اقتباس: أبو إبراهيم كتب/كتبت
عهد النقطة يتلخص بإعطاء قيمة للإنسان العربي أينما كان على هذه الأرض أو في سمائها.
أن نفعل كل ما بإمكاننا لزيادة قيمة هذا المواطن التي عملت الحكومات الفاشلة، والهزائم المتتابعة، والخيانات والفساد على تعويم قيمته كما عومت عملاتها النقدية.
الزميل الفاضل / أبو إبراهيم
تحياتي ,,
لا أعتقد بوجود من يختلف معك في أمنيتك النبيلة بإعطاء قيمة للإنسان العربي بدلا من الصفر الحالي.
لكني قد أعود لأختلف معك في سبب هذه النكبة و تباعا لأسلوب الخروج منها.
الحكومات العربية الفاشية هي ناتج المجتمعات العربية و ليست واردة عليها. و فشلها الصارخ ممثل شرعي لفشل مجتمعاتنا.
و كل من الخيانات و الفساد و غيرها هي مظاهر و نتيجة للتردي العام لمنظومات مجتمعاتنا و ليست سببا لهذا التردي.
إنك لو تخيلت اليوم إنتهاء جميع الأنظمة العربية الفاشلة - ملكية و جمهورية (أو شبه جمهورية) - فالسؤال هو هل ستنتج مجتمعاتنا بحالتها المتردية الحالية حكومات قويمة هكذا من العدم - أم سيتم إعادة إنتاج حكومات بنفس الفشل و التهافت و الفاشية؟
أكاد أجزم و قياسا على التردي الحالي لمجتمعاتنا و حالة النكوص التاريخي لها بأنها سوف تنتج أنظمة حكم أشد ظلاما و فاشية و فشلا من سابقتها.
يا سيدي إن حكوماتنا الفاشلة هي نتاج طبيعي و إبن شرعي لمجتمعاتنا الفاشية. و أجهزتنا الأمنية السادية نتاج طبيعي أيضا لمنظوماتنا و بنياتنا الإجتماعية الفاشية و الموروثة. و هذا في تشكيل هرمي متسلسل من القهر المتبادل. يبدأ من داخل منازلنا بل و أسرة نومنا - بدءا من قهر أطفالنا في البيوت و المدارس و دور العبادة لقهر نسائنا - لقهر و إرهاب بعضنا البعض .. إلخ.
إن قيمة الإنسان مفقودة داخليا بمجتمعاتنا نفسها لحد أصغر بنية إجتماعية و هي الأسرة.
بل و مفقودة على المستوى الفردي في ثقافة تمجيد الموت بدلا من حب الحياة.
قيمة الإنسان الفرد و تباعا المجتمع ليست هبة من الممكن إعطاءها مهما بلغت نبل النوايا. بل و ليست هدفا مباشرا يمكن لنا أن نبتغيه. فالقيمة في هذه الحالة ستكون نتيجة لمجتمع يتمثل منظومات سليمة و صحية - بدءا من البنيات التحتية للمجتمع و هي المعرفة.
اقتباس:عهد النقطة عو أن يستقل الإنسان العربي في كل شيئ : الحكم، الاقتصاد، التعليم، البحث العلمي، الاتصالات، التسليح، وحتى الإنترنت.
لعلك طرقت قلب الأزمة و الحل مباشرة. و لكن دعنا نتساءل:
ما الذي منع إستقلالنا في جميع المجالات بعاليه - مع إمتلاكنا لجميع المقومات المادية التي تلزم ذلك (بل و أكثر) و هذا مقارنة بدول قاحلة و شديدة التواضع على مستوى المقومات المادية مثل دول الشرق الأقصى؟
إن لهذا الإستقلال قواعده و قوانينه التي لن نلتف عليها بأي حال و أولها هو إعترافنا بمرضنا بدون مواربة و لا خجل.
ألا ترى معي أنه نوع من العبث أن نظل نتخيل أننا نملك جوهر الحكمة كلها بالرغم من هذا الكم الهائل من التردي الذي لا نستطيع إنكاره أيضا و تباعا نلقي بأسبابه على كل من حولنا إلا نحن.
إذا كان هذا العهد هو أن نعمل على الطريق الصحيح مرة واحدة بتاريخنا - و أن نبدأ بمكاشفة أنفسنا بأعراض مرضنا - و نحاول جادين لمرة تبيان مسببه - فأنا أول من أعاهدك.
لك كل إحترامي ,,