جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
الجريمة و الخازوق..
الجريمة و الخازوق..
نعرف الخازوق بأنه عصا أو قضيب "سيخ" معدني طويل أو قصير, ثخين أو "رفيع" مدبب الرأس, أو غير مدبب الرأس قد يطلى بمادة ملينه عند إستعماله و قد لا يطلى , يستعمل لقتل و تعذيب البشر, يتم إدخاله في الظهر أو البطن أو الفم أو الفرج عند أستعماله للسيدات ,وكثيرا ما يغرس عن طريق الدق "كما يدق المسمار" في فتحة الشرج لما يحمله هذا المكان من دلالات و معاني "عميقه", و يمكن أن يرفع المحكوم و يلقى على الخازوق من عل .المواضع السالفة الذكر ليست حصرية حيث يمكن إدخاله في أي مكان طالما كان الجسد مباحا, راجت طريقة الإعدام على الخازوق في المنطقة العربية في فترتي الحكم المملوكي و العثماني و ليس مصادفة أن تكون الفترتين المذكورتين من أحلك الفترات و أشدها وطأة,لذلك يمكن أن نقيس مدى تطور المجتمعات حسب طرق الإعدام المستخدمة,هناك دول تفصل الرؤوس عن الأجساد, و دول تستعمل "حبل المسد" لتخنق الضحية,و دول تستعمل التكنولوجيا عن طريق الصعق بشحنه كهربائية مقدارها عشرين ألف فولط,أو الحقن بالسموم الكيمائية, أو إجبار الضحية على أستنشاق غاز قاتل.القتل على الخازوق طريقة "نسخت تلاوة" و ما زال معمول بها "روحا" لأن فتحات الشرج تعددت و الخازوق واحد.
آلام الموت على الخازوق رهيبة و مروعة لذلك كان المحكومون يتوسلون لقتلهم بغير الخازوق, فقد يقضي بعضهم يوما و ليلة "مخوزقا" يعاني آلاما مبرحة قبل أن يموت, و يعد الموت خوزقة من خيبات الأمل الكبرى التي يتعرض لها المحكوم بالموت بإعتبارة يتوقع أن يموت بطريقة أسلس و أسرع, و ما زلنا حتى هذا اليوم نقول عن شخص خاب أمله "تخوزق",الألم الثاني هو معاناة نفسية مهولة فلن يكون سعيدا من ينظر الى نفسه و قد دخل فيه مسمار من أسفله و خرج من كتفه الأيمن,و للدخول الموارب للخازوق بهذه الطريقة حكمة يقتضيها منطق تحاشي أختراق الأعضاء "النبيله" القلب و الرئتين, و محاولة الخازوق الهروب منها ليس إكراما لنبلها و لكن لإطالة أمد حياة الضحية ليستمتع قدر الإمكان بجلسته غير المريحة على وتد قاس.يذكر ابن طولون في كتاب مفاكهة الخلان بعضا من معاناة المخوزقين الطويلة فيقول عن أحدهم:
" وفيه (924 هجرية) ربط شخص من الأروام في حبل،، مربوطاً في دابة، وطيف به ظاهر دمشق مسحوباً، ثم إنه خوزق تحت القلعة في بطنه، واستمر يتحدث إلى العشاء، فجاء المشاعلي فذبحه حتى مات، ولم ير أبشع من هذه القتلة، ويقال سببها أنه قتل أستاذه وأخذ ماله ." و هذه خوزقه بسيطة من البطن فقط,أما الخوزقة من الدبر فيرسم لها بدر الدين العيني في كتاب عقد الجمان في صورة محاورة بين محكوم بالخوزقة و أسمه قطلوشاه و حاكمه و اسمه دوباج فيقول:
" ثم أمر بعد ذلك بأن تنصب لهم خوازيق، فلما نظر قطلوشاه إلى ذلك عرف ما يريد به وبكى وتحسر، ونظر إلى دوباج، وقال له: يا أمير ارحمني، فالله عليك لا تهلكني بهذه الخوازيق، واعلم بأنك ميت بعدي، وبلادك تخرب، فقدم إلي حبلاً، وما يضيع فيّ، فقال له: يا كلب بن كلب ما عملت معي من الخير حتى أقدم لك جميلاً، وقد قتلت ولدي وقطعة كبدي. فأمر لمماليكه بأن يشيلوه فشالوه، وهو يبكي ويقول: هل من مخبر يخبر خربندا بحالنا، وما نحن فيه، وأرموه على الخازوق فدخل في دبره وخرج من ظهره.".
"ولاة الأمر" كانوا يخوزقون حسب المزاج ,أو حسب الجريمة ,كان تصرفهم طريفا في أحيان كثيرة إزاء المجرمين, فقد أمر مصطفى باشا والي دمشق العثماني بعد رجوعة من الحج في أحدى السنين بإطلاق كافة "المحابيس" و في العام التالي أمر بخوزقة المحابيس جميعا,أما العصاة و الخارجين على ولاء السلطة فهؤلاء نهايتهم الخوزقة دون أدنى شك , لعظيم الذنب المقترف,و لا مجال ابدا للعفو عنهم, لذلك كان الخارج على السلطان يعرف بأنه أما أن يجلس على كرسي الحكم أو يجلس على خازوق.و يعمد الوالي الى أرهاب الناس و ضمان الأمن بهذه الطريقة , يقول في ذلك ابن طولون في مفاكهة الخلان:
"وفيه خوزق شخص من منين، غربي المارستان القيمري بالصالحية، ولم يعهد قبل ذلك أنه خوزقه فيها أحد، خوزقة الصوباشي بنفسه، وقصد بذلك ردع زعر الصالحية، ثم وجه لكل حارة من حارات دمشق خازوقا ليفعل فيها ذلك، وسبب تخوزق هذا الشخص أنه ظهر أنه حرامي."
و حكى المقريزي في السلوك لمعرفة دول الملوك عن شخص يدعى ايدمر الشمسي القشاش فقال : وكان يعذب أهل الفساد بأنواع قبيحة من العذاب منها أنه كان يغرس خازوقاً ويجعل محدده قائماً، وبجانبه صار كبير يعلق فيه الرحل، ثم يرسله فيسقط على الخازوق فيدخل فيه ويخرج من بدنه، و لم يجرؤ أحد من الفلاحين بالغربية والشرقية في أيامه أن بلبس مئزراً أسود، ولا يركب فرساً ولا يتقلد سيفاً، ولا يحمل عصا محلية بحديد".
المبالغة في أيقاع أكبر الأذى بالخصم يقصد منه الإنتقام و ليس الإلغاء فقط, و في أحيان أخرى يقصد منه تحقيق أكبر كمية من العدل و كأن العدل يقاس بحج الألم الواقع على الجاني, و هذه الفكرة ما زالت رائجة حتى الآن,بحيث يتفنن الجمهور في إبتكار طرق قتل شخص اقدم على اقتراف جريمة بشعة بتقطيعه الى "شقف و كباب" أو نشره بالمنشار الكهربائي الى أجزاء..الخ.
ما بين أيقاع أكبر كمية ممكنة من الأذى التي يطلبها الحاكم , و ما بين خيبة الأمل التي يتلقاها المحكوم يمكن أن نرسم صورا لخوازيق كثيرة,تدق إثر بعضها البعض و قد لا تتحملها مؤخرة واحدة,و من هذا الباب أطلق شخص أعرفه على نفسه لقب "أبو طيزين".
|
|
05-08-2006, 12:29 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Deena
عضو رائد
المشاركات: 1,133
الانضمام: Dec 2001
|
الجريمة و الخازوق..
اقتباس: عوليس كتب/كتبت
عن نفسي أجدها عقوبة إنسانية جداً
تعرف أنه معك حق
فهي فعلا إنسانية
ولا حيوان قام بخوزقة أقرانه
ولا حتى غير أقرانه
ليس لأنه أفضل من الإنسان
بس لأنه لم يرد أن يطلع عليه شي نمر أو فهد أو حتى نعامة بشيء اسمه "حقوق الحيوان"
:what:
|
|
05-09-2006, 06:55 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
الجريمة و الخازوق..
تحية..
جادمون..سلامتك يا زلمة...من كل خوازيق الحكومات..
دينا..يا أهلين و لكن أعتقد أن المرأة أكثر إحساسا باللذة و ليس بالألم..
باسل..كل شي إلا الخازوق..و أنا موافقك على هذه الجملة التي "ذهبت مثلا"
نيلز...أعتقد أنه مسلسل أخوة التراب و قد بالغ ذلك المسلسل عن عمد بإظهار الوحشية العثمانية و قد كانت التوترات السياسية بين سورية و تركيا في أوجها في ذلك الوقت فجاء المسلسل و كأنه خطاب..مثير للإشمئزاز.
أهلا خالد..ربما تقصد المسلات الفرعونية..لا أعرف ,,و لكن المسلات تعتبر سجلات ثقافيه لما تحتوية من معلومات عن الملوك و الأسر و الحاكمة...و الخازوق "أذل" من أن ينقل معلومة.
عوليس..أجد الخوزقة عملية في منتهى الوحشية و لا تليق بإنسان ينفذها أو تنفذ عليه, و فيها من التنكيل و أيقاع الأذى و الإنتقام أضعاف ما فيها من الردع و الموعظة,و قد يتعاطف الجمهور مع المخوزق مهما كان جرمه و بذلك يضيع كل أثر توجيهي للعقوبه.
أهلا سكيبتك...بعد زمان و ينك...بس بتعرفي لم أقرأ تلك الرواية و أرجو أني لم أفوت شيئا مثيرا.
أعجبني الحديث عن الخوزقة و المتخوزقين لذلك ساتابع قليلا...
إذا "بدكن الصراحة" كنت أنوي الكتابة عن الخوازيق و كذلك عن الجرائم, و لكن "و بصراحة أيضا" لم أجد جرائم يمكن أن نضعها في موازاة القتل تخزيقا, لذلك أظن أن مجرد الموت على وتد معدني فضيلة و قد تمثل "المخوزق" خير تمثيل, الآية 33 من سورة الإسراء و التي تقول "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا",نظرت في هذه الآية ووجدت "بشكل شخصي" أن كلمة بالحق تشمل كيفية القتل أيضا,لا تجيز الآية قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و تبدو الباء هنا للإستعانة "ماني متأكد", فإذا صدق أجتهادي فكيف يمكن أن نقتل شخصا بالحق, ربما بإثبات التهمة عليه أولا و هي الخطوة الأولى من الحق ,أما الخطوة التالية فهي تنفيذ الحكم فيه و حكم الخوزقة ليس من أحكام الحق في شيء.و كل مخوزق "مظلوم".
شاهدت "بنفسي" في حديقة المتحف الوطني بدمشق منحوته صغيرة نافرة تمثل ثلاثة أشخاص معلقين من بطونهم على خوازيق عالية و رؤوسهم منكسة للأسفل و لست أذكر مصدر و لا تاريخ المنحوته,و يذكر هيرودوت أن دارا الميدي خوزق بعض أهالي بابل بعد أحتلالها في عام 539 ق . م,و أستعمل الخازوق بعد ذلك و ربما قبله كثيرا و قليلا و لكن شهرته الحقيقة كانت على يد المماليك و العثمانيين و هؤلاء جعلوا الإعدام طقس مطلوب لذاته فتفننوا "من فن" في إقامته و يبدو أن الخوزقة توازي "سو ريالية" الألم حيث يكون الموت رغبة و الوتد المعدني يخترق الذات وديعا يغازل الموت بلطف مخلفا زلزالا عصبيا .
من أشهر الذين قضوا على الخازوق شخص سوري يدعى سليمان الحلبي و هو من منطقة عفرين قرب الحدود التركية , و عفرين منطقة ذات أكثرية كردية و لعل سليمان الحلبي هذا كردي الأصل,سافر سليمان الحلبي الى مصر للدراسة في الأزهر , و هناك عقد العزم "من منطلق ديني" على قتل قائد الحملة الفرنسية في مصر الجنرال كليبر فكمن في حديقته قصره و طعنه أربع طعنات قاتلة ويورد الجبرتي في عجائب الآثار تقريرا فنيا عن الجثة فيقول:
"وصلنا له فرأينا (كليبر) في آخر نفس فحصنا عن جروحاته فتحقق لنا أنه قد انضرب بسلاح مدبب وله حد وجروحاته كانت أربعة الأول منها تحت البز في الشقة اليمنى الثاني أوطى من الأول جنب السرة الثالث في الذراع الشمال نافذ من شقة لشقة والرابع في الخد اليمين فهذا حررنا البيان"
تم القبض على سليمان الحلبي و رفاقه الأربعة و ليس فيهم مصري واحد ثم صدر على سليمان الحلبي أحط حكم يمكن أن تصدره محكمة و أضعه هنا نقلا عن الجبرتي :
"]ثم اتفقوا جميعهم (القضاة) أن يعذبوا المذنبين ويكون لائق للذنب الذي صدر وأفتوا أن سليمان الحلبي تحرق يده اليمين وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور وهذا يكون فوق التل الذي برا قاسم بك ويسمى تل العقارب......ثم أفتوا بموت السيد عبد القادر الغزي (شريك الحلبي) مذنب أيضاً كما ذكر أعلاه وكل ما تحكم يده عليه يكون حلال للجمهور الفرنساوي ثم هذه الفتوى الشرعية تكتب وتوضع فوق الذيت الذي مختص بوضع رأسه وأيضاً أفتوا على محمد الغزي وعبد الله الغزي وأحمد الوالي (شركاء الحلبي) أن تقطع رؤوسهم وتوضع على نبابيت وجسمهم يحرق بالنار وهذا يصير في المحل المعين أعلاه ويكون ذلك قدام سليمان الحلبي قبل أن يجري فيه شيء هذه الشريعة والفتوى لازم أن ينطبعا باللغة التركية والعربية والفرنساوية "
نفذ الحكم بحذافيره كما ذكره الجبرتي و كان عمر الحلبي خمس و عشرون عاما.يحفظ متحف فرنسي جمجمة سليمان الحلبي حتى هذه اللحظة و قد كتبت تحت الجمجمة ملاحظة تقول "قحف مجرم متطرف أسمه سليمان الحلبي".
و في برنامج شاهد على العصر الذي تقدمه قناة الجزيرة , ذكر السيد أحمد أبو صالح أن عبد الكريم الجندي و كان رئيسا للمخابرات السورية (1966-1970), ادخل قضيبا معدنيا بطول متر أو اكثر في مؤخرة سليم حاطوم ,الذي كان قائدا للمغاوير السورية, ثم قاد محاولة إنقلاب فاشلة.الطريف أن عبد الكريم الجندي أطلق النار على نفسه بعد إنقلاب تشرين 1970 , و قد خاف على نفسه من ذات المصير الذي رسمه لحاطوم من قبل.
هذه خوازيق مادية تدخل الأحشاء و تعيث فيها تمزيقا, و هناك ثمة خوازيق "معنوية" قد يكون تأثيرها اشد و أمضى, احدها الخازوق الذي نجره عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري في قضية التحكيم الشهيرة, فبعد أن أتفقا على أن يخلع كل صاحبه , طلب عمرو من أبي موسى أن يتقدمه لإعتبارات السن و التقى فصعد أبو موسى المنبر فحمد الله و أثنى عليه و صاح أخلع صاحبي, و كان صاحبة على بن أبي طالب, ثم تلاه عمرو بن العاص و قال ضاحكا بعد أن أحكم "تبشيم" الخازوق لأبي موسى, و أنا أثبت صاحبي و صاحبه كان معاوية بن أبي سفيان.و يروي اليعقوبي القصة في تاريخه على الشكل التالي:
"ووجه علي بعبد الله بن عباس في أربعمائة من أصحابه ونفذ معاوية أربعمائة من أصحابه، واجتمعوا بدومة الجندل في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثون. فخدع عمرو بن العاص أبا موسى، وذكر له معاوية فقال: هو ولي ثار عثمان وله شرفة في قريش، فلم يجد عنده ما يحب، قال: فابني عبد الله؟ قال: ليس بموضع لذلك. قال: فعبد الله بن عمر؟ قال: إذا يحيى سنة عمر، الآن حيث به. فقال: فاخلع علياً وأخلع أنا معاوية، ويختار المسلمون.
وقدم عمرو أبا موسى إلى المنبر فلما رآه عبد الله بن عباس قام إلى عبد الله ابن قيس، فدنا منه، فقال: إن كان عمرو فارقك على شيء، فقدمه قبلك، فإنه غدر. فقال: لا، قد اتفقنا على أمر، فصعد المنبر، فخلع علياً، ثم صعد عمرو بن العاص فقال: قد ثبت معاوية كما ثبت خاتمي هذا في يدي. فصاح به أبو موسى: غدرت يا منافق، إنما مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث. قال عمرو: إنك مثلك مثل الحمار يحمل أسفاراً.
خازوق آخر لا يقل "تبشيما" ذلك الذي نصبه أبو جعفر المنصور لأبي مسلم الخرساني,فبعد أن جاهد أبو مسلم و بنى الدولة العباسية بحد سيفه, خاف المنصور من ابي مسلم فقرر ان يتغدى به على الفور , فأرسل أليه من استدعاه الى بغداد و عند حضوره يخبرنا أبو حنيفة الدينوري بما حصل في كتاب الأخبار الطوال فيقول:
"فمكث (أبو مسلم ) ثلاثة أيام، يغدو كل يوم إلى أبي جعفر، فيدخل على دابته، حتى ينتهي إلى باب المجلس الذي فيه الإمام، فينزل، ويدخل إليه، فيجلس عنده ملياً، فتناظران في الأمور.
فلما كان في اليوم الرابع وطن له أبو جعفر عثمان بن نهيك، وكان على حرسه، وشبث بن روح، وكان على شرطته، وأبا فلان بن عبد الله، وكان على الخيل، وأمرهم أن يكمنوا في بيت إلى جنب المجلس الذي كان فيه.
وقال لهم: إذا أنا صفقت يدي ثلاثاً فاخرجوا إلى أب مسلم، فبضعوه."
و يتابع الدينوري الرواية المشوقة فيسوق حوارا جرى بين المنصور و ابو مسلم قبيل مصرعه بلحظات فيقول:
"فقال أبو جعفر: ما أردت بمضيك نحو خراسان قبل لقائي؟ قال أبو مسلم: لأنك وجهت في إثري إلى الشام أميناً في إحصاء الغنائم، أما وثقت بي فيها؟.
فأغلظ له أبو جعفر الكلام.
فقال: يا أمير المؤمنين، أنسيت حسن بلائي، وفضل قيامي، وإتعابي نفسي ليلي ونهاري؟ حتى سقت هذا السلطان إليكم.
قال أبو جعفر: يا ابن الخبيثة، والله لو قامت مقامك أمة سوداء لأغنت غناك، إنما تأتي لك الأمور في ذلك بما أحب الله، من إظهار دعوتنا أهل البيت، ورد حقنا إلينا، ولو كان ذلك بحولك وحيلتك وقوتك ما قطعت فتيلاً، ألست يا ابن اللخناء الذي كتبت إلي تخطب عمتي آمنة بنت علي بن عبد الله؟ وتزعم في كتابك أنك ابن سليط ابن عبد الله بن عباس، لقد ارتقيت مرتقى صعباً.
فقال أبو مسلم: يا أمير المؤمنين، لا تدخل على نفسك الغم والغيظ بسببي، فإني أصغر قدراً م أن أبلغ منك هذا.
فصفق أبو جعفر ثلاثاً، وخرج عليه القوم بالسيوف.
فلما رآهم أبو مسلم أيقن بالأمر، فقام إلى أبي جعفر، فتناول رجله ليقبلها، فرفسه أبو جعفر برجله، فوقع ناحية، فأخذته السيوف.
فقال أبو مسلم: أما من سلاح يحامي به المرء عن نفسه.
فضربوه حتى خمد."
نصيحة خازوقية أخيره إذا واجهتم "مصاصا للدماء" فعليكم بوتد "خازوق" خشبي و غرسة في قلبه مباشرة و هي الطريقة الوحيدة للتخلص من مصاصي الدماء.
|
|
05-09-2006, 12:01 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|