أحمد عطا-إسلام أون لاين.نت
نفى علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا ما نسب إليه من أنه مستعدٌّ لإجراء مفاوضات مع إسرائيل وإقامة علاقات معها إذا وصلت الجماعة للسلطة، مؤكدا أن تصريحاته انتزعت من سياقها، وأن ما قصده هو أن "المقاومة ليست الخيار الوحيد" للشعب الفلسطيني.
وأكد البيانوني في تصريح لإسلام أون لاين.نت أن الصحفي الذي أجرى معه الحديثَ لوكالة رويترز "حرَّف" كثيرًا من كلامه، ونقله بشكلٍ خاطئ.
وكانت وكالة "رويترز" قد نسبت الأحد 25-6-2006 إلى البيانوني قوله: "إن الجماعة على استعداد لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل إذا تولت السلطة في دمشق"، وأنه أضاف: "إذا قادت المحادثات إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة، ومنحت الفلسطينيين حقوقهم فأين الخطأ؟ ليست هناك مشكلة".
غير أن البيانوني قال: إن تصريحاته انتزعت من سياقها، وإن ما طرحه هو أن "جميع الخيارات متاحة في حال وصول الجماعة إلى السلطة"، وإنه "لا مانع من استخدام خيار التفاوض لحصول الفلسطينيين على كاملِ حقوقهم المشروعة إذا كان الطرف الآخر سيستجيب لذلك".
وتابع أنه "يجب أن يكون أمام الإخوة في فلسطين خيارات متعددة، وليس خيارًا واحدًا وهو المقاومة" التي اعتبرها البيانوني "أهمَّ الخيارات وأقواها"، إلا أنه عاد وأكَّد أنه "لا مانعَ من الحصول على الحقوق والأرض بالتفاوض".
حكومة وحدة وطنية
وفيما يتعلَّق بجبهة المعارضة السورية وتسريب معلوماتٍ عن اقتراب نهاية النظام السوري الحالي وأن الإخوان يعتزمون تشكيلَ حكومةٍ إخوانيةٍ هناك، قال البيانوني في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تعليقا على ما نسب إليه: إن "هذا الكلام سابقٌ لأوانه، وفي حالة نجاح المعارضة في السيطرة على الحكم في سوريا فإن الإخوان يفضِّلون تشكيلَ حكومة وحدة وطنية أو ائتلاف وطني".
ولا تعترف سوريا رسميًّا بإسرائيل التي تحتل مرتفعات الجولان منذ حرب 1967، وجرت محادثات سلام متقطعة وغير مثمرة بين الجانبين في الفترة من عام 1991 إلى عام 2000.
وكان البيانوني قد أرجع في تصريحاته تكثيف الحكومة السورية حملتها ضد المعارضة إلى خشيتها من تراخي قبضتها على السلطة في البلاد.
واعتقلت دمشق الشهر الماضي 12 معارضًا بينهم محامون بارزون في مجال حقوق الإنسان ومفكرون في حملة ضد انتقادات لسياسة الحكومة.
وقال البيانوني المقيم في لندن: "النظام خائف، خائف من الأوضاع الداخلية، مما أدى لقمع متزايد".
وشكّل تحالف البيانوني تحالفًا مع نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام وغيره من زعماء المعارضة في المنفى تحت اسم "جبهة الخلاص الوطني" في مارس الماضي.
وتهدف جبهة الخلاص إلى تشكيل حكومة انتقالية مدتها 6 أشهر تكون جاهزة لتولي إدارة البلاد في "اللحظة المناسبة"، كبديل عن نظام الرئيس بشار الأسد الذي "أضعف سوريا في مواجهة التحديات" على حد وصفهم.
وتعهدت الجبهة بأنها ستلغي حالة الطوارئ وتجري انتخابات وتطلق سراح السجناء السياسيين إذا تولت السلطة، كما وعد البيانوني حينها بتنحي جماعة الإخوان المسلمين إذا لم تفز في الانتخابات أو أطيح بها في انتخابات لاحقة.
إسلام أون لاين