العزيز ابراهيم
رغم اني لست من رواد مناهج الفلسفة ولكني قرأت بعض الأفكار عن هذا المنهج عندما كنت منغمسا في بحث عن الفكر الشيعي وموضوع الاجتهاد و الاستنباط التي يطبقها فقهاء الشيعة و التي يعتبرها البعض نوع من المنهج التفكيكي وربما تجد فيها بعض الاضافات على ما تفضل به العزيز رحمة العاملي, و على فكرة ان من ارض عاملة و لست من فلسطين اذ كنت قد سألتني هذا السؤال في قسم قرأت لك, فأنا على الحدود الشمالية لفلسطين, مع تحفظي على حدود خطت بقلم فرنسي بريطاني دون الرجوع الى اصحاب الأرض.
نعود للموضوع
يقول سبيلا و هو استاذ فلسفة مغربي
((((((((((((((إن التفكيك كاستراتيجيا تحليلية متحررة من المصادرات الفلسفية المتمركزة حول أولوية الصوت والمعنى والدلالة تطعّم عبر علم الكتابة (la gramatologie) ـ الذي يعبر حسب دريدا عن حساسية علمية جديدة تهدف إلى دراسة الكتابة وإيلائها الاعتبار اللازم ـ تطعم، التحليل العلمي للنص بحساسية فلسفية جديدة. وعلم الكتابة هذا ليس علما نقديا خالصا ولا علما تهديميا سلبيا خالصا، بل هو أيضا محاولة إنشاء وبناء تركب مثلما تحلل وتبنى مثلما تفكك. وهو على الأقل يفتح باب نمط جديد من الكتابة أو معنى جديدا للكتابة يتمثل في استعمال الكلمات المشطوب فوقها للدلالة على فائض المعنى الذي يتجاوز حدود الألفاظ، كما أن هذا العلم يفتح باب نمط جديد للقراءة قائم على الاهتمام بالاختلافات والفروق التي تجعل النص يتعدى حدود السياجات اللوغوسية السائدة والمقولات الكلاسيكية.
لقد أخرجت فلسفة دريدا في مرحلتها التأسيسية الأولى الفلسفة من دائرة الإقصاء التي سجنتها فيها الحساسية العلموية البنيوية، وأبرزت ضرورة استلهام الفلسفة لمعطيات العلوم الإنسانية، ووسعت من جديد دائرة الاهتمام الفلسفي.
استطاع دريدا أن يفرض التفكيكية في الحقلين الفلسفي والأدبي. كما استطاع أن يقتطع لفلسفته مكانا خاصا ضمن تاريخ الفلسفة. فهو قد استلهم فلسفة هايدغر، وأعطى إشكالياته الفلسفية نفسا جديدا وحياة ثانية من دون أن يعتبر هايدغاريا جديدا، كما استلهم فلسفة نيتشه وتمثل طريقته في الكتابة ورقص بريشة الكتابة على غرار نيتشه من دون أن يصنف من أتباع نيتشه.)))))))))) انتهة كلام د. سبيلا
و يعتبر البعض ان ما بعد الحداثة لا تشكل انحرافاً عن الحضارة الغربية، وإنما هي كامنة في منظومة الحداثة نفسها وما يسميه «نزعتَها التفكيكية»؛ لأنها جعلت من قوانين المادة الطبيعية معياراً لكل شيء، بما في ذلك الظاهرة الإنسانية. ولكن القانون الطبيعي لا يعترف بأية مطلقات، إذ أنه يقوم بتفكيك كل شيء بما في ذلك الإنسان. ومع تفكيك كل شيء نصل إلى العدمية الكاملة أو إنكار المركز، إلهيّاً كان أم إنسانيّاً، وإنكار القيمة، بل إنكار الحقيقة أصلاً، ومن ثَمَّ المقدرة على الحكم. أي أننا نصل في النهاية إلى مرحلة اللاعقلانية المادية، وهذا ما سيتم تناوله في المجلد الرابع من هذه الموسوعة.
وقد توسع المنهج التفكيكي ليشمل اطر اكثر مادية في الحياة، فقد بدأ منهج جديد في فن العمارة يطلق عليه تيار التفكيكية الذي يتجاوز تيار ما بعد الحداثة، يقوده عدد قليل من أساتذة العمارة العالمية من أمثال ، كوب هيملبلاو، اينمان، كيري، كولهاس، تشومي، ليبسكيند، إذ ينظر المنهج التفكيكي الذي يحمل تأثيرات الطراز الإنشائي السوفياتي والذي ظهر في الثلاثينات من القرن الماضي، للفضاء الخارجي كمساحة لامتناهية ينصهر بها الرسم والنحت في بوتقة العمارة لتخرج قيم تعبيرية لعملية الإنشاء، حيث تبان القيم الجمالية لأي بناء في النزعة التعبيرية للعلاقات الشكلية للحجوم والكتل والفراغات التي تبرزها المعطيات الإنشائية.
في الاسقاط الديني و التي اعتقد انه الهدف من موضوعك كونه في عقــائد و أديــان فالمنهج التفكيكي الذي يعتبر النص الديني نصاً مفتوحاً يعتمد النظر فيه على كل العناصر العقلانية والحقائق التاريخية من دون أن يفقد النص الديني قدسيته اللازمة للتعبد. والنص المفتوح، كما يرى البعض، يساعد على "الاجتهاد" في النص، والبحث العلمي اللازم لدراسته من دون حرج أو خوف من قتل أو اعتداء أو تكفير (( وهنا التداخل مع الاجتهادية الشيعية التي ذكرتها سابقا))
أي حكيت الشيعة المشية في البلد اليومين دول كل ماروح حتى الأي شيعة الأي شيعة مبارك بيتكلم عن الولاء و عبدالله عن هلال ومش عارف مين عن مشعارف اي :D:D
وفي هذا السياق قرآت في احد المنتديات البحرانية حادثة ذكرها الدكتور شكري عياد في مذكراته التي نشرت في صحيفة اخبار الادب المصرية في اواسط التسعينات المنصرمة، انقلها كما هي.
يقول بأنه تقدم مجموعة من الطلاب المنتمين الى أحد الأحزاب الاسلامية بشكوى ضد الاساتذة الذين لايكتوب البسملة على أوراق الامتحانات في الجامعة، وكانت حجتهم أن ذلك علمانية يقصد بها إبعاد اسم الله والدين من العلم، ويرون بأن الدين يشمل جميع جوانب الحياة حسب فهمهم أو فهم قادتهم للآية الكريمة {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}. ويظهر أنهم فهموا من لفظة "محياي" بأن المراد بذلك كل فعل في الحياة لابد أن يكون لله وأنه إذا فقد اسم الله فلن يكون له. واستنبطوا بأن ترك كتابة البسملة لدليل عملي وورقة إدانة تؤكد على محاربة الدين والرغبة في استبعاد اسم الله في الجامعة.
وشكلت الجامعة لجنة بهذا الخصوص للرد على هذه الشكوى التي أخذت صبغة قانونية ربما تحال إلى المحكمة. يقول عياد، وكان في اللجنة أنا والدكتور خليف، وسبقني خليف في كتابة رايه ، وكان رد خليف ينحصر بأنه لايوجد قانون في الجامعة في لوائحه تشير الى ضرورة كتابة البسملة. ويرى أنها معلومة زائدة يمكن الاستغناء عنها بسبب معرفة الناس بها وممارستهم لها بدون الاضطرار الى كتابتها.
يقول عياد: كان رد خليف منطقي وخصوصا في مسألة افتراض ورقة الاسئلة انها تخاطب مجتمعا مسلما يفترض ان تكون البسملة جزءا لايتجزأ من سلوكه، ولكن استناده الى لوائح الجامعة لم يكن ردا قويا على أناس لايؤمنون باللوائح بقدر ايمانهم بمايمليه عليهم قوادهم وفهمهم الخاص للحديث الشريف {مالم لم يبدأ باسم الله فهو ابتر} أو بما معناه.
يقول عياد: فاعجبتني فكرة خليف بشأن أن كتابة البسملة او حذفها يرجع الى طبيعة المتلقي. ومن هذه النقطة أضفت -الكلام لعياد- بأن كتابة البسملة يعني فيما يعنيه أن المخاطب يجهلها او لايعرفها، ولهذا فإن الجامعة تفترض في طلابها أنهم مسلمون أو أغلبهم كذلك و تفترض فيهم الإيمان واتباع السلوك الاسلامي بالبدء بالبسملة في اي سلوك ومن ذلك الاختبار. وعليه فان ذكر البسملة قد يحمل اشارة الى ان الجامعة تفترض في طلابها انهم غير مسلمين او تشكك في دينهم لو لجأت الى كتابتها في كل ورقة. والجامعة تعيش في مجتمع وتراعي حاله الاسلامية.
يقول عياد: واستسغت فكرة الحديث في الضد. ووجدت فكرة أخرى أقوى مما سبق لنقض الشكوى وهي:
1- أن وجود البسملة على الورقة قد يترتب عليه اهانة اسم الجلالة، بسبب كون الورقة معرضة للرمي في الزبالة او على الارض، وعليه فان اسم الله ينبغي ان يبقى في الاعلى وفي مكان عظيم لافي مكان معرض لان يداس بالقدم. وقد رأت الجامعة بأن كتابة البسملة قد تتضمن مخالفة للدين الاسلامي من حيث اتاحتها الفرصة -من دون قصد- الى الاساءة الى اسم الله جل جلاله حينما تسقط الورقة على الارض او في مكان غير طاهر.
2- أن الحديث الشريف المعتمد عليه في البسملة هو قوله صلى الله عليه وسلم {كل مالم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر} وكلمة يبدأ تشير إلى لحظة البدء بالعمل. والاختبار لاتكون بدايته بالورقة ولكن بدايته تكون بالحضور ثم الجلوس ثم استلام الورقة... وهذه أفعال لابد أن يبدأ فيها الشخص بالبسملة ولو فعلها في أحدها كفته عن البقية، وعليه فإن القول بأن استلام ورقة الامتحان يعتبر بداية عمل الامتحان كلام غير صحيح، فلو لم يحضر الطالب لما تم اختباره ولم لو يجلس في مكانه أو لو لم يكتب لما أختبر. وعليه فإن البسملة ليس موضعها الصحيح هو الورقة بل موضعها الحقيقي هو قلب الشخص.
يقول عياد: لقد كان الرد مقنعا لمجلس الجامعة وللجان وانتهى امر هذا الموضوع ولم يتجرأ أحد لتقديم شكوى مثل هذه لاحقا. ويضيف: بأنه لم يكن يعرف التفكيكية أنذاك ولكنه كان يجيدها فطرة.
أحيلك الى موضوع جميل للدكتور.محمد سالم سعد الله في مجلة الموقف الأدبي
http://www.awu-dam.org/mokifadaby/417/mokf417-005.htm
كامل محبتي