اقتباس: Bilal Nabil كتب/كتبت
المشكلة هي عدم الانضباط و عدم وجود قوة قادرة على فرض سيطرتها على الجميع.
أولا المفروض أن الذي ننتظره من اي قوة .. حكومة قوية أو مؤسسات قوية ليس أن تفرض سيطرتها على الجميع بقدر أن تعبر عنهم و عن الاغلبية ..
يعني التعبير عن الجميع و ليس فرض السيطرة ..
ايران ستحصل على مردود سياسي اكبر بكثير من هذا الدعم ، بل ستتحول قريبا الى القوة الاقليمية الاولى ...
بعد ان تراجعت مصر عن طموحتها القومية بتوحيد العرب تحولت الى دولة مهمشة و هشة!! تتكالب عليها المشاكل من كل جانب. ان قامت ايران بالتقوقع بنفس الطريقة فستجد نفسها في فتن داخلية و مشاكل لا حصر لها (نصف سكان ايران من الترك و الكرد و العرب و البلوش). اي ما يقوم به الايرانيون يصب في مصلحتهم قبل كل شئ.
لا أفهم أي مكاسب او مردود سياسي يمكن أن تحصل عليه إيران من فلسطين ..
بحسب معلوماتي أن فلسطين لا تملك مقعدا دائما في مجلس الامن مثلا ..
و لا هي ستدعم إيران من اجل ان تصبح عضوا في منظمة التجارة العالمية مثلا ..
لا أعرف كيف ستحصل على مردود من ايا كان ..
و لا كيف يمكن ان تساعد فلسطين إيران لكي تصبح قوة إقليمية ..
هذا المبلغ من ضرائب الإيرانيين ضاع و عليهم العوض فيه ..
هو لن يكون إستثمارا بأي حال من الاحوال ..
مجرد منظرة فاضية و معاندة لامريكا لا أكثر و لا أقل ...
أما عن دور مصر الذي تراجع فلا أعرف ما الذي كانت تقوم به قبل ان يتراجع طموحها ..
يعني إيه الميزة في أن ترسل جيوشا إلي اليمن لكي نهزم شر هزيمة و تحتل أراضينا بعدها بعدة سنوات ؟
و لا ايه الميزة في إثارة غضب قوى عظمى و التعرض لحصار إقتصادي ..
و لا ايه الفايدة من معاندة قوى إستعمارية لكي تتفق على غزو مصر في 56 ؟
يعني مجرد بق حمضان كان عبد الناصر يقوله كل خطبه علشان يضحك على الناس و ينيمهم في العسل.
كل ذلك هو ممارسات اقل ما يقال عنها أنها سفيهه ..
اتهم عبد الناصر و النجاد بالسفه ..
صدام عمل فيها عنتر و نهايته كانت في جحر و بعدين السجن يغسل ملابسه الداخلية على صفحات الجرائد.
لكن لا ..
لن يمل العرب أبدا من ترديد حكاية الدور الإقليمي ..
سلامات يا إقليمي ..
هوه كان الإقليمي ده بيوكلنا عيش و لا بيعلمنا عدل و لا بيسكننا في بيوت كويسة و لا بيشغل الشباب المتلقح عالقهاوي.
ايه إقليمي يعني مش فاهم ؟
بيدينا قمح اد ايه الإقليمي ده ؟ و بأي سعر ؟
و لماذا لا تقول ان مصر حين تراجعت عن طموحها القومي أصبحت متفرغة اكثر لمشاكلها الداخلية لتعرف مكانها الحقيقي بين الامم و أن لديها من المشاكل ما يحتاج منها إهتمام أكثر.
يعني مجرد دولة عالم ثالث و إقتصادها متدهور و اميتها متفشية و فاشلة على كل المستويات و مع ذلك تجدها تتكلم بحجم اكبر من حجمها مرات و مرات.
كالمخدر الذي يهرب به المدمن من قسوة واقعه إلي وهم اجمل و أرحب كانت القومية و البطولات الزائفة أمام القوى الدولية.
و الناس أدمنت العنجهية و ظنت أن هذا الإستئساد هو الطبيعي.
او فاكرينها سهلة و ان المسالة فقط تحتاج إلي رئيس مابيعرفش ياما إرحميني ..
دولة زي الصين بحجم الصين و قوة الصين و صلابة الصين تحسب ألف حساب حين تتعامل مع أمريكا.
و كان من يعاند و يتمسك بافكار و مبادئ يستطيع أن يفعل ذلك دون ان تكون لديه إقتصاد قوي و قوة عسكرية تحميه ليستطيع ان يتحمل الضربات و يكيل مثلها.
و كأن مجرد العناد يكفي ..
من يعاند ستكسر دماغه و البقاء للأصلح للبقاء.
هذا هو القانون الطبيعي ..
و تلك هي السياسة الدولية ..
تحياتي.