وفاة ثانية في حادث الهجوم على كنائس بمصر
توفي مواطن مصري ثان متأثرا بجراحه التي أصيب بها في أعمال العنف الطائفي التي تسببت فيها هجمات وقعت الجمعة على كنائس للاقباط وأسفرت عن مقتل قبطي وإصابة العشرات بجروح.
وتوفي المواطن مصطفى مشعل، البالغ من العمر 47 عاما، متأثرا بجراحه في المستشفى بحسب مصادر طبية وشهود.
وقد تجددت أعمال العنف خلال أحد الشعانين عند الاورثوذكس حيث قال شهود إن الاشتباكات اندلعت مجددا أمام كنيسة القديسيين، وهي إحدى كنائس ثلاث تعرضت لهجوم الجمعة.
وكانت الشرطة المصرية قد ألقت القبض على 15 شخصا في أعقاب المواجهات التي وقعت أمس بين عدد من المسلمين والمسيحيين الأقباط في مدينة الاسكندرية.
وأصيب العشرات من الجانبين في هذه المواجهات التي تمت أثناء تشييع جنازة مواطن قبطي طعن الجمعة في أحدى كنائس الاسكندرية.
وصرحت وزارة الداخلية بأن الاتهامات بطعن القتيل وشن اعتداء آخر على كنيسة ثانية في اليوم نفسه وُجهت إلى رجل يعاني من مرض عقلي.
واطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع لتفريق الجانبين بعد ان القى كل منهما الحجارة على الطرف الآخر، واشتبكا بالعصي.
وشارك عدد يقدر بنحو ثلاثة آلاف فرد في جنازة نصحي عطا جرجس، وكان يبلغ من العمر 78 عاما، والذي قتل طعنا بالسكين على يد شخص قام بطعن خمسة أشخاص آخرين في هجمات على كنيستين.
وقد ردد المشيعون هتافات تطالب الحكومة بتوفير الحماية للكنائس، وبإنهاء ما وصفوه بالاضطهاد الذي يتعرض له الاقباط في مصر.
واصيب في الاشتباكات 15 فردا على الاقل، كما احرقت 4 سيارات حسبما اعلن مصدر بوزارة الداخلية المصرية.
"ليس مختلا"
وكانت سلطات الامن المصرية قد قالت إن المهاجم، واسمه محمد صلاح الدين عبد الرازق، وعمره 25 عاما، شاب مختل عقليا.
غير أن بعض الاقباط يرفضون تبرير الهجوم بأن من قام به مختل عقليا، ويقولون إن الهجمات نفذت بشكل متزامن في اطار مخطط نفذه إسلاميون متطرفون ضد الاقباط.
يقول الاقباط إنهم لايتمتعون بحماية أمنية كافية
وقال سعيد كريم، وهو قبطي يبلغ من العمر 78 عاما، اثناء مشاركته في الجنازة، "تتحدث بعض الصحف عن رجل مجنون ولا اصدق كلمة من ذلك. انها دعاية تهدف لاسكاتنا ودفعنا لتصديق انه حادث فردي".
كما رفض مايكل منير من هيئة أقباط المهجر في الولايات المتحدة، وهي منظمة تتهم السلطات المصرية باضطهاد الأقباط، تماما الرواية الرسمية المصرية واصفا إياها بأنها غير منطقية وذلك في تصريحات لبي بي سي.
الاخوان يأسفون
من جهة أخرى قال النائب حمدي حسن، عضو مجلس الشعب المصري عن كتلة الاخوان المسلمين في الاسكندرية، في تصريحات لبي بي سي العربية إنه "يأسف لما حدث للأخوة المسيحيين وإن الاخوان المسلمين يستنكرون الحادث بشدة".
وقال حسن: "فور وقوع الحادث كان نواب الاخوان عن الإسكندرية مع المسيحيين في الكنائس وقد عقدنا مؤتمرا صحفيا وحملنا فيه أجهزة الأمن المسئولية وطالبناها بتوفير الحماية الكافية لكل المنشآت الدينية والمدنية".
من جانبه قال الصحفي القبطي جمال أسعد لبي بي سي العربية: "في مثل هذه الاحداث لا نقف كثيرا امام البيانات الرسمية للحكومة وذلك لأنه لا يهم ما إذا كان مرتكب الحادث فردا ام جماعة ام عاقلا ام مختلا وذلك لأن هذه الحوادث تكررت وستتكرر طالما المناخ الطائفي محتدم وموات".
وأضاف أن "خطورة هذه الحادثة تحديدا أنها نقلة نوعية في الهجمات الطائفية وذلك لأن الاعتداءات الطائفية ضد الكنائس والمسيحيين كانت تقوم بها الجماعات الإسلامية في الثمانينات والتسعينات، أما هذا الاعتداء فقد قام به فرد مما يعني أن كل فرد يمكن أن يفكر بطريقة خاطئة ويأخذ قرارا ويذهب ويعتدي على المسيحيين".
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsi...000/4914118.stm