نصر الله لهجة عصرية و خطاب معقول...
نصر الله لهجة عصرية و خطاب معقول...
كلما اذاعت إسرائيل نبأ يتعلق بسلامة قيادة حزب الله , يسارع إعلام الحزب على طريقته الهادئة "بتدبير" طريقه ليخرج فيها حسن نصر الله الأمين العام للحزب الى العلن, و هذه المره كانت شاشة الجزيره هي المكان المختار لهذه المهمه , يدرك الحزب أن الحصار المفروض على قناة المنار سيجعل من الصعب إذاعة اللقاء عليه , ففضل أن أن يتنازل ولو مؤقتا عن إحتكار حسن نصر الله لقناة الجزيره ذات الإنتشار الواسع و الحضور المميز , و لكن اللقاء جرى على الطريقة التي أرادها تلفزيونالمنار و جهات حزب الله الإعلامية و يبدو أن قناة الجزيرة لم تملق الحق حتى بإختيار ساعة إعلانه و أكتفت بالتنويه به دون الإشارة الى الساعة , و على الأرجح فأن تلفزيون المنار قدم المصورين و الممنتجين و حتى الكاميرا و أفتصر دور تلفزيون الجزيرة على "تقديم" غسان بن جدو فقط الذي أوحى بذلك بإتذاره عن رداءة الصورة التي لم تكن رديئة أبدا.
بدأ حسن نصر الله مرتبكا في البداية قليلا , و ظهر أرتباكه عندما "أخطأ" , بأن وصف نهاريا بأنها شمال إسرائيل , ثم تدارك نفسه و صحح قائلا بأنها شمال فلسطين المحتله,لملم حسن نصر الله نفسه سريعا و حرص على أن يكون رابط الجأس باسما طوال فترة اللقاء و قد نجح بذلك و ساعده مظهره "الأنيق" و ذقنه المشذبه بعكس الصورة التي بدا عليها آخر مره , تماسكت جمله و ترتبت أفكاره و لم ينفعل أو يتحمس و كان متسامحا و جديا و ظهر الجد عليه عند ذكره أمر تبادل الأسرى و عندما أعتذر بعمق من أسر عرب فلسطين الذين فقدوا ابنائهم بصواريخه.حاول أن يكون مرحا و تحدث أحيانا بالعاميه , و ابتعد عن الخطاب الديني , و نجح في إقناع مشاهده أن الرجل لبنانيا صرفا.
تحدث عن النصر و المفهوم الذي أعطاه لما يسميه نصر يجعل أي نتيجة تسفرعنها المواجهات تعتبر نصرا,و أعتبر نفسه منتصرا حتى الآن بصموده و ألتفاف الشارع حوله و قدرة راجماته على أيصال الكاتيوشا الى الداخل الإسرائيلي , و لكن من المبكر أن يتحدث عن النصر فهذا لن تقرره العمليات العسكريه بل تفرضه السياسة و الشروط التي سيتوقف إطلاق النار على أساسها , و بتوكيده على مقايضة الأسرى يبدو بأنه سيقبل أي شروط إضافيه لهذا المبدأ, فهو لم يعارض قواتا دولية ولا قواتا محليه لتشاركه مواقعة الجنوبيه ,و أفلتت منه كلمه ربما كانت مقصوده عندما قال بأن هذه الحرب قد تكون آخر حربا تخاض ضد إسرائيل.
صدمته كانت كبيره و مره بالموقف العربي ,و رد على الذين أتهموه بإشعال الحرب بأنهم سبب إستمرارها ,و هو أتهام لا يخلو من وجاهة , و نبه الى نقطة هامة قد يكون على حق فيها , بقوله أن إسرائيل كان من الممكن أن تكتفي بضربة محدوده , و لكنها تلقت أمرا بالمواصلة , و يمكن أن نجد تأييدا على كلامه بالبرود الذي تحدث فيه بوش مع بلير في اللقطة "المسروقة" الشهيرة, و إذا جمعنا لها تلكأ كونداليسا رايس بالقدوم الى المنطقه يصبح كلام حسن نصر شبه مؤكد , فأمريكا تبدو عازمة على تطبيق 1559 , و قد طبقت دمشق الجزء الخاص بها و أمتنعت عن الضغط على حزب الله ,فلم يبق أمام أمريكا إلا إسرائيل لتحاول أن تطبيق الشق الخاص بحزب الله .
كان حسن نصر الله موفقا في طريقة ظهوره ,و كان واضحا بأنه لا يريد أن يبدو كبن لادن , و الظواهري ,مستبقا ما ستكتبه الجرائد الغربيه عن من أوجه التشابه , فليس فيها شيء يمكن أن مشتركا ألا أنها جميعا أختارت قناة الجزيرة ,أبتعد عن مواجهة الكاميرا و أعطاها جانبه الأيسر فقط و لم يظهر سبابته المتحديه ,و طرح مشروعه بكل وضوح و بساطه و بل أكد بأنه غير مهتم "بإستعادة " نهاريا و لا حيفا و همه الأول لبنان و الأسرى اللبنانيين و ذكر سمير قنطار بالأسم , و رغم "الرموز" الدينيه التي أكتسى بها "اللحية , و العمامة , و الجبه..",إلا أنه غطاها بمهاره بلغة عصرية و خطاب معقول .
|