اقتباس: zaidgalal كتب/كتبت
أين مراجعك التاريخية التي تؤكد أن الإنجليز لم يبطشوا بالمسلمين في الهند وخلصوهم من بطش السيخ؟
أخي الكريم
لقد ذكرنا ذلك أكثر من مرة...وعلى أي حال هذا ما قاله المسلمين المعاصرين للمسيح عليه السلام في حياته:
العلماء المسلمون يمدحون الإنجليز هذا، وإن كان مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية عليه السلام قد شكر الإنجليز على إحسانهم إلى المسلمين دون مداهنة ودون إفراط ولا تفريط، فهناك غيره من كبار زعماء المسلمين وعلمائهم الذين شكروا الإنجليز ومدحوهم بسبب عدلهم وإنصافهم للرعية وإعطائهم للناس الحرية الدينية، بل منهم من بالغ في مدحه وإطرائه لهم، وإليكم بعض ما قالوا:
أولا: يقول الشيخ محمد عبده:
"إن الأمة الإنجليزية هي وحدها الأمة المسيحية التي تُقدّر التسامح حق قدره. فلنا أن نقول ولا نخشى لائما إن هذه الخصلة من أجَلِّ الخصال التي ورثها غير المسلمين عن المسلمين. ألا ترون أن نظامهم في ذلك يقرب من نظام المسلمين يوم كانوا مسلمين لا يُفرّقون بين دين ودين". (الإسلام والنصرانية ص165).
ثانيا: ويقول أبو الأعلى المودودي ما تعريبه:
"كانت الهند دارا للحرب، ولا شك، حين كان الإنجليز في سعيهم وراء محو السلطنة الإسلامية منها، وكان من واجب المسلمين وقتئذ أن يُقاتلوهم ليحفظوا كيانهم أو أن يُهاجروا من الدولة بعد أن خُذلوا في سعيهم ذاك .... أمّا الآن وقد غُلبوا على أمرهم واستقام الأمر للحكومة البريطانية ورضي المسلمون بالبقاء في ظلها مع ما لهم من حرية العمل وفقا لقوانينهم الشخصية، فلم يعد هذا القطر دارا للحرب. وذلك لأنها ما ألغت هنا القوانين الإسلامية، فلا يُصَدُّ المسلمون عن العمل بأحكام شريعتهم، ولا يُكرهون على العمل خلافها في حياتهم الفردية أو في معيشتهم الاجتماعية. فلا يسوغ قطعا من حيث أصول القانون الإسلامي أن يصير بلد هذا شأنه دارا للحرب." ("الربا" ص 77).
ثالثا: أما ندوة العلماء- التي هي أكبر مؤسسة إسلامية في الهند، والتي من علمائها المشهورين في عدائهم للأحمدية الشيخ سليمان الندوي - فقد أعلنت عن هدفها يوم تأسيسها فيما نصه:
"ومع أن مدرستنا لا تقدر على إحداث طائفة يصلحون للتوظف في أعمال الدولة، ولكن نحن على ثقة أن مدرستنا تنشئ رجالا يقدرون على إطفاء الثورات الحالية... رجالاً يكون من شيمتهم الاستكانة للأكابر والمواساة للجار والتواضع للعامة، وفوق كل ذلك الانقياد للحكومة والخضوع لها. ... ونحن على يقين أن المسلمين كما يسلم إذعانهم لحكومتهم يزيدون من هؤلاء العلماء الناشئين طاعة وانقيادًا للحكومة. والآن نقدم إلى جنابكم أزكى التشكرات حيث تفضلتم علينا بقطيعة من الأرض لنرفع عليها قواعد مدرستنا." (مجلة "الندوة" عدد ديسمبر 1908م، ص 7).
وقالت أيضا ما تعريبه:
"صحيح أن الندوة في معزل عن السياسة، ولكن لما كان هدفها الأساسي تخريج علماء مستنيرين، فمن واجب هؤلاء العلماء إطلاع القوم على بركات هذه الحكومة "الإنجليزية" ونشرِ أفكارٍ تساعد أهل البلاد على الوفاء لها." (مجلة الندوة، عدد يوليو 1908م ص1).
رابعا: عند وفاة الملكة فكتوريا رثاها الشاعر محمد إقبال - الذي يقال اليوم إنه صاحب فكرة تأسيس باكستان - بمرثية طويلة قال فيها ما تعريبه:
لقد رفعوا نعش الملكة.. قُمْ تعظيما لها يا إقبال، وكُنْ ترابًا في طريق نعشها.
أيها الشهر، شكلك مثل شكل شهر محرَّم. ولا بأس لو سميناك أنت الآخر محرَّماً. (يعني: لا عجب لو أطلقنا على هذا الشهر الذي توفيت فيه الملكة اسم "محرم"، إذ أن حادث وفاة الملكة لا يختلف كثيراً عن حادث الاستشهاد المروع لسيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه حفيد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي وقع في شهر محرَّم) ثم يقول:
يقولون: اليوم يوم العيد. فهنيئاً لكم العيد. أما نحن فالموت خير لنا من هذا العيد. يا بلاد الهند قد زال عنكِ ظل الله. حُرمتِ من التي كانت تواسي وتعطف على أهلك. هذا البكاء الذي يهتز له عرش الرحمن هو بكاء الناس إياها. وهذه الجنازة هي جنازة التي كانت زينة لك، يا بلاد الهند. (باقيات إقبال لعبد الواحد المعيني ص73، 76، 81، 90).
خامسا: أما شمس العلماء بالهند المولوي نذير أحمد الدهلوي، فقال عن الإنجليز ما تعريبه:
"من مصلحة الهند كلها أن يحكمها حاكم أجنبي، لا هو هندوسي، ولا مسلم، وإنما يجب أن يكون من أحد سلاطين الغرب، ومِن عناية الله العظمى أن الإنجليز تولَّوا الحكم.... هل هذه الحكومة قاسية ومتشددة؟ كلا، ثم كلا، بل هي أكثر عطفاً وحناناً من الوالدين... كنت أنظر، بمنظار معلوماتي، إلى ولاة الهند عندئذ. كما كنت أجول بفكري إلى بورما، ونيبال، وأفغانستان، بل إلى فارس ومصر والعرب، فلم أجد في كل هذه البلاد من أقصاها إلى أقصاها أحداً أسلِّم إليه حكم الهند، وما رأيت فيمن يريدون السيطرة على الحكم أحداً أحق من هؤلاء. فقررت عندئذ أن الإنجليز هم أحق وأولى بحكم الهند، ويجب أن يستمر الحكم فيهم." (مجموعة محاضرات مولوي نذير أحمد الدهلوي، ص 4 و5 و19 و26).
سادسا: والآن إليكم ما قاله أعدى أعداء سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام وهو المولوي محمد حسين البطالوي. يقول ما تعريبه:
"لا شك أن سلطان الروم (يعني السلطان التركي) ملِكٌ مسلم، ولكننا، نحن المسلمين، لسنا أقل منهم اعتزازاً وافتخاراً بالحكومة البريطانية نظرًا لحسن نظامها.. بصرف النظر عن الدين.. وإن فرقة "أهل الحديث" على الأخص، لما تتمتع به من أمن وحرية من قبل هذه الحكومة، لتفتخر أمام جميع الدول الإسلامية الحالية، سواء في الروم أو في إيران أو خراسان. فنظراً للأمن والاستقرار والحرية العامة وحسن النظام الذي تتحلى به الحكومة البريطانية، فإن فرقة أهل الحديث بالهند تعتبرها غنيمة عظيمة، وتُفضّل أن تكون من رعاياها بدل أن تكون من رعايا الدول الإسلامية." (مجلة إشاعة السنة، مجلد 10 ص 292- 293).
سابعا: يقول المولوي ظفر علي خان محرر جريدة "زميندار":
"إن المسلمين.. لا يمكن أن يسيئوا الظن بهذه الحكومة (أي الإنجليزية) للحظة واحدة.. ولو أن شقياً من المسلمين تجاسر على الخروج على الحكومة فإننا نقول علناً بأنه ليس مسلماً" (جريدة زميندار، لاهور 11 نوفمبر 1911م) ثم يقول نيابة عن جميع مسلمي الهند: "نحن مستعدون لإراقة دمائنا نظير كل حبة عرق تسقط من جبين ملِكنا المعظم ملجأ العالم. وهذا هو حال جميع مسلمي الهند." (نفس الجريدة، 23 نوفمبر 1911م) ثم يقول في إحدى قصائده ما معناه:
"اِنحنَى رأسي بفرط الاحترام والإجلال كلما سمعتُ ذكر الملك المعظم. الجلالة نفسها تعتز به اعتزازاً، فهو ملك البر والبحر. ليتني أحظى بنظرة واحدة من جلالته." (المرجع السابق عدد 19 أكتوبر 1911م).
هذا ما قاله العلماء المسلمون أنفسهم، وكلهم كانوا ممن عارض أو عادى مؤسس الجماعة عليه السلام؛ واليوم يأتي أتباعهم ويقولون إن الميرزا كان عميلا للإنجليز ولأجل ذلك مدحهم. فلم لا يقولون نفس الكلام عن مشايخهم هؤلاء لأنهم أيضًا مدحوا الإنجليز؟ لِمَ سياسة المكيالين هذه؟
[SIZE=5]
مؤسس الجماعة يدعو الملكة فيكتوريا إلى الإسلام
فالحق أن مؤسس الجماعة عليه السلام قد سلك السبيل الحق، وقال للحق بكل شجاعة إنه الحق، كما قال للباطل إنه الباطل، غير خائف من لومة لائم. والدليل على ذلك أنه قال للملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا العظمى عام 1893، إنها على الخطأ فيما يتعلق بالدين، وأن عليها أن تتوب وتدخل في الإسلام. فقال في رسالة طويلة ما نصه:
"أيتها المليكة الكريمة الجليلة، أعجبني (أي أثار عجبي) أنك مع كمال فضلك، وعلمك وفراستك، تنكرين لدين الإسلام، ولا تُمعِنين فيه بعيون التي تمعنين بها في الأمور العظام. قد رأيت في ليلٍ دجى، والآن لاحت الشمس.. فما لك لا تَرَينَ في الضحى؟....
أيتها الملكة الكريمة، لقد كان عليك فضل الله في آلاء الدنيا فضلا كبيرا، فارغبي الآن في مُلك الآخرة، وتوبي واقنتي لرب وحيد لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك وكبّريه تكبيرا. أتتخذون من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يُخلقون؟ وإن كنتِ في شك من الإسلام فها أنا قائم لإراءة آيات صدقه...يا قيصـرة، توبي توبي، واسمعي اسمعي!... يا مليكة الأرض، أسلمي تسلمين". (مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية ج5 ص530- 534).
سلام