السلام للجميع :
نناقش اليوم موضوعا هاما وقضية حيوية تمس كياننا واستمرار وجودنا كامة وماهية هذه الوجود وشكله .
حوارنا اليوم يتناول الاشكالية الجدلية التى طرحها صراع رؤيتين احداها تقول بالاسلام كديانة واسلوب حياة ( دين ودين) والاخرى تقول بالليبرالية التى تطرح نفسها كبديل عصرانى مقابل .
وتقع الاشكالية من حيث ان الليبراليين يرون الشريعة الاسلامية غير قادرة على التطور وانها ليست سوى مجرد قوالب جامدة فى ظل التطور المتسارع وان العرب والامة الاسلامية لا خلاص لها من جمودها الا باعتبار الليبرالية كحل امثل وواقعي
بينماالاسلاميون يرون ان الشريعة لاتزال قادرة ان تتواءم مع العصر وانها ليست مجرد نصوص تفسيرية ترتبط بمرحلة تاريخية معينة بل ان لها القدرة على التجدد والاستمرار وبالتالى صلاحيتها لكل زمان وانها الخيار الافضل للامة العربية للمحافظة على خصوصيتها وثقافتها والامتدادالحضارى الذى بدأ مع بداية الدعوة الاسلامية .
نحن اليوم اذا بصدد فتح حوار ثنائى يتناول هذه الجزئية والتى تحتل حيزا مهما فى حياتنا وضميرنا نحن العرب عموما والمسلمين خصوصا. وهل الشريعة الاسلامية فى وقتنا الحالى تمثل امل الامة فى النهوض من كبوتها وهل هى فعلا الدواء الناجع لادوائها المتراكمة .
وهل تصدق اتهامات الليبراليين التى تقول بأن العقل الدينى انما هو معوق لحركة الامة العربية نحو المستقبل وان دور الاسلام كتشريع حياتى قد انتهى وانه مجرد تشريع مرحلى ماضوى مقولب انتهى زمنه .
هذا ما سوف نتبينه من خلال هذا الحوار والذى جمعنا مع كلا من الزميلين :
العاقل والذى يرى ان الشريعةالاسلامية صالحة كنظام سياسى يمكن تطبيقه .
الليبرالى والذى يرى العكس وان الزمن قد تجاوز الاسلام كنظام سياسى معاصر .
اقتباس:فالإسلام الحالي لا يمكن فصله عن التيارات السياسية التي تدعي انتماءها له، لأنه يعرف عن ذاته كعقيدة دين ودنيا، فيجاوز في بعده دستور الحياة لكل مسلم إلى تنظيم سياسي يقوم على تأمين العدل والمساواة بين البشر .
وبما أنه يقيم ذاته كذلك، فهو يدعي أنه الأصلح لإدارة المجتمع البشري من الديمقراطية الكافرة التي خرجت من رحم الإنسان العبد ضعيف الرؤيا ومحدود الفكر، والتي لا تقارن بالرؤيا الإلهية التي منحها الله للمسلمين في كتابه العزيز، وفي المقابل فإن الديمقراطية الغربية تبادل الإسلام هذه النظرة الدونية التي يصمها بها، فهي ترى في الإسلام السياسي أحد أكثر الأنظمة السياسية تخلفاً وبدائية.
الليبرالى ( الاسلام والديمقراطية - الصدمة)منشور بنادى الفكر العربى
اقتباس:- الشريعة ليست نظاما مغلقا ، بل هي نظام مفتوح قابل لاستيعاب جميع الوقائع عن طريق الكثير من الادوات . علم أصول الفقه ، علم قائم بذاته ، غايته دراسة كيفية استخراج الحكم للواقعة من النص ، منه تولدت أدوات جعلت الشريعة قابلة لاستيعاب الوقائع ، أدوات كـ ( تحقيق المناط وتنقيحه ) و ( القياس ) و ( اعتبار المقاصد ) وغيرها من موضوعات علم أصول الفقه . علم ( مصطلح الحديث ) ، علم يدرس مدى ( ثبوتية ) المصدر الذي يتلو القرآن حجيةً من مصادر الشريعة . بهذين العلمين ؛ تصبح الشريعة نظاما مفتوحا قابلا لاستيعاب الواقعة الجديدة والتعامل معها .
نعم ، حدث في التاريخ أن ظهرت دعوى : سد باب الإجتهاد التي كانت لها أغراضها السياسية والمذهبية . لكن ، ما حدث في التاريخ لا يمس مفهوم الشريعة التي جاء بها القرآن ولا يؤثر فيها ، وهذا عائد إلى عملية ، أسميها : ( رفع النص ) التي قام بها ( المثقفون المسلمون ) . هذه العملية ، تتلخص بحركتين ، حركة جمع المصحف في بدايات العهد الإسلامي ، وحركة تدوين الحديث . هذه الحركات ، قامت برفع النص - القرآن بشكل خاص - وتجريده ووضعه بعيدا عن عرضه داخل إطار ما ، داخل أدلوجة . يتم عرضه على أساس أنه كلام الله ، بل إن القول بان ترتيب السور فيه ترتيب توقيفي قول قوي وراجح ، يدل ، إن دل ، على اعتراف على خلو أي تدخل بشري في كتابة المصحف وتدوينه. مما يعني ان أي مذهب يقوم أو آراء تنشأ تتعامل مع القرآن كطرف لا كمضمون ، طرف يتم استدعائه ، لا مضمون يتم إيداعه . ومن هذا المبدأ نبني كلامنا القائل : أن ما يحدث بالتاريخ لا يؤثر على الشريعة .
العاقل(نقد الشريعة الإسلامية ورفضها:رد على بهجت ) منشور بمنتدى الاثير وساقوم بنقله اليوم اتماما للفائدة واثراء للنقاش ..
من خلال هذه الاقتباسات يتشكل منهج هذا الحوار وتتحدد عناوينه و محاوره الاساسية
ومن خلال شخوص المحاورين نلمس اى غنى فكري سوف يملاء هذه الساحة ويمدنا بخطوط واضحة نستطيع عبرها ان نفهم ابعاد القضية المطروحة وازاله اى مفاهيم خاطئة قد تكون تعلقت بكلا المفردتين
ومحاولة لفهم التشريع الاسلامى والليبرالية فى ضوء ما يمدنا به هذا الحوار من نتائج .
وقد وقع اختيار كلا من الزميلين الكريمين على شخصى الضعيف لاكون مشرفا على هذا الحوار ورقيبا على سياقه العام شاكرا لهما هذه الثقة وارجوا من الله العلى القدير ان اكون عند حسن ظن الجميع وارجوا ان يكون هذا الحوار مثمرا وان يكون امتداد لحوارات اخرى مشابهة فى المستقبل .
بامكان الجميع المساهمة فى الحوار عبر موضوع مستقل و كذلك عبر الاستطلاع الموجود اعلى الصفحة شاكرا لكم مقدما عدم وضعكم اى مساهمات ضمن هذا الحوار المقتصر فيه على الزميلين الكريمين كما و انى انوه ان الزميل الليبرالى سوف يتشارك والسيدة نادين كذلك الزميل العاقل سوف يتشارك مع زميل اخر ضمن هذا الحوار .
واترك الان الساحة للزميلين الكريمين ليقوم كل منهما بشرح محاور النقاش ومقدمات الموضوع
تحياتى
والى لقاء قريب.....