عندما يقرأ الواحد الكتاب 44 و 45 من سفر اشعيا يصاب بالصدمة والاغماء. لماذا النبؤات هنا تختلف عن النبؤات الاخرى؟ تصرح النبؤة هنا باسم الشخص المتنبأ به؟ هل من سبب في ذلك؟
Isa 44:28 الْقَائِلُ عَنْ
كُورَشَ: رَاعِيَّ فَكُلَّ مَسَرَّتِي يُتَمِّمُ. وَيَقُولُ عَنْ أُورُشَلِيمَ: سَتُبْنَى وَلِلْهَيْكَلِ: سَتُؤَسَّسُ».
اشعيا الذي يقال انه عاش في القرن الثامن قبل الميلاد يصرح بان كورش (الذي جاء بعد 300 سنة) سيعيد بناء أورشليم وسيؤسس الهيكل. ولكن أورشليم في زمن اشعيا كانت مبنايه وكان الهيكل موجود. تصور انه اتاك متنبئ وقال لك بان (طارق) سيرجعك الى بلادك وسيعيد بناء مدينتك. ستسأل، ولكن انا الان في بلدي، ومدينتي مبنايه، ومن يكون طارق هذا الذي تتحدث عنه؟
"غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون". توجد مقدمه هنا. عرفنا ان الروم غلبت، ولكنهم سيغلبون في وقت لاحق. أمّا كورش فسوف يعيدك لبلدك وبس!
Isa 45:1 هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ
لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَماً وَأَحقاءَ مُلُوكٍ أَحُلُّ. لأَفْتَحَ أَمَامَهُ الْمِصْرَاعَيْنِ وَالأَبْوَابُ لاَ تُغْلَقُ.
يقول المنصفين من علماء الكتاب المقدس ان النبؤات التي تحدثت عن كورش في كتاب اشعيا كتبت بعد الحدث!
http://www.christiananswers.net/dictionary...hthebookof.html
ويصدما اشعيا مرة أخرى:
Isa 45:17 أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَيَخْلُصُ بِالرَّبِّ خَلاَصاً أَبَدِيّاً. لاَ تَخْزُونَ وَلاَ تَخْجَلُونَ إِلَى دُهُورِ الأَبَدِ.
كيف استطاع إشعيا تحديد اسم كورش بدقة متناهية، بينما فشل فشلا ذريعلا في التنبأ بمستقبل اليهود؟ يقول في النص اعلاه بان اليهود بعد تحريرهم على يد كورش لن يخزون الى أبد الدهر! ولكننا نرى اليهود مخزايين ومهانين منذ الاسر البابلي الى يومنا هذا. ما هذا التضارب العجيب الغريب؟
"واذ تاذن ربك ليبعثن عليهم (اليهود) الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب..." (الاعراف 167). هذا هو الحاصل. وكل كارثة تحل عليهم تكون أسوأ من الكارثة التي قبلها. كيف يقول الله لليهود في كتابهم المقدس بانهم لن يخزون ابد الدهر. بينما يقسم في القرآن بأنهم لن يشوفوا طعم الراحة الى يوم القيامة. وطبعا هتلر بعثه الله على اليهود ليسومهم سوء العذاب. فهل رجع الله في كلامه أم ماذا؟
ولكن - إذا عرف السبب بطل العجب. يقول المؤرخ اليهودي جوسفوس (Josephus) انه بعد سقوط بابل في يد الجيش الفارسي، جاء مجموعة من كهنة اليهود الى الملك الفارسي كورش وأطلعوه على اسمه في كتاب اشعيا. وقالوا له ها هو انت في كتابنا، وقد ذكرك ربنا بالاسم، وقال بانك ستعيدنا الى القدس. وأقنعوه بان الله هو الذي ارسله لتخليصهم من الاسر البابلي. ويقول المؤرخ اليهودي ان هذه الحادثة هي التي شجعت الحاكم الفارسي لينجز النبؤة. كما اكتشف نقش أثري في العراق يتحدث عن كورش بقوله انه مأمور بجمع اليهود واعادتهم الى موطنهم.
http://www.christiancourier.com/archives/c...rusProphecy.htm
إذا كان ما ذكره كتاب إشعيا نبؤة بالفعل، فكان المفروض من كورش ان يعيد اليهود الى فلسطين تلقائيا دون الحاجة لاطلاعه على ما هو مكتوب. نستنتج من ذلك ان هؤلاء الكهنة اليهود الذين ذهبوا لمقابلة كورش هم الذين قاموا بتأليف "النبؤة" عنه في كتاب أشعيا. وعلى ضوء هذا نستطيع ان نعرف لماذا تحقق الجزء الاول من "النبؤة" بينما فشل الجزء الثاني منها فشلا ذريعلا.