القطوف الدانية في دور الثمانية
بدون أحصنة سوداء و لا بيضاء أنتهى الدور الثاني تأهل كل من عليه العين وحدة الفريق الإسباني كان ضحية غضبة مضرية على طريقة زين الدين زيدان أزاحته في الأدوار المبكرة و كان جديرا بمرتبة أعلى ووحدة الفريق الأوكراني من بين شبه المغمورين وجد لنفسه مكانا بين الثمانية الكبار و الفضل لدراما ضربات الجزاء الترجيحية و كان المنتخب الأوكراني أقرب الى الخروج من الدور الأول.
في المباراة الأولى تابع الخط البياني للممنتخب الألماني بالصعود ففاز بإستحقاق و بأقل جهد ممكن حيث أنتهت المباراة عند الدقيقة الثالثة عشر و تابع بقية المباراة في "كش" السويديين عن منطقة جزاءه و أعطى المجال لبالاك أن يمارس هوايته "بالتشويط",بالمقابل بدأت الأرجنتين الخط الهابط و قدمت أداءا مقلقا أمام المكسيك لن يكون كافيا أن يجعلها تمر بسلام من تحت المقصلة الألمانية,توقفت التمريرات الرشيقة التي طالما تبادلها لاعبوه و ثقلت حركته و أعطى حرية للمكسيك أن تتحرك و كان الهدف الثاني للأرجنتين أجمل ما في كأس العالم على الإطلاق,في مباراة متكافئة خرجت البرتغال ظافرة بفضل جهود مدربها الثعلب و قد تعامل مع حيثيات المباراة أفضل من فان باستن و كان له ما تمنى في مباراة تسيدها الحكم و فرض أسلوبه "الملون عليها" فوجد لنفسه رقما قياسيا جديدا اسوة برونالدو, كذلك فعلت إنكلترا و حصلت على بطاقتها بواسطة كرة ثابته ماكرة لا يمكن أن يلعبها ألا أمثال بيكام كانت هذه الكرة كافيه لتحريك زوجته على المدرجات لنرى أكبر مساحة من ساقيها الناعمتين , إنكلترا بأدائها المعقد تحير الفريق المنافس فهي أن لم تربح فلن تخسر,إيطاليا "زمقت" الى الدور الأعلى بضربة جزاء في الدقيقة التاسعة و الأربعين من الشوط الثاني فوفر عليها الحكم مجهودات شوطين إضافيين كانا سيفرغان ما لديها من طاقة هي بأمس الحاجة أليها في ظل تخبط و تردد مدربها و عدم إستقراره على أسماء محددة طوال الفترة المنقضية من المونديال و حتى الآن, الفريق الأوكراني صاحب الأداء المضحك وصل الى هذه المرحلة في غفلة من الجميع و ربما هو نفسه مصعوق من هول المفاجأة , بدأ البطولة بهزيمة منكرة ثم اسستفاق على حساب الاضعف السعودي و قدم مباراة عادية مع التوانسة و أقل من عادية مع سويسرا ثم وجد نفسه في مكان يعرف أنه لا يستحقه ,البرازيل فريق يلعب بأسمه و سمعة نجومة و الهالة الكبيرة التي تحيط بتاريخة و جوده يخلق عقدة نفسية لدى الفريق المنافس,جابهه الكروات قليلا و سجل في مرماه المنيع اليابانيين و ثبتت استراليا و غانا,تعملق كل من لعب أمام البرازيل و لكن البرازيل هي التي فازت , و بالنسبة لي الآن فقط بدأ المونديال بالنسبة لها,فرنسا صحت بصحوة زيدان و "طلقت" فرنسا بالثلاثة و كانت مباراتها هذه "منعرج اللوى" فقد أستبانت الرشد و لن تثبت لنا رشدها إلا في مباراتها القادمة.
ألمانيا التي تؤمن بأن شيئا لن يقف في طريقها حتى لو كان أسمه الأرجنتين, ستلعب بهذه الروح , ليس أمام الأرجنتين إلا القتال, و هي فضلت في كل مبارياتها الإلتحام بالسلاح الأبيض بينما يجيد الألمان قذف الرمانات بعيدة المدى و هو أجدى و قد يفلح بالاك هذه المرة,بيضة القبان هو الدفاع الألماني لأن الهجوم يضمن لنفسه تسجيل هدف على الأقل و قد يكون في وقت مبكر كالعادة يبقى أن يتماسك الدفاع و يؤدي واجبه و عندها لن يوقفه شيء وصولا الى الكأس, الأفضلية لألمانيا.
إنكلترا و البرتغال, أنكلترا بأدائها الممل و البرتغال التي تحاول أن تستمتع و تمتع, يمكنها أن تفعل شيئا, و عليها أن تحذر كرات بيكام الثابته و الكرات الطويلة العابرة للخطوط الدفاعية , تكتيكات أريكسون غير واضحة في ظل أصرار اللاعب الأنكليزي على اللعب بالطريقة التي يحسنها و هي الكرة الطويلة و الجري ورائها فقد تصيب و قد تخيب, و ليس هناك اي دليل على أن إنكلترا ستغير من خططها و رغم ذلك أفضل أنكلترا للفوز و الإنتقال الى الدور الأعلى.
أيطاليا و أوكرانيا, و المشاهدين على موعد مع مباراة تثير السأم, و افكار المدرب الأيطالي بجاجة الى منجم مغربي ليعرف ماذا يدور فيه, و بلوخين الخاوي من كل شيء إلا من عصبيته المتكلفة و تغضن وجهه الذي لا يعرف الإبتسام, هي فرصة للطليان إن أرادوا أن يعيدوا الصورة التي رسمت لهم مع بداية البطولة, و مزقت عن عمد بعد فوزهم الغامض بضربة جزاء مشكوك في صحتها في وقت محرج,أفضل و أتمنى أيطاليا, لأنني لم أحب بلوخين "مدربا" منذ النظرة الأولى.
يبقى لقاء "المسمار" بين فرنسا و البرازيل, أتوقع منذ الآن صحوة فرنسية تفوق صحوتهم مع أسبانيا و أرجو أن لا يطرد زيدان "المعصب" في وقت مبكر , و بدورها تدرك البرازيل أن أوان "الحنجلة" قد ولى و أن لم تجد فسحة كافية ترقص بها فالسلام عليها,هذه المباراة تبدو قمة مبكرة برأيي أكثر من مباراة الأرجنتين و ألمانيا, بما تحملة من شجون و حكايا و تراث بين الفريقيين , وواقع يريد فيه الفرنسيون حفر أختامهم , و ترغب البرازيل بإرسال إشارة الى الفرق التي ستلعب معها في الأدوار التالية في حالة فوزها, البرازيل تبدو اقوى حظوظا, و أمضى عزيمة و أفضلها للفوز و سأكون حزينا لأن "الديك قد لا يكون على مزبلته صياح".
مشاهدة ممتعة....شكرا
|
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
/
القطوف الدانية في دور الثمانية
