د. رائق النقري
عضو فعّال
  
المشاركات: 153
الانضمام: Aug 2003
|
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
اقتباس:ففي الدين يقف الإنسان كمتأثر بعوامل الطبيعة - و التي بدورها متأثرة بإرادة الكائنات الميتافيزيقية.
أما في السحر فيؤثر الإنسان - عن طريق الميتافيزيقا أيضا - في الطبيعة.
الصديق العزيز وليد احببتني بالسحر
ولكن الامر هنا ليس قلبا بمقدار ماهو تفعيل؟ اليس كذلك؟
لان للدين مقاربه سحريه للكون تتعالى عن السبب
ولكن بالاجمال مفهوم القلب بالمعنى الماركسي الهيجليه هو المهم
اليس كذلك؟
هذا ما سنراه لاحقا عندنا افتح موضوعا بعنوان
منطق الجوهر والفصام الزوري
ولكن بانتظار قراءتك انت والصديق نبيل
وتعليقاتكما
مع الشكر سلفا:hony:
|
|
06-08-2006, 05:23 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
نبيل حاجي نائف
عضو متقدم
   
المشاركات: 620
الانضمام: Mar 2006
|
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
مرحباً أخي وليد
في رأي إنه تحليل على درجة عالية من الموضوعية , فهناك صراع بين بنيات فكرية كبيرة ( أي عقائد وأفكار وثقافة ومراجع تقييم ) دخلت و توضعت في العقول عن طريق وراثتها اجتماعياً وثقافياً .
وهذه البنيات مثل البنيات أو الكائنات الحية تسعى للبقاء والانتشار في العقول , وهي تحمي نفسها وتقاوم الانتهاء , وتتصارع مع البنيات الفكرية المشابه التي تسعى للقضاء عليها والحلول مكانها , لذلك يحدث صراع تستخدم فيه كافة الإمكانيات والخيارات المتاحة .
وهذه البنيات أو الكائنات الفكرية تستخدم في صراعها هذا كافة قدرات وخيارات الناس الذين يتبنونها ويؤمنون بها , فالصراع هو بين الكائنات الفكرية , وليس بين البشر , فهم مسيرين بقوى تلك الكائنات الفكرية .
والكائنات الفكرية التي تنتصر وتقضي على غيرها وتنتشر ليس ضرورياً أن تكون الأدق والأصح أو المفيدة للناس الذين يتبنونها , بل هي التي تستنفر عناصر وقوى بشرية ومادية أكثر .
وطبعاً يعمل مبدأ بقاء الأصلح والمتوافق مع الظروف والأوضاع , ويحدث تطور وارتقاء لهذه الكائنات الفكرية خلال الزمن وهو زمن ليس قصير , أي يمكن أن تبقى أفكار لمئات السنين إذا كان عدد الذين يتبنونها ويدافعون عنها كبير وبغض النظر عن دقتها وواقعيتها , إذا استطاعت التغلب على البنيات الفكرية الأخرى المنافسة التي لا تستخدم قوى بشرية كبيرة .
ويجب أن نلاحظ أن أقوى الاسلحة المستخدمة في هذه الصراعات هو الإعلام .
وأنا تكلمت عن تأثيرات التنويم المغناطيسي الذي هو في أساسه إعلام
في موضوع " من ينوّم من " , وسوف أتابع التوسع فيه .
مع تحياتي
|
|
06-11-2006, 11:56 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
    
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
اقتباس:*إن الحكم التاريخي على ثقافة أو حضارة مهما كان إنجازاتها المادية هو بمقدار ما تتيحه تلك الثقافة من حرية لمنتسبيها و للآخرين .الإعلان العالمي للحرية الثقافية
عزيزي وليد .(f)
أتابع شريطك القيم بشكل منتظم ، وقد آثرت عدم التدخل في تدفق الطرح منتظرا أن نصل إلى نقطة التعاطي الإنساني مع التناقض المعرفي cognitive dissonance بين العلم و الدين ، فهنا تحديدا أعتقد أنه سيكون لي رؤية تتكامل مع الرؤية التي تقدمها ، و هي أيضا مرتبطة بما سبق أن طرحه محدثك في شريط خاص عن التناقض المعرفي .
تقوم المداخلة على أساس نظرية التناقض المعرفي ل Festinger ، وهي نظرية ظلت بالغة الأهمية منذ إعلانها عام 1957 إلى الآن خاصة في مجال علم النفس الاجتماعي social psychology ، إن هذه النظرية و تطبيقاتها أتاحت لنا اليوم أن ننظر بعمق داخل مجالات عدة كانت خافية مثل المحددات التي تحكم الأفكار والمعتقدات، و الذاتية الداخلية للقيم ، ورد الفعل الجماعي تجاه الأفكار التي لا تحظى بالقبول النفسي ،وهنا تحديدا مربط الفرس ، فالمعرفة العلمية كما أوضحت في عرضك المنهجي تتحدى بكل جلاء معتقداتنا و معارفنا الدينية .
طبقا للنظرية فإن الإنسان يعاني من التناقض عندما يكون عليه المفاضلة بين معتقدين لا يمكن التوفيق بينهما ، وتزداد تلك المعاناة كلما كان البديلان يحظيان بنفس الجاذبية في نفس الإنسان . وفقا لهذه النظرية فالإنسان يميل إلى البحث عن التوافق بين معتقداته المختلفة ، و بالتالي هناك معتقدات و اتجاهات لابد أن تتغير لتحقيق هذا التوافق المنشود ، وهناك ثلاث أساليب يلجأ إليها الإنسان لتحقيق هذا التوافق سواء بتعمد أو لا شعوريا و الأخيرة هي الغالبة ، وهذه الأساليب هي :
1 - تقليل أهمية المعتقدات المتناقضة
reduce the importance of the dissonant beliefs
2- إضافة المزيد من المعتقدات المتوافقة مما يفوق وزن المعتقدات المتناقضة .
add more consonant beliefs that outweigh the dissonant beliefs,
3- تعديل المعتقدات المتناقضة حتى تصبح غير متناقضة .
change the dissonant beliefs so that they are no longer inconsistent.
ومن الجدير بالملاحظة أن الإنسان في هذه الحالة ( التناقض المعرفي ) يميل طبيعيا إلى تعديل اتجاهاته صوب المعتقدات الجديدة التي لا تمتلك جاذبية كبيرة أو الأقل إغراء لأن ذلك يستدعي تناقض أقل مع معتقداته الأصلية ، بمعنى أنه في حالة ظهور نظريات جديدة في مجال ما مثل الهندسة الوراثية ، فإن الإنسان عادة يميل إلى تبنى النظريات و المفاهيم التي لا تختلف كثيرا عن معتقداته الأصلية بدلآ أن يختار الأفكار الأكثر حداثة و بالتالي بريقا و لكنها ستكون متناقضة بشكل أكبر مع معارفه السابقة ، فالإنسان سيكون مضطرا للقبول بفكرة التعديل الوراثي في النباتات أو الإستنساخ في الحيوانات الأقل تطورا و لكنه سيرى أن تلك الهندسة ستفشل حتما مع الإنسان ، و هذه النتيجة تبدوا متناقضة مع النظريات السلوكية الأخرى التي ترى أن الإنسان يتجه إلى تغيير معتقداته صوب المعتقدات الأكثر جاذبية .
أريد مبدئيا أن نفرق بين عناصر معرفية cognitionsلا يمكن إثباتها بواسطة المنهج العلمي ،و بين تلك التي يمكن دحضها وفقا للمنهج العلمي العقلاني ، الأولى من نوعية ظاهرة التخاطر عن بعد ( telepathy ) و الثانية من نوعية الحتميات التي تفرزها القراءة الأصولية للكتب المقدسة ، حسنا النوع الأول عليه أن ينتظر المزيد من المعالجة بادوات العلم ، أما النوع الثاني فليس أمامه سوى كتب الأدب و الشعر .
إننا عند التعامل مع عناصر المعرفة cognitions المتاحة نطرح أولا سؤالا هو هل هذه العناصر ذات علاقة بعضها البعض أو لا ؟ ،و إذا كانت ذات علاقة فهل تلك العناصر متناغمة أم متعارضة؟ . في حالة اكتشافنا لوجود تعارض بين معارفنا المختلفة مثل تلك النظريات التي تفسر نشوء الكون و أصل الإنسان ، فإن ذلك يؤدي إلى قلق نفسي ،وهذا يدفع الإنسان إلى الإحساس بضرورة تقليل هذا التناقض ، و تحاشي المعلومات التي تزيده.و هناك عدة أساليب يلجأ إليها الإنسان لمواجهة هذا التناقض كما ذكرنا ، فهناك تقليل قيمة و عدد عناصر المعرفة التي تناقض الاعتقاد الأصلي أو المبدئي ، فالأساس المعرفي في الشرق الإسلامي على سبيل المثال هو الثقافة النصية التي تؤمن بنظرية الخلق الخاص و وجود كائنات ميتافيزيقية مثل الملائكة و الشياطين و الجان ،و بالتالي فسوف نميل إلى تقليل أهمية المعرفة التي تناقض ذلك ، مثل العلوم الطبيعية التي لا تعترف بغير ما يقع تحت القياس ، و بالتالي ترفض التعامل مع مفردات لا يمكن تحديدها أو تعريفها بشكل موضوعي بعيدا عن ذات المتحدث مثل الله و الملائكة و الشياطين ، هناك أيضا علوم الانثروبولوجيا التي تعالج بدقة نشوء الفكر الخرافي و الطوطمي ،وهي بالتالي تشرح بشكل منطقي و مقارن نشوء أفكار غيبية مثل الآلهة و الشياطين و الملائكة و الجنة و الجحيم ، و هناك الميثولوجيا التي تتناول الأساطير و ارتباطها بالتعبير عن الفكر الجمعي للشعوب المنتجة لها ، كل تلك العلوم تتناقض مع أفكارنا التي نستقيها من المجتمع و النصوص الدينية مشكلة لنا تناقضات معرفية حادة ، لذلك سنجد من يدين تلك العلوم و يقلل من أهميتها أو صحتها ، وهناك أيضا من يسخر منها و يراها مجموعة من الترهات المتهافتة . أسلوب آخر لمواجهة التناقض المعرفي هو زيادة عدد وأهمية المعارف التي تؤكد المعتقد الأصلي كأن نروي القصص و الأحداث ( الواقعية ) التي تؤكد وجود الأرواح و الجان ، أو أن نربط تلك المعارف بما نعتقد أنه المقدس المطلق الذي يعفينا من النقاش و الجدل ، مثل الزميل الذي يقول أن الإيمان بالجن هو إيمان بالله !.أيضا أن نغير المعارف أو نحورها بحيث تصبح غير متناقضة ، وهذا ما يحاوله من يتحدث عن المعجزات العلمية و الكونية في الكتب السماوية ، فهو يقول مثلا أن الملائكة هم العلم النافع و أن الشياطين هم العلم الضار مثل إنتاج القنابل الذرية !.وهذه الحيل التوفيقية تشيع أكثر بين المهنيين و أنصاف المثقفين .
حسنا نحن أمام مجموعة من المعتقدات أو عناصر المعرفة بعضها لابد من تغيره ، هنا سنكون أمام عناصر معرفية أكثر مقاومة للتغيير من غيرها ، فالعناصر التي يؤدي تغييرها أو إلغائها إلى معاناة أكبر أو التي ستكون مرتبطة بغيرها من عناصر المعرفة الضرورية للإنسان مثل فكرة الله ستكون أكثر ثباتا و أعصى على التغيير . حسنا لو طبقنا هذا المبدأ على قضية أقل حدة مثل وجود الملائكة و الشياطين ، سنجد أن الأمر يختلف من شخص لآخر ومن ثقافة لأخرى . مبدئيا أود أن أقول أنني لا أعتقد أن الأمر يتوقف على محاجات عقلية و لكن الأمر كله ذاتي ،و يتوقف على رؤية الإنسان لنفسه ، فكل منا يريد أن يرى نفسه متحضرا منتميا للقيم التقدمية ،و أيضا إنسانا صالحا متوافقا مع الله و أوامره !، ولكن لو تعارضت الصورتان فهناك الأسبقيات ، فالإنسان الدينيhomo religious ( أي الإنسان ككائن يحيا حياة دينية ) سيتمسك بفكرة الملائكة و الشياطين التي يراها جزءا من دينه و بها – و بنظائرها – سيرضي الله و يدخل الجنة ، في حين أن الإنسان العلمي سيرفض الفكرة تحت إحساسه بقدسية الأمانة العلمية التي هي بالنسبة له دينه الخاص . المشكلة للأسف أكثر تعقيدا فلا يوجد في الواقع الإنسان الديني الخالص ولا العلمي الخالص ، فنحن جميعا مزيج منهما بدرجات متفاوتة ، و بمقدار اقترابنا من أحدهما نحدد موقفنا من فكرة الجن و الشياطين و الملائكة .
انني لا أنكر أن هناك جوانبا أخرى في الإنسان غير عقلانية ، الفن مثلا و الدين و كل تحفظي هو التعامل مع هذه الجوانب كأنها علوما و بمنطق العلم ، لا مشكلة في الفن ، فهناك اعتراف بأنه فضاء كبير نهرب فيه من العقلانية ، المشكلة هي مع الفقهاء و الدعاة و المثقفين الدينيين الذين يصرون على إلحاق الدين بالعلوم ،و يحاولون استخدام المنطق العلمي في طرح أفكارهم ، فيفسدون العلم و الدين معا .
|
|
06-11-2006, 11:58 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Waleed
عضو رائد
    
المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
|
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
اقتباس: نبيل حاجي نائف كتب/كتبت
هناك صراع بين بنيات فكرية كبيرة ( أي عقائد وأفكار وثقافة ومراجع تقييم ) دخلت و توضعت في العقول عن طريق وراثتها اجتماعياً وثقافياً .
وهذه البنيات مثل البنيات أو الكائنات الحية تسعى للبقاء والانتشار في العقول , وهي تحمي نفسها وتقاوم الانتهاء , وتتصارع مع البنيات الفكرية المشابه التي تسعى للقضاء عليها والحلول مكانها , لذلك يحدث صراع تستخدم فيه كافة الإمكانيات والخيارات المتاحة .
وهذه البنيات أو الكائنات الفكرية تستخدم في صراعها هذا كافة قدرات وخيارات الناس الذين يتبنونها ويؤمنون بها , فالصراع هو بين الكائنات الفكرية , وليس بين البشر , فهم مسيرين بقوى تلك الكائنات الفكرية .
الزميل المحترم / نبيل حاجي نائف
أتفق معك تماما.
ما أثرته في هذه الفقرة - و في موضوعات أخرى لك - و ما طرحه الزميل العزيز / بهجت بالمداخلة السابقة (و أعلق عليه بالمداخلة القادمة) و كامل موضوع هذا الشريط و هو التناقض المعرفي بين خلفيتنا المعرفية أو بنياتنا المعرفية بتعبير سيادتكم و بين الخلفية أو البنيات العلمية الوافدة هو موضوع على درجة عالية من الخطورة - و للغرابة الشديدة - فمجتمعاتنا قتلت كل المواضيع بحثا عن سبب الفشل الحاد بكافة منظوماتها - إلا هذا الموضوع. و كأن هذا التناقض غير موجود نهائيا - و هذا في واحدة من أكبر خداعات النفس الواعية أحيانا و اللاواعية أحيانا أخرى و التي نمارسها للإلتفاف على هذا الوضع المقلق غير المستقر.
فتغيير الخلفية / البنيات المعرفية لمجتمعاتنا هو عامل شرطي و ليس عامل مساعد لكي نضع أنفسنا على بدايات طريق التقدم (و هذا بمفهومه العصري).
فمن العبث قتل الوقت بحثا في عوامل فشل و كيفية إصلاح منظومة ما مثل المنظومة الإقتصادية أو الإجتماعية .. إلخ و هذا بمفاهيم عصرنا و أدواته قسرا - و آخر خيط هذه المنظومة يتبع البنى و الخلفيات العلمية.
فجرب مثلا تتبع المنظومة الإقتصادية - و ستجدها بعصرنا تابع مباشر للعلوم و التكنولوجيا و القدرة على إنتاجها و إستيعابها.
ثم تتبع المنظومة الإجتماعية و ستجد مفاهيم نتشدق بها ليل نهار مثل الديموقراطية - مجرد نتيجة لخلفيات معرفية علمية أنتجت قيم الحرية و الحق كقيم مبدأية - و ليس منهجا يمكن أن نسعى لتطبيقه.
و لذلك أرى دائما أن تكريس التناقض و ليس التدليس و التلفيق هو بداية الطريق الصحيح.
اقتباس:والكائنات الفكرية التي تنتصر وتقضي على غيرها وتنتشر ليس ضرورياً أن تكون الأدق والأصح أو المفيدة للناس الذين يتبنونها , بل هي التي تستنفر عناصر وقوى بشرية ومادية أكثر .
وطبعاً يعمل مبدأ بقاء الأصلح والمتوافق مع الظروف والأوضاع , ويحدث تطور وارتقاء لهذه الكائنات الفكرية خلال الزمن وهو زمن ليس قصير , أي يمكن أن تبقى أفكار لمئات السنين إذا كان عدد الذين يتبنونها ويدافعون عنها كبير وبغض النظر عن دقتها وواقعيتها , إذا استطاعت التغلب على البنيات الفكرية الأخرى المنافسة التي لا تستخدم قوى بشرية كبيرة .
الأفكار تمتلك عاملان أساسيان لدفع الإنتشار - أولهما ذاتي (نسبة للفكرة) و هو القوة الذاتية للفكرة في إقناعها للمتلقي (مدى صرامتها و صحتها في العالم) - و ثانيهما خارجي يتمثل في إستنفارها للعوامل البشرية و المادية.
و برغم قوة العامل الأول إلا أنني أتفق معك في أنه ليس ضروريا أن تنتشر الأفكار الأصح - بل و من الممكن قتل الأفكار الصحيحة قسرا لصالح أخرى شديدة الزيف - و في التاريخ ما يكفي من الأمثلة لإثبات ذلك.
إلا أنني أعتقد أنه على المدى الزمني الأكبر - لا يبقى إلا الصحيح.
و الأهم من ذلك - فعلى مستوى الوضع الحالي - الذي هو شاغلنا الأكبر - فالعامل الأول و هو القوة الذاتية للأفكار و صرامتها - هو المولد الأول للعامل الثاني و هو الإستنفار المادي و البشري و هذا في سلسلة من التأثير و التأثير المتبادل غير مسبوقة تاريخيا.
فكلا العاملين متضافرين بشدة - و التقدم أو الإستنفار المادي يسير بمتوالية هندسية هائلة السرعة - و في غير صالحنا.
فنحن لا نملك الأفكار الأصح - و لم نعد نملك تباعا القدرات المادية لثبوتها.
اقتباس:ويجب أن نلاحظ أن أقوى الاسلحة المستخدمة في هذه الصراعات هو الإعلام .
وأنا تكلمت عن تأثيرات التنويم المغناطيسي الذي هو في أساسه إعلام
في موضوع " من ينوّم من " , وسوف أتابع التوسع فيه .
مع تحياتي
تابعت موضوعكم "من ينوم من" و أنتظر مداخلاتكم القادمة فيه - و أعتقد أن الإعلام بات يلعب أكبر الأدوار التزويرية بحياة مجتمعاتنا - مخدرة إيانا لنكف عن الإحساس بالألم - إلى أن ينهش المرض آخر ما تبقى من أجسادنا.
لك كل إحترامي ,,
|
|
06-12-2006, 11:09 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Waleed
عضو رائد
    
المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
|
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
اقتباس: بهجت كتب/كتبت
الإنسان يعاني من التناقض عندما يكون عليه المفاضلة بين معتقدين لا يمكن التوفيق بينهما ، وتزداد تلك المعاناة كلما كان البديلان يحظيان بنفس الجاذبية في نفس الإنسان . وفقا لهذه النظرية فالإنسان يميل إلى البحث عن التوافق بين معتقداته المختلفة ، و بالتالي هناك معتقدات و اتجاهات لابد أن تتغير لتحقيق هذا التوافق المنشود ، وهناك ثلاث أساليب يلجأ إليها الإنسان لتحقيق هذا التوافق سواء بتعمد أو لا شعوريا و الأخيرة هي الغالبة ، وهذه الأساليب هي :
1 - تقليل أهمية المعتقدات المتناقضة
reduce the importance of the dissonant beliefs
2- إضافة المزيد من المعتقدات المتوافقة مما يفوق وزن المعتقدات المتناقضة .
add more consonant beliefs that outweigh the dissonant beliefs,
3- تعديل المعتقدات المتناقضة حتى تصبح غير متناقضة .
change the dissonant beliefs so that they are no longer inconsistent.
الزميل العزيز و المحترم / بهجت
جميل دائما مرورك - و جميل أن دائما أن تثري الطرح بما ينقصه.
فكما قررت بداية - لن أتمكن من التعمق في دراسة التفاعل الإجتماعي مع مشكلة أزمة التناقض المعرفي - و سأقتصر على دراسة الأزمة من منظور معرفي.
و كلا الثلاث أساليب (الأعراض) التي ذكرتها سيادتكم يمكن ملاحظتها بكثافة في الخطاب اليومي لمجتمعاتنا كاشفة عن حالة مرضية مستعصية من التناقض المعرفي.
لكن و كما سبق ذكره - و للغرابة الشديدة - لا يتم التفوه و التصريح بهذا التناقض الذي يستنزف عقولنا أبدا و كأنه من العورات. في حالة تشبه الطبيب الذي يرى الأعراض و يحاول علاجها و ليس علاج المرض - فيعالج ألم السرطان بالمسكن فقط - و النتيجة هي مجرد إستشراء المرض.
[quote]ومن الجدير بالملاحظة أن الإنسان في هذه الحالة ( التناقض المعرفي ) يميل طبيعيا إلى تعديل اتجاهاته صوب المعتقدات الجديدة التي لا تمتلك جاذبية كبيرة أو الأقل إغراء لأن ذلك يستدعي تناقض أقل مع معتقداته الأصلية ، بمعنى أنه في حالة ظهور نظريات جديدة في مجال ما مثل الهندسة الوراثية ، فإن الإنسان عادة يميل إلى تبنى النظريات و المفاهيم التي لا تختلف كثيرا عن معتقداته الأصلية بدلآ أن يختار الأفكار الأكثر حداثة و بالتالي بريقا و لكنها ستكون متناقضة بشكل أكبر مع معارفه السابقة ، فالإنسان سيكون مضطرا للقبول بفكرة التعديل الوراثي في النباتات أو الإستنساخ في الحيوانات الأقل تطورا و لكنه سيرى أن تلك الهندسة ستفشل حتما مع الإنسان ، و هذه النتيجة تبدوا متناقضة مع النظريات السلوكية الأخرى التي ترى أن الإنسان يتجه إلى تغيير معتقداته صوب المعتقدات الأكثر جاذبية .
مثال على صحة ذلك - في واحدة من أكبر الألعاب النفسية - في تبنينا لفهوم مغلوط لعملية تخطي النظريات العلمية بأخرى أكثر شمولية و دقة تحتويها و لا تنقضها.
فنحن نفضل - و لا عجب - تبني مفهوم أن النظرية الأحدث تنقض (ليس تنقد) الأقدم بوصفها خطأ مطلق. و ليس بوصفها نظرية أعم تشمل النظرية الأقدم التي تنطبق لحدود ما تكون دقيقة عندها و بعد هذه الحدود تأتي النظرية الأكثر شمولا و دقة لتأخذ مكانها.
فنحن نهلل بسذاجة لعملية النقد الذاتي للعلوم متصورين (أو كما نحب أن نتخيل) أن ذلك يثبت ما نحن عليه من معرفة و نصفق بشدة لحقيقة أن المعرفة العلمية نسبية و كأننا نملك المعرفة المطلقة. كمن ينتقد نسبة ال 50% بينما لا يمتلك أكثر من الصفر.
اقتباس:هناك أيضا علوم الانثروبولوجيا التي تعالج بدقة نشوء الفكر الخرافي و الطوطمي ،وهي بالتالي تشرح بشكل منطقي و مقارن نشوء أفكار غيبية مثل الآلهة و الشياطين و الملائكة و الجنة و الجحيم ، و هناك الميثولوجيا التي تتناول الأساطير و ارتباطها بالتعبير عن الفكر الجمعي للشعوب المنتجة لها ، كل تلك العلوم تتناقض مع أفكارنا التي نستقيها من المجتمع و النصوص الدينية مشكلة لنا تناقضات معرفية حادة ، لذلك سنجد من يدين تلك العلوم و يقلل من أهميتها أو صحتها ، وهناك أيضا من يسخر منها و يراها مجموعة من الترهات المتهافتة .
و هنا أيضا وضعتم أيديكم على واحدة من أساليب الإلتفاف على التناقض الحاد - ألا وهو موقفنا من العلوم ذات الصرامة الأقل من العلوم الطبيعية - مثل العلوم الإجتماعية و النفسية.
فبالرغم من أن دقة و صرامة تلك العلوم مثل علم النفس و الإجتماع - أقل قياسا مع العلوم الطبيعية مثل الفيزياء - و هذا يرجع لعوامل مثل التعقيد - إلا أنها تصبح أكثر دقة و بمراحل مما نمتلك نحن من أساطير.
فالمسألة هنا هي السؤال: أين يقف الناقد مما ينتقده؟؟
فعندما ينتقد المنظرين مثلا هذه العلوم - محاولين دفعها لتبني مناهج أكثر دقة مما هي عليه (مما حدى مثلا بكارل بوبر أن يطلق عليها لفظ Pseudo science) - فهذا الناقد يقف موقفا علميا أعلى من المنقود.
أما حين نتبنى و نهلل لهذا النقد - هكذا فقط دون النظر لموقف الناقد - فنحن على العكس من ذلك نقف في وضع أقل من الناقد و من المنقود على السواء.
لك كل إحترامي ,,
|
|
06-13-2006, 10:56 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Waleed
عضو رائد
    
المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
|
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER] تابع: ما هي العلاقة بين الدين و العلم؟ تناقض أم إتفاق أم لا يتقاطعان أبدا؟ و هل يمكن جمع كافة الأديان بسلة واحدة؟
2- تابع:المنتجات الدينية + 3- المنتجات البشرية:
3- وضع التعايش بين كلا من الخلفيتين المعرفتين الدينية و العلمية جنبا لجنب بنفس المجتمع:
و هو موقف عقلاني شديد التناقض و الغرابة - و كونه وضع إتزان مؤقت غير مستقر فهو يمثل أشد الأوضاع السابقة تفجرا و حركة - ليس بالضرورة نحو الأفضل - فهو إما للحداثة و تمثل الخطاب المعرفي الأقوى حسب قوانين العقل - أو عكس هذا الإتجاه لأحد الموقفين السابقين - العزلة أو الإنتحار.
كما هو ملحوظ - تمت إضافة بند المنتجات البشرية للخطاب الديني لتابع المنتجات الدينية - في إستكمال دراستنا للوضع العقلاني الشاذ حيث تتعايش المتناقضات جنبا لجنب بنفس المجتمعات في وضع غير مسبوق تاريخيا.
و هذه الإضافة متعمدة لكون المنتجات البشرية للخطاب الديني هي العامل المؤثر الأول في خلق و إستمرار هذا الوضع العقلاني المتناقض و الذي بدوره - كبيئة عقلانية غير صحية - تكفل بإستمرار إنتاج هذا النوع من المنتجات الدينية التي وضعت هدفها كله في تحاشي الصدام مع المعرفة العلمية بكافة الطرق المتاحة - في عملية من أكبر عمليات تزوير و تدليس الوعي الجمعي في تاريخ البشرية.
و قد يكون من المفيد هنا العودة لدراسة مداخلة الزميل المحترم / بهجت:
نظرية التناقض المعرفي ل Festinger
و التي يتحدث فيها بإستفاضة عن الأساليب التي تتبناها المجتمعات في مواجهة أزمة التناقض المعرفي.
كما أنه من المفيد دراسة موضوع الزميل المحترم / نبيل حاجي نائف:
من ينوّم من ؟
و الذي يتحدث فيه عن دور الإعلام في عملية تزوير الوعي الجمعي للمجتمعات.
أخذت المنتجات الدينية البشرية على عاتقها في أول الأمر مسئولية جمع و تصنيف الخطاب الديني الرئيسية - و في هذه المرحلة كان من المهم تجميع و تنقيح هذا الخطاب غير المكتوب من مصادر شفهية عديدة توافقت أحيانا و إختلفت أو تناقضت أحيانا أخرى تم إقصاء بعضها و الإبقاء على الآخر - و هذا في صورة الخطاب الديني الرئيسي التي نراها حاليا. و حتى بهذه الصورة الأخيرة كان كم التناقض كبيرا و بخاصة في الأحاديث.
و قد حملت العلوم الدينية مسئولية محاولة تصفية المتناقضات في الخطاب الديني إن أمكن أو تبريرها للمتلقي بأي وسيلة كانت.
لم يكن هم المنتجات الدينية البشرية في هذا الوقت هو تصفية تناقض الخطاب الديني مع غيره من الخطابات المعرفية - فلم يكن ثمة تناقض بين الخطاب الديني الرئيسي و بين أيا مما عرفه المجتمع الذي ظهر به - بل و لم يوجد على مستوى العالم المعروف حينذاك سوى خطابات دينية مشابهة لا تحمل أي تناقض معرفي مع هذا الخطاب بل إختلافات في الأحكام و الروايات و بعض التفاسير التي تقاسمت كلها الصفة الميتافيزيقية.
كان كل هم هذه الخطابات الدينية البشرية هو معالجة التناقض الذاتي في الخطاب الديني الرئيسي:
- ففي الخطاب الديني الإلهي كانت ثمة مشاكل لم يبرأ منها للآن و أهمها موضوع الناسخ و المنسوخ و تغير كامل توجه الخطاب من الآيات المكية للآيات المدنية و التي كان على المنتجات الفكرية الدينية أن تعالجه بالتبرير فقط على ضوء عدم قدرتها على تصفية النسخة الأخيرة التي بين يديها.
- أما في الخطاب الديني المنسوب للنبي فقد كان التناقض أشد وطأة و حتى درجة اليقين من صحة نسب الخطاب أكبر - إلا أن هذه الأخيرة كانت و مازالت من أهم وسائل الإلتفاف حول التناقض سواء الذاتي حينها أو التناقض الحالي.
بجانب المتوقع إنتاجه من الخطاب الديني البشري مثل جمع و تصنيف الخطاب الرئيسي في علوم الأحاديث مثلا - ثم تقنين هذا الخطاب في صورة منهجية مثل الفقه - و تفسيره و شرحه بل و حتى محاولات إنتاج خطابات فلسفية - و هذا بعد تسرب شيئا من فلسفات اليونان القديمة بتوسع الدولة الإسلامية و إختلاطها بمجتمعات أكثر مدنية و تطورا من مجتمعها الأصلي. بجانب ذلك كله أنتج هذا الخطاب الديني النواة الأولى لآليات الإلتفاف حول التناقضات المعرفية سواء الذاتية في أول الأمر أو التناقض المعرفي الصارخ في صورته الحالية.
و بالرغم من عدم وقوع التناقض الذاتي في الخطاب الديني ( سواءا المعرفي أو الأخلاقي ) بدائرة إهتمام موضوع الشريط الحالي - إلا أننا قد آثرنا طرح هذه المقدمة لبيان البذرة الأولى لآليات الإلتفاف حول التناقض في الخطاب الديني ذاته ثم مع غيره. و هذا بإتباع كافة الأساليب الممكنة مثل الكبت لغير المناسب مرحليا من الخطاب الديني (التجاهل العمدي و عدم التعامل به أو إظهاره) أو في التصفية المرحلية لهذا الخطاب (بحسب دوافع سياسية في أول الأمر ثم معرفية عقلانية الآن) أو التبرير في أحوال أخرى.
و نجاح هذه الآليات لا يتمثل فقط في وضع التناقض الحالي بين الخطاب الديني و الخطاب العلمي الوافد و تعايشهم في نفس المجتمع في حالة غير مستقرة - بل في بقاء حتى التناقض الذاتي للخطاب الديني غير محلولا إلى يومنا هذا بدون أن يسبب أية إنقلابات فكرية أو محاولات جادة لدراسته. و هذا فيما يشبه الحاوية الضخمة ننتقي منها ما نشاء من النصوص و الأوامر و النواهي و التفاسير و هذا أينما نشاء - محاولين بكل مرة تكوين إطار غير متناقض مع نفسه و مع المعطيات الخارجية - مختلف عن ما سبقه و ما سيليه. تاركين الباقي مكبوتا في معينه إلى حين.
يتبع ,,
|
|
06-17-2006, 11:18 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|