اقتباس: فارس آخر العصور كتب/كتبت
اقتباس: الدارقطني كتب/كتبت
والمكان بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (من حيث يخرج قرن الشيطان) وقرن الشيطان يخرج من نجد كما في الأحاديث الصحيحة لا من بيت عائشة رضي الله تعالى عنها.
الدعوة الوهابية بمختلف تفرعاتها وارهاصاتها واتباعها
خرجت من نجد،، فهل يعني ذلك أنها المعنية بقرن الشيطان؟؟؟
تساؤل أود أن يجيب عليه الإخوة،،
ما هي احتمالات صحة هذه الفرضية.. وما هي احتمالات خطئها؟؟
مع كوني لست من جماعة محمد بن عبد الوهاب ولا من أتباعه، إلا أني ومن باب الأمانة العلمية أقول: إن نجد المقصودة هي نجد العراق لا نجد الجزيرة العربية، وذلك لما سيأتي بيانه:
1- أخرج البخاري بسنده إلى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام إلى جنب المنبر فقال: (الفتنة ها هنا الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس).
والناظر إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يجده يشير إلى أمة كافرة تعبد غير الله، فالقرن هو الأمة كما بين الخطابي وأهل اللغة، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني) يريد من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مسلما ومات على الإسلام، وأهل الجزيرة في الحقيقة كلهم كانوا يعبدون الأصنام تقربا إلى الله، فهم مشركون يشركون مع الله آلهة أخرى لا كفار بالله تعالى، وعباد غير الله من جهة المشرق إنما هم المجوس أهل فارس الذين كانوا على حكم العراق، وقد كان المجوس يعبدون الشمس من دون الله وحالهم هذا يطابق ما في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول مؤلف "إيران في عهد الساسانيين" الدانمركي "آرتهر كرستين سين" واصفا طبقة رؤساء الدين ووظائفهم:
"كان واجبا على هؤلاء الموظفين أن يعبدوا الشمس أربع مرات في اليوم, ويضاف الى ذلك عبادة القمر والنار والماء, وكانوا مكلفين بأدعية خاصة, عند النوم والانتباه والاغتسال ولبس الزنار والأكل والعطس وحلق الشعر وقلم الأظافر, وقضاء الحاجة وإيقاد السراج, وكانوا مأمورين بألا يدعوا النار تنطفيء, وألا تمس النار والماء بعضهما بعضا, وألا يدعوا المعدن يصدأ لأن المعادن عندهم مقدسة"
" وكان اهل إيران يستقبلون في صلاتهم النار وقد حلف مرة آخر ملوكهم الساسانيين "يزدجرد" بالشمس مرة وقال: "أحلف بالشمس التي هي الإله الأكبر"
و قد كُلّف التائبون عن المسيحية عبادة الشمس إظهارا لصدقهم
و قد دانوا بالوثنية في كل عصر و أصبح ذلك شعارا لهم , وآمنوا بإلهين اثنين أحدهما النور أو إله الخير, ويسمونه "اهور مزدا" والثاني الظلام أو الشر وهو "اهرمن" و لا يزال الصراع بينهما قائما و الحرب دائمة
يذكر المؤرخون للديانة الإيرانية مجموعة أساطير متصلة بآلهة لا تقل غرابتها و تفاصيلها الدقيقة عن الميتولوجيا الاغريقية أو الهندية ".
2- وأخرج البخاري بسنده إلى ابن عمر أيضا قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)
وهنا نجد جهتين معروفتين للجميع يقينا، هما اليمن وبلاد الشام، وأهل الناحيتين كانوا عربا، لكنهم لا يسكنون جزيرة العرب، وعليه فالحديث إنما ينطبق على نجد العراق لا على نجد الجزيرة لصلة الوصل بين هؤلاء وهؤلاء.
3- وأخرج مسلم بسنده إلى سالم بن عبد الله بن عمر قال: يا أهل العراق ما أسأَلَكم عن الصغيرة وأركَبَكم للكبيرة! سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الفتنة تجىء من ها هنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ فقال الله عز وجل له: (وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا).
وهذا يدل دلالة قاطعة على مراد النبي صلى الله عليه وسلم بجهة الشرق وأنها نجد العراق لا نجد الجزيرة العربية، ولا يخفى على أحد كثرة ضرب الرقاب في العراق من قديم الزمان ولا زلنا نشاهد هذا السيناريو حتى يومنا هذا.
بل الطامة قادمة إلى العراق قبل القيامة، فقد أخرج مسلم بسنده إلى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو) فاللهم سترك وعفوك يا كريم.
هذا والله أعلم بالصواب.