ابن العرب
عضو رائد
    
المشاركات: 1,526
الانضمام: May 2002
|
رويدا.. رويدا، إنهم ينسلخون من الدين إلى اللا دينية
اقتباس: Logikal كتب
أيضا، فيبدو أن بعض الشخصيات المسيحية لاحظت هذه المشكلة، و أرادت أن تخلص المسيحية من معاداة الشك و التفكير، فأرادوا أن يزيلوا لغة التهديد من مضمونها، فباتوا يقولون مثلا أن الانسان لا يحتاج للايمان بالمسيح كي يذهب الجنة بل كل انسان يتبع ضميره، و بعضهم أصبح يصور جهنم على أنها مجرد البعد عن اللـه (يعني لا عذاب فيها)، و قد نسوا بذلك أنهم بهذه الكلمات قد هدموا المسيحية من أساسها و جعلوها عديمة المعنى. اذا لم تكن جهنم حقيقية بل رمزية، و اذا كان "الخلاص" ممكنا بدون المسيح، فلماذا جاء يسوع اذن و مات على الصليب حسب روايتهم؟ و لماذا يحتاجون للتبشير بالمسيحية اذن؟
مفهوم الخلاص هو محور المسيحية الذي بدونه لا يمكن لها أن تكون. و الخلاص عكسه العذاب الأليم. و العذاب الأليم يؤدي بالضرورة للتهديد و الوعيد (الظاهر أو المبطن)، و ربط الخلاص بالايمان معناه بالضرورة أن من لا يؤمن لا يخلص. و هكذا فالشك يقود للهلاك، و بهذا تبقى الاديان عدوة الشك و العقل.
عزيزي، على الكنيسة بوجه عام أن تعاود فحص جوهر ومحور رسالة السيد المسيح، لأنني شخصيا لا أجد أن الهدف من مجيئه هو الموت على الصليب والفداء.
هذه الفكرة نابعة من الفكر الأغسطيني وتابعة له حيث صور لنا وجود الخطيئة الأصلية المتوارثة وبالتالي ضرورة مجيء المسيح ليفدينا منها، وهذا قول فيه إجحاف كثير لتعاليم السيد المسيح الذي لم يذكر هذا الأمر مرة واحدة ولم يدّعي أن الخلاص مرتبط بموته على الصليب.
ليس الأمر عبارة عن مجرد ردة فعل لرفض البعض لمبدأ الشك والترهيب والتخويف، بل يتعداه إلى قراءة جديدة لتعاليم الإنجيل ومحاولة التعرض لمقاطع جوهرية بكل بساطة تناسى اللاهوتيون والكتابيون القدماء وجودها لأنها تتعارض كليا وبشكل لا يمكن تفسيره مع تعاليمهم.
مثلا قصة ابن الإنسان الذي يعود في مجده ليجمع "كل الأمم" من حوله ويفصل الخراف (الصالحون) عن الجداء (الأشرار)، وهذا يعني بكل بساطة أن لا فرق بين المسيحي وغير المسيحي ومن الإنجيل نفسه.
لكنه مقطع صعب يصعب فهمه وقبوله من جانب الإكليروس ومن جانب المسيحيين المتشددين ومن جانب المسيحيين بشكل عام لأنه يلغي مبدأ التميّز.
ولكن المسيح نفسه ألغى مبدأ التميز بقوله بأن السامري والزانية يسبقان أبناء الملكوت إلى الملكوت، لماذا؟!
لأنهما استوعبا أن المهم هو محبة الإنسان ورؤية الله في كل إنسان.
وهذا أمر بعيد كل البعد عن الإكليروس عامة، وعن أشد المؤمنين ممارسة لطقوس عبادتهم.
فأبشر يا عزيزي، ولا تبتئس إن وصلت الخاتمة وأنت على حالك، المهم هو أن تخلص لضميرك وللإنسان يا عزيزي.
وطوبى لمن لا يشك فيَّ. :D :D :D
تحياتي القلبية
|
|
12-28-2004, 05:45 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}