اقتباس:كتب غالي:
إذا كان الله خلق الإنسان عاقل زي الله، فلا بد أنه كان يعرف الخير والشر، ولكن الكتاب المقدس يقول إن الإنسان لم يكن يعرف الخير والشر قبل أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر،
ليس معنى أن الإنسان لم يكن يعرف الخير والشر أنه لم يكن عاقلاً . فقد أعطى الله للإنسان السلطان على كل الخلائق وأعطاه أن يسميها كل بإسمه ويتسلط عليها .. أى أنه كان ملكاً فى مملكة يسوسها .. فهل لم يكن الإنسان عاقلاً ؟
معنى أن الإنسان لم يكن يعرف الخير والشر أنه كان نقياً لم يتدنس بالشر حتى يعرفه وبالتالى يدرك أن هناك خيراً وهناك شراً .. فكل ما كان يعرفه كان خيراً .
وبالطبع الله الأزلى العالم بكل شئ يعرف الخير والشر لأنه علام الغيوب وعلام الأسرار .. والله يعرف الخير والشر ليس لأنه فعل شراً - حاشا لله - ولكن لأنه يعلم كل شئ ويعلم أن الشر قد صار ودخل الى العالم بعصيان بعض الملائكة بقيادة إبليس .. لأنه ليس فى الله شراً على الإطلاق .. وتعريف الشر أنه مخالفة وعصيان والإنفصال عن الله لأن الله هو الخير المطلق ولا خير فى غيره على الإطلاق .
اقتباس:كتب غالي:
ولكن الكتاب المقدس يبين أن الله لم يخلق الإنسان ليكون خالدا مثل الله، إذ يقول: "وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية" (تكوين7:2)، أي أن الله خلق آدم من مادة، من تراب، ولو كان الله يريده أن يكون خالدا، لخلقه مثل الملائكة، ولما قال له بعد صدور الحكم عليه: "حتى تعود إلى الأرض التي أُخذتَ منها، لأنك تراب وإلى تراب تعود". أي أن العقاب الذي أصدره الله عليه سوف يستمر حتى يعود إلى الأرض، وعودته إلى الأرض ليست بسبب العقاب ولكن بسبب أنه تراب فإلى التراب يعود. فأين الخلود الذي تدّعي به يا جناب القُمّص؟
خلق الله الإنسان خالداً وتلخص هذا الخلود فى "نفخ فى أنفه نسمة حياة" .. فكل الحيوانات التى خلقها الله كانت بالأمر المباشر .. أما الإنسان فهو الوحيد الذى أعطاه الله من روحه "نفخ" .. وتلك النفخة الإلهية خالدة لا تموت .. أما كون الإنسان قد خُلق من التراب فليس معنى هذا أنه كان قابلاً للموت لأن التراب قبل السقوط لم يكون مثل التراب بعد السقوط .. فقد لُعنت الأرض بعد سقوط آدم وصار كل شئ فانياً قابلاً للفناء والموت .. لأن سيد الطبيعة الإنسان دخل اليه الموت والفساد فأدى ذلك الى فساد الطبيعة (ملعونة الأرض بسببك) .
قول الله لآدم لأنك تراب والى تراب تعود لم يكن ليقلها الله لآدم لولا سقوطه ودخول الموت والفساد الى طبيعته الخالدة .
لم يخلق الله الإنسان ليموت بل ليعيش الى الأبد .
وليس معنى قول الله "يوم تأكل منها موتاً تموت" أن الإنسان يجب أن يموت فى نفس اللحظة .. ولكن الحقيقة أن العقوبة تم تطبيقها على الإنسان لحظياً ومرحلياً كالآتى :
1- فى لحظة أكله من الشجرة فقد نقاوته ودخل الفساد والموت الى طبيعته وصار قابلاً للموت ويتضح ذلك فى أنه عرف أنه عريان وعرف معنى الخوف وإختباً من الله وفقد سلامه الداخلى .
2- عرف الإنسان معنى التعب ولُعنت الأرض بسببه وصار يأكل خبزه بعرق جبينه وعرفت المرأة آلام المخاض وغيرها .
3- مات آدم بعدما يزيد على 900 سنة وكذلك ماتت حواء .. ولولا أكلهم من الشجرة ما كانا قد ماتا .. وهكذا دخل الموت الى الجنس البشرى وصار يُقال عن كل إنسان وُلد يوم كذا ومات يوم كذا .
اقتباس:كتب غالي:
هل يقبل أحد أن يقول القانون: من خالف إشارة المرور يدفع 100 جنيه غرامة، ولكن عندما يقع أحد في هذه الخطيئة، يتبين أنه سوف يقضي كل أيام حياته في الأشغال الشاقة المؤبدة، وأن زوجته سوف تُطرد من البيت، وأن أولاده سوف يُشرّدون، ثم عليه أيضا أن يدفع غرامة المائة جنيه؟
انا خالفت اشارة مرور نظراً لدخول طبيعة المخالفة والفساد داخلى نتيجة عصيان أبوى الأولين آدم وحواء اللذان كانا يحملان طبيعة نقية .. فخطيتهما أعظم .
وخلاف ذلك فقد عاش آدم وحواء مع الله وتكلموا معه وأعطاهم الوصية مباشرة وحذرهم من عقوبة مخالفة الوصية .. ومن الطبيعى أن الله عندما يخلق مخلوق ويعطيه الإرادة الحرة العاقلة ويجبله على الطهارة والنقاوة أن يضع له إختباراً لكى يثبت أنه يستحق كل تلك النعم ويتزكى أمام خالقه .
ونقول للمتشدقين بالرحمة والمحبة نحن نرى كل يوم دلائل وعلامات أن الأبناء يرثون أمراض آبائهم وعوجهم بل وطباعهم .. فما ذنب الأبناء ؟ أليس هذا دليلاً على وراثتنا لنتائج معصية آدم وحواء ؟