وزير الخارجية يعلن:
جهات تخطط لضرب استقرار البحرين
أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية حق إيران في امتلاك الطاقة الذرية للاستخدام السلمي لكونها دولة ذات سيادة وتتطلع إلى النهضة والتقدم لشعبها موضحا أن هذا الحق له شروط ويجب أن تتبع فيه بعض الإجراءات.
وأعرب وزير الخارجية في مقابلة بثها تلفزيون البحرين عن قلقه من قرب مفاعل بوشهر الإيراني من دول الخليج العربية حيث انه يبعد نحو 120 كيلومترا عن سواحل البحرين وهو أقرب بكثير إلى دول الخليج من العاصمة الإيرانية طهران مؤكدا أن هذا الأمر مصدر اهتمام وقلق بالنسبة إلى دول الخليج. وأشار إلى الكوارث التي حدثت جراء الحوادث في بعض المفاعلات النووية في العالم مذكرا بما حدث في تريمال ايلاند في الولايات المتحدة الأمريكية قبل سنوات وتشيرنوبل وكما يحدث في أماكن كثيرة.
وأضاف أنه اذا حدثت في منطقة الخليج مثل هذه الحوادث ستكون مصدر خطر ومصدر تهديد لشعوبنا وأي قيادة واعية ستكون قلقة من هذا الأمر. وأشار وزير الخارجية إلى انه تلقى تأكيدات خلال زيارته لإيران قبل ثلاثة أشهر من وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن المشروع الإيراني هو للأغراض السلمية كما أشار الى خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الأمم المتحدة الذي أكد فيه أن ليس لدى إيران نوايا لانتاج السلاح النووي وأن هذا السلاح النووي محرم شرعا معربا عن أمله في أن يكون الموقف الإيراني موقفا صحيحا. وحول رفض إيران للتفتيش المفاجىء على نشاطاتها النووية قال وزير الخارجية: إن هذا الأمر يثير القلق داعيا إيران إلى التعاون مع وكالة الطاقة الذرية وتطبيق معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية مؤكدا أن عدم التعاون مع الوكالة الدولية بصورة مفاجئة في الفترة الأخيرة والتخوف من التعاون أو التهديد بقطع العلاقة لا يخدم التوجه السلمي بأي شكل من الأشكال. وأكد وزير الخارجية أهمية الزيارات المتبادلة التي قام بها المسئولون الخليجيون والإيرانيون التي جاءت للتواصل والحوار بين الجانبين موضحا أن مشروعا مثل المشروع الإيراني له من الأخطاء وله من المسببات ومن التبعات وإذا لم نتشاور فيه جميعا فسنكون حينها لم نعط شعوبنا حقهم مشيرا إلى أن المحادثات تناولت بحث الأخطاء المحتملة للمشروع الإيراني.
وفيما يتعلق بقبول إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة حول الشأن العراقي أكد وزير الخارجية دور إيران في استقرار المنطقة واستقرار العراق مشيدا بهذه الخطوة التي جاءت قبل أيام من تشكيل الحكومة العراقية. كما أكد دور الجامعة العربية في موضوع استقرار العراق مشيرا إلى المؤتمر الذي عقد في القاهرة للتحضير لمؤتمر الوفاق الذي حضرته إيران وهذا يؤكد دور إيران المهم في اعادة الاستقرار للعراق. وحول التهديدات الأمريكية لنوايا إيران من مخاطر السلاح النووي وحول ما اذا كانت سياسة أمريكا في المنطقة ستكتفي بالخطاب التصعيدي مثلما هو الحال مع كوريا الشمالية أم أنها تعيد التجربة العراقية مرة ثانية قال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ان هذا السؤال يجب أن يوجه إلى مسئول أمريكي. وقال إننا نعرف كيف نتعامل مع الوضع في المنطقة بالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء في العالم، حيث ان هذه المنطقة تهم العالم كله وأنه ليس صحيحا أن هناك أجندة تحاك في الخفاء ضد المنطقة ومن دون علمنا حيث أن علاقتنا المستمرة على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والرسمي تحسسنا بأنه لا شيء هناك يحاك في الخفاء بل نحن بيننا وبينهم اتفاقيات وهناك علاقات قديمة ونرغب في أن تستمر وتتطور. وحول الموقف في حال قررت الولايات المتحدة الأمريكية فعلا ضرب إيران قال وزير الخارجية إننا نسعى بألا يحدث مثل هذا الشيء لأنه شيء مخيف واننا نسعى أيضا بألا يكون هناك أي عمل عسكري أو حربي أو إجراء عسكري في المنطقة تجاه إيران أو غير إيران وأنه إذا ما حدث مثل هذا فإنه سيكون له آثار مدمرة.
وأشار وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إلى أن هناك جهات لا تريد أن تكون للبحرين وإيران علاقات ممتازة في الوقت الذي سعى فيه البلدان إلى إقامة مثل هذه العلاقات الممتازة قائلا: إن هذه الجهات موجودة ولها امتدادات في الخارج ونحن حذرين. وأكد وزير الخارجية انه لا يتكلم من مذهبية ولكن يتحدث عن جهات موجودة في إيران وغير إيران ولها أدوار وهي لا تريد الاستقرار ولا تريد أي تقارب بين دول المنطقة.
وقال وزير الخارجية إن هناك حركات إرهابية كثيرة في المنطقة مشيرا إلى ما حدث منذ فترة من اعتداء في سيناء بالإضافة إلى العمليات الإرهابية في لبنان وفي العراق وفي المملكة العربية السعودية وفي الكويت وحتى في البحرين حيث أن هناك من يخطط للإرهاب.
وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك من يخطط لعدم الاستقرار في البحرين وهناك من يحاول إفشال المشروع الإصلاحي لجلالة الملك منبها إلى خطورة أي تخطيط أو عمل إرهابي أو أي عمل يبعدنا عن بقية دول المنطقة. وقال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية إنه لا يرى أن هناك سياسة إيرانية مزدوجة تجاه المنطقة مضيفا أنه يرى دائما في اللقاءات مع المسئولين الإيرانيين أنهم يسعون دائما إلى أن تكون لهم كلمة وموقف موحد وأن يكون للجانبين دور مشترك. وفيما يتعلق باستمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث دعا وزير الخارجية الى ايجاد حل لهذه القضية مشير ا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة دعت مرارا إلى ايجاد حل لاحتلال هذه الجزر من خلال التفاوض أو عن طريق التحكيم الدولي. وقال إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية أكدا في كل بياناتهما موقفهما الداعم لدولة الإمارات في هذا الموضوع كما يثار هذا الموضوع خلال زياراتنا واجتماعاتنا مع المسئولين الإيرانيين. مؤكدا أن ايجاد تسوية لهذه القضية سيخدم تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية مع إيران وتطوير العمل الجماعي المشترك في المنطقة. وحول امكانية قيام مشاريع اقتصادية وسياحية مشتركة بين دول مجلس التعاون وإيران ومدى اسهامها في إزالة التوتر بين ضفتي الخليج أبدى الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ترحيبه بقيام مثل هذه المشاريع لدورها في وضع أسس لعلاقات صحيحة تستفيد منها شعوب المنطقة مؤكدا أن تطور العلاقات في الجانب الاقتصادي والاستثماري يؤسس لاستقرار المنطقة.
وبشأن الأوضاع في العراق أوضح وزير الخارجية أن موضوع فيدرالية العراق واعادة تشكيل النظام الداخلي هو شأن العراقيين أنفسهم وفق ما يرونه لمصلحتهم ولكنه قال إننا ضد تقسيم العراق فالعراق دولة عربية مستقلة وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية وعضو في الأمم المتحدة. وقال: إن موضوع الفيدرالية والتقسيم السياسي مختلف عن التقسيم على أساس طائفي أو عرقي مؤكدا أن التقسيم سيؤدي إلى مشاكل كبرى في المنطقة. مشيرا إلى أن بعض دول المنطقة توجد بها أقليات اثنية ودينية وسيؤدي تقسيم العراق إلى بروز مطالبات مماثلة بالتقسيم في دول مثل إيران وسوريا. واستبعد وزير الخارجية أن تكون للولايات المتحدة مصلحة في تقسيم العراق وقال إن المسئولين الأمريكيين أكدوا في أكثر من مناسبة التزامهم بعراق مستقر ومتجانس ومتماسك.
وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد بدأت تشعر بخطئها في العراق مما يفسر إعطاء السنة دورا أكبر في الحياة السياسية لإحداث نوع من التوازن قال وزير الخارجية انه حدثت أخطاء منذ سقوط النظام العراقي السابق وما تبعه من احتلال وكيفية التعامل مع الوضع ولكن المهم تجاوز هذه الأخطاء وإصلاحها من خلال اعادة النظر في السياسات وتغيير بعض الخطوات.
وعما إذا كانت مملكة البحرين قد استثمرت علاقاتها المميزة مع عبدالمجيد الخوئي قبل مقتله في تعزيز المرجعية النجفية لمواجهة المرجعية الفارسية قال وزير الخارجية إن علاقة البحرين وبالذات أسرة آل خليفة بمرجعية النجف علاقات قديمة تعود إلى عقود طويلة وكانت هناك زيارات متبادلة حيث زار الخوئي البحرين وقام الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بزيارة الحوزة العلمية في النجف مرتين وكانت للحوزة العلمية مواقف مشرفة في دعم استقلال البحرين أمام المطالبات الإيرانية آنذاك.
وقال إن الخوئي عندما زار البحرين عرض على جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة فكرة عقد مؤتمر لتقريب المذاهب فرحب جلالته بالفكرة وعقد المؤتمر فعلا في البحرين مشيرا إلى أن البحرين ليست لديها أجندة لتقوية حوزة ضد أخرى أو الاستقواء بحوزة ضد حوزة. وأوضح أن شيعة الخليج تهفوا قلوبهم إلى النجف وكربلاء وأن لهذه الأماكن منزلة خاصة في قلب كل عربي في منطقة الخليج وغيرها لكن هذا لا يعني أن حكومات دول المنطقة تتدخل لفرض مرجعية دون أخرى على الشيعة مضيفا أن مدينة قم هي الأخرى مدينة مقدسة ولها دور تاريخي كبير. وأكد وزير الخارجية أن ولاء الشيعة في المنطقة وبالذات في البحرين هي لأوطانهم.
وقال من المؤكد والمعروف على مر الأزمان أن مواقفهم الوطنية المشهودة لقيادتهم ولعروبة بلدهم والتزامهم تجاه وطنهم قبل أي علاقة مع أي دولة خارجية.
وأضاف أن المرجعية السياسية لشيعة البحرين هي لجلالة الملك المفدى والنظام والحكومة في البحرين وأهل البحرين. وحول تلقي الدعم الخارجي للصحافة والمؤسسات الإعلامية وكيفية تحقيق المعادلة بين الاحتفاظ بسيادتنا وعدم تدخل الآخرين في الشئون الداخلية وبين حاجتنا إلى الخبرة أوضح الوزير أن الاتفاقات التي تم التوصل اليها خلال منتدى المستقبل الذي عقد بالبحرين في نوفمبر الماضي لتقديم المساعدات إلى مؤسسات المجتمع المدني في دول الشرق الأوسط هي اتفاقيات شراكة بين الدول الثماني الكبار وبين دول المنطقة أي أن هذه الاتفاقيات لم تأت من الخارج إلى الداخل بل هي شراكة قائمة بدأت في اجتماع الرباط الذي طرحت خلاله أفكار الدول العربية والدول الثماني الكبار وتتم مناقشتها وتحديد الأفكار والمحاور التي يتم البحث فيها ثم أعقبه اجتماع البحرين الذي كان المحور الأساسي فيه هو دور المجتمع المدني. وبيّن وزير الخارجية ان هذه الاتفاقيات عبارة عن شراكة بين دول المنطقة ودول مجموعة الثماني لذلك لا توجد معونات خارجية من دون علم وأن أي شيء خارج عن إطار ملتقى المستقبل أو صندوق المستقبل بين دول المنطقة ومجموعة الثماني يعتبر مخالفا للقانون.
وحول رفض المؤسسات المدنية في البحرين تلقي الدعم من جهات أجنبية من بينها مؤسسة المستقبل ومقرها قطر ذكر أن المؤسسة تساهم فيها مملكة البحرين وأن ذلك لا يعتبر نوعا من التدخل الخارجي حيث تم التفاهم والاتفاق عليه بشكل قانوني أما صندوق المستقبل فلم يصل حتى الآن إلى مرحلة تقديم المعونات موضحا أن الجمعيات والمؤسسات المحلية التي رفضت تلقي معونات من الخارج قامت بالعمل الصحيح بحسب القانون الذي لا يسمح بتلقي مثل هذه المعونات. وفيما يتعلق بتلقي جمعية الشفافية مبلغ 100 ألف دولار معونة من مبادرة الشراكة قال وزير الخارجية ان مبادرة الشراكة هي مبادرة شاركت فيها جميع دول المنطقة مشيرا إلى أن مملكة البحرين مشتركة في أي شيء يتم في إطار مبادرة الشراكة وقال إن أي شيء يتم في إطار مؤسسة صندوق المستقبل قد تم الاتفاق عليه. ونوه وزير الخارجية باتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة وقال إن هذه الاتفاقية ستكون في مصلحة المواطن البحريني وستسمح له بتعزيز وضعه المالي وتتيح له فرص الاستثمار. ونفى الوزير أن يكون لهذا الاتفاق نوع من الهيمنة وقال إن البحرين نظرت إلى مصلحتها في هذا الاتفاق لأنه سيعود بالخير الكثير وسيأتي مردودها بازدهار كبير لمملكة مشيرا إلى أن البحرين أجرت مباحثات دقيقة وموسعة ومتشعبة في كثير من الأمور المتعلقة بالاتفاقية. كما نفى الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن تكون البحرين قد قدمت تنازلات فيما يتعلق بالاتفاقية وأكد أن البحرين لم تسع إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة من دون التشاور مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون مشيرا في هذا الصدد إلى أن كل دول المجلس خطت الخطوة الأولى نحو الاتفاقية والبحرين لم تخرج عن الصف ولم تسبق غيرها كما أنها لم تأخذ طريقها لوحدها. وأوضح أن البحرين كانت جاهزة قبل بقية دول المجلس في كثير من الأمور فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات.
مؤكد أن مملكة البحرين دائما سباقة في تطبيق الاتفاقيات وبنودها والمثال على ذلك الاتفاق الجمركي بين دول مجلس التعاون قبل دخوله حيز التنفيذ. وأضاف أن علاقتنا بالولايات المتحدة علاقة شراكة استراتيجية طويلة المدى مشيرا إلى أن التواجد الأمريكي قائم على اتفاقيات ما بين دول الخليج وما بين الولايات المتحدة الأمريكية ونحن دائما نتشاور مع الولايات المتحدة في كل الأمور سواء أكان نزول الطائرات في دول الخليج أو استخدام مطار أو استخدام قاعدة، ويتم ذلك دائما بناء على تشاور في هذه الأمور.
http://www.akhbar-alkhaleej.com/Articles.a...=162949&Sn=BNEW