اقتباس: زمان كتب/كتبت
عودة لموضوع ابن سبأ الذي ما برح دارقطني يصدع رؤسنا به
الدارقطني لا صدع رأسك ولا رأس غيرك، وإنما كتب ما يراه ويؤمن به، في ساحة هي للرأي والفكر الحر، فإن كان رأسك قد انصدع من الحق الذي بينا، فلا تقرأه ولا تتعب نفسك بما لا تُحب، ثم إنك أنت من كرر الكلام وراجع القول في ابن سبأ وليس الدارقطني فعلام الادعاء والقول بما ليس له أصل واقعي؟!!
فأول مداخلة لي ذكرت فيها ابن سبأ هذا كانت الحادية والأربعين ردا على الزميل على، فجئت تسأل عن تحالفه مع المجوس في المداخلة الثالثة والأربعين، وجاء صاحبك محارب النور على ذكر ابن سبأ كذلك في المداخلة الخامسة والأربعين، وجئت على ذكره أنت ثانية في المداخلة الثامنة والأربعين، ثم جئت في مداخلتك الحادية والخمسين التي هي موضوع ردي هذا لتقول: " عودة لموضوع ابن سبأ الذي ما برح دارقطني يصدع رؤسنا به".
فهل أن من صدع رأسك أم أنت من يريد الصداع لرأسه؟!!
نحن إنما جئنا على ذكر هذا الكائن لنبين كره شيعة أبي لؤلؤة وبغضهم للمسلمين على مر العصور والأزمان، وأنهم لا زالوا يخططون ويتآمرون لتدمير أمة الإسلام، بلطمياتهم التي يبكون فيها نفاقا وزورا على الآل الأطهار، وهم في الحقيقة يبكون أبي لؤلؤة وكسرى أنو شروان.
نحن لا غاية لنا ولا هدف في كره الفرس أو الترك أو العجم، بل والله لو دخل عتاة النصارى واليهود في الإسلام لقمت بتقبيل رؤوسهم أمام الحاضرين، ولو كان الخميني -لا رحمه الله- مؤمنا أو محسنا لكنا قبلنا يديه وما تأخرنا، ولكن المسلم عليه أن يصحو في هذه الأيام من سباته فقد ذاق إخواننا في العراق الذل والهوان من أحفاد أبي لؤلؤة وأنو شروان.
أربعة ممن تربطني قرابة بهم قتلوا في سجون داخلية أولئك الأوغاد في العراق، وقرابة لي أخرى هاجروا إلى الأردن وتركوا العراق بعد التهديد والوعيد الشديد بالقتل والاغتصاب.
فليقل لي بالله عليكم ما الذي يدعو هؤلاء لقتل كل هؤلاء من السنة الأطهار؟!!
أليس هو طغيان عرق أبي لؤلؤة الفارسي عليهم؟!
وإلا فلمَ يقتل هكذا الرجال وتغتصب النساء؟!!
فنحن يا هذا إنما جئنا لنبين حال هؤلاء الباطنية الأوغاد، فذكرنا عبد الله بن سبأ الذي أثبتناه من كتبكم بالدليل القاطع والبرهان، وأنه يهودي أدخل في عقول أولئك فكرة الإشراك والإلحاد، إذ يجعلون لآل البيت الأطهار عصمة ما أنزل الله بها من سلطان، وما جئنا على ذكره لنصدع رأسك أو رأس غيرك، ولكنك من يصر على التكرار ونفي الأخبار.
اقتباس: زمان كتب/كتبت
وهكذا فقد تبين إن جلة من فضلاء الصحابة قد عدوا من كبار السبئية وقادته .
ثم عقبت فقلت:
اقتباس: زمان كتب/كتبت
ومن الذين وقعوا في هذا الخطأ الفاحش دون فحص وتأمل في حقائق الأمور :
(فذكرتَ ابن الأثير وابن كثير وابن خلدون ينقلون عن ابن جرير)
والصحيح أن الطبري رحمه الله -وهو من شيعة ذاك الزمان- ما كان يلتزم صحة ولا حسنا في الآثار والأخبار، وإنما كان جامعا يُسند ليبرأ من الكذابين الأشرار، وعليه فلا صحة للروايات التي نصت على انخداع الصحابة بابن سبأ الكذاب، ولكن يُستأنس ويُستحسن بما نُقل عن سيف بن عمر الذي هو ضعيف في الحديث والآثار نعم، ولكنه في التاريخ كان مقبولا ومأخوذا بقوله لتخصصه في هذا الشأن وتساهل الأمة في نقل التاريخ عن السيرة والحديث، ولهذا يقول الذهبي في الميزان عن سيف بن عمر: "كان إخباريا عارفا" ويقول ابن حجر في التقريب : ضعيف في الحديث، عمدة في التاريخ"، وعليه فالرأي أن عبد الله بن سبأ هذا كان موجودا وهو صاحب الفتنة أشعلها وأثارها في نفوس ضعفاء المسلمين بنص أساتذتكم من الشيعة والمتشيعيين، وإليك حفنة منها علك تصدق وتؤمن وتوقن بأن الدارقطني ما كان ليرمي الكلام هكذا جزافا:
1- يقول الناشئ الأكبر ( ت 293هـ ) في كتابه مسائل الإمامة ( ص 22-23 ) ما يلي : ( و فرقة زعموا أن علياً رضي الله عنه حي لم يمت ، و أنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ، و هؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ ، و كان عبد الله بن سبأ رجلاً من أهل صنعاء يهودياً .. و سكن المدائن .. ) .
إذا عبد الله بن سبأ هذا ما هو بخيال، بل له طائفة وجماعة.
2- و يتحدث النوبختي ( ت 310هـ ) في كتابه فرق الشيعة ( ص 23 ) عن أخبار ابن سبأ فيذكر أنه لما بلغ ابن سبأ نعي علي بالمدائن ، قال للذي نعاه : كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة و أقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت و لم يقتل ، و لا يموت حتى يملك الأرض.
و يقول في ( ص 44 ) وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبدالله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي بعد موسى على نبينا وآله وعليهما السلام بالغلو فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام بمثل ذلك وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه. يقول النوبختي : فمن هنا قال من خالف الشيعة إن أصل الرفض مأخوذ من اليهود.
وهنا نجد النوبختي وهو من علمائكم يثبت أصل ابن سبأ وأنه كان يهوديا فاستوطن المدائن عاصمة المجوس.
3- و روى الكشي ( ت 340هـ ) في الرجال ( ص 98-99) بسنده إلى أبي جعفر محمد الباقر قوله : أن عبد الله بن سبأ كان يدّعي النبوة ، و يزعم أن أمير المؤمنين – عليه السلام – هو الله ، تعالى عن ذلك علواً كبيراً . و هناك أقوال مشابه عن جعفر الصادق و علي بن الحسين تلعن فيها عبد الله بن سبأ في ( ص 70 ، 100 ) من نفس الكتاب .
وهنا يثبت الكشي بنقله عن الباقر وجود ذاك المأفون ابن سبأ وأن آل البيت كانوا يلعنونه.
4- و قال أبو جعفر الطوسي ( ت 460هـ ) في كتبه تهذيب الأحكام ( 2/322) أن ابن سبأ رجع إلى الكفر وأظهر الغلو .
وهنا نجد الطوسي يثبت صحة ما قلنا من وجود هذا الكذاب اليهودي، مدعي الإسلام زورا وبهتانا، ليجر المسلمين إلى ويلات ودمار كما فعلوا ويفعلون في هذه الأيام، وأنه غالى في شأن علي وأظهر الكفر.
5- و ذكر ابن أبي الحديد ( ت 655هـ ) في شرح نهج البلاغة ( 2/99) ما نصه : ( فلما قتل أمير المؤمنين – عليه السلام – أظهر ابن سبأ مقالته ، و صارت له طائفة و فرقه يصدقونه و يتبعونه .
وهنا يثبت صاحبكم ابن أبي الحديد أن ابن سبأ له فرقة تصدقه وتؤمن به، ولعل جل شيعة أبي لؤلؤة يؤمنون بألوهية علي رضي الله عنه، وارجعوا واسمعوا شاعر الشيعة في الكويت، في حسينية الرسول الأعظم (وهو عراقي الأصل) يقول -وقد سمعته بأذني ورأيته بعيني وكلامه مسجل ومعروف-: حديث صحيح عندنا وعند أهل السنة في الصحاح، وعد منها الصحيحين، ثم جاء على الحديث، فقال مدعيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجوز أحد الصراط إلا بصك من علي. وزعم أن الألوسي في جامع أبي حنيفة في بغداد قال: بل حتى الأنبياء لا يجوزون الصراط إلا بصك من علي.
قاتله الله وقاتل إفكه وكذبه.
6- و يرى ابن المرتضى ( ت 840هـ ) – و هو من أئمة الشيعة الزيدية - ، أن أصل التشيع مرجعه إلى ابن سبأ ، لأنه أول من أحدث القول بالنص في الإمامة . تاج العروس لابن المرتضى ( ص 5 ، 6 ) .
وانظر هنا قول ابن المرتضى، وهو يثبت أن أصل القول بالإمامة إنما جاء عن ابن سبأ، ثم تقولون وتدعون على الدارقطني وأنه من يفتري ويتقول؟!!!