أسلحة الدمار الشامل الأسلحة النووية
حمد بن عبدالله اللحيدان
كما أشرنا في المقالات السابقة بأن أسلحة الدمار الشامل تعني تلك الأسلحة التي تستخدم للتدمير بصورة جماعية وقد قلنا أيضاً أنها تتضمن ثلاثة أنواع رئيسية هي الأسلحة الكيميائية والأسلحة البيولوجية والأسلحة النووية.
والأسلحة النووية وهي موضوع حديثنا اليوم هي أشد أنواع أسلحة الدمار الشامل تدميراً وفتكاً وهي أحدث أسلحة الدمار الشامل من الناحية التاريخية وتنقسم الأسلحة النووية إلى ثلاثة أنواع هي القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية وقنابل النيترون. وإذا ما تتبعنا تطور تلك الأسلحة نجد أننا يمكن أن نوجزها بالعجالة التالية:
أولاً: التطور التاريخي:
كان الاعتقاد السائد بين العلماء حتى بداية القرن العشرين أن المادة لايمكن أن تستحدث أو تفنى ، وقد طبق ذلك الاعتقاد البديهي والعلمي على الطاقة أيضاً حتى جاء العالم الألماني البرت إينشتاين صاحب النظرية النسبية والذي أطلق نظرية علمية جديدة تتناقض تماماً مع الاعتقاد السابق ويتلخص جوهر تلك النظرية في أنه من الممكن تحويل المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة تحت ظروف خاصة. وخلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) برزت الحاجة إلى الاستفادة الجادة من نظرية إنيشتاين للحصول على قنابل ذات طاقة عالية وبالتالي تكون ذات قدرة تدميرية كبيرة تفوق القدرة التدميرية للقنابل العادية بملايين المرات. وقد أحرز قصب السبق في هذا المجال الولايات المتحدة الأمريكية حيث تمكنت من إنتاج ذلك النوع من القنابل في أواخر الحرب العالمية الثانية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية قد استخدمت ذلك السلاح الحديث الولادة ضد اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية رداً على الهجوم اليابان ضد الأسطول الأمريكي في ميناء بيرهاربر وقد تعرضت مدينة هيروشيما ثم تلتها مدينة نجازاكي للهجوم الذري
في شهر أغسطس من عام 1945م وكانت القوة التفجيرية لكل واحدة من تلك القنبلتين تعادل (20) ألف طن من المادة المتفجرة المسماة ثلاثي نيتروتلوين المعروفة بـ (T.N.T) الشديدة الانفجار وقد تم ذلك الهجوم باستخدام الطائرات.
ومع التطور العلمي والثورة التكنلوجية أمكن تطوير إنتاج أنواع وأحجام من القنابل النووية ناهيك عن وسائل إطلاقها
ونتيجة لتلك الجهود وصلت القوة التفجرية للقنابل النووية الحديثة إلى أكثر من (50) مليون طن من مادة (T.N.T) كما أن وسائل الاطلاق قد شملت الصواريخ والغواصات والطائرات والمدفعية وغيرها من الوسائل الحديثة والتي تجرب بصورة دورية دون استخدام السلاح النووي كل يوم ضد شعوب العالم المضطهدة.
ثانياً: أنواع الأسلحة النووية:
الأسلحة النووية هي عبارة عن قنابل تتميز بقوتها وسرعتها التدميرية العالية وتفوق القوة التدميرية للقنابل التقليدية المعروفة بملايين المرات ناهيك عن تولد ضغط عالٍ جداً وانبعاث إشعاعات قائلة وحرارة محرقة ذات درجات حرارة عالية جداً وتنقسم القنابل النووية من حيث التفاعل الكيميائي الذي يتم بداخلها إلى:
1- القنابل الذرية (قنابل الإنشطار النووي):
وهذه القنابل تعتمد على مادة "اليورانيوم 235" أو "البلوتونويم 239" في عملية التفجير ومادة اليورانيوم مثلاً يوجد في نواة كل ذرة منها 143نيترون وحيث إن ذرات تلك المادة غير ثابتة فإن إضافة بعض النيرتونات إلى نواتها يؤدي إلى تغير ملحوظ في استقرارها يتسبب في انشطار كل ذرة إلى ذرتين يكون وزن كل واحدة منها أقل من وزن الذرة الأساسية والنقص الذي حدث في الوزن وهو الفرق بين مجموع وزن الذرتين الجديدتين ووزن الذرة الأم يتحول إلى طاقة تظهر غالباً على شكل أشعاع جاما. والانشطار الأول يكون مصحوباً بتحرر النيوترونات التي تقوم بدورها بإحداث انشطارات أخرى في الذرات في إطار سلسلة انفجارات نووية تحقق التدمير المطلوب من القنبلة. وعلى العموم فإن كتلة أقل كمية من المادة القابلة للانفجار والتي تكون كافية لإحداث سلسلة ردود الفعل الانشطارية تسمى بالكتلة الحرجة وهي كتلة يمكن الحصول عليها من بضعة أرطال من مادة "اليورانيوم المخصب 235".
2- القنابل الهيدروجينية (قنابل الاندماج النووي) كما يطلق عليها القنابل الحرارية:
هذا النوع من القنابل تعتمد قدرتها التفجيرية على كمية الطاقة المنطلقة نتيجة اندماج أنوية المواد الخفيفة مثل نظائر الهيدروجين حيث تأتي تلك القوة التفجيرية نتيجة اندماج نووي لنظائر الهيدروجين المعروفة بـ (الديوتيريوم) و"التريتيوم" وينتج عن ذلك عنصر الهلبوم وانطلاق كمية هائلة من الطاقة تعادل ما ينتج عن إنفجار عشرين مليون طن من مادة (T.N.T) ولكي يحصل الاندماج النووي يلزم أن يتعرض محيط تلك النظائر لدرجات حرارة عالية تصل إلى عشرات الملايين من الدرجات المئوية تقريباً ولذلك فإن توفير هذه الدرجة العالية من الحرارة يتطلب استخدام قنبلة ذرية بمثابة المتفجر اللازم لإحداث التفاعل الكيميائي المطلوب داخل القنبلة الهيدروجينية وهذا يعني أن القنبلة الهيدروجينية تحتوى على قنبلة ذرية يكون دورها الرئيسي توليد الحرارة اللازمة لإحداث الاندماج النووي وبالتالي القوة التفجيرية للقنبلة الهيدروجينية. والقنبلة الهيدروجينية تعتبر أقوى بكثير من القنبلة الذرية وذلك بسبب أن كمية الطاقة المنطلقة نتيجة الاندماج في خليط من "الديوتيريوم" و"التريتيوم" يعادل أضعاف كمية الطاقة الناتجة من انشطار نفس الوزن من "اليورانيوم". وسمي هذا النوع بالقنبلة الحرارية لأن هذا النوع من التفاعل طارد للحرارة أي مولد للحرارة.
3- القنابل النترونية (قنابل الانشطار والاندماج النووي):
وهذه القنابل عبارة عن قنابل هيدروجينية صغيرة يوجد بداخلها وقود من نظائر مشعة مصنعة تنتج كمية كبيرة من النيترونات وتعتمد الفكرة على تفجير ذري يؤدي إلى اندماج نووي هيدروجيني ينبعث نتيجته كمية هائلة من الطاقة على شكل نيترونات وهذا السيل العارم من النيترونات هو العنصر القاتل في قنبلة النيرتون. وهذا النوع من القنابل يتم تفجيرها وإطلاقها من ارتفاعات عالية للحصول على تدمير وقتل للقوى البشرية والكائنات الحية فقط. أي دون تعرض المباني والمنشآت لأي ضرر يذكر. وذلك يعتمد في المقام الأول على تقليل كل من الحرارة والضغط اللذين يقومان بتدمير المنشآت وهذا الأمر يتطلب أيضاً استخدام كمية قليلة من المادة القابلة للانشطار مع ضغطها بعبوة متفجرة من مادة (T.N.T).
ثالثاً: وسائل إطلاق القنابل النووية:
أول وسيلة استخدمت في حمل وإطلاق القنابل الذرية هي الطائرات وذلك كما قلنا عندما استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لضرب مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان في أواخر الحرب العالمية الثانية. ومع التقدم التكنلوجي السريع استطاعت الدول النووية إنتاج العديد من الوسائل التي يمكن استخدامها في إطلاق أو قذف هذا النوع من القنابل وأهم الوسائل الجديدة التي تستخدم لحمل الأسلحة النووية الصواريخ البلاستيكية وهذه الصواريخ يتم إطلاقها بواسطة محرك ويتم توجيهها من خارج الغلاف الجوي للأرض وتصل سرعتها إلى نحو 2400كلم/الساعة ولذلك فإنها تسمى الصواريخ العابرة للقارات ومن أمثلتها صاروخ "لانس" الأمريكية أما النوع الثاني من الصواريخ فهي الصواريخ التكتيكية وهي صواريخ لها محرك إطلاق ومحرك حركة ومدى هذا النوع من الصواريخ اقصر بكثير من الصواريخ البلاستيكية ومن أمثلتها صواريخ "توماهوك" الأمريكية وصواريخ "سكود" الروسية بالإضافة إلى ذلك توجد بعض الصواريخ التي يمكن إطلاقها من منصات خاصة تحمله القطع البحرية سواء كانت سفناً عائمة أوغواصات كما أن هناك إمكانية لإطلاق الأسلحة الذرية من وسائل أخرى مثل المدفعية الصاروخية وعلى أية حال فإن تطوير وسائل اطلاق الأسلحة النووية يحظى باهتمام خاص من قبل الدول الكبرى والدول العدوانية مثل إسرائيل وكل يوم نسمع بالجديد ثم يدعون بعد ذلك أن العرب والمسلمين هم من يصنع وسائل الإرهاب بينما هم رعاة القتل الجماعي والتدمير الشامل واستعمالها أليسوا هم منتجوه وصانعوه؟.
رابعاً: أنواع الانفجارات النووية:
هناك عدة أنواع من التفجيرات النووية ويتحكم في ذلك عدة عوامل من أهمها مواصفات التدمير المطلوب ومساحة الهدف ومداه. ومن أهم أنواع التفجيرات ما يلي:
1- الانفجار الجوي العالي:
وهذا النوع من الانفجارات يتم على ارتفاعات عالية قد تصل إلى أكثر من 30كلم ويؤدي هذا النوع من الانفجار إلى ظهور كرة لهب دائرة في خلال (,0001) من الثانية واذا كانت قوة القنبلة من نوع واحد ميجا طن فإن قطر كرة اللهب يصل تقريباً إلى 100م عن لحظة الانفجار ثم يتسع ليصل إلى أكثر من 2كم بعد عدة ثوانٍ.
2- الانفجار الجوي: وهذا النوع يتم على ارتفاع منخفض يصل إلى 1كم عن سطح الأرض أما شكل كرة اللهب الناتجة عنه فهي تشبه شكل الكرة الناتجة عن الانفجار الجوي العالي.
3- الانفجار السطحي:
وهذا الانفجار يتم بالقرب من سطح الأرض بحيث تلامس كرة اللهب الناتجة سطح الأرض وهي تأخذ نفس شكل كرة اللهب في الانفجارين السابقين.
4- انفجار تحت سطح الأرض:
وهذا النوع يتم في أماكن مخصصة لذلك تحت سطح الأرض أو في أعماق البحار وهو الأسلوب المتبع في عملية تجريب الانفجارات النووية.
خامساً: التأثيرات الناتجة عن استخدام الأسلحة النووية:
يصاحب التفجيرات النووية ثلاثة مؤثرات رئيسية تسبب الدمار الشامل والخسائر المطلوب إحداثها في صفوف الأعداء وهذه المؤثرات الثلاثة هي التأثير الحراري ويشكل هذا العامل ما نسبته 35% من إجمالي التأثيرات الناتجة عن استخدام ذلك السلاح وهنا يجب أن نشير إلى أن درجة الحرارة الناتجة عن الانفجار الجوي يكون أعلى بكثير من درجة الحرارة الناتجة عن الانفجار السطحي والسبب أن العوامل الطبيعية مثل الجبال والغابات والعوامل الصناعية مثل المباني تحد من انتشار الحرارة الناتجة عن النوع الثاني والتأثير الحراري يؤدي إلى الحرق والعمى الوميضي الذي يذهب بالبصر.
أما المؤثر الثاني فهو الضغط وهذا العامل يشكل نسبة (50% من إجمالي التأثيرات الناتجة عن التفجير النووي. والقوة التدميرية الناتجة
تأتي بسبب أن موجة الضغط الناتجة عن التفجير تصل سرعتها إلى سرعة الصوت تقريباً أي 333متراً/الثانية وهو ما يؤدي إلى تحرك لوح هوائي قاتل أقوى من الضغط الجوي بكثير بالإضافة إلى أن ذلك يؤدي إلى تكوين آعاصير هوائية هدامة. وعليه فإن كل الأفراد والمنشآت والبنايات التي تتعرض لموجه الضغط أو للإعصار الناتج يتم تدميرها أما المؤثر الثالث فهو التأثير الإشعاعي وهذا العامل يشكل نسبة 15% من إجمالي حجم التأثيرات الناتجة عن التفجير النووي. وهو من أخطر التأثيرات على الإنسان ذلك أن الإشعاع عديم اللون والطعم والتعرض للإشعاع يسبب الوفاة البطيئة وفي حالة النجاة من الموت يكون عرضة للعديد من الأمراض مثل سرطان الدم (اللوكيمياء) والتشوهات والعقم ناهيك عن حدوث طفرات جينية تؤدي إلى مواليد مشوهين ناهيك ايضاً عن أن المنطقة التي تتعرض للتفجير تظل ملوثة بالإشعاع لمدة زمنية طويلة.
سادساً: أساليب الوقاية من تأثيرات استخدام الأسلحة النووية:
وهذه الأساليب تتراوح وتختلف حسب الطابع المصاحب للجهات التي وقع عليها الهجوم مثل أن تكون من القوات المسلحة أو من المدنيين فأفراد القوات المسلحة لهم وسائلهم التي تم تدريبهم عليها والتي تشمل التوسع في أعمال الكشف والاستطلاع والعمل على تدمير منشآت العدو قبل استخدامها ومراعاة انتشار القوات والمحافظة الدائمة على وجود تماس مع قوات العدو وذلك لمنع استخدامه لهذا النوع من الأسلحة حماية لقواته بالإضافة إلى توفير وسائل الوقاية من الاشعاع لحماية الرأس والجسم والأطراف والمستخدمة ناهيك عن توفر وسائل التطهير لكل من الأفراد والمعدات والأرض ووجوب استخدام معدات الكشف والاستطلاع الاشعاعي. أما بالنسبة للمدنيين فإنه يلزم تجهيز ملاجيء خاصة للحماية من هذا النوع من الأسلحة وإذا لم توجد مثل تلك الملاجئ فإن الأنفاق تحت الأرض مثل أنفاق القطارات التي تسير تحت الأرض أو أقبية البنايات تكون مفيدة هذا بالإضافة إلى أخذ الاحترازات من تطاير الزجاج وإحكام فتحات المنازل قدر الإمكان. وعلى أية حال فإن وسائل الحماية عديدة وكثيرة وخصوصاً لمن لم يتعرض للضربة المباشرة،
أما في المنطقة المستهدفة فإن وسائل الحماية محددة الفعالية إلا تلك المعدة خصيصاً لها وعلى أعماق كبيرة تحت الأرض أما الأشخاص المتواجدون في أراضٍ مكشوفة فإنه ينصح أن يقوم كل فرد منهم بالانبطاح الفوري في اتجاه معاكس لمنطقة الانفجار وتغميض العينين وعدم النظر إلى الوميض الإشعاعي الذي يذهب بالبصر أما الأدوية المضادة للإشعاع فإن من أهمها أخذ حبوب اليود والتي كثر استخدامها في أوروبا أيام أزمة المفاعل النووي الروسي في تشرنوبل عام 1986م.
وفي الختام لايسعنا إلا أن نردد قوله تعالى "قل أعود برب الفلق من شر ما خلق".
نعم إن الإنسان يصنع هلاكه بنفسه خصوصاً إذا كان لايملك قيماً روحية وإنسانية تمنعه من ارتكاب أسليب القتل الجماعي التي لايقرها دين ولا عرف ولا مبدأ ولا يقودها سوى الحقد والجهل والمرض المتفشي في بعض الأنفس والعقول.
وحيث إننا في هذه الأيام ومن خلال شاشات التلفزيون ومحطات الراديو والصحف نشاهد ونسمع ونقرأ الظلم البواح والقهر المتعمد في فلسطين والعراق والذي خطط ويخطط له الصهاينة المجرمون الذين ملكوا زمام الأمور في دول كبرى مثل أمريكا وبريطانيا والذين أفقدوا تلك الدول هيبتها ومصداقيتها وديموقراطيتها ناهيك عن إنسانيتها رغماً على شعوبها الذين حيدوا كما حيدت حكومات دول العالم الثالث شعوبها فأصبحت تلك الشعوب لاتقدم ولا تؤخر كما قال الشاعر:
فكيف ينطق من سدت حناجره
وكيف يمشي بعبء القيد ذو شللي
إن إسرائيل من الدول القليلة التي تملك أكبر مخزون من أسلحة الدمار الشامل بكل أنواعها سواء كانت كيميائية أو بيولوجية أو نووية وهي صنعتها وخزنتها تمهيداً لاستخدامها ضد العرب والمسلمين يوم ما ومع ذلك لازال العرب يتجادلون ويتخاصمون أيهما يأتي من الآخر الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة. وعلى أية حال فإننا ننبه ونحذر من احتمالات خلط الأوراق في هذه الحرب الضروس والتي يجيدها بنو صهيون والذين هم وراء كل مايحدث للعرب والمسلمين في أرض فلسطين أو ما يحدث اليوم على أرض العراق أليس خلط الأوراق هوايتهم خصوصاً أيام النزاعات والحروب ولذلك فإننا يجب أن نكون يقظين حتى لانكون ضحية خطأ متعمد يظهر على شكل خطأ بشري أو تقني أليسوا يدعون أن أسلحتهم ذكية ودقيقة لاتخطىء الهدف فما بالنا نشاهد عكس ذلك داخل العراق حيث يذبح الأطفال والنساء والشيوخ وهم نيام في منازلهم بالصواريخ الذكية وخارجها حيث سقطت صواريخ توماهوك على الحدود التركية وداخل الأراضي السعودية وهذا مالم يحدث من قبل أم أن صواريخهم بدأت تتغابى والله المستعان.
http://www.alriyadh.com/2003/04/04/article22340.html