرفعت من الأسواق كل هذه المنتجات ووضعت المتاجر الكبرى لوحات ملونة عليها إعلان براءة من المنتجات الدانمركية," نحن لا نبيع منتجات دانمركية",عبارة مكتوبه بالأحمر على خلفية سوداء حتى يراها الأعشى,دائرة كبيرة في وسطها خط مائل و تحتها عبارة منتجات دانمركية,احد المتاجر وضع طاولة و رصف فوقها نماذج من المنتجات الدانمركية بطريقة سيئة و كتب فوقها "لا نبيع هذه المنتجات".سحر "الميديا" كان موجودا و كذلك الكثير من "الفشخره".
أكثر المتحمسين لحملة المقاطعة شاب لطيف دمث يعرف بأنه داعية يدعى "عمرو خالد" يتكلم و يسهب و قلما ينفعل يغلف صوته صدى عميق قيبدو كأنه يتكلم من معدته ,يستخدم يديه و يفتح عينية بشكل متساوق مع حديثة , و قد يتحرك عن كرسية وقوفا أو تمايل تحسبة ممثلا أو مندوب شركة مبيعات,هزت عمرو خالد الرسومات التي تسيء "للنبي",فتبنى فكرة مقاطعة منتجات الدانمرك التي رعت تلك الرسوم,يعرف عمرو خالد الطبيعة الأسنهلاكية لمعارضي الرسوم فكانت فكرة ألمعية بمعاقبة الدانمرك بعدم الشراء منها.أمس شاهدت عمرو خالد في حوار تلفزيوني كان الرجل متألقا بشاربة الصغير و ذقنه الحليقه و أبتسامته الأبدية المحفورة على وجهه و موقفه الذي لا يلين حيال المقاطعة.
يعتقد عمرو خالد أن الإهانة التي لحقت "بالنبي" لا "يمحوها" إلا أعتذار صريح وواضح من حكومة الدانمرك, و لن نتمكن من متابعة إلتهام الزبدة و شرب العصائر المصنوعة في الدانمرك قبل أن يقول الدانمركيون "نعتذر منكم فقد أخطأنا بحق نبيكم الكريم". لم أعتقد أن مشاهدة الرسوم "خطيئة" لذلك نظرت فيها مليا وجدتها سطحية جدا و عديمة الموهبة و أكثر سوءا من رسومات "ستافرو" التي يبثها تلفزيون "أن تي في",لذلك يجب أن يكون الإعتذار الدانمركي مضاعفا أولا لإقترافه مثل هذا العمل المشين بحق "نبي الإسلام" و ثانيا عن هذا الذوق الفاسد و إنعدام الوهبة بتبني مثل هذا الفن الهابط و الذي لا يوازية إلا أغان "أحمد عدوية" في الثمانيات.
أفضل ما في حملة مقاطعة الدانمرك "تماسكها" و أستمرارها حتى الآن بإعتبار أن المقاطعات السابقة لأمريكا كانت تمنى بهزائم منكرة لإدماننا على الكنتاكي و البيبسي فنحمد الله الذي جعل لنا "مخرجا" و قيض لنا بلدا لا ينقض وضوء لنتماسك في وجهه كالبنيان المرصوص , فالدنمارك "شبه دولة" متفتتة الى أكثر من أربع مائة جزيرة مجموع مساحتها أقل من مساحة مدينة حمص السورية و عدد سكانها يوازي عدد سكان الأردن و قد بلغ دخلها القومي عام 2004 ما يعادل الدخل القومي لسورية و الأردن و تونس و الكويت فقط, و حجم التبادل التجاري العربي الدانمركي فلا يتجاوز 1.7 %, أما أعلى قمة فيها فلا تتجاوز بحمد الله 170 متر فقد ضربها المولى "بالذلة و الصغار" فقزمها أيما مقزم.
بحثت أمس في الأسواق عن "علكة ستوميرول" فقد كنت في طريقي لتقبيل فتاة شهية الشفتين, و القبلات بطعم الستوميرول لا تقاوم, و لكن عبثا لم أجد ما أبحث عنه أحد الباعة نبهني الى أن الستوميرول صناعة دنماركية و لا يجوز التعامل معها,لعنت واضعي نشرة المنتجات الدانمركية فقد هرب منهم الستوميرول و سببوا لي حرج كبير عندما عرفت بالأمر,راجعت المنتجات الدانمركية مرة أخرى فأكتشفت أن الدانمرك أنتجت رجلا اسمه "كيركجارد" كان يقول " الناس يطلبون حرية التعبير كي يعوضوا أنفسهم عن حرية التفكير وهو الشيء الذي يحاولوا أن يتجنبوه". فأحذروا الستوميرول و الكيركجارد فهي منتجات دانمركية غير داخلة في "اللسته".
|
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
/
ستوميرول و كيركجارد..منتجات دانمركية..
