جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
الرفيقة.."أم عادل"
الرفيقثة .."أم عادل".
أم عادل سيدة اقتربت من الستين و هناك روايات تقول أنها تجاوزت الستين و لكنها مصرة على أنها دون الخمسة و الخمسيمن و تشتشهد على ذلك بنشاطها الزائد و حركتها الدؤوب التي لا تهدأ, مازالت مرتبطة بالحزب تحضر أجتماعاته الأسبوعية بكل أنتظام و تشارك في فعاليات الحوار المختلفة و يستهويها " الوضع السياسي" فتتحدث عن الأحداث السياسية كما سمعهتا من الراديو أو التلفزيون و تطنب في حكمة الرئيس الذي يتولى حل كل هذ المعضلات بلمح البصر لذلك استحقت بجدارة لقب "الرفيقة", تبتسم ابتسامة النصر عندما تسمع كلمة الرفيقة مقرونة باسمها و كانه وسام او وشاح شرف تختبىء خلفة من اعوامها الستين.
تصدق الرفيقة "أم عادل" كل نشرات الأخبار و خاصة الأخبار المحلية و تنقطع بأحساس كامل الى المشاهد القصيرة التي يبثها التلفزيون للرئيس و هو يستقبل أو يودع ضيوفه و تتابع بشغف أكبر خطواته و هو يتقدم لإقتتاح مؤتمرا أو مركزا أو حفلة و لا ينقص شغفها حبة خردل وهي تراقب الرئيس و هو يضع أحجار الأساس لمشاريع وطنية ,النشرات الحكومية لا يأتيها الباطل في نظر أم عادل فهي مطلقة الصحة, و كذلك النشرات الجوية التي يتناوب على إذاعتها شخصان في منتهى السماجة و الغلاظة,و كذلك نشرات أسعار الخضار و الفواكة التي تبثها وزارة التموين,تثق هذه السيدة بالحكومة ثقة مطلقة و تحب شخص الرئيس بشكل لا يوصف و لعل كل وطنيتها نابع من تعلقها بشخص الرئيس.
الرفيقه أم عادل قصيرة القامة جدا يطنها منفوخة بشكل مضحك كالمنطاط رأسها يندمج مع جذعها بدون المرور برقبة تجد صعوبة و هي تدير رأسها يمينا و شمالا,شكلها كله بالوني الهيئة و لكن حماستها الوطنية تغلفها بوقار ويزيح شيئا من شكلها المستدير,شديدة السمرة مع بضع بقع سوداء كبيرة تلطخ خدها و رقبتها و كأن وجهها مرقوع أو مستعار و لكنك لا تشعر ببشاعة شكلها فحماسه حديثها و ايمانة تعطيها منظرا مختلفا أما بعد أن تعتاد عليها فتختفي تلك الرقع السوداء التي تلطخ وجهها و يبقى أمامك وجه بتعبير ساذج يتحدث بحماس عن أحلام الحكومة و مقدار حكمتها و أن خلفها ملهما يكاد يقترب من مرتبة الأنبياء.
أبو عادل جندي قديم متقاعد لا يكاد يرفع رأسة عن "دق المحيوسة" إلا ليكيل الإنتقادات الى شخص زوجته أم عادل أو الى الحكومة,يبتسم بسخرية و هو يراقبها تتابع نشرات الأخبار و يحرص على أن يرفع صوته و هو يقول "أي.خراي.... على هيك حكومة",تمتنع أم عادل عن الرد بذات اللغة نتيجة لتربية قاسية تلقتها و هي صغيرة على أحترام الزوج فتكتفي بنظرة نارية توجهها أليه و جملة مغتاظة تسمعه أياها "أنت خليك بالمحبوسة تبعك",حتى يبرهن أبو عادل لزوجته أنه ليس شخصا فارغا و هو أكبر قليلا من مجرد عسكري سابق و لا عب محبوسة حالي فيستدير نحوها بعد أن يلقي النرد من يده و يقول لها" تفرجي على حالك تفرجي على حالنا..لكن أنا خدمت الدولة تلاتين سنة و حاربت عاجبهة خمس مرات ,راتب التقاعد تبعي بيخلص بخمسه الشهر.اي يلعن ابوهن واحد يقول للتاني..شلة سرسرية".الوحيد الذي ينجو من سخرية و تهكم أبو عادل هو الرئيس,و كان يقول عند أي ذكر له في أحاديث أن عادل أو سواها: "آخ..بس لوعنا تنين من هالفريق" و كان يسمي الرئيس الفريق,لتربية العسكرية السابقة,كان يستمع الى خطب الرئيس وزوجته أم عادل و هو الوقت الوةحيد الذي يتخلاى فيه عن المحبوسة فيهز رأسه أستحسانا و يردد بين التصفيق و الآخر "يا أخي..رهيب هالفريق...رهيب" ينتبه أبو عادل الى أنه يردد كلمة رهيب كثيرا فيغير النغمة قائلا "يا أخي..فظيع هالفريق..فظيع".
أستيقظت أم عادل باكرا و بحثت عن حذائها الرياضي القديم فوجدته و لكن الفئران أكلت مقدمته البلاستيكية اللذيذه,طرقت جميع الأبواب الجيران الذين تعرفهم بحثا عن حذاء بقياس قدمها الصغيرة,فقد كلفتها الفرقة الحزبية بقياة القسم النسائي للمسيرة الحاشدة التي يقيمها الحزب بمناسبة عيد تأسيسة,أخذها الحماس فكانت تلهث و هي تسأل بلهفة عن حذاء "دخيلك يا أم هيثم..عندك بوط رياضة قياس 35 اليوم عنا "موسيره","معقول يا أم اسماعين..ما عندك بوط شوفيلي منيح لأنو تأخرت عالموسيرة",حصلت أم عادل أخيرا على حذائها فأنتعلته بفخر الجنود و لبست بنطالا بلون عسكري و قميصا يظهر ساعديهاالمترهلين,كان أبو عادل يراقبها مبتسما و هو يقول بين الحين و الآخر "بدي شوف شو رح تنفعك ...هالموسيرة..قال موسيره قال",لم تلتفت أم عادل الى كلماته و مضت في تجهيز نفسها و كأنها تتحضر لليلة زفافها.أنتهت أم عادل من تحضير نفسها فألتفتت الى أبو عادل و قالت له و كأنها تنتقم لكل ما قاله في حقها "الرئيس..بدو يحضر الموسيرة..و بدو يلقي خطاب كمان".
أنزوت أم عادل جانبا و أخرجت من جيبها ورقة و قلما و كتبت فيها خطابا الى الر ئيس وضعته داخل مضوف و أغلقته بعناية ثم دسته في جيبها,أنطلقت الرفيقه أم عادل الى مكان التجمع و بدا يترتيب السيدات و توزيع اللافتات و الهتافات عليهم.
يتبع....
|
|
04-09-2006, 02:54 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
الرفيقة.."أم عادل"
تحية..
أهلا بلقيس...أليك التتمه..
الرفيقة "أم عادل" 2
تكاثفت النسوة حول أم عادل و كلما كبر الحشد أتسعت أبتسامتها أكثر و أتسعت فتحتي عينيها أكثر و أزادات الرقع السوداء التي تحيط برقبتها سوادا,حقن الحشد المتزايد في أوردتها مزيدا من النشاط و الحيوية فكانت تتدحرج بخفة الكرة التي تتناقلها أقدام حاذقه,توزع صور الرئيس المثبته على ألواح خشبية خفيفة الوزن بأواضاعه المختلفة واقفا و قاعدا و ملوحا,وتنتقي سيدات بسواعد مفتوله ليحملن الشعارات الفاقعة التي تمجد الثورة و القائدأ و المندده بالعدو و أدواته المكتوبة على قطع قماشية عريضة مثقبة حتى لا تذروها الرياح, كانت يدها تمر بين الحين و الآخر الى جيب قميصا العلوي لتتحسس الرسالة و تتأكد أنها مازالت في مكانها بجوار القلب.
تحركت الجموع بصفوف متوازية منضبطة, و أم عادل تركض يمينا و يسارا لتسوي الصفوف, و تضبط الهتاف , تحرك يدها لتشير الى مجموعات الترديد فتخرج الأصوات متناسقة و كأنها جوقة إنشاد أو ترتيل,و تومىء برأسها الى المتقاعسات أو المتعبات اللائي يخفظن ايديهن قليلا, كانت تحرص على أن تكون صورة الرئيس عالية أعلى من الروؤس و أعلى من الشعارات و أعلى من الهتاف و أعلى من الغيوم,جسدها كان يرتعش بعنف و هي تلمح ابتسامته الوريقة تطل من الصور فتعتقد أنه يبتسم لها فتخفض رأسها حياءا و تتذكر رسالته المطوية بعناية فتتلمسها و كأنها تضع يدها على يده تطمئنها قساوة الورق الى أن الرسالة مازلت هناك تنظر صاحبها بلهفة و شوق.
أقتربت مجموعة أم عادل من المنصة الخشبية التي يقف عليها الرئيس شاهدته من بعيد منتصبا كتماثيله الحجرية و يده تلوح بلا كلل و أبتسامته المحايدة مطبوعة على وجهه يوزعها بالتساوي على الجميع,أجتاحت جسدها رعدة من نوع جديد و لفحتها بروده أنكمش لها جسدها المستدير فأزدات تكورا و كأنها أرادت أن تطوي نفسها على الرئيس فتخلطه بورحها,أزداد توترها بإزدياد أقترابها من المنصه و حولت أنفعالها صراخ في جوقة الترديد فانفجرت الحناجر الأنثوية الغضة بالهتاف "يعش...بالروح و الدم...رمز....الخ",لم تشعربدفق سائل حار ينحدر من عينيها و يبلل قميصا,تحسست رسالتها مرة أخيره و أمتدت أصابعها الى داخل الجيب تناولت الرسالة و أندفعت بسرعة و قوة مخترقة الحاجز الأمني الذي يطوق المنصه,حاول رجال أشداء قساة منعها من المتابعة لكنها أصبحت قريبة جدا من الرئيس شاهدها كما شاهدتها جميع عدسات التلفزيون التي تنقل الحدث,اشار الرئيس الى رجال أن يتركوها فأزدادوا تمسكا بها,لوحت برسالتها أم أمام الرئيس ,فأشار مرة أخرى أن يأخذوا رسالتها,تناول أحدهم الرسالة و دفعها بعيدا لتختلط مرة أخرى بالحشود املنفعلة الصارخة,مسحت أم عادل عينيها بكمها و ألقت نظرة أخرى الى حيث يقف الرئيس و قد ابتعد ببصره عنها,عضت على شفتها و تابعت طريقها بإنكسار فقد كانت قيد خطوات من ملامسة الرئيس ,نظرت أليه من جديد كان قد أستعاد وضعه الحجري ,اليد المدوده و الإبتسامة الوشم.
أستقبلت أم عادل أستقبال الفاتحين,و أطنان من الأسئلة و كميات من الفضول دلقت مرة واحدة فوق رأسها المستدير"شو كتبتي للرئيس"," شوقالولك الحرس"," شو كان في بالورقة","شو وصلك للرئيس؟؟!!"...و اشئلة اخرى عن رائحة الرئيس و كيف يبدو عن قرب ,أبو عادل فقد أهتمامه ببشكل مفاجىء "بدق الحبوسة"و لم يستطع أن يخفي لهفته ليعرف عن "الفريق" كل الأشياء التي لا يعرفها ,سر قدرته على الوقوف ساعات طويلة و هو يلوح للجماهير و سر جلسته ذات الوضعية الواحدة كجلوس الرهبان, كان يعتقد أن زوجته أم عادل عرفت كل ذلك لمجرد أنها أقتربت من الرئيس الى حد الملامسه.أخفت أم عادل إنكسارها و تصنعت فرحة و أجابت عن الأسئلة التي تتطاير حولها و لكنها لم تستطع أن تبتلع غصة محرقه توقفت في حلقها فقد كانت على بعد خطوة واحدة فقط.
في صباح اليوم التالي حضرت سيارة مرسيدس سوداء اللون بأرقام مميزة و لون مختلف .نزل منها عدة رجال بسحنات متشابهة و كأنهم أخوه سألوا عن أم عادل, وقفوا بأدب جم خارج المنزل و رفضوا الدعوات للدخول ثم سلموها دعوة من الرئيس لمقابلتها في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأثنين القادم,أستعادت أم عادل ثقتها و غمرتها فرحة كبرى و أوشكت على الرقص من شدة الحبور ,دار رأسها بعنف و تخيلت نفسها في غرفة واحدة مع الرئيس يحاورها شخصيا و يرد على أسئلتها عندها ستصافحة بيدها ستشد على يده بقوه و ستقبله عدة مرات و ستقول له عن مقدار الحب الذي تكنه له.
نصحها أبو عادل أن تشرح للرئيس وضعه البائيس و تطلب أن يزيد راتبه أو يمنحها منزلا لأنه سمع أن كل من يقابل الرئيس يمنحه منزلا,و تناوبت جارات أم عادل على نصحها أن تطلب من الرئيس عدم قطع الكهرباء عن الحي و خاصة في موعد مسلسل السهرة, أما الرجال فطلبوا منها أن تطلب من الرئيس تزفيت الشارع الذي يمتلىء بالماء شتاءا و يمتلىء بالغبار صيفا, رفاقها أعضاء الفرقة الحزبية سألوها أن تطلب من الرفيق الرئيس أن يخصص لهم مقرا جديدا للفرقة بدل هذا المقر الذي يمتلىء بالجرذان و السحالي ,كانت أم عادل مأخوذه تستمع الى الجميع بعيون شاردة و أفكار مشتتة و تتخيل الرئيس بقامته المديدة ووجه البشوش يتحرك أمامها, لم تصدق أنها ستلمسه و تكلمه وجها لوجه .
أستعجلت أم عادل الساعة و مزقت أوراق الرزنامه بعنف, أرادت أن يمضي الوقت بسرعة أكبر ليحل صباح الأثنين,أستعرضت جميع ثيابها و أحذيتها و أداوات تجميلها جميعا,أشترت كريما مبيضا للبشرة و مجففا للشعر ذو طاقه عالية, أصابتها الحيرة هل تضع قرطها الذهبي و هو القطعة الذهبية الوحيدة التي تملكها,ام ترخي شعرها فوق أذنيها,لم تستطع اتخاذ قرارا مناسبا لثيابها أ و الشكل الذي يجب أن تبدو عليه أمام الرئيس,كانت تقف طويلا أمام المرآة و تنظر الى نفسها أحست أنها أزدادت جمالا, اختفت الألوان الداكنة من وجهها, و خفت تجاعيد الستين التي كانت متجمهة على جبينها و حول فمها, و أحست أن قلبها يخفق بشدة و عنف. أوت ام عادل مساء الأحد الى فراشها و قد أزداد خفقان قلبها و أرتعاش جسدها مع أقتراب صبيحة الأثنين,تبتت نظرها الى السقف, و صور الرئيس تمرق أمامها بسرعة قيزداد أضطربها و قد أصبح موعدها المنشود على بعد ليلة واحدة.
أستيقظ ابو عادل مبكرا كعادته تمطى على طول يديه فاتحا فمه الى أقصى ما يستطيع مطلقا نفيرا قويا ينذر بإستيقاظة,نظر الى زوجته المتكورة الى جانبه,كانت عيناها مفتوحتين بشدة و مثبتتان الى السقف و على وجهها أبتسامة رضا أما جسدها فقد كان ببرودة الثلج.
|
|
04-10-2006, 05:38 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|