عندما ارتكبت حكومة الرئيس العراقي المخلوع مجازرها وتنكيلها وتعذيبها ضد معارضيها والعراقيين، لم نسمّ ذلك يومئذ "حرب أهلية".

حقائق :

- حكومة الإحتلال تعتقل الآلاف من المعارضين بدون تهم رسمية ودون محاكمات. بل ويقال أن عدد المعتقلين اليوم في العراق يفوق عدد المعتقلين زمن حكومة صدام حسين.

- حكومة الإحتلال تمارس التعذيب ضد المعتقلين ليس فقط في السجون التي تسيطر عليها مباشرة القوات الأمريكية (أبي غريب)، بل أيضا في سجون ومعتقلات الدولة بما فيها سجون سرية.

- وفقا لبحث نشره سيمور هيرش، وهو أحد أهم الصحافيين الأمريكيين، في مقال بعنوان "الحروب القادمة"، قرر البنتاعون تفعيل خيار السلفادور في العراق. ما هو خيار السلفادور؟ هو تدريب ونشر فرق الموت في العراق على نسق ما تم اعتماده في السلفادور وفي فييتنام.

- وفي مقال نشرته النيويورك تايمز بعنوان "اعدامات السنة"، أشارت الصحيفة الى تصاعد الإعدامات التي تمارسها "قوى الأمن العراقية" في المناطق السنية. وأشارت الى أن العديد من الجثث ظهرت عليها آثار التعذيب كالحرق بالأسيد، والحفر بواسطة الدريلات الكهربائية في أجسادهم .

- وفي مقال بعنوان "الظلام المخيّم - تفعيل قرار البنتاغون بتغذية الإرهاب "، كتب الصحافي الأمريكي كريس فلويد في موسكو تايمز "أن قرار تفعيل فرق الموت العراقية جاء من المكتب البيضاوي ذاته ضمن خطة تهدف الى تأجيج سعير نار الحرب الأهلية المذهبية في العراق وأماكن أخرى في العالم ضمن خطة تهدف الى استدراج الإرهابيين الى العلن."

- وفي بحث بعنوان "Iraq: A Criminal Process" نشرته موسسة غلوبال ريسرش الكندية، يتحدث الكاتب عن الممارسات الإجرامية الأمريكية ضد المدن والمدنيين العراقيين .. هذه الممارسات الإجرامية التي تساندها لوجستيا وفي الكثير من الأحيان فعليا حكومة الإحتلال. اليست حكومة الإحتلال "المنخبة" مسؤولة عن استخدام النابالم والقنابل العنقودية والإسلحة الكيماوية ضد تل عفر والفالوجة؟

هذه فقط نماذج. المهتم بإمكانه إدخال "death squads iraq" في محرك البحث غوغل ليحصل على مادة فائضة حول هذه الموضوع.

تحياتي

[SIZE=5]لا يوجد بيننا قضاة و لا يوجد متهمون .
[SIZE=4]ترددت بالفعل في وضع ردا على مداخلة ثندر الأخيرة لأني شعرت أني بلغت الرسالة بالفعل ، أما على المستوى الشخصي فلا قضية بيني و بين ثندر أو أي زميل آخر مطلقا فلدي أكبر سلة مهملات على الشبكة ألقي فيها بخلافاتي بمجرد غلق الشريط ، وفي اليوم الذي أشعر أنه لم تعد هناك زمالة بيني و بين أي مشارك ففي قائمة التجاهل متسع للجمبع ، في قراءة متمهلة لمداخلة ثندر توقفت عند ما أعتبره نوع من التدليس المدبر لا يمكن التجاوز عنه ، وهو ما كشفته في نهاية ردي على ثندر ، آملا أن تكون سقطة لا تتكرر ، فكذبة المنبر بلقاء مشهورة .

1- عودة إلى البداية يكتب ثندر بكل ثقة رافضا أن أستنكر جريمة قتل الفتاة العراقية لأني أناصر العملاء (نصحيتي لك حيث أنك اخترت أن تكون نصيرا للعملاء منذ مطلع الاحتلال وأحد المطبلين و المزمرين للمشروع الأمريكي فابقى نصيرا لهم ) حسنا .. يمكنك ان تفرك عينيك فثندر نفسه يعترف في مداخلة تالية (نعم ، بهجت كان ضد الاحتلال في بداياته هذا حق ) إذا كنت ضد الإحتلال و مطبلا له منذ البداية و في نفس الوقت ، فهل هذا قول لعاقل يخاطب عقلاء ؟، أتمنى أن يتوخى الزميل ثندر الأمانة مستقبلا عند حديثه عن أعضاء النادي فكثيرا ما يكون هذا العضو أو ذاك غائبا و لا يتمكن من دحض الإفتراءات التي ينسجها ثندر و إخوانه من أبناء الطوائف عن مخالفيهم ، إنهم بذلك يفقدون المصداقية و لا يقدمون شيئا سوى المهاترات و إضاعة الوقت و المجهود فيما لا جدوى منه .
2- يتسائل ثندر عن السبب الذي جعلني أفرد شريطا خاصا للرد عليه .. سوف أشعر بالصدمة فعلا لو كان ثندر يطرح أفكاره بشكل سري على الشبكة و أنه يخجل من مناقشتها ، لعله أصبح واضحا أني فقط أوظف مواقف ثندر الأحادية و التخوينية و التي لا ينفرد بها وحده بل يشاركه فيها قطاع كبيرا جدا من أبناء الطوائف كنموذج للطائفية السياسية و التعصب الفكري و إقصاء الآخر و التحريض ضده .فلا شيء شخصي مطلقا ضد ثندر .
3- يعتقد ثندر أن نادي الفكر هو مقر لكتاب المارينز ( خصوصا أنك تعرف ان هذا المكان يعج بأشياعك من كتاب المارينز وأنصار العملاء .) ، و هذا ليس فقط خطئا جسيما و لكنه أيضا نوع من العصبية و خروج عن قواعد اللياقة في وصف النادي و أعضائه لمجرد أن بعضهم يخالفونه الرأي أحيانا ،و يمكن لثندر أن يتوقف عن ارتياد النادي طالما كان ذلك هو شعوره ، رغم هذا لا أفضل أن يفعل ثندر ذلك بل على النقيض عليه أن يتخلص من أفكاره الخاطئة عن النادي و أعضائه .
4- يعتقد ثندر أني أخترت الرد في نادي الفكر لأني بين جمهوري (حسنا إذا كنت تعتقد أنك تلعب هذه المباراة على أرضك وبين جمهورك ) ، يبدوا أن ثندر ما زال متأثرا بمباريات المونديال ، إني وضعت ردي في نادي الفكر على مداخلة تمت في النادي نفسه ، فأين تراني أضعها في النادي الأهلي مثلا أو نادي يوفينتوس ، يعلم ثندر أن نفس تلك الأفكار عبرت عنها بوضوح في العاصفة و قبلها في الأثير ، ، عموما أتمنى أن يدلني ثندر على الملعب الذي يفضله ، هل هو العاصفة مثلا ؟، حسنا يعلم ثندر أن الشريطين الذين طرحتهما في العاصفة عن العراق و الإرهاب هما الأنجح و الأكثر مشاركة و قراءة ، ما زلت أتابع العاصفة أحيانا و أرى ثندر لا يفعل شيئا في ملعبه سوى التراشق الطائفي مع الشيعة و حتى هذه التراشقات يخسرها و أصدقائه دائما في الوقت الأصلي بدون وقتا إضافيا ولا ضربات الجزاء الترجيحية ، فالفرق الطائفية تتفاضل أيضا :devil:!..
5- يعتقد ثندر أني أجمع معلومات عنه وهذا شيء مضحك للغاية ، أخشى أن عليه بالفعل مراجعة طبيب نفسي ( طبيب حقيقي !) فتلك كما أرى بوادر عقدة الاضطهاد و المطاردة ، على النقيض تماما فمعلوماتي عن الزملاء تنحصر فقط في الشخصية الحوارية ، إني مؤمن بأنه لا صداقة في دوائر الحوار و لا عداء ، لهذا لا أحتفظ بالأسماء الحقيقية ولا أرقام الهواتف لأحد من الزملاء ، فالصداقة الشخصية تحجر على حرية الرأي و تقيدها ،و بهذا نفقد الميزة الجوهرية لدوائر الحوار .. إطلاق الرأي بلا حدود سوى احترام زمالة الحوار مهما تناقضت أفكارنا .
6- يتوهم ثندر أني حانق على حزب البعث العراقي وهذا أيضا لا معنى له ، إن حزب البعث مبدئيا هو حزب علماني قومي وهذا شيء لا غبار عليه ، إن مشكلة حزب البعث كما أراها ليست في مبادئه و لكن لأنه تحول إلى أداة للطغيان عندما اختطفه العسكر و الطائفيون ، إن رفضي مثل غيري من المثقفين منحصر في ممارسات الحزب ضد حريات الشعب العراقي ، إننا علمنا بجرائم حزب البعث و صدام حسين من العراقيين أنفسهم السنة قبل الشيعة و قبل الغزو الأمريكي بزمن طويل .
7- يتوهم ثندر ( أن بهجت يتبنى التعريف الأمريكي البوشي حرفيا للإرهاب) ،و لكنه مخطأ كعادته فبهجت يتابع قضية الإرهاب منذ السبعينات مهنيا و ثقافيا ،وهو يتبنى بالفعل تعريفا للإرهاب صادر عن الأمم المتحدة من لجنة كان عمرو موسى أحد أعضائها ، تعرف الإرهاب بأنه كل الأعمال العنيفة الصادرة ضد مدنيين أو التهديد بها بهدف تحقيق أهداف سياسية ،و سبق أن طرحت شريطا عن الإرهاب في أحد النوادي وسوف أعيد طرحه في نادي الفكر بعد تحديثه و تدقيق بعض جوانبه الإحصائية .
8- لا أدري كيف يتغافل ثندر عن طبيعة التناحر الطائفي في العراق و الجميع يتحدثون عنه و يسعون إلى تحقيق المصالحة الوطنية التي تشمل الجميع بما في ذلك المقاومة المسلحة الوطنية غير التكفيرية التي لم تتلوث بدماء العراقيين .إن ثندر يصر أن يرى المشهد العراقي كما يحب ان يراه كمجرد حرب تحرر وطنية دون عناصره الأخرى ،و تلك نظرة مدرسية قاصرة للغاية ، لقد شرحت موقفي من الصراع في العراق في المداخلة التي خصصتها للرد على صديقنا الكندي و لست في حاجة لتكرارها .
9- يصر ثندر على استخدام مفردات التكفير و التخوين في الحوار ، و لكني أرفض ذلك ليس لأني أصبحت أبرر الغزو كما يتوهم ثندر فهذا غير صحيح ، إني كنت و سأظل ضد العزو ،و لكني أرفض خطاب التخوين بشكل مطلق ولأسباب مبدئية أوضحتها في شريط مستقل خاص بتلك الظاهرة التي أراها منحطة بكافة المقاييس ، فلو بدأنا بالتخوين لن نعرف أين ننتهي ، هذا الخطاب معطل للفهم و مربك للجميع ، حسنا .. و حتى لو كان ثندر مؤمنا بهذا الأسلوب فلم لم يستخدمه بنفسه عندما كنا نطرح الغزو الأمريكي داخل النادي ، و الذي يعود إلى الموضوعات في تلك الفترة سيجد صوت ثتدر خاقتا وديعا لا تعرف مع من أو ضد من هو ، هو يعرف جيدا و أعرف كذلك لماذا صمت وقتها ، إني لا أرى زملائنا في النادي خونة فمن العيب أن نتراشق بالشتائم كالصبية ، هل تعلم يا ثندر كم زميل وصفني بكل الموبقات لأني كنت أرفض الغزو ثم تحول عن أفكاره ، إني ضد أن يصدر بعضنا أحكاما نهائية بحق الآخرين ، فلا يوجد بيننا قضاة و لا يوجد متهمون .
10- يا ثندر عليك أن تعرف أنه لا يجوز لأية سلطة سواء بنفسها أو بتأييد الشعب أن تخرس فردا واحدا عن إبداء رأيه بدعوى الكفر أو الخيانة ، فليس الإجماع دليلا على الصواب و ليست القلة دليلا على الخطأ ،و حرمان الفرد من إبداء رأيه هو حرمان للمجتمع من الاستفادة منه ، و حجب دواعي الرقي عن الإنسانية .إن محاولة كتم صوتا بالترهيب المعنوي و بالتخويف و استخدام العنف حتى المعنوي ، هي بالفعل جريمة ضد الإنسانية حتى لو كان ذلك فوق إدراكك .
11- يعتقد ثندر أني ضد الإرهاب الذي يستهدف الشيعة و لكني أبرر الإرهاب ضد السنة ، وهذا سخف لا يحتاج لتعليق ، إني و غيري من العقلاء ضد كل نوع من الإرهاب تقرره الأمم المتحدة ، ضد الإرهاب الأمريكي و الإسرائيلي و السني و الشيعي و الهندوسي و ... كل انواع الإرهاب على قدم المساواة .
أخيرا نأتي إلى المهزلة .. في تعليقي على الأخت الزميلة هالة قلت لها أني كثيرا ما طالبت ثندر ألا يتغير و لكن يبدوا أني سأطالبه اليوم أن يتغير و أن يتغير كثيرا ، يتغير ليس في أفكاره فهذا شأنه و لكن عليه أن يتوقف عن التراشقات الطائفية التي أسقطته في المماحكات و التدني الحواري حتى أصبحت لا أتبينه من صبية المنتديات ، و هنا سأتوقف قليلا لكشف محاولة تدليس بدائية و سخيفة قام بها ثندر ، فعندما شعر ثندر أن الحوار يفلت منه هداه تفكيره الطائفي إلى حل و لكنه فج جدا لم أتصور أن يسقط فيه زميل كنت أحترمه كثندر ، فقد وضع تعليقين كتبتهما عن موضوعين مختلفين تماما معا و حاول ان ينسج منهما تعليقا واحدا راح يفسره على هواه ليخدم هدفا طائفيا سخيفا يبدوا أنه أصبح معتادا عليه نتيجة مشاغابته الطائفية .
هذا هو التعليق كما أورده ثندر .
[COLOR=Red]أساطير الساميين كما تلاحظ هي ميثولوجيا فقيرة صحراوية لا تضاهي روعةالميثالوجيا الإغريقية المبهرة و التي جعلت الآلهة كالبشر ، فرفعت قيمة البشرية إلى مستوى التقديس ، بينما آلهة الساميين البدو بدوية غليظة مثلهم
.....................
.....................

و كل ما يخص العراق يتحول إلى مساجلات بينهم يشاركهم فيها بحماس الأخوة الفلسطينيون المخلصون لصدام حسين ،ولا أخفي احترامي لهذا الوفاء العجيب و الغريب على مجتمعاتنا البدوبة المتقلبة.
هما تعليقان لا تعليق واحد .
الأول .
أساطير الساميين كما تلاحظ هي ميثولوجيا فقيرة صحراوية لا تضاهي روعةالميثالوجيا الإغريقية المبهرة و التي جعلت الآلهة كالبشر ، فرفعت قيمة البشرية إلى مستوى التقديس ، بينما آلهة الساميين البدو بدوية غليظة مثلهم
هذا التعليق لي وهو جزء من شريط طرحه حسام راغب علقت به على أسطورة الفداء السماوي لإبن إبراهيم ، و هي أسطورة عبرانية وافقها الإسلام مع خلاف في بعض التفاصيل أهمها تحديد من هو الذبيح فهو اسحاق عند العبرانيين و إسماعيل عند العرب أو معظمهم ، ولا علاقة لهذه الأسطورة بالشعب الفلسطيني من قريب أو بعيد ، و حتى من المنظور التاريخي فهناك تفاوت كبير بين الفلسطينيين الكنعانيين من سكان المدن ،و بين العبرانيين البدو الذين جاوروهم حاولوا السطو عليهم و الإستيلاء على مدنهم الغنية كعادة البدو في كل الحضارات القديمة ، فأفلحوا أحيانا و فشلوا كثيرا ، هذا التفاوت لم يكن مقصورا فقط على الثقافة و أساليب الحياة بل أيضا كان التفاوت في طبيعة الميثولوجيا و منتجاتها كالآلهة و الأرباب ، فما الداعي لإقحام الفلسطينيين هنا سوى المماحكات الصبيانية (القرعا) .
التعليق الثاني .
و كل ما يخص العراق يتحول إلى مساجلات بينهم يشاركهم فيها بحماس الأخوة الفلسطينيون المخلصون لصدام حسين ،ولا أخفي احترامي لهذا الوفاء العجيب و الغريب على مجتمعاتنا البدوبة المتقلبة.

الأخ العزيز وليد .(f)
دائما يسعدني مساهمتك ليس فقط لأنها تشدو في نفس السرب المؤمن بالحرية و التقدم ،و لكنها تكون دائما إضافة موضوعية ، إن الشعوب العربية تفقد بالفعل كل انجازاتها الحضارية خلال القرن الأخير و ترتد من جديد إلى ما قبل الدولة القومية ، إن العرب أصبحوا رجل العالم المريض ، وهناك من يرى أنه ربما توجد موروثات جينية في تكوين العربي تجعله عصيا على الحضارة و على التفكير العلمي ، كما أعتقد لم يحدث من قبل أن انتكس شعب إلى مراحل سحيقة من تاريخه السياسي و الإجتماعي كما بفعل العربي المعاصر .طبقات من الغباء الحضاري بعضها فوق بعض يحتار الإنسان أيها أشد ظلاما .
هل هي وهابية السعودية ام إخوانية مصر أم انتحارية الأردن أم طائفية العراقيين أم إرهاب الجزائريين أم تصفيات السودانيين العرقية ،......

اقتباس:  نبيل حاجي نائف   كتب/كتبت  
تحية للدكتور بهجت  
أنا متابع الشريط , وأن أهنأك على هذا الرقي الفكري والمعرفي والأخلاقي , وعلى حكمتك وطولة بالك .

نبيل

الأخ الكريم نبيل حاجي نائف(f)
يا أخي الفاضل
مثل هذا التقدير يجعل ماعداه باهتا لا أثر له ، نعم نحن نخاطب الجميع و لكن ما يهمنا بالأساس هي النخب التي نبادلها الأفكار .
إن آخر ما أتوقعه ان أعبر عن أفكار أبناء الطوائف أو أرضيهم ، فما من إنسان سار في طريق الطائفية و أمكن إيقاظه و استرداده .

الأخ العزيز الكندي .(f)
أشكرك على مداخلتك الهامة ،وعذرا لتأخري في الرد عليها لأني فضلت أن تكون هناك ردود أخرى جادة مثلها سواء تتفق أو تختلف في كثير أو قليل ،و لكن يبدوا أن موضوع العراق صار مخيفا للجميع ، ولا أنكر اني أيضا تحاشيت الخوض فيه لأشهر طوال ، فبمجرد تحول المشهد العراقي إلى حرب أهلية شاملة شعرت أنه لم تعد لي قضية في العراق .

اقتباس:شرعية المقاومة أولا، وعدم شرعية حكومة الإحتلال ثانيا. .

هذا نختلف حوله لسببين و ليس سبب واحد .
1- المقاومة الجديرة بهذا الوصف هي مقاومة المحتل يكافة الوسائل و ليست محصورة في المقاومة المسلحة ، فهل لديك شك أن الشعب العراقي كله يرفض الإحتلال و لكنه يختلف في أسلوب هذا الرفض ، الأغلبية تتجه إلى حل سلمي و الأقلية إلى المقاومة المسلحة ، أما لو حصرنا المقاومة الشرعية في المقاومة المسلحة فهذا يحصر المقاومة في جزء من الطائفة السنية ،و المقاومة الجديرة بهذا الإسم لا يمكن أن تكون طائفية ، هذا ما نتعلمه من تاريخ العراق نفسه في مشهد تاريخي رائع هو موقف العشائر السنية الرافض للوقيعة بينهم و بين الشيعة في رمضان 1920 ، وهذه قصة تروى و أتمنى أن يسعفني الوقت لذلك .
2- وصفك للحكومة العراقية بأنها حكومة إحتلال أو حتى حكومة الشيطان لن يغير من حقيقة أنها حكومة منتخبة تمثل الشعب العراقي بأفضل شكل ممكن في الظروف الحالية ، هذه الحكومة تلقى تأييد الشيعة و الأكراد و جزء هام من السنة أي مالايقل عن 80 % من الشعب العراقي و هي نسبة عالية بالفعل سواء رضينا بمن أفرزتهم تلك الإنتخابات أو رفضناهم ، أما كون أن تلك الإنتخابات جرت تحت الإحتلال فدعنا نتذكر أن كل الحكومات العربية التي حصلت لبلادها على الإستقلال جرت تحت الإحتلال ، بما في ذلك أكثر الحكومات العربية وطنية و تمثيلا للشعب مثل حكومة الوفد التي شكلها سعد زغلول في مصر عام 1923 ،وهي التي أطلق عليها حكومة الشعب من فرط تمثيلها لعناصر الأمة ، أما أن نقيم أداء الحكومة العراقية كونها منصاعة لأوامر أمريكا أم لا فتلك مسألة لا يمكن إصدار حكما فيها فكل الحكومات العربية يتم التأثير عليها بدرجات متفاوتة فكيف بحكومة ورثت دولة مدمرة بلا أمن ولا جيش بينما كل الشياطين تلهو فوق أرضها .
إذا نحن أمام شرعيتين ناقصتين لا شرعية واحدة مطلقة ، وهنا تكمن المشكلة في عمقها ، نحن أمام حقين يتصادمان و لابد من وجود معايير خارجية للتفاضل بينهما ، هذا يعود بنا إلى التقييم الذي عرضته في مداخلتي السابقة ،ولو قرأته بتمعن بعيدا عن المساجلات الطائفية التي تعصف بالقضية العراقية لتبينت حيدتها و معقوليتها ، للأسف لا يمكن التعامل مع العراق اليوم بقوانين الدولة و لكن يمفهوم الطوائف ،و الطائفية لها أدواتها و حساباتها و أيضا تفاوضاتها ، فلا تحسم صناديق الإنتخابات التوازنات الطائفية و لكن يحسمها التفاوض بين فعاليتها .. خذ و هات .إن المبادئ و الأفكار لا تتفاوض و لكن الفعاليات هي التي تفعل ذلك ، يرى البعض أنه لابد من إسالة بعض دماء السنة حتى يعودوا لأرض الواقع و يقبلوا بدور الأقلية النشطة ،و لكني أفضل أن يتسع أفق الشيعة ليقبلوا بدور الأغلبية الحاضنة التي تنكر نفسها ولو قليلا ، أفضل حتى أن يقسم العراق فأي نصر يحرزه الشيعة وهو ما يبدوا لو استمرت الحرب الأهلية بدون كابح لن يكون أكثر من حرب أخرى مؤجلة .
ولي عودة .

[SIZE=4]الذئاب تردعها القوة لا الشرعية
أخي الكندي .
عودة .:97:

اقتباس:إذا الا يحق لنا أن نتسائل لماذا تحتاج حكومة أغلبية عراقية مدججة بكل أسلحة القرن االواحد والعشرين بالإضافة الى الدعمين الأمريكي والإيراني، لماذا تحتاج الى الوجود المباشر لقوى الإحتلال؟

هذا سؤال جيد و لكنه سؤال في الأمن و ليس في الشرعية ، إذا لم تستطع حماية بيتك لا يعني هذا أنك لست صاحبه و لكنه يعني أن هناك كثيرا من اللصوص في الجوار !، إن ضعف القدرات الأمنية ليس دليلا على عدم الشرعية كما أن قوة الأمن ليس دليلا على قوة الشرعية فإسرائيل قوية أمنيا للغاية بينما السلطة الفلسطينية ضعيفة أمنيا حتى أنها غير قادرة على حماية الوزراء و هذا لا يعبر عن شرعية الطرفين ، نعلم جيدا بوجود مشكلة أمنية بالغة في العراق و يمكننا الحديث حولها طويلا ، هذه المشكلة نشأت أساسا بسبب قيام المحتل بإلغاء كل الأجهزة الأمنية الوطنية كالشرطة و الجيش في خطوة إجرامية غير معتادة و غبية و أعتقد شخصيا أنها تمت بنصيحة إسرائيلية فليس سواهم غبيا إلى هذا الحد ، هكذا أصبح العراق المحاط بالذئاب من كل اتجاه هو الشعب الوحيد في العالم بدون أجهزة أمنية ، إن تشكيل الأجهزة الأمنية الوطنية هو عمل طويل و مكلف و صعب في بلد طائفي كالعراق ، ليست المشكلة في السلاح فقط و لكنها أساسا في خلق مؤسسة وطنية عير طائفية ذات تقاليد راسخة تتناسب مع حجم العراق و التهديدات المحيطة به ، مشكلة العراق أن الجميع يتهدده و ليس لديه ما يرد به على أحد ، لهذا أصبح جيران العراق كلهم عمالقة حتى أن شعوبا كان غاية همها حصر خطر العراق صارت تتهدده بالإرهابيين الذين يقتلون أبنائه و ينسفونهم نسفا في الأسواق و المساجد ، كل الذئاب ترعى في العراق سواء العرب أو الإيرانيون أو حتى الإرهابيون القادمون من أوروبا فكل المتفجرات تذهب إلى العراق ! ، علينا أن نتذكر أن الذئاب تردعها القوة لا الشرعية .

اقتباس:الإرهاب في العراق أنواع كما ذكرت، ونحن إذ نلحظ إرهاب بعض القوى السنية المنضوية تحت غطاء المقاومة، لا نغفل عن إرهاب فرق الموت التابعة لوزارة الداخلية لحكومة الإحتلال

لا نختلف حول هذه النقطة ،و لكن الإرهاب ليس من نفس الطبيعة ولا الأهداف وليست له نفس الأهمية في العراق ، عندما تفجر الإرهاب في العراق كان إرهابا موجها ضد الشيعة تحت شعار المقاومة ، هذا الإرهاب كان يلقى مباركة عربية سواء بالمشاركة أو بالصمت حتى أن مدينة أردنية تتباهى أنها قدمت أكثر من عشر انتحاريين في العراق ، و كلنا يعرف أن العمليات الإنتحارية تحديدا تستهدف العراقيين الشيعة في تجمعاتهم الحياتية ، تابعت هذه المرحلة بكل تخوف لأني كنت موقنا أنها لو طالت فلن تفلح مرجعيات الشيعة خاصة السيستاني في كبح المليشيات الشيعية المتحفزة للثأر طويلا ، تابعت أكثر من محاولة قامت بها ميليشات و عشائر الشيعة للحصول على فتوى من السيستاني تتيح لها الإنتفام لضحاياهم دون جدوى ،و أتذكر قول السيستاني أنه لو قتل ابنه فلن يقر الإنتقام من السنة ،و لكن من الواضح أن الكيل فاض حتى أصبحت فتوى المرجعيات غير ضرورية فدماء القتلى كانت فتوى بحد ذاتها ، حدث ما خشيته بالفعل و انفجر الإرهاب الشيعي المضاد فتوقفت عن مناقشة قضية الإرهاب في العراق ، خاصة أن هناك قلة نادرة قادرة على مناقشة العراق بموضوعية ولو نسبية خارج الطائفية اللعينة . حسنا .. لن أناقش الآن أيهما أسبق .. الإرهاب السني التكفيري أو الشيعي المضاد و أيهما أكثر منهجية و تعبيرا عن القيادات الطائفية ، فكلاهما إرهاب طائفي و كلاهما قذر و كلاهما حقير ، و من يحرض عليه من الطرفين أشد قذارة و خسة .
ما يهمني الآن أن الإحتلال الأمريكي هو أخطر أنواع الإرهاب بل ومصدر كل إرهاب آخر ، لهذا فإن كل ما ينهي هذا الإحتلال يجب أن يكون له أسبقية عما عداه ، و هناك بالفعل آلية لإنهاء الإحتلال تقرها الأمم المتحدة خلال العملية السياسية الجارية في العراق لهذا تدعمها الدول العربية و جامعتها ولا أرى سببا كي نرفضها بدعوى أنها تتوافق مع سياسية أمريكا طالما ستؤدي إلى تحرير العراق .

متابعة التعليق على مداخلة زميلنا المبجل الكندي .(f)

اقتباس:لكن، في محيط إعلامي تسيطر عليه تماما آلة البروباغاندا الأمريكية، يجنح الناس الى التبريريات السطحية وتفوتهم الممارسات الإستراتيجية بالرغم من أنها كلها ظاهرة ومعروفة علنا

ربما هذا حقيقي في الغرب وخاصة في كندا حيث تعيش ،و لكن المناخ الإعلامي العربي مختلف ، فالإعلام العربي في عمومه معادي ليس لأمريكا فقط و لكن بالأساس هو معادي للحكومة العراقية و للشيعة العراقيين ، إن الحكومة العراقية فشلت في مخاطبة الرأي العام العربي لأكثر من سبب ربما أهمها أن العراقيين مختلفون فيما بينهم ولا يملكون خطابا واحدا يواجهون به العالم ، حتى أن جرائما يومية يسقط فيها العشرات من العراقيين لا تحرك ساكنا في الإعلام العربي ، بينما يتفاعل هذا الإعلام بكل ايجابية لو سقط شهيدا واحدا في فلسطين أو قتل مجموعة من الأفراد في مصر أو السعودية على يد الإرهابيين ، إن ضحايا الإرهاب هم شهداء في كل بلد عربي عدا العراق فهم مجرد قتلى ! ، إن الوصول إلى حقائق الجرائم الإرهابية ضد الشيعة في العراق يحتاج إلى جهد مضاعف لمعرفتها و ضمير متميز للتفاعل معها ، إنه من النادر للغاية أن يوجد عربي من طائفة السنة يتعاطف مع الشيعة العراقيين ،و إن فعل ذلك فنتيجة تأثره بالقيم الإنسانية الليبرالية و بالتعارض مع انتمائه الطائفي ، يمكن أن يقال نفس الشيء على طائفة الشيعة ، إن هذا الموقف المعادي للشيعة ليس قاصرا على الإعلام و لكنه يمتد إلى تصريحات المسؤولين العرب الكبار مثل الملك عبد الله بن الحسين و الأمير سعود الفيصل و الرئيس المصري حسني مبارك الذي نعت الشيعة العراقيين بأن انتمائهم لإيران و ليس للعراق !.

اقتباس:الحرب الأهلية في العراق تصب في بحر التقسيم. والتقسيم تطالب به الإئتلاف ويطالب به الكورد.

هذه قضية ملتبسة فكل الأحزاب العراقية بما في ذلك الأكراد تجمع على حرية العراق ووحدة أراضيه ، و ذلك واضح في برامجهم الإنتخابية و قرارات مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد في القاهرة وهو ما يؤكده دائما قادة العراق من مختلف الإتجاهات ، هذا شيء و الفيدرالية شيء مختلف فحتى الدستور العراقي البعثي أقر بفيدرالية المنطقة الكردية ،إن تقسيم العراق ليس من مصلحة أحد خاصة أمريكا التي تعي جيدا أن العراق الشيعي سيكون مواليا لإيران و ليس لها ، إن فرص أمريكا كي لا تكون قد خاضت حربا مكلفة في العراق لصالح إبران وحدها تنحصر في استمرار وحدة العراق و تزايد النفوذ السني و الكردي في اتخاذ القرار العراقي ، لا أعتقد ان هناك مصلحة للشيعة في تقسيم العراق الذي يسيطرون عليه بالفعل ، أما الأكراد فقد أعلنوا أنهم مع وحدة العراق ولن ينفصلوا إلا في حالتين .. حرب اهلية بين الشيعة و السنة أو إعلان دولة دينية في العراق ، الجهة الوحيدة التي أعلنت سعيها لتقسيم العراق هي المقاومة السنية التكفيرية التي أعلنت أن هدفها هو إقامة إمارة إسلامية في العراق السني على نمط إمارة طالبان ، وهذا يعني عمليا تقسيم العراق ، رغم هذا فإن مخاطر التقسيم ستكون عالية جدا لو استمرت التصفيات الطائفية مستعرة في العراق.

اقتباس:وفي مقال بعنوان "الظلام المخيّم - تفعيل قرار البنتاغون بتغذية الإرهاب "، كتب الصحافي الأمريكي كريس فلويد في موسكو تايمز "أن قرار تفعيل فرق الموت العراقية جاء من المكتب البيضاوي ذاته ضمن خطة تهدف الى تأجيج سعير نار الحرب الأهلية المذهبية في العراق وأماكن أخرى في العالم ضمن خطة تهدف الى استدراج الإرهابيين الى العلن."

أشكرك على هذه الوصلات و المقتطفات وهي تستحق القراءة المتأنية و التعليق ، أتفق مع هذا الرأي و سبق أن طرحت موضوعا بعنوان مصيدة الفئران عن استغلال أمريكا للعراق كساحة لجذب الإرهابيين وتصفيتهم في حرب لا يدفع ثمنها سوى المواطن العراقي ، ولا يتوقع عاقل أن تنفق أمريكا اموالها من أجل نشر الديمقراطية و الحرية ،و لكنها تسعى لتحقيق مصالحها و غالبا بأسوأ السبل و أبعدها عن الحكمة .
و للكندي كل احترام و تقدير .

الأخ العزيز "بهجت"

أشكرك على ما تفضلت به من ردود وسيكون لي عودة الى بعضها بأقرب فرصة.

ولك احترامي وتقديري (f)

أذكر في حوار ماسنجري مع زميلي وليد ,أني قلت له لا يوجد شي اسمة عراق..وبالتالي كتحصيل حاصل لا يوجد شخص اسمة عراقي ..الذي جمع هذا البلد هم الانكليز وخرائطئهم مع الفرنسين ..في اتفاقية سايس بيكو ..مع ذلك كان من الممكن من قبل السلطات التي تعاقبت على حكم العراق خلق شي اسمة العراق والعراقيين ولكن لاسف اول ملك حكم العراق ولاسف بطلب قادة ثورة العشرين رجل ليس من المنطقة على اساس اني قلت لا يوجد شي اسمة عراق من الاصل ..رجل هاشمي وكانت مطالب الثوار ان يكون الرجل من نسل الرسول (نفس ذهنية المقدس وكون اي رجل من نسل الرسول فهو مقدس بالتالي ).

الملك فيصل نعم كان يريد ان يطور العراق ولكن الامر لم يكن بيده ..الظروف اقوى منة .تجولة في العراق وحض ابناء العشائر الى الانتماء الى الجيش العراقي الوليد وخبرتة في امزجة القبائل العربية جعلتة قادرا على اقناع ابناء العشائر الى الانتماء الى الجيش ..المعمل المصهر الذي يصهر ابناء العراق في بوتقة العراق ولكن موت خطفة ولم يكمل مهمتة .

الملك غازي مع كل ما روجة البعثين حول وطنيتة وحبة للوطن ولكن الحقيقة كل التقارير التي قرأئتها تدل على ان الرجل ضعيف عقليا وخاصة تقرير المدرسين الانكليز الذين كانو يدرسون الملك ,فهو الى سن متقدمة حوالي ثالثة عشرا لم يكن قادرا على القراءة بشكل صحيح وخاصة في مجال الرياضيات فهو لم يستوعب حتى جدول الضرب ؟ .

ولعة بالحيوانات والصيد ومشاهدة الافلام والسفر في بوادي العراق والى الخارج ..جعلتة اشبة بخليفة عباسي او أموي نزق ..

وحتى موتة ..قتل في حادث سيارة سباق كان يقودها بشكل مجنون في شوارع بغداد .وكانت الطامة الكبرى من خلفة الوصي عبد الاله الذي كان زير نساء من الدرجة الاولى ومن رواد الحانات .
وحتى عندما تم انقلاب عبد الكريم قاسم وجد الوصي في شارع ابو نؤاس يترنح ولا يعرف ماذا حصل بالبلد لاسف الشديد ..وعلق في مكانة باقرب عامود في الشارع ؟.

لم يمر على العراقين خلال هذة الفترة الذهبية شخص يقول لهم انتم عراقيين ونحن امة واحدة ..وجاء العسكر وما ادراك ما العسكر ..قبائل امنية بدوية مثل ما يقول الكاتب خالص جلبي ..قبائل تلبس الملابس العسكرية نفس روح القبيلة واستحقار المدينة والتمدن .

المشكلة من جذورها يا سادة .هل يوجد عراقي هل يوجد عراق وهل يوجد موضوع اسمة العراقيين .

محارب النور

(f)

فهمنا للطبيعة الشي . هذا يعني مراقبة الصفات الغالبة علية والتي تكاد ان تتحول الى شي اشبة بالسلوك .

أدركنا للطبيعة العراقية والفرد العراقي وهنا ارشح كتاب رائع للمرحوم العلامة علي الوردي "طبيعة الفرد العراقي"..حيث شخص ثلاث امراض شبة مستعصية العلاج .

نحن في العراق في صراح رهيب بين البدواة والتمدن ..تغلب علينا اخلاقيات الريف .حتى الافراد الذي سكنو بغداد تقصدو السكن في احياء مجاورة للبعض فهذة محلة الشمر وهذة محلة الجنابية وهذة محلة العوامرة وهاكاذا ..ذهنية الريف لم تفارق خيال العراقي ..فهو يعيش في تناشز رهيب بين المدينة والريف ..مقطع الاوصال بين اب يقول له النخوة والذو عن ديار القبيلة وتقبيل يد الشيخ ..وبين دراسة جامعية تفتح له افاق المعرفة والتمدن والاختلاط بين الجنسين .

لم نعرف شخص عراقي غير العلامة الوردي من شخص هذا الداء الوبيل ..كيف نقدر ان نحطم من هذا التشرذم الذي يفتك بالعراقيين من دون ان يحس العراقي انه متشرذم من ذاتة .

في علم النفس وخاصة المدرسة الفرويدية تتكلم عن غريزتين تسيطران على الانسان "الليبود " غريزة الحياة و "الدستريدو" غريزة الموت والتحطيم .

فرويد شخص ان تقوية غريزة واحدة منها يكون كافي من اجل تقليل من حدة الغريزة الثانية وهذا عين المنطق لو اخذنا روح الفكرة .

لو ان الحكومات المتعاقبة ركزت على تقوية مفهوم الوطنية والتمدن والقضاء على رؤوس العشائر وسلطة القانون المدني .

ولكن لاسف كل دساتير العراق توفيقية ..نعم لديك محكمة لفقة الامامي لديك محكمة للفقة الحنفي وهاكذا في توافقية بشعة لاسف .

عبد الكريم قاسم صاحب القانون المدني والذي حمى حرية النساء والزواج المدني من دون تفريق بين طوائف الشعب العراقي وؤد لاسف بالدستور العراقي الحالي ..والسبب سيطرة التيار الديني على البرلمان العراقي .

نجد الشاب والشابة يخرجون من المحكمة الشرعية .السني الى المؤذون والشيعي الى السيد في الكاظيمة فالزواج لا يتم الا ببركة السيد او المؤذون . تشرذم بشع يبدء في اقدس اقداس المؤسسة الانسانية الزواج .

تقوية الاحساس الحضاري وتحطيم اي سلطة خارجة عن سلطة القانون كان هو الحل الناجع لمشاكل العراق ..ولكن لاسف العراق الان يحكم من شيخ العشيرة والامام والسيد والمرجعية والف مرجعية على ساحة وهذا لوحدة كافي ان يحطم اي دولة في العالم .

محارب النور

(f)