مشاهد من ذاكرتي..قد تكون شيئاً ذا معنى..وقد لا تكون


[CENTER](1)
[CENTER]

_______________________________

ومررتُ الآن بالتأريخ في محنةِ الإحساس عبر الفِكَرِ

ربما تختلج الروح بـما ظلَّ في الأنفاس عبر السِيَرِ

ما رأيتُ الدهرَ إلاّ ألماً عاثَ بالمظلومِ والـمُستكبرِ
_______________________________

الشيخ بشار العالي..[/CENTER]


سنة 1994 م..


كنت في سن الثامنة عندما اشتعلت شرارة الأحداث في البحرين..كانوا يتكلمون عن..برلمان..دستور..مظاهرات..مصطلحات كانت مبهمة بالنسبة لي..

" البرلمان هو الحل "
" نحن لا نشاغب..بحقنا نطالب "
" يا يزيد الظلم لا يدوم "

مثل هذه الكتابات وغيرها..اعتدت ان أقرأها على جدران البيوت والمساجد والمآتم..
كان الوضع شديد التوتر..والناس لا يتكلمون إلا همساً..فللجدران آذان..
وكلمة وحيدة من أحدهم كفيلة بأن تغيّبه في سجون الموت سنوات طويلة..
والمنشورات السرية المذيلة باسم "حركة أحرار البحرين" يتداولها الناس خفية..وبحذر شديد
وأحياناً كثيرة هذه المنشورات تمزق..أو تحرق..بعد قراءتها..

في هذه المرحلة المظلمة..وعندما كنت أزور بيت جدي..كنت دائماً ما أسمع أخباراً مثل..اعتقلوا فلان..ضربوا فلان..فتشوا منزل فلان
فلان أرجعوه جثة هامدة إلى أمه !

كنت أشكر الله ألف مرة لأن أبي..بعيد عن كل هذا..بعيد عن حراس الليل..وسارقي الأمان..كون منزلنا يقع في منطقة سنية
لا حصار يفرض عليها..لا مداهمات..لا طرقات هادرة مخيفة على أبواب المنازل..لا صوت صراخ..لا صوت بكاء
ورغم ذلك..كان الخوف يأكلني من الداخل..
والأوضاع الغير مستقرة ألقت بظلالها السيئة على حياتي بشكل عام.. مُترجمة على شكل أحلام وكوابيس..تمتلئ دماً وقتلاً وتعذيباً..سوداء بلون الظلم..حمراء بلون الدم..

..

[CENTER](2)[/CENTER]


الشمس لا تقترب من نافذتي..و البلابل الصغيرة توقفت عن زيارتي..لأظل مقيدة بحبال الوحدة..مسروقة من زمني..وحلمي..وكل شيء جميل..
السماء جافة..لا تمطر إلا على خدي..
والساعة تسير ببطء وتثاقل يطيل حزني وشجني
أكتب لأقطع الوقت..أريد أن أكتب شيئاً جميلاً..بعيد عن كل هذه الكآبة والسوداوية..لكن عقلي يرفض..نفسي ترفض..وتأبى الحروف إلا أن ترقص على إيقاع الوجع..

..

كنت قد قررت أنها " مشاهد من ذاكرتي " .. لكن .. دوام الحال من المحال.. وما نريده اليوم يختلف عن ما نريده بالأمس ؟

[CENTER]____________[/CENTER]

[CENTER](3)


عذاري
تعلوكِ سماء..وتظلّكِ نخلة..
يا عيون ماء نقية
اغسلي مني عذاباتي
أذيبي ملح دمعي في عذب ماءكِ
ابعثيني روحاً حيّة
ترفرف كالطيور
ودثريني بدفء
فشمسي لا تهبُ إلا البرد
وهنا
الحزن الأعمى يلتف كالأحراش
فلا أرى
إلا سواد
ولا أطأ
إلا حفر

..

[CENTER](4)[/CENTER]


سرقة / 2006 م



- لماذا سرقت يا.....؟!

- إنه الشيطان !



لماذا يسرق شخص ما شيئاً دون حاجة فعلية إليه..؟
هل هو شعور بالظلم..ورغبة في الإنتقام والتشفي ؟
هل هو الشعور بأن هناك اختلال ما في نظام العدالة..
في توزيع الثروة بين الجميع..
وأنه "من حقه" أن يعيد هذا النظام إلى توازنه..ولو بطرق غير مشروعة ؟

عند الأطفال..قد تتم السرقة لغرض التباهي بهذا العمل "البطولي"..أو لمجرد "حب التملك"..
لكن عند فرد بالغ عاقل راشد..وغير محتاج..ماذا يكون الدافع ؟


..

[CENTER](5)


أريد أن أبكي وأحتضن القمر
ليت عين السماء تنظر لقلبي
لترى أي دمار حل به


آه..رباه
قصري الجميل الذي شيدته
انهار فوق رأسي
وصارت أكوام حجارته
ضريحاً يعلن موتي

..

[CENTER](6)


أشعر أن الكون كله مجرد حلم
فقاعة صابون ستنفجر في أية لحظة..
لا يضر لو ضحكت قليلاً..وبكيت كثيراً
أو ضحكت كثيراً..وبكيت قليلاً
فكل شيء مآله إلى زوال
كل شيء يولد..ليموت

..

[CENTER](7)


في الصباح..سأقدم اعتذاري للشمس التي تشرق في "جزيرة الإبتسامة المشرقة"..
لأني لن أبادلها الإبتسامة بعد اليوم

..

[CENTER](8)


القمر الآن هلال..أو شبه هلال..
سأنتظر اكتماله
حتى ألحد آخر أحلامي
وجل آمالي
أن تكون الحياة دون أحلام
أكثر عمقاً
وأكثر راحة

..

[CENTER](9)



أعظم بهذا الشعور
يحلق سامياً
يرتفع عن الأرض
عن كل وضيع
عن ذل التراب
به نفحة سماوية
ورغم الظُلَم
ورغم الألم
أظل
أطير به
عالياً..عالياً

..

[CENTER](10)[/CENTER]


إلهي

ما يكون معنى اسمك -الرحيم- إن لم ترحمني؟

وكيف أصدق أنك معي..وتنظر نحوي دون أن أراك أو حتى أن أحسك؟

وأنّى لي أن أراك إلا بفعالك..أو أحسك إلا برعايتك؟

هل خلقتني وأوجدتني من تراب هذه الارض؟

وإن كان كذلك..فلمَ أشعر فيها بالغربة؟

وهل أنت حقاً هناك..في سمائك؟

لماذا لم تكن تحت الأرض..تحمل ثقل آلامنا..وتكون أقرب لمواضع جبهاتنا ولمسات أصابعنا؟

لماذا اخترت أن تكون بعيداً..فوق رؤوسنا؟

..