أنا أتساءل فقط عن اتهام الأستاذ العلماني للقوى اليسارية بمهادنة قوى الرجعية (التي يعني بها طبعاً الإسلاميين)؟..

إن فعل الاشتراكيون ذلك فهم بالفعل خطوا خطوات متقدمة نحو الشعب مباشرة لاكتساب ثقته بهم ، فهو في الواقع ليس اتهاماً بقدر ما هو مدحاً..

واستغرب كيف تستميت روزا في نفي هذا الأمر!..

يعني ، إذا كانت هذه القوى كما تطلقون عليها لا تهادن تياراً يدين له الأغلبية العظمى من جماهير الشعب العريضة فمن تهادن يا ترى؟..

أصلا القوى الشيوعية وبقية التيارات التي لا تدين بأي دين سوى دين ماركس ونيتشه وهيجل وغيرهم وإن كان يصح أصلاً اطلاق لفظة قوى عليها لا تشكل شيئاً مقارنة بأصحاب الدين..

فكيف يمكن لأصحاب هذه الأفكار "الرجعية" التي أراها من جانبي أنها رجعية أن تصل لهذه الجماهير؟!..

وواقعاً أنا اتحدى أحد من هذه القوى أن يصرح بحقيقة أفكاره تجاه الدين والألوهية والنبوة من خلال النشر في الصحف أو الكتب:D

كيف يمكن للشعب أن يتعاطف مع قوى تريد إهانة أغلى ما يملك؟..

ولذلك كثيراً ما قلنا يجب على اليسار أن ينظر للأمور بواقعية أكثر حتى يستقطب تعاطف ونصرة الشعوب الإسلامية وهذا الأمر ليس متعلقاً بمصر وحدها..

إن العرب شعب يستحيل عليه العيش دون دين..

تحياتي لكم(f)

اقتباس:  العلماني   كتب/كتبت  
 
(f)

للأسف, لا نتابع تحديث الموقع بشكل كاف.. لذلك فأغلب هذه المقالات, القديم منها تحديداً غير منشور على الموقع.

لكن يمكنك -زميلي العزيز- قراءة مايلي من على الموقع..

اضغط هنا: خاتمة كتاب النبي والبروليتاريا

مفترق الطرق

الإسلام الراديكالي كحركة إجتماعية

تناقضات الحركة الإسلامية في مصر




وغيرهم الكثير..

(f)

الموقع الانترنتي يعطي حجماً اكبر من حجم الحركة في الطبيعة ، طوال فترة دراستي الجامعية لم التق بيساري قط ، في الوقت الذي كانت فيه سنابك الاسلاميين تقعقع جيئة وذهاباً في ممرات الكلية.
لذلك فانتقادك لهم - يا علماني- ليس في محله لسبب بسيط ، ان تمثيلهم في الواقع اقل من ان يحدث اثراً ما ، وبالتالي فمن الصعب توجيه انتقاد لهم.
لا اريد ان اثير حفيظة احد ، ولكن مجرد تدبيج المقالات علي جهاز حاسوب ونشرها بضغط زرار Send لا يكفي لان نعتبر ان هناك تياراً وراء هذا المقال.
مقاعد حزب التجمع تقلصت من 6 الي اثنين في البرلمان الحالي ، وانتزع الاخوان مقعد الزعيم التاريخي خالد محيي الدين.
لا اريد ان اغيظ احداً ، ولكنني بالفعل حانق من الحركة اليسارية المصرية التي لم تتحمل مسؤليتها في المحافظة علي الوعي المصري امام اليمين الممول من الخارج ، وهانحن الان نعيش نتيجة هذا التقاعس.
قنحن نشاهد كل يوم اخباراعجاز السيد زغلول النجار ةهيئة الاعجاز العلمي في القران والسنة ( والتسمية ليست لها علاقة" بعجز" الدجاجة) والمعجزات والكرامات مثل الرجل الذي استعاد بصره في صلاة التراويح و الابحاث في امكانية التداوي ببول البعير ومياه زمزم وحبة البركة وما الي اخر ذلك من اشياء ما كنا لنسمع بها لو كان اليسار قد ادي وظيفته بشكل جيد فيما بيننا .
اليسار شغل بالاجتماعات والخلافات النظرية بين التروتسكيين واللينيين وترديد اكلاشيهات الشيوعية لا تحتاج اليها الجماهير قط ، فما كانت تحتاج اليه الجماهير بالفعل لهو المحافظة علي وعي الامة من الذهاب الي "الجنة" مع الاسلاميين .

وهذا ما فشل فيه اليساريون ...

تحية

اقتباس:  بوعائشة   كتب/كتبت  
 
واستغرب كيف تستميت روزا في نفي هذا الأمر!..


تحياتي لكم(f)

العزيز بو عائشة,

لا أسميت في نفي "المهادنة" لأنها أصلاً غير موجودة.. موقفنا الأيديولوجي كإشتراكيين ثوريين من التيارات الإسلامية واضح وليس انتهازياً ولا منافقاً كما يتهمنا العلمانيون التنويريون. وإلا لحللنا أنفسنا وإنضمينا لتيار الإخوان المسلمين وانتهينا.

ما أردت الإشارة اليه بنقلي لهذه المقالات, هو ان موقفنا -المختلف عن أغلب التيارات الشيوعية الأخرى- من العمل المشترك على قضايا محددة مع الإخوان المسلمين هو موقف سياسي متسق وليس مجرد محاولة لإمتطاء موجة أو القفز عليها كما يتهمنا العزيز العلماني في هذا الشريط.


نعم, شارك الإشتراكيون الثوريون وانا منهم في التحالف الوطني من أجل الإصلاح والتغيير بينما "تعففت" فلول الفصائل الشيوعية التنويرية الأخرى..

نعم, نقف معهم ضد القوانين المقيدة للحريات, حتى وإن كنا نعلم جيداً أنهم يدافعون عنها "مرحلياً" وفقط..

نعم ايضاً, نساند المقاومة العراقية والفلسطينية, ونملك ما يكفي من الشجاعة لإعلان دعمنا لحماس بينما نرفض الحكومة العلمانية العراقية الجديدة المدعومة من الإمبريالية الأمريكية ونعلم انها التعبير الأكثر وضوحاً عن بذاءة ديمقراطية الدبابات الأمريكية والأسلحة النووية التي يجد الليبراليون مايكفي من الوقاحة للدفاع عنها.





تحياتي
(f)


أعدل :emb:.. لأضيف..

أن إنتقادنا للتيارات الإسلامية مبني على موقفنا من مواقفهم السياسية المختلفة, وليس مبنياً على مرجعياتهم الدينية. لا نسعى ل"تنوير" الناس دينياً. فنحن لسنا شمعة, كما انهم ليسوا أغبياء.

[QUOTE]ما أردت الإشارة اليه بنقلي لهذه المقالات, هو ان موقفنا -المختلف عن أغلب التيارات الشيوعية الأخرى- من العمل المشترك على قضايا محددة مع الإخوان المسلمين هو موقف سياسي متسق

أين هو هذا "الاتساق" يا "روزا" بين "فكركم الماركسي" و"نشاطكم السياسي"؟
أنتم يا عزيزتي عندكم عدوين: من يقوم "بالاستلاب الروحي" ومن يقوم "بالاستلاب الاقتصادي". الطرف الأول هو "الإخوان" ومن لف لفهم من عتاة الرجعية اليمينية، والطرف الثاني هو "الدولة البرجوازية الرأسمالية الحاكمة" (نظام مبارك).

موقعكم يشي "باستماتتكم" في الهجوم على "نظام مبارك" (الاستلاب الاقتصادي) وصدوفكم عن أي نقد (إلا بالكاد) لقوى اليمين الرجعي، بل ولا تستنكفون من "العمل مع الإخوان" في "صف واحد وخندق واحد"، فهل هناك من "اتساق" في هذا الموقف بين النظرية والتطبيق؟

طبعاً، موقفكم من النظام المصري ليس بحاجة للتوضيح، فمعارضتكم الأيديولوجية له واضحة مفسَّرة، ولكن موقفكم "المتذبذب" من "الإخوان" لا تفسير له من ناحية "أيديولوجية" إلا "الخوف والتملق والمداهنة" أو "الانتهازية" والركوب على "ظهر شعبية الإخوان" في استجداء بعض الشعبية والشهرة. فهل هذا حقاً ما تفعلونه؟

هنا، سوف أعود في المداخلة التالية (بعد ساعات من الآن) إلى مناقشة رأي صديقتنا "هالة" فوق.

(f)

واسلموا لي
العلماني

و هاي الاخ أبو عايشة من رايي برضه
أم انه يهادنني ؟؟ :duh:
و الاخ الطنطاوي أوافقه على ما تفضل به.

عزيزتي روزا
لم أقرأ الا أقل من نصف هذه المقالات لكن هناك نقطتين حتى الآن:
هل نلقي اللوم على "كل" من رمانا بالكفر و الالحاد و الاباحية و سائر اللائحة اللامنتهية من الموبقات سواء كان هذا الكل حكومات أو قوى سياسية أو اعلام او أي كان ؟ الكل غلط و الحق على الاخرين كالمعتاد ؟
أم ان الغلط فينا نحن اذ نتحدى مشاعر و معتقدات تسري في النخاع الشوكي لهذه الامة منذ قرون ؟ هل الهدف مقاتلة الناطور و الاصطدام بالجماهير و الحكومات ؟ أم أكل العنب و نقل الوعي الى مرتبة أعلى بنفس طويل و خطى ثابتة و على مدى بعيد ؟
ألا تلاحظي أن الرعيل الأول حرق اسهم التالين المستقبلية حين قدم نفسه ككافر ملحد .. هل كانت هذه مهمة المرحلة ؟ و هل كان نهجا صحيحا أن "هذا رداء جاهز فالبسوا"!
هذا المثل مجرد موقف لكنه يقول الكثييييييييير عن الرؤيا و عن النهج و عن الادوات ..ألسنا بحاجة لان نبطل نتعامى عن الواقع و نقول ان الاخوان المسلمين يقفون على اسس هشة .. طيب "فتح" عندنا اكبر التنظيمات و ليس لديها برنامج سياسي اصلا و مع ذلك ابتلعت الشارع الفلسطيني و القضية و القيادة اربعين سنة !! هل بامكاني القول ان فتح فشلت و العالم يشهد بغير ذلك؟
لماذا سنظل زارعين في أدمغتنا ان "الكرام قليل" و نعزف عن مراجعة الذات بوقفات نقدية شجاعة .. لماذا نجحوا في كسب الشارع و فشلنا ؟

نخلي الكلام حبة حبة لنحفظ الحوار من التشتت ..

تحياتي

اقتباس:  هاله   كتب/كتبت  
عزيزتي روزا  
لم أقرأ الا أقل من نصف هذه المقالات لكن هناك نقطتين حتى الآن:
هل نلقي اللوم على "كل" من رمانا بالكفر و الالحاد و الاباحية و سائر اللائحة اللامنتهية من الموبقات سواء كان هذا الكل حكومات أو قوى سياسية أو اعلام او أي كان ؟ الكل غلط و الحق على الاخرين كالمعتاد ؟

أتفق معك بخصوص هذه النقطة تحديداً هالة (f).. معك حق تماماً. لكن ليس المقال الأول الذي تتحدثين سوى رصد لموقف حدث من الإخوان بالفعل. حدث هذا في لحظة كان يجب على الإخوان كقوى وطنية, أن يتضامنوا مع المتهمين في قضية الإشتراكيين الثوريين بدلاً من ترديد دعاياتهم الإنتهازية ضدهم. تماماً كما يصر الإشتراكيين الثوريين على مطلب وقف المحاكمات العسكرية للإسلاميين, وقف حالة الطوارئ, وأيضاً الإفراج عن آلاف المعتقلين من التيارات الإسلامية المختلفة, برغم كل الإتهامات التي يواجهون بها من الفصائل الشيوعية الأخرى. تلك التي تدعي أن مبدئيتها العلمانية هي التي تمنعها من النزول للشوارع. المبدأ لا يتجزأ, هذا ما نؤمن به وندافع عنه. الإخوان بنشرهم مثل هذا المقال مارسوا أسوأ انواع الإنتهازية, يتشابهون بهذا الموقف, بالقيادات الإنتهازية لحزب التجمع التي غضت الطرف عن التعذيب والقمع والتشريد الذي عانت منها آلاف الأسر لهؤلاء المعتقلين,لتؤيد الممارسات العبثية للنظام بسفور مخجل.



أم ان الغلط فينا نحن اذ نتحدى مشاعر و معتقدات تسري في النخاع الشوكي لهذه الامة منذ قرون ؟ هل الهدف مقاتلة الناطور و الاصطدام بالجماهير و الحكومات ؟ أم أكل العنب و نقل الوعي الى مرتبة أعلى بنفس طويل و خطى ثابتة و على مدى بعيد ؟
ألا تلاحظي أن الرعيل الأول حرق اسهم التالين المستقبلية حين قدم نفسه ككافر ملحد .. هل كانت هذه مهمة المرحلة ؟ و هل كان نهجا صحيحا أن "هذا رداء جاهز فالبسوا"!


اتفق معك مرة أخرى. ليست مهمتنا استفزاز معتقدات الناس, مهمتنا تثويرهم. وهم, في طريق ثورتهم, سيكتسبون ما قمعوا كي لا يكتسبوه في ظل الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة. أطالبك بتوجيه هذا السؤال للعلمانيين الذين لا يميزون أنفسهم عن الأخرين إلا بفكرة الإلحاد. كأن المؤمن بالدين هو كائن اقل إنسانية منهم ولا يحق له أن يناضل أو يضحي من أجل وطنه طالما هو مؤمن بحوريات الجنة. تماماً كما يؤمن العلماني. لذلك اسمحي لي أن احيل أسئلتك الاخيرة اليه!!




هذا المثل مجرد موقف لكنه يقول الكثييييييييير عن الرؤيا و عن النهج و عن الادوات ..ألسنا بحاجة لان نبطل نتعامى عن الواقع و نقول ان الاخوان المسلمين يقفون على اسس هشة .. طيب "فتح" عندنا اكبر التنظيمات و ليس لديها برنامج سياسي اصلا و مع ذلك ابتلعت الشارع الفلسطيني و القضية و القيادة اربعين سنة !! هل بامكاني القول ان فتح فشلت و العالم يشهد بغير ذلك؟
لماذا سنظل زارعين في أدمغتنا ان "الكرام قليل" و نعزف عن مراجعة الذات بوقفات نقدية شجاعة .. لماذا نجحوا في كسب الشارع و فشلنا ؟

نخلي الكلام حبة حبة لنحفظ الحوار من التشتت ..

تحياتي


كون أن الإخوان المسلمون يقفون على أسس هشة, فهذا ليس إتهام أخلاقي ياعزيزتي. هذا تحليل سياسي قد تتفقي أو تختلفي معه. يبقى من حقنا أن نحلل الجذور الطبقية للإخوان وعلاقتها بنوعية عضويتهم وبالتالي مواقفهم وسياساتهم المتناقضة في الكثير من الأحيان. لا أفهم وجه إعتراضك على هذه النقطة تحديداً.
ربما لم يكن لفتح برنامج سياسي محدد, لكن كانوا يناضلون من أجل قضية وطنية لشعب كامل. لهذا كسبت فتح شعبيتها, لأنها كانت حركة مناضلة. ولهذا أيضاً خسرت هذه الشعبية لصالح حماس, لأنها ببساطة توقفت عن النضال بينما تصاعد نضال حماس. لهذا فنضال حماس في النهاية هو نضال الفلسطينيين من أجل التحرر وليس من أجل نيك حوريات الجنة. سواء إتفقنا مع العمليات الإنتحارية أو إختلفنا, فهذه حقيقة موضوعية وحاسمة فيما يخص مساندة المقاومة.

الإخوان المسلمين كسبوا جماهيريتهم لأسباب أخرى كثيرة, من أهمها, غياب اليسار وتشرذمه وإتخاذه الكثير من المواقف الخاطئة سياسياً. الإخوان خرجوا من قلب الشارع, بينما مازال اليسار "بيتعازم" على "نزول" الشارع. هناك 20 الف من تنظيم الإخوان المسلمين في السجون وعصام العريان يخرج من السجن ليعود له مرة أخرى, بينما يجلس رفعت السعيد تحت قبة مجلس الشورى بعد أن كسر عينه مبارك بكرسي ومكريفون. هذا فرق ضخم. والجماهير المصرية, لأنها تكره النظام, فهي تميل لمساندة معارضيه. حتى لو كانت مجرد معارضة شكلية.

ايمن نور, اكتسب شعبية وشهرة بعد أن وقف في مجلس الشعب وكشف بعض قضايا فساد الحكم. أصبح بطلاً في عيون المصريين بعد أن لفق له النظام قضية التزوير والتخابر.

لم ينزوي الإسلاميين مثل اليسار العلماني في أبراج مثقفاتية عاجية ومتعالية. لم يقضوا أيامهم في نقاش بيزنطي حول صحة أو خطأ إعتبار الناصريين من اليسار أو لا!! وحياتك نفسي تحضري اجتماع واحد من اجتماعات تحالف اليسار المصري لتري بعينيك أسباب صعود الإسلاميين وهبوط اليسار لسابع أرض!!.



تحياتي واحترامي

(f)

أنا ما ليش دعوة.

بس حبي أعطي نبذة تاريخية كما عرفتها:

الأخوان حزب انكليزي.
يعمل بأمرة الانكليز.
و حتى نوعية التنظيم و البنية التى قام عليها لا تترك مجالا للشك بقيام الانكليز بوضع المخطط البنيوي له.

هذا حتى نوقف خلط الأوراق.

شكرا

عزيزتي روزا
اذا كان العلماني استخدم عبارة نهاية المطاف فكانت حادة بالنسبة لك فساستبدلها ب "مرضاة الله و الفوز بنعيمه" و لن يختلف جوهر الموقف. و لو كانت حماس تناضل من أجل الوطن و التحرير فقط كما تذهبين فكما سبق و تساءلت: لماذا رشقوا النساء غير المحجبات في الانتفاضة بماء النار؟ و لماذا يتدخل الوزير الحماسي في لباس موظفاته حتى ارتدين الحجاب؟ هل ستفرق في النضال والتحرير التنورة عن الجينز عن الفستان؟ أم أن الجماعة يريدون الحكم بأمر الله و ابتغاء مرضاته أولا و ثانيا و عاشرا و اخيرا ؟؟؟

منذ ظهور الدعوة الاسلامية و الدعوة الى نبذ حب الحياة الدنيا و متعها و طلب الحياة الآخرة و هي الابقى مسألة ثابتة و ليست حماس بأول من سار على هديها.
و ليس صحيحا عزيزتي أن الشعب الفلسطيني انتخب حماس لان فتح تقاعست عن النضال. بل لان روائح الفساد القياسي على شتى الصعد قد زكمت الانوف حتى جزر واقالواق .. فبينما تراكمت ثروات الشخصيات القيادية و المتنفذة كان نصف الشعب الفلسطيني يعيش على خط الفقر و تحته و ليس من قليل اضطر شعبنا للمشاركة في بناء الجدار العازل !! و لا تنامت ظاهرة العملاء بشكل فاحش بينما الهوية النضالية للشعب الفلسطيني كما نار على علم. .. بالطبع الى جانب الفساد القانوني و الرشوة و المحسوبيات و قمع الآخر و كل ضروب الفساد التي ممكن ان تخطر لك على بال.
هذا العفن كله طفش الشعب من فتح و بلاوي و خلافات و انقاقات فتح و ليس توقفها عن النضال.. كيف يناضل شعب بامعاء خاوية و يستشهد يوميا ليبنوا قصورهم و كازينوهاتهم ؟و لذلك كان انتخاب حماس "نكاية" في فتح و سلاطين فسادها.

تحياتي لك

لفت نظري في المداخلة الأصلية هنا استنكار زميلنا العلماني لفكرة التوافق الوطني حول بعض الأهداف طالما أن أحد أطراف هذا التوافق هم من يسميهم بالإسلامويين الأصوليين الرجعيين الظلاميين إلى آخر السيمفونية!

وحقيقة لا أستغرب مثل هذا الطرح الطائفي من الزميل، وأتعجب بالفعل من بعض أصدقائي الإسلاميين -في غير هذا الموضوع- كيف يستثني الزميل العلماني من دائرة المتطرفين العلمانيين الحاقدين على التيار الإسلامي بكل أطيافه!

لا أمانع من خصومة التيار الإسلامي ومنابذة أصحابه، فحق الاختلاف محفوظ للجميع..
أبدا..

ولا أطالب بأن يتبنى الجميع مفردات الخطاب الإسلامي، ولا أستاء أبدا من وجود دائرة من ثوابتنا الإسلامية محل تنازع بين شركائنا الوطنيين، فهذه سنة الحياة، ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم...

اختلفت ألسنتنا وألواننا لأنها سنة الحياة، وجعلنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف، ومن آيات باري الحياة أن نتدافع حوارا وجدلا ومجالدة لنصنع الحياة بتدافعنا (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)

غير أننا في النهاية أبناء وطن واحد، يجمعنا إليه كثير من الألم والأمل...

وماذا علينا جميعا لو بحثنا عن القواسم المشتركة لنوسع دائرتها ونتحرك من خلالها

ماذا علينا جميعا لو دعينا للكلمة السواء بيننا

ماذا علينا لو وحدنا جهودنا لنواجه الخصم المشترك، قبل أن يستغل خصمنا بعضنا ليذيق الأخ بأس الرفيق، والرفيق نكال الأخ!

إن كنا ننشد الأنسنة أو التنوير أو الأسلمة أو الاستقلال أو العدالة الاجتماعية، فدروبنا جميعا تبدأ من مشكاة الحرية...

الحرية أولا

الحرية الكاملة غير المنقوصة للجميع

قبل تطبيق الشريعة لدى الإسلامي..
وقبل العدالة الاجتماعية لدى اليساري
وقبل تنحية الدين عن الحياة لدى العلماني

لا إقصاء ولا تهميش ولا وصاية ولو بذريعة حماية الحرية من أعدائها كما يفعل الكثير من محاربيها

ولنتذكر أن فرعون الأول حين هم بحرب الدين إنما ضربه بذريعة الحرص على الدين وحمايته من المتمدينين!

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }غافر26

إنني أسجل رفضي المطلق لمنطق زميلنا الطائفي، وأنا أقول بأنه طرح طائفي وأعني ما أقول، ولا تستغربوا أن يتحمس للطائفية أكثر الناس جعجعة بمحاربتها، وإلا لكان نظام آل أسد في سورية أبعد الناس عنها مع كل استعلانهافي الحياة العامة بما لا يقبل المجاحدة!

وحين أستخدم مصطلح طائفة (Sect) فأنا أعلم بأن الزميل منبت عن ثقافته المسيحية المشرقية المتصالحة مع الرسالات السماوية، ولكنني أستخدمه في سياقه الأصلي للإشارة إلى أي حركة انشقاقية تنفصل عن الجسد الرئيسي للأمة، قومية كانت أو سياسية أو حتى لغوية ، وليس بالضرورة دينية.

ولا أجد للتغريبيين المتطرفين أوفق من هذا التقويم، فهم طائفيون أشد ما تكون الطائفية، ولهذا فهم يكرهون كل طرح توافقي يوحد أبناء الوطن ولو في بعض منعرجات الطريق، وليس عجيبا من بعد أن يتاجروا بالحياد الديني والعلمنة المزعومة!

على أن الزميل إن ذكر شيئا من القواسم في الخطاب والموقف بين التيار الإسلامي والتيار اليساري في مصر فإنني أذكر بأن الحالة السورية أكثر وضوحا وشفافية...

رياض الترك اليساري دخل السجن قرابة العقدين من أجل موقف رجولي في تقويم الأحداث التي كان الإخوان ضحيتها وأراد الجلاد عبر قائمة شهود زور من عينة أبي عدس أن يرمي خصومه بدائه ثم ينسل!

والإخوان المسلمون في مفاوضاتهم مع هشام بختيار وعلي دوبا في الثمانينات كان أول مطالبهم هو الإفراج عن المعتقلين السياسيين إسلاميين أو يساريين، وهذا ما أثار مسؤول المخابرات الأول فقال قال للوفد الإخواني المفاوض مستغربا: لماذا تحدثوننا عن غير معتقليكم؟!

هيثم المناع ونزار نيوف وعبد الرزاق عيد وياسين الحاج صالح يساريون يدافعون عن الإخوان وقضيتهم في كل المحافل، وبعضهم تحمل وحده عبء رفع دعوى ضد المجرم رفعت جراء مجازره بحق الإخوان والشعب...

وهذا المسلك سوريا قديم جدا، حيث أن المؤسس الدكتور مصطفى السباعي هو الذي دعا في الخمسينات إلى تشكيل الكتلة الإسلامية الاشتراكية، وكتابه: (اشتراكية الإسلام) لا يزال يطبع حتى الآن وإن كان الناشر ارتأى أن يغير اسمه للعدالة الاجتماعية في الإسلام!

هذا التوجه التوافقي يحتاج للتشجيع بعيدا عن الدعوات المستعرة (ولا أقول المسعورة:lol: ) المحرضة على الإقصاء أو التهميش أو تبادل الاتهامات والهمز واللمز، في حين أن معركتنا الأولى يجب أن تبقى نصرة للحرية، ومقاومة للفرعنة، وبعدها يمكننا أن نفكر بحل مشاكلنا المتفرعة بالطرق الديمقراطية السلمية على قاعدة الحرية المتاحة للجميع

من الاعتراف بالآخر نبدأ

وفي أجواء الحرية نتحرك قدما وإن تنوعت بنا السبل، (ولكل قبلة هو موليها فاستبقوا الخيرات)..

واسلموا لود واحترام(f)