صباح الخير :D

جورو تذكرت بشو لقبك بيذكرني :saint:

يا سيدي هاظ "Guru Prasad" هو اسم زميلي الهندي في العمل، أحترمه كثيرا لكفاحه لكنه مقلبني مؤخرا مقلب للآن بدعي عليه :flam: طلب إجازة لمدة أسبوع وسافر على الهند وتركني مع كل شغل الشركة فوق راسي، وقبل يومين رجع اتصل يمدد الإجازة كمان شهر :mad2:

يعني قول أنا مو واصل كثير في الدعاوي (لا تستجاب على الأغلب) فلا تخاف على حالك صديقي :devil:

إن الدموع تعبير شفاف عن الحزن الذي لا يمكنك عنده إلا البكاء
و هي باعتقادي مقدسة لدى الشاب لذلك عليه ألا يذرفها إلا للشديد القوي أو لحدث جلل أما إذا كانت حاضرة دائماً فهي تعيبه .(f)

خلينا نسأل
ما هو العيب ؟ ماذا تعني هذه الكلمة ؟ هل هي شيء مقدس لا يجوز تجاوزه ؟

المشكلة اننا نهتم ما تربينا عليه أكثر من ممارسة ما هو نابع من الطبيعة الانسانية ... هل نعاكس طبيعتنا الانسانية لمجرد انه قد قيل لنا انه ... عيب ؟؟؟؟؟



:wr:

العيب : هو أن تفعل شيئاً خارج المألوف ،و له درجات

و القضية أن كلمة الراجل ليس المقصود بها المعني الفيزيائي " الذي يملك عضواً مذكراً و شنب ...." لكن المقصود بها جملة من الأمور منها الشجاعة و الصلابة في مواجهة الأمور " إضافة إلى الزغرتاوية و النخوة وة الشهامة و القوة ...." التي تقضب بأن يكون متماسكاً ليبعث القوة في من حوله لا أن يضعف مثلهم .

بسم الله الرحمن الرحيم

برأيي : لا تعيب الدموع صاحبها ولكن يعيبه الضعف أمام أنداده في المواقف الصعبة - والدموع من علامات الضعف - كما أن من كان يبكي في موقف من المواقف يكون عاجزاً عن مقارعة خصمه فما بالك بالدفاع عن نفسه وقومه؟
تخيل محامياً أو قاضياً في قاعة المحكمة - يبكي!!
تخيل مقاتلاً في ساحة المعركة يبكي!!
تخيل طبيباً يبكي إنساناً جريحاً - كيف سيكون رابط الجأش ليعالجه ويخيط جروحه؟

رأيت بالأمس مذيعاً في قناة الجزيرة (الظفيري) لم يستطع أن يكتم انفعاله أمام أم ليبية محروقة الفؤاد - قتل ولدها بحقنة بفيروس الإيدز في القضية المعروفة - لقد أحرقتني دموع الأم والمذيع أيضاً ورأيت في دموعه اكتمال صفاته الإنسانية وشهامته - وهذه الدموع لم تؤثر في رجولته ولم تمنعه من تمالك نفسه ليتم برنامجه - الدموع هنا في مكانها الصحيح ولا عيب فيها

إليكم قصيدة رائعه من تراثنا العربي عن الدموع وبكاء الرجال:

ابي فراس الحمداني
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر


أراك عصي الدمع شيمتك الصبر **** أما للهوى نهي عليك و لا أمر
بلى أنا مشتاق و عندي لوعة **** ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى **** و أذللت دمعا من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي**** إذاهي أذكتها الصبابة و الفكر
معللتي بالوصل و الموت دونه **** إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر
حفظتُ و ضيعتِ المودة بيننا **** و أحسن من بعض الوفاء لك العذر
و ما هذه الأيام إلا صحائف **** لأَحرفها من كف كاتبها بَشر
بنفسي من الغادين في الحي غادة **** هواي لها ذنب و بهجتها عذر
تروغ إلى الواشين فيَّ و إن لي **** لأذنا بها من كل واشية وقر
بدوت وأهلي حاضرون لأنني **** أرى أن دارا لست من أهلها قفر
و حاربت قومي في هواك و إنهم **** و إياي لولا حبك الماء و الخمر
فإن كان ما قال الوشاة و لم يكن **** فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفر
وفيت و في بعض الوفاء مذلة **** لآنسة في الحي شيمتها الغدر
وقور و ريعان الصبا يستفزها **** فتأرن أحيانا كما يأرن المهر
تسائلني من أنت و هي عليمة **** و هل بفتى مثلي على حاله نكر
فقلت كا شائت و شاء لها الهوى **** قتيلك قالت أيهم فهم كثر
فقلت لها لو شئت لم تتعنتي **** ولم تسألي عني و عندك بي خبر
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا **** فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر
و ما كان للأحزان لولاك مسلك**** إلى القلب لكن الهوى للبلى جسر
و تهلك بين الهزل و الجد مهجة **** إذا ما عداها البين عذبها الفكر
فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق **** و أن يدي مما علقت به صفر
و قلبت أمري لا أرى لي راحة **** إذا الهم أسلاني ألح بي الهجر
فعدت إلى حكم الزمان و حكمها **** لها الذنب لا تجزى به و لي العذر
كأني أنادي دون ميثاء ظبية **** على شرف ظمياء جللها الذعر
تجفَّل حينا ثم تدنو كأنما **** تنادي طلا بالواد أعجزه الحُضر
فلا تنكريني يابنة العم إنه **** ليعرف من أنكرته البدو و الحضر
ولاتنكريني إنني غير منكر **** إذا لا زلت الأقدام و استنزل النضر
و إني لجرار لكل كتيبة **** معودة أن لا يخل بها النصر
و إني لنزال بكل مخوفة **** كثير إلى نزالها النظر الشزر
فأظمأ حتى ترتوي البيض و القنا **** و أسغب حتى يشبع الذئب و النسر
ولا أصبح الحي الخلوف بغارة **** ولا الجيش ما لم تأته قبلي النذر
و يا رب دار لم تخفني منيعة **** طلعت عليها بالردى و أنا الفجر
و حي رددت الخيل حتى ملكته **** هزيما و ردتني البراقع و الخُمر
و ساحبة الأذيال نحوي لقيتها **** فلم يلقها جهم اللقاء و لا وعر
و هبت لها ما حازه الجيش كله **** و رحت و لم يكشف لأثوابها ستر
و ما حاجتي بالمال أبغي وفوره **** إذا لم أفر عرضي فلا وفر الوفر
أسرت و ما صحبي بعزل لدى الوغى **** ولا فرسي مهر و لا ربه غمر
ولكن إذا حم القضاء على امريء **** فليس له بر يقيه ولا بحر
وقال أصيحابي الفرار أو الردى **** فقلت هما أمران أحلاهما مر
ولكنني أمضي لما لا يعيبني **** و حسبك من أمرين خيرهم الأسر
يقولون لي بعت السلامة بالردى **** فقلت أما والله ما نالني خسر
و هل يتجافى عني الموت ساعة **** إذا ما تجافى عني الأسر و الضر
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره **** فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر
ولا خير في دفع الردى بمذلة **** كما ردها يوما بسوءته عمر
يمنون أن خلو ثيابي و إنما **** علي ثياب من دمائهم حمر
و قائم سيفي فيهم اندق نصله**** و أعقاب رمحي فيهم حطم الصدر
سيذكرني قومي إذا جد جدهم **** و في الليلة الظلماء يفتقد البدر
فإن عشت فالطعن الذي يعرفونه **** و تلك القنا و البيض و الضُّمر الشقر
و إن مت فالإنسان لا بد ميت **** و إن طالت الأيام وانفسح العمر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به **** و ما كان يغلو التبر لو نفق الصفر
و نحن أناس لا توسط عندنا **** لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا **** ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بني الدنيا و أعلى ذوي العلا **** و أكرم من فوق التراب ولا فخر

طبعاً عيب شو بكاء هاي، يا حيف عالرجال :D

بالنسبة لي فإنني ممن لا يبكون إلا فيما ندر، رغم حساسيتي المرهفة، وأعتقد أنه بعد أن بكيت أمي دماً لم أعد أستطيع البكاء، ولا أرى شيئاً يمكنه أن يبكيني بعد قط.

وعلى ذكر الشعر والشعراء والتراث فهذه بعض الأشعار التراثية حول الدمع والبكاء:

لجرير بيته المشهور في وفاة زوجته:

لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ **** وَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ

ويقول المؤيد في الدين الشيرازي:

بَكيتُ إلى أنْ صَار يَبكي لِيَ البُكا **** فَهَلْ عَجَبٌ أنْ للبُكاءِ بكاءُ

والمتنبي يقول:

بَكيتُ يا رَبعُ حَتّى كِدتُ أَبكيكا **** وَجُدتُ بي وَبِدَمعي في مَغانيكا
فَعِم صَباحاً لَقَد هَيَّجتَ لي شَجَناً **** وَاِردُد تَحِيَّتَنا إِنّا مُحَيّوكا

أما علي محمود طه فيقول:

بكيتِ بالدمع السخين الذريفْ **** على غرامٍ خِلتِهِ قد مضى
وأبْصَرَتْ عيناكِ ظلَّ الخريف **** يُجللُ الأرض ويغشَى الفضا

وعنترة يقول:

أَحِنُّ إِلى تِلكَ المَنازِلِ كُلَّما **** غَدا طائِرٌ في أَيكَةٍ يَتَرَنَّمُ
بَكَيتُ مِنَ البَينِ المُشِتِّ وَإِنَّني **** صَبورٌ عَلى طَعنِ القَنا لَو عَلِمتُم

وأخيراً هذه الأشعار لوديع عقل:

اللَه يعلم أني يوم موتك لم **** أكحل بغير صبيب الدمع أجفاني
بكيت حتى بكى طفلي وعانقني **** يقول أقصر بكاءً منك أبكاني
فقلت يا ولدي ابكي على رجل **** كما أربيك للأيام رباني
ولست وحدي بالباكي عليه فقد **** سالت مدامع أترابي وأخواني

:redrose:

يقول شارلي شابلن :

"من لا يبكون مليئون بالدموع."

(f)

صدقت يا أبا ابراهيم (f)