{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حرب بلا منتصر ..
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #21
حرب بلا منتصر ..
اقتباس:  Logikal   كتب/كتبت  
 
طيب اذن حتى لو ملصنا حزب اللـه و حماس من المسؤولية، لكن لم يعد لنا اليد العليا (أخلاقيا) في لوم اسرائيل على قصف المدنيين.

يعني مقاتل واحد من اعضاء حماس او حزب اللـه يستخدم سيارة اسعاف واحدة، و بعدها تستعمل اسرائيل هذه الحادثة في قصف كل سيارة اسعاف تراها، و بالتالي يُحرم شعب بكامله من سيارات الاسعاف عند الحاجة.

و نفس الشيء بالنسبة للابنية. الان اسرائيل لديها سابقة يمكنها استعمالها في كل مرة.

هذه الامور تسبب لحزب اللـه و حماس (الى جانب المخاسر البشرية في الارواح البريئة) مخاسر جمة إعلاميا. لم أشاهد اي حوار او مناظرة على التلفاز الاميركي الا و خرج منه مؤيدو العرب مغلوبين كلما استخدم مؤيدو اسرائيل هذه الحقائق التي يكسبون بها تعاطف المشاهد.
لوجيكال .:97:
واقعيا حزب الله مسؤول أيضا عن الخسائر بين المدنيين اللبنانببن ولو بشكل غير مباشر ، ليس فقط لإستخدامه المناطق المدنية كمخازن للصواريخ ، وهذا إمتياز لا تعطيه حتى الحكومات المنتخبة لنفسها ،و لكن لسبب أبعد و أعمق كثيرا .
العقل العسكري لا يتعامل مع السلاح كعنصر منفرد و لكن كمنظومة دفاعية ، وفي حالتنا فالصواريخ لابد أن توظف في منظومة دفاعية ، فعندما تنشر الصواريخ لابد أن توفر الدفاع عنها لأنها ستكون هدفا مباشرا ورئيسيا للهجوم المعادي ، هذا الدفاع لابد ان يكون جويا و بريا ، حتى الأسلحة التقليدية كالدبابات تكون عديمة الفائدة في مناطق تجمعها و قبل نشرها للقتال ، أما أن تترك الصواريخ وهي سلاح ردع وليس فقط سلاح تقليدي بين المدنيين وبلا دفاع جوي من أي نوع فهذا انتحار و دعوة للعدوان عليها ، هذه الحقيقة يعرفها قادة و ضباط الحرس الثوري الإيراني بالقطع إذا لم يعرفها حسن نصرالله بحكم ثقافته الدينية البحتة ، و لكن الإيرانيين تجاوزوا مبدأ حماية السلاح المقاتل ليس عن جهل بل عن تدبير ، فهم لم يهتموا بتأمين المدنيين و تركوهم لقدرهم بهدف واضح هو زيادة الخسائر بينهم و بالتالي تعميق الكراهية لإسرائيل و الغرب و الظهور بمظهر المدافع الوحيد عن الشيعة و ربما الإسلام ، و النتيجة متوقعة سلفا فمع دولة عدوانية و مرعوبة لحد الهاجس مثل إسرائيل فالخطر يعني القتل مباشرة ، هذا هو ما يحدث بالفعل مغامرة تفتقد الحد الأدنى للأمن و لا معنى لها سوى في إطار صراع ممتد بين إيران و الغرب و رسالة من طهران إلى واشنطن :" نحن في كل مكان حيث قادرين أن نوجع ، نحن فقط اللاعبون فلماذا لا نتفق ؟، نووي في مقابل مصالح أمريكا في المنطقة ، نحن فقط – وليس بالقطع السنيورة المسكين أو سعد الحريري المذعور - القادرين ليس فقط عن تجريد حزب الله من الصواريخ بل حتى من سكاكين المطبخ ، ألا يستحق الأمن الإسرائيلي - ننوس عينكم – مجرد نووي صغير نستعرض به أمام العالم ؟ "، إيران تلعب أوراقها بمهارة و بتجربة تاريخية في التقية ، و كما أعرف الأمريكيين فسوف يتقبلون الصفقة الإيرانية لو كان هناك ضمان بعدم إستخدام السلاح النووي ضد إسرائيل .
أما العرب فيمكنهم كتابة ما يشاؤون من الشعر الركيك
تمجيدا لكل أغبياء الأرض
و إحتفالا بمختلف أنواع الهزائم .
فليس كمصيبة العقل مصيبة .
07-27-2006, 12:49 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
محارب النور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,508
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #22
حرب بلا منتصر ..
عندما تسمح دولة ان تكون هناك دويلات داخلة فهذة كارثة ..كارثة حقيقة ..وتصل الى شبة قانون الذي يسمح بوجود اكثر من سلطة داخل بلده فهو الى الخراب لا محالة..نفس المرض في العراق ونفس المرض في لبنان وفي بقية الدول..

قام الغرب بشي واحد هو توحيد السلطة ..واقصاء اي سلطة اخرى مهما كانت من دينية الى عشائرية او اثنية..حلول القوة بيد سلطة العاصمة ..وتوحيد بقية الاقاليم ..تحيد الكنسية ليس اعتراض بالدين ولكن اعتراض لذلك القابع على عرش الفاتيكان ويعين ويقصي ملوك اوربا .

وظهر لهولاء الامراء التواقين الى تحرر من سلطة العجوز رجل اسمة لوثر ..اعتقنق امبراطور المانيا فكرة ووجد فية الخلاص ..ودخل الفاتيكان على اسنة الرحماح وطق جرس عصر جديد لا سلطة لك بعد اليوم على رقابنا .

وبدء التحرر يتموج في اوربا مثل نسيم عطر ..لا سلطة غير سلطة الدولة .

نحن لم نفهم اصلا ما هي السلطة وماهية الدولة ..ولاءنا لالف راس وراس ..من الاب في البيت الى شيخ العشيرة ..الى شيخ الطريقة الى مرجع الديني واخر لائحة هي السلطة المدنية ..

عندما تعي السلطة مهما كانت متعجرفة ومها كانت سيئة ان الامر (السلطة ) بيدها وانها المخولة بشكل حقيقي في امور الدولة ..تلك الساعة يحق لها ان تكون السلطة ..

اما اذا كانت السلطة تجامل السلطات الاخرى ..على مبدء شيلني واشيلك وفالله يرحم تلك البلاد .

او بند في وثيقة المدينة في عهد محمد هي

ان محمد بن عبد الله هو صاحب السلطة الوحيدة في المدينة ..نعم وهذا صحيح لا سلطة اخرى لغيره .

مشكلة نحن لا نعي ذواتنا ولا نعرف غير الاسماء والمصلطحات ..مع انها مفاهيم ..مفهوم السلطة غائب ..نفس المشكلة في معرفتنا ووعينا ..المعرفة تقود الى الوعي ..فما بالك اذا كان الوعي مخرب ومغلوط .. نفس المشكلة كنا نعانيها في المدرسة ..تبت يدا ابي لهب .؟؟ جيد من هو ابو لهب ..

س +ص= ج ؟؟. جيد من هو السين وما هو الصاد وماهو الجيم القابع في اخر المعادلة ..اصلا ما معنى مفهوم المعادلة ككل ..

وندخل في ازمة مرعبة في وعينا ..لانها مبني على معرفة خاطئة ..غائبة فيها المفاهيم ..وهي اساس المعرفة ..

خلل مرعب والان ندفع ثمنة وسوف ندفع ثمنة الى ان يرث البلهاء الارض كما قال بهجت.

محارب النور

أبدي ّ
07-27-2006, 01:10 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #23
حرب بلا منتصر ..
نسمة عطرة .
مرحبا بك في الشريط و كل شريط . نورتي .
الأخ باسل .
و الله أشاركك التأثر بموقف شعب الجنوب العزيز ، فقط أتسائل متى سنقود شعوبنا للحضارة و السعادة و ليس للتهجير .
العزيز وليد .
لا يمكننا الوقوف على الشاطئ و نحن نراقب غريقا خوفا من البلل ، فلو جبن العاقل و شجع الأحمق ضاعت الحقيقة و فسد الكون .
لابد من الماء فالغرقى كثيرون .
تحياتي للجميع .:97:
07-27-2006, 01:28 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #24
حرب بلا منتصر ..
الأخ الكندي .(f)
هناك العديد من نقاط الخلاف بيننا و لكن هناك ربما 3 نقاط هي الأهم .
أولا : مدى استقلال قرار حزب الله و تحديدا في التصعيد الأخير .
لن أصر على رأي ما و لكن لنطرح الرأين معا و ترى أيهما أكثر منطقية و مصداقية .
بداية سأدعي أن قرار التصعيد كان خاطئا سواء من حيث التوقيت أو التنفيذ مهما كان مصدر هذا القرار ،و لنبحث البديلين بشفافية وموضوعية تامة .
البديل الأول : أن القرار هو قرار مستقل بهدف مساعدة حماس كما تفترض أو من أجل المساومة على تحرير السجناء اللبنانيين و تحديدا سمير قنطار كما يدعي متحدثو حزب الله . يدعم هذا الرأي تصريحات حزب الله نفسه و موقفه الوطني الذي يشيد به مناصروه و شخصية حسن نصرالله القوية و علاقاته المتميزة بحماس و نجاح عمليات تبادل للأسرى سابقة ، أيضا موقف إيران وسوريا الخجول المتردد ، فلو كان القرار قرارهما لكان رد فعلهما مختلف ، هل تراني أوفيت ؟.رغم هذا هل توافقني ان قرارا بمثل هذه الخطورة حتى ولو كان قرارا مستقلا لابد أن يتم مناقشته مع سوريا و إيران الحلقاء الأقوياء نظرا لتأثيره الكبير عليهما ؟، ألا يعتبر هذا بمثابة قرار مشترك بين الحلفاء على أقل تقدير ؟.
البديل الثاني : أن القرار هو قرار إيراني منفرد أو إيراني سوري مشترك ، و أنه اتخذ وفقا لأجندة المصالح الإيرانية السورية بشكل أساسي ، يدعم هذا الرأي ما يدعيه الغرب ،و أن هناك الكثير من المساومات الخاصة بحزب الله تمت بين أمريكا وسوريا و ليس حزب الله نفسه ، هناك أيضا البيعة المعلنة التي بايع بها حسن نصرالله و حزبه خامنئي مما يجعل حزب الله مجرد تنظيم شيعي أصولي موالي لإيران و لا علاقة له بلبنان سوى علاقة الإنسان بمكان أو فندق يعبش فيه ، فالولاء لا يتجزأ إما للوطن أو للمذهب ورموزه ، هناك أيضا التوقيت ، فهذا القرار اتخذ بينما كانت هناك مبادرة يقوم بها نبيه بري حليف حزب الله من أجل الإتفاق حول الدفاع عن لبنان و بالتالي دور وسلاح حزب الله ، وهي العقية الكؤود من أجل الوصول إلى تفاهم ومصالحة وطتية شاملة و تطبيق قرارات الشرعية الدولية ( القرار 1559 ) ، و نتذكر جميعا التدخل الفج ( تعبير مهذب ) لخامنئئي الذي رفض فيه نزع سلاح حزب الله كأن هذا الحزب بل كل لبنان مجرد تابع ذليل له بلا إرادة ، ألا ترى أن هذا الوقت تحديدا هو أبعد التوقيتات كي ينفرد حزب الله بقرار التصعيد و بعد 6 سنوات من التهدئة لو كان الحزب يتحرك وفقا لأجندة وطنية بالفعل ؟، و ما هو الدعم الذي ستحصل عليه حماس من هذا التصعيد و لديها بالفعل أسير إسرائيلي ، أيضا لقد حدثت مبادلات سابقة للأسرى و ترك خلالها سمير قنطار في السجون الإسرائيلية فما هو الجديد الان ؟.لن نؤكد أن هناك إجتماع بين قادة الحزب وسوريا و إيران في دمشق اتخذ قرار التصعيد على إثره فقد يكون هذا الإجتماع مجرد أكذوبة و دعاية أمريكية ،و لكن لندرس التوقيت مرة أخرى وفقل للمصالح الإيرانية ، سنجد لدينا توافقا مدهشا بين هذا التوقيت و توقيت إجتماع دول الثمان المخصص لمناقشة المشروع النووي الإيراني ، هذا المشروع المحوري في الإستراتيجية الإيرانية العليا ، كان من المفروض أن يتم حسم مسألة نقل الملف الإيراني إلى مجلس المن و من ثم فرض العقوبات و ربما استخدام القوة ، جاء التصعيد رسالة قوية إلى الغرب بأن إيران هي سيدة المنطقة و أيضا أدى التصعيد لتحول الإجتماع من مناقشة الملف الإيراني إلى مناقشة الحرب في الشرق الأوسط ، ما رأيك في هذا التوقيت هل علينا أن نعتقد أنها مجرد مصادفة إيرانية سعيدة أم نفترض ولو افتراض أن هذا التوقيت مدبر لصالح إيران وعلى حساب قوى التحرر في لبنان بل على حساب لبنان كله ؟، هل يمكننا ان نرى مصلحة سوريا أيضا في قذف المشكلة اللبنانية إلى الأمام و إلى واقع جديد يصبح فيه التحقيق الذي يدين سوريا باغتيال الحريري وربما يدين بشار الأسد نفسه شيئا من الماضي ليس في صالح أحد الإستمرار فيه ، ألا ترى ان هذا التوافق الغريب بين التوقيت ومصالح سوريا و إيران هو شيء أكبر كثيرا أن يكون عفويا بريئا ؟.أما عن الصمت السوري الإيراني ، فمتى بكي الإنسان على تدمير سلاحه بعد أن أدى دوره ؟
سأتوقف فقط تمهيدا للنقطة التالية عن حق حزب الله في انتهاك سيادة لبنان ولو باسم المقاومة .
07-27-2006, 03:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #25
حرب بلا منتصر ..
[SIZE=5]أولى تجارب هذه المشاريع كان لبنان فابتلع حزب الله الدولة، وثانيها كانت في فلسطين حيث ابتلعت حماس شبه الدولة وثالثها في العراق حيث سلمت الدولة سلميا لجماعة ايران
الأخوة (f)
محارب النور (f)
الكندي .(f)
هذه مقالة لكاتب مصري أمريكي هو مأمون فندي ،و هي تعبر بدقة عن إشكالية السيادة و أهميتها و التي طرحها محارب النور ،وهي أيضا موضع خلاف أساسي مع الكندي ، فضلت وضع المقال كاملا حتى تكون الفكرة واضحة جدا لأنها مفصلية في فهمنا و من ثم تقيمنا لحزب الله كظاهرة سلبية و ليست إيجابية كما يعتقد بعض الزملاء المتحمسون .
[SIZE=4]من الرأس: لبنان أم حزب الله؟!
مأمون فندي .
بقاء لبنان كدولة برأسين غير ممكن، الخيار الآن هو بين انهيار الدولة والحفاظ على حزب الله، أو نزع سلاح حزب الله وبقاء الدولة، ولا حل ثالثا، هكذا تتجه الرياح الدولية والاقليمية، وحتى اللبنانية، اذن، نحن امام نموذجين لبنانيين يعكسان حاله تستشري في العالم العربي، نموذج الحركة التي تبتلع الدولة، و ان تؤكد الدولة سيادتها وتحتضن الحركة سياسيا لا عسكريا، وقد كتبت منذ عامين على صفحات هذه الجريدة عن موضوع المواجهة بين الحركة والدولة في العالم العربي، وعن المشروعين الهادفين لتقويض الدولة العربية الحديثة.
الدولة العربية الحديثة اليوم تحارب على جبهتين: تحارب المشروع الاسرائيلي الامريكي الهادف الى اضعاف الدولة العربية من الخارج، أو المشروع الايراني الهادف الى تقويض الدولة العربية من الداخل (حزب الله في لبنان، حماس في فلسطين، وابتلاع الدولة في العراق ايرانيا) وهنا احيل القارئ إلى مقالي السابق المعنون «الايرانيون الجدد».
المشروع الاسرائيلي الامريكي الذي يستهدف الدولة العربية من الخارج لا يجد تأييدا شعبياً، اما المشروع الايراني الهادف إلى فرض السيادة الفارسية فيجد مظاهرات مؤيدة له في الشوارع العربية رافعة اعلام حزب الله بدلاً من اعلام ورايات بلادها. مشروع تؤيده جماعة الإخوان المسلمين في كل دوله.. حيث يسعى الاخوان في مصر لابتلاع الدولة، ويسعى اخوان سوريا والاردن لابتلاع الدول ايضاً، اذن نموذج لبنان، ونموذج الدولة ذات الرأسين هو سرطان بدأ ينتشر مصحوباً بتصفيق «الشارع» العربي والشوارعية الذين يهدفون الى القضاء على الدولة الحديثة ليحولوا العالم العربي برمته الى حالة من الميليشيات المسلحة على غرار حزب الله.
الرغبة في تحويل بلدان العرب إلى حالة ميليشيات تعكس مراهقة سياسية وتخلق حالة من الفوضى يحارب فيها العرب بعضهم البعض نيابة عن ايران أو نيابة عن اميريكا واسرائيل.
في ظل هذا الهياج المشاعري والاتهامات بالتخوين لا مجال للنقد فالذي ينتقد نصر الله اليوم يخوّن، رغم ان نصر الله نفسه اعترف بخطئه في مقابلته مع قناة الجزيرة القطرية.
حسب قراءتي لهذه المقابلة وجدت ان نصر الله يؤيد الموقف السعودي ـ المصري الذي رأى ان ما قام به الحزب هو مغامرة غير محسوبة «كان واضحاً في المقابلة ان نصر الله فوجئ بردة الفعل الاسرائيلية، كذلك حسب كلامه فوجئ بردة فعل بعض البلدان العربية (يعني مصر والسعودية) وفوجئ ايضاً بردة فعل الشارع، اذا كان نصر الله قد فوجئ بكل هذا، ألا يعني هذا ان حساباته كانت خاطئة، ألا يعني ذلك انه يقول بلسانه ان مغامرته كانت غير محسوبة، أليس هذا بالضبط ما قالته السعودية ومصر.
فكيف لقادة الشارع أو الشوارعية ان يقبلوا ذلك من حسن نصر الله ويرفضوه من دولهم، ام انهم ضد كل شيء تقوله الدولة لان هدفهم فقط هو تقويضها من الداخل.
حالة الحسم فيما يخص حالة الدولة ذات الرأسين التي تمثلها ثنائية السنيورة ـ نصر الله في لبنان تأتي عندما نبدأ الحديث عن وقف اطلاق النار.
لم يسبق في تاريخ العلاقات الدولية ان جلست دولة مع حركة سياسية على طاولة مفاوضات لوقف اطلاق النار، اذا كان هناك وقف لاطلاق النار فإن ذلك يحدث بين دول توقع على تعهدات تحترمها وتعاقب دولياً اذا ما أخلت بتعهداتها. وقف اطلاق النار بعد حرب 73 كان في الكيلو 101 حيث جلس الاسرائيليون مع المصريين حول مائدة المفاوضات، كذلك كان وقف اطلاق النار بين صدام والتحالف الدولي لتحرير الكويت عام 91 في خيمة صفوان، بين دولة ودولة.
من وجهة النظر الامريكية والاسرائيلية لا بد من ظهور الدولة اللبنانية كطرف.. لكنهم يشكون في عقد اتفاقية وقف اطلاق نار مع حكومة ضعيفة لا يستحق توقيعها على الاتفاقية الحبر الذي على الورق. لان لبنان بحاله هذا لا يستطيع ضمان الاتفاق، وليست لديه القدرة على الزام حزب الله بعدم تكرار العملية. فمن يضمن هذا الاتفاق؟!
ليست هناك قوة اقليمية قادرة على ذلك، كما ان اي اتفاق لاطلاق النار لا بد وأن يكون ضمن حل سياسي، وبما انه لا يوجد هناك اي تصور لاطار سياسي لا يبقى سوى القرار 1559 القاضي بنزع سلاح حزب الله كإطار سياسي صادر عن مجلس الأمن الدولي أو عن دول قادرة على حماية قراراتها.
من وجهة نظر امريكية ودولية ـ رغم انها لم تقل مباشرة ـ الفرصة الآن مواتية ولن تتكرر كي تنفذ اسرائيل متطلبات القرار، بضرب البنية الاساسية لحزب الله، واضعافه لدرجة تجعل الدولة اللبنانية هي الأقوى وانهاء ظاهرة الدولة ذات الرأسين، هذا التصور الذي يصب في تقوية الدولة اللبنانية وتقليص حجم حزب الله، يصب ايضاً في استطالة مدة الحرب والسماح لاسرائيل بتنفيذ مخططها.
القضاء على حالة الدولة «ذات الرأسين» في لبنان لا يعني بالضرورة القضاء على الظاهرة في كل العالم العربي، خصوصاً في ظل حالة من الاستقطاب وضع العرب اليوم في محورين: محور الاعتدال بقيادة مصر والسعودية ومحور الراديكالية بقيادة سوريا وايران وقناة الجزيرة، سياسة المحاور هذه تذكرنا بفترة حرب اليمن والمواجهة بين الرئيس الراحل عبد الناصر والملك فيصل، دخل عبد الناصر اليمن وخسر امام اسرائيل بعدها في هزيمة منكرة، سماها هيكل وجماعته نكسة، وما أشبه اليوم بالبارحة!
المناوشات بين المعسكرين قد تتخذ من لبنان ساحة لها كما اتخذت حرب ناصر ـ فيصل من اليمن ساحة لها، ويبقى لبنان بلد تجارب لمشاكل المحاور العربية وغير العربية التي تبحث عن حرب بالوكالة لا تتلوث فيها ايديها هذه المواجهة بين المحورين ستزيد من حالة المواجهة بين الحركات والدول. فهذه مظاهرة من القاهرة يهتف فيها مرشد الاخوان ضد النظام ويدعو لفتح باب الجهاد، فتح الباب في اتجاه اسرائيل ولكن الحقيقة هي انهم يفتحون باب الجهاد من سياق المشروع الايراني الذي يريد ان يقوض الدولة من الداخل، مشروع يهدف الى تحويل مصر الى حالة المليشيات التي نراها في لبنان.
يحدث هذا ايضا في دول الخليج وبتمويل خليجي لاعلام خليجي يهدف الى تآكل شرعية الدولة، إما تأييدا للمشروع الامريكي القائل باضعاف الدول العربية من الخارج او تأييدا للمشروع الايراني الذي ينخر في الدول العربية الحديثة من الداخل تحت مسمى الثورة الاسلامية أو المقاومة.
أولى تجارب هذه المشاريع كان لبنان فابتلع حزب الله الدولة، وثانيها كانت في فلسطين حيث ابتلعت حماس شبه الدولة وثالثها في العراق حيث سلمت الدولة سلميا لجماعة ايران والبقية تأتي ولن ينجو من ذلك احد، حتى سوريا التي تقف في صف المشروع الايراني، ينخر فيها اليوم مشروع الاخوان المسلمين مشروع يبتلع الدولة السورية ولكن بهدوء.
ان لم تلتفت الدول العربية بصدق وبعيداً عن المراهقة الى تبعات المشروعين المتنافسين في المنطقة: المشروع الايراني والمشروع الأمريكي، قد تؤكل الدول العربية ونحن نهتف اين العرب!
لبنان هو بداية الحسم، فإما لبنان وإما حزب الله، إما الدولة وإما الحركة، ولكم الاختيار
07-28-2006, 02:52 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
رحمة العاملي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,790
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #26
حرب بلا منتصر ..
من فضل الله ورحمته
ان العزيز بهجت اعترف اخيرا بوجود مشروع امريكي اسرائيلي في المنطقة
هلا شرحت لنا اهم منطلقات هذا المشروع واهدافه ؟


07-28-2006, 12:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #27
حرب بلا منتصر ..
أمريكا ببساطة هي سبب تخبط المنطقة وصراعاتها كما أعتقد ،
من فضل الله ورحمته
ان العزيز بهجت اعترف اخيرا بوجود مشروع امريكي اسرائيلي في المنطقة
هلا شرحت لنا اهم منطلقات هذا المشروع واهدافه ؟


[/quote]

يا عزيزي (f)
أنت غير منتظم معنا في النادي و لهذا لا تعرف الكثير عن أفكارنا ، عن أمريكا تحديدا طرحت مجموعة من الأشرطة وشاركت في الكثير عنها ، لا أزعم اني خبير في العلاقات الدولية و لكن إهتمامي بالدراسات الإستراتيجية جعلني منغمسا في الصراعات و نظمها و فنياتها ، أمريكا ببساطة هي سبب تخبط المنطقة وصراعاتها كما أعتقد ، ولو كنت مهتما بأفكاري عن امريكا فهناك العديد من الأشرطة يمكنك أن تبحث عنها في أرشيف بهجت و يمكنني البحث عنها و إعطائك وصلاتها ، مثل أمريكا كمان و كمان و بوش و أجندة الله ، فربما كان هناك 6 أو 7 أشرطة خصصتها لأمريكا و اليمين الجديد ، المشكلة ليست عندنا بل عندك لأنك تعتقد أن نقد الحماقة التي أرتكبها حسن نصرالله دليل على أننا نهيم عشقا في أمريكا ، أمريكا قوة كونية كبرى و ليست إمرأة كي أتعشقها ، نتعامل مع السياسة بقوانينها و محدداتها و ليس بالمشاعر .
لدي خبرة عملية طويلة بالصراع مع إسرائيل و أصبحت لدي الغريزة للتفرقة بين الضربة الموجعة لها و ما هي الحماقة ، أنتم ارتكبتم حماقة أضاعت نصرا حتى ولو كان معنويا .
أمريكا الآن و منذ 11 سبتمبر مثل العاصفة الهوجاء التي لا عقل لها ، الحكمة ألا تتصدى للعاصفة في أوجها فهذا انتحار ، و الحكمة الأكبر أن تستفيد من إندفاعها أحيانا .
أتمنى أن يتوفر لك الوقت لتقرأ ما نطرحه في هذا الشريط ، و سيكون لنا عودة .
ولك وردة .:97:
07-28-2006, 06:53 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
رحمة العاملي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,790
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #28
حرب بلا منتصر ..
العزيز بهجت (f)
دعني اصارحك قليلا
كل اشرطتك التي تتحدث عنها اعرفها وقلما يأتي عليّ يوم ولا ادخل المنتدى لقراءة اي موضوع جديد
وان كنت لا اعقب لا يعني اني لا اتابع
مقالاتك الاستراتيجية يا عزيزي طويلة وتصيب قارئها بالملل وذات حشد غير مبرر ولا صلة له بما تبحثه احيانا كثيرة ، فيغلب على بحوثك طابع (الاسهال) على مستوى اللفظ و(الامساك) على مستوى المعنى

والنتيجة عدم تقديم اي جديد عما يكتبه عادل حزين او مأمون فندي في ايلاف السعودية
لأنك تتحدث بلسان منظري النظام في اي بلد عربي واقع تحت الهيمنة الكولونالية او القبلية للحكم وان كان بشكل غير رسمي
وبالتالي انت لست باحثا حياديا
هذا الموقف يخدش مصداقيتك (كباحث) لانك لا تترفع او تتجرد عن مرتكزاتك السياسية ومشاعرك الايدلوجية الخاصة عند البحث ، وتحدد النتيجة سلفا قبل تقديمك للقرائن والادلة

نحن الان يا عزيزي امام واقع وقع فعلا وعقارب الساعة لن تعود الى الوراء وما يحدث سيصيب كل العالم العربي والاقليمي بشظاياه اعترفت بذلك ام لم تعترف
وخبرتك كضابط عربي سابق في الصراع مع اسرائيل ازاء ما يحدث اليوم تساوي (شلن)
وتنظيراتك للدولة واسسها وحقوقها لا يفيد خاصة اننا في لبنان لم يكن لنا دولة بما لكلمة دولة من معنى منذ عهد الاستقلال
بل كان لدينا نظام حكم ونظم الحكم شيء وونظم الدولة شيء آخر

حماس لم تبتلع فلسطين بل وصلت الى الحكم عبر عملية ديمقراطية شفافة وبالتالي هي خيار الشعب الفلسطيني
وحزب الله شريك اساسي في الحياة السياسية وشريك اساسي بالحكم في لبنان

07-28-2006, 08:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الكندي غير متصل
ليس التلاسن مع الرعاع فكر ولا حرية
*****

المشاركات: 1,739
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #29
حرب بلا منتصر ..
وأنا أيضا سأنقل بعض وجهات النظر ..

--

عنونت إسرائيل هجومها الوحشي على لبنان باسم "نزع سلاح حزب الله والقضاء عليه" وصنفت معركتها هذه باعتبارها جزءاً من المعركة العالمية في مواجهة الإرهاب.

عناوين مضللة، وتصنيفات مخادعة وأهداف يستحيل تحقيقها. عناوين وأهداف فرعية لعناوين وأهداف إستراتيجية أميركية رأيناها في العراق بعنوان القضاء على الأنظمة الدكتاتورية ونشر الديمقراطية ومكافحة الإرهاب.

حزب الله ليس دولة

نسي الإسرائيليون أن حزب الله ليس دولة، وليس جيشاً لدولة، لقد غفلوا عن أن هناك تحولات نوعية تجري في المنطقة العربية كالتي تجري في العالم، وكل تحول له خصائص بصرف النظر عن اختلافها.

حزب الله كالمقاومة في فلسطين ليس ظاهرة كمية، أو حزباً آخر في قائمة الأحزاب الموجودة على السطح السياسي العربي التقليدي، حزب الله ليس مجرد حزب محلي في دولة بل هو نموذج تشكل في لبنان كما تشكلت المقاومة في فلسطين لملء الفراغ الذي تركه الاختلال الهائل في ميزان القوى بين الجيوش والدول الذي أهدر حقوق الشعوب.

وعندما ينعدم الأمن الجماعي عبر الدولة الوطنية أو الجيش الوطني وتصبح الحقوق الوطنية تحت رحمة ميزان القوى الدولي، فإن كل فرد يسعى للتحول إلى جيش.

كل مقاتل في حزب الله هو جيش مصغر، حزب الله والمقاومة الفلسطينية حالة شعبية لم يعد بالإمكان استئصالها، حتى لو استطاعت إسرائيل جدلا أن تقضي على كل عناصرهما، إنها ظاهرة اجتماعية نوعية مرشحة للتكرار في المرحلة القادمة أكثر مما هي ظاهرة كمية مرشحة للاستئصال.

جربت أميركا واستعرضت أمام العالم قدراتها العسكرية، ونظم التحكم والسيطرة التي تمتلكها والأقمار الصناعية وطائرات التجسس ومعدات التدمير الهائلة، فدمرت الدولة العراقية والجيش العراقي والإنسان العراقي وأحرقت الأخضر واليابس.

التحول النوعي الذي نتج عن الأزمة العراقية بعد احتلال العراق وإزاحة النظام السياسي فيه وحل جيشه وتدمير مقدراته، أفشل أميركا في الصمود أمام مجموعات صغيرة مقاتلة صممت على إحراج هيبة الدولة العظمى في العراق قبل إخراجها منه، فأعاقت مشروعاتها الإستراتيجية على مستوى المنطقة والعالم.

لقد قدمت المقاومة العراقية نموذجاً مرعباً للقوات الأميركية عن حروب المجموعات الصغيرة، فبعد أن رصدت الولايات المتحدة مبلغ 150 مليون دولار لمواجهة المقاومة العراقية في العام 2004 وجدت نفسها تحتاج إلى رصد ثلاثة مليارات دولار لهذه المواجهة في العام الذي تلاه.

جاءت هذه الزيادة بعد أن اكتشفت القوات الأميركية واعترفت بذلك علناً أن أخطر مقاومة تواجهها هي المجموعات الصغيرة لا الأحزاب الكبيرة، إذ تتميز هذه المجموعات بقدرتها على الإنتاج الذاتي المحلي للعبوات وللصواريخ ولديناميكيتها العالية وقدرتها الفائقة على المناورة.

صراع لا متناه

بدأت إسرائيل تعد نفسها لاستعادة دورها الإقليمي بعد أن فشل الجيش الأميركي في القيام بهذا الدور بعد تخبطه في مستنقع العراق.

واقتداء بالجيش الأميركي بدأت إسرائيل بتزويد نفسها بكل ما لدى هذا الجيش من ترسانة أيديولوجية وتكنولوجية.

إسرائيل المصابة بهوس الأمن، تسعى لتمرير كل وظيفتها العدوانية الإمبريالية تحت مسمى القلق الأمني ومواجهة الإرهاب الذي يتهددها بحسب زعمها.

وهي تستخدم كل ترسانة الأيديولجيا الإمبريالية الهائلة لتبرير عدوانها على الشعب الفلسطيني واللبناني وعلى الأمة العربية، وبالمثل تسعى لتوظيف ترسانة التكنولوجيا الأميركية من مخابر البنتاغون التي تقدم لها بالمجان لتعزيز وسائل ذلك العدوان.

العدوان المتمادي لدى إسرائيل ليس مجرد رد فعل على تهديد ممكن أو قائم، بل هو جزء من عقيدتها ووظيفتها.

إفرايم هاليفي رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) وفي محاضرة له ألقيت في مركز جافي للدراسات الإستراتيجية، خلال المؤتمر السنوي الذي انعقد عام 2003 للبحث في شؤون الدولة ونشر بالمجلد السادس للمركز، يؤكد لا نهائية هذه العدوانية على المحيط العربي.

فيقول: إن الصراع الإسرائيلي العربي يجري على الحد الفاصل والمتصدع بين الحضارات سواء في أوروبا أو في الشرق الأوسط، وبحسب الحكمة التقليدية، فإن كل حرب يجب أن تنتهي.

لكن هل هذه هي حروب حقيقية للحدود الفاصلة الخاطئة؟ بالنسبة لهنتنغتون فإن حروب الحدود الخاطئة هي حروب متقطعة، لكن صراعات الحدود الخاطئة هي صراعات لا متناهية.

وإذا كان الأمر كذلك فإنه مقدر لنا ومحكوم علينا أن نواجه صراعاً لا متناهياً، وأتمنى أن نصبح قادرين على تأسيس الحلول المؤقتة التي تمتد لفترة زمنية طويلة، أو أجوبة مؤقتة وغير نهائية للأسئلة التي يطرحها هذا الصراع الصعب الذي نواجهه هنا.

اقتطاف إفرايم هاليفي هذا يعبر عن الاستعداد الدائم لترجمة الأهداف الإمبريالية في المنطقة وتكييفها بما يبرر العدوانية الصهيونية، ويضعها في سياق تلك الأهداف.

التحول النوعي العالمي الأبرز في هذه المرحلة هو ما يسمى الثورة التكنولوجية أو ثورة الاتصالات والثورة المعرفية، هذا التحول النوعي تسعى الجيوش للاستفادة منه بأقصى درجة ممكنة.

إسرائيل وحروب النانو

لهذا تسعى إسرائيل لتوظيف أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا ووجدت في التكنولوجيا الصغرية (NANO TECHNOLOGY) الكلمة السحرية التي باتت تشنف آذان الباحثين الإسرائيليين في التقنيات الأمنية وخاصة بمعهد التخنيون في حيفا، وكأنها الكلمة السحرية التي ستجيب لكل ما يسميه هؤلاء الباحثون التهديدات الإرهابية ويعنون به المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

يقول مدقق معهد التخنيون في حيفا البروفيسور إيهود كينان "إن الحديث يدور عن انطلاقة تكنولوجية، إن هناك أمورا لا تزال سرية، ولكننا نختبر طرقاً أصيلة للصراع مع مادة متفجرة جداً وغير عادية يتم إنتاجها في مختبرات المنظمات الإرهابية الفلسطينية".

أمنون برزلاي في مقالته المنشورة بصحيفة هآرتس يوم 11/4/2004 يقول: يتبادل البروفيسور كينان المعلومات الموجودة لديه مع المنظمة الأميركية العليا للتكنولوجيا الأمنية التي تضم حوالي ثمانين منظمة مختصة بشؤون الأمن، ومن بينها CIA وFBI ومنظمة أمن الطيران وهيئة الكحول والتبغ.

وفي هذه الأيام تعد المنظمة العليا مناقصة للشركات الأميركية لإنتاج نانو طائرة بدون طيار وبدون محرك بحجم 5-6 ملم وتطير على مبدأ حبة الطلع، وبألياف مماثلة من التيتانيوم بوزن 0.1 ملغم.

ولهذه الطائرة وظيفة تحسسية وتطير إلى ارتفاع مائة متر، وهي وفق النموذج الذي طوره البروفسور كينان والذي سيكون من الممكن بواسطته الكشف عن المواد المتفجرة.

إسرائيل تفكر في توظيف النانو تكنولوجي، وتتبجح بالمستوى الذي وصلت إليه مختبراتها على صعيد هذه التكنولوجيا، وما توفره من قدرة تجسسية وتحسسية وتدميرية عبر تحويل وسائل التدمير التقليدية إلى وسائل تدمير ذكية.

ربما غاب عن ذهن صانع القرار الإسرائيلي دلالات وأبعاد ومخاطر حروب النانو ولم يعر بالا إلى التغير النوعي الذي ستحدثه الثورة التكنولوجية، ولم ير في هذه النانو إلا ما يخدم أهدافه.

لقد غاب عن ذهنه وهو يتبجح بالنانو تكنولوجي أنه سيواجه نتيجة ذلك النانو جيش (NANO TROOPS).

النانو جيش

المحللون الإستراتيجيون الإسرائيليون يضعون الصراع مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية على رأس أولويات أجندتهم الأمنية، ويتحدثون عن المخاطر الشديدة المترتبة على امتلاك هذه المنظمات لتكنولوجيا الصواريخ، وكذلك لامتلاكها تكنولوجيا صناعة متفجرات شديدة الانفجار.

فكما وفرت منظومة الأيديولوجيا والتكنولوجيا الإمبريالية لإسرائيل كل هذه القدرة على العدوان، فإنها بعدوانها قد وفرت مخزونا ضخما من الرغبة في المقاومة لدى أبناء الشعوب العربية والإسلامية المستهدفة بالعدوان.

ووفرت التكنولوجيا التي لم تعد حكرا على أحد في ظل الثورة المعرفية التي يشهدها القرن الـ21 لأبناء الشعوب المعتدى عليها، القدرة المعرفية على إنتاج المواد شديدة الانفجار من محتويات المنزل العادية، وكذلك القدرة على إنتاج الصواريخ وربما ما هو أبعد.

والمقاومة لم تعد تشترط وجود منظمات كبيرة ولا تنتهي بتفكيك هذه المنظمة أو تلك، كما يعتقد الإسرائيليون.

لقد أتاحت هذه التكنولوجيا القدرة على إنتاج الصواريخ ليس من قبل المنظمات والدول فقط، بل أيضاً من قبل الأفراد، ولن يعود في مقدور أحد اتهام جهة ما بتزويد المجموعات الصغيرة أو الأفراد بهذه المعدات الحربية كالصورايخ وغيرها.

العدد اللازمة للصناعة تمتلئ بها مخازن العدد الصناعية بالأسواق، وهي أيضا عدد نانو، أي عدد صغيرة ولا تقل كثيراً في كفاءتها عن العدد الكبيرة التي كانت تمتلئ بها المخازن الضخمة للصناعات الحربية.

تمكن هذه العدد الصغيرة الفرد من صناعة الصاروخ في غرفة لا تزيد مساحتها على عشرة مترات مربعة.

في ضوء هذه الصورة يصبح الفرد أو أي مجموعة لا تزيد على خمسة أفراد، هي أقرب في تأثيرها لسرية أو كتيبة في جيش تقليدي.

لكنها تتميز بعدم وجودها في ثكنات مكشوفة كأهداف ثابتة، وعدم حاجتها لوسائل نقل مكشوفة لصواريخها وعدم حاجتها لكلفة دعم لوجستي عالية، بل تستطيع نقلها كقطع ليجو وتجميعها حيث ترغب في مكان الانطلاق.

في حربها على المقاومة الفلسطينية بفلسطين واجهت إسرائيل خطر الصناعة المحلية للعبوات شديدة الانفجار والأحزمة الناسفة، وانشغل معهد التخنيون في البحث عن الوسيلة التي بإمكانها الكشف عن (ACETONE TRI PEROXIDE) المكونة من أسيتون وماء أوكسجيني وليمون، بعد اكتشافه هذه العبوة بمدينة الخليل ومقتل الجندي الإسرائيلي الذي حاول تفكيكها.

كذلك واجهت إسرائيل خطر الصواريخ المصنعة محلياً، وإن كانت ما تزال غير ذكية بما يكفي لجعلها خطراً أشد لأن حرب المجموعات الصغيرة ما زالت في البداية.

لكن لا معهد التخنيون ولا القتل اليومي لقيادات وعناصر الفصائل المقاتلة أنهى أيا من الظواهر بقدر ما عمقها وزادها قوة.

خاتمة

ستجد إسرائيل نفسها في المستقبل غير البعيد أمام مأزقها الإستراتيجي، مأزق وجودها كدولة تشكلت على أنقاض شعب، ونتيجة استمرارها في العدوان أمام أمة كل فرد فيها هو جيش مصغر.

وهذا ما تواجهه الآن مع حزب الله، ولن تعود إسرائيل تشكل الرافعة البرجية المركزية التي تتحكم برفع دائرة العنف وإنزالها من وإلى أرض الواقع كما تشاء ومتى تشاء وكيفما تشاء.

ولن تنفعها كل ترسانتها النووية ولا ترسانتها التكنولوجية ولا كل ما تعتقده من احتضان غربي.

ستجد نفسها أمام استحقاق واحد إما إبادة أمة بكاملها وهذا ما لا يمكن أن يتحقق لها، وإما التراجع عن غطرستها والاعتراف بأن زمنها قد انتهى وأنه لا خيار أمامها سوى الاعتراف بالحقوق التي اغتصبتها وإعادة هذه الحقوق إلى أصحابها.

فقد تهزم دولا وجيوشا، ولكنها باستمرارها في العدوان ستطلق طاقة أمة تزخر بالجيوش الصغيرة.
__________________
كاتب فلسطيني
المصدر: الجزيرة

07-28-2006, 10:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الكندي غير متصل
ليس التلاسن مع الرعاع فكر ولا حرية
*****

المشاركات: 1,739
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #30
حرب بلا منتصر ..
وهذا أيضا مقال يتحدث عن الجهات التي تحاول توظيف الصراع في لبنان لخدمة حسابات إقليمية

--

دخول الأسبوع الثالث للعدوان.. تقدير موقف

منير شفيق

من يدقق في الموقف الأميركي مع احتدام حرب العدوان على لبنان، ومن قبله ومعه، حرب العدوان على قطاع غزة ونابلس وجنين ورام الله يكشف الدوافع الحقيقية لهذه الحرب.

فإدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش تصرفت منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه الطائرات الإسرائيلية لتضرب في لبنان، باعتبارها شريكا مع الحكومة الإسرائيلية متماهيا فيها إلى حد يجعلهما واحدا.

ومن يستمع إلى المندوب الأميركي جون بولتون في هيئة الأمم المتحدة يجده أكثر إسرائيلية من المندوب الإسرائيلي نفسه في مجلس الأمن.

فقرار الحرب الراهنة في قطاع غزة وفي لبنان هو بالتأكيد قرار إسرائيلي/أميركي، والممارسة العملية الإسرائيلية متفق عليها مع الإدارة الأميركية، وهي مغطاة من قبلها.

ولم يظهر حتى الآن تحفظ أميركي واحد على اتجاهات القصف بما في ذلك تلك التي تعرضت للجيش اللبناني، العنوان الأول للدولة، أو التي ضربت قوافل الدواء.

بل الأغرب أن البوارج الأميركية التي حملت أميركيين من بيروت إلى لارنكا (قبرص) سمحت للبحرية الإسرائيلية أن تصعد إليها في عرض البحر لتفتش هويات ركابها.

هذا وتتكشف كل أبعاد قرار حرب العدوان المزدوج على فلسطين ولبنان حين تعلن كوندوليزا رايس أن الشرق الأوسط مقبل على تغيير جذري نتيجة لتلك الحرب، وأن من غير المسموح به أن يعود الوضع في المنطقة إلى ما كان عليه قبلها.

وأكد الرئيس الأميركي هذا الهدف وقرر إرسال كوندوليزا رايس في ظل استمرار القصف والتهديد بالتصعيد والتوسيع، لوضع أسس هذا التغيير، قبل أن يفكر بوقف إطلاق النار لأن وقف إطلاق النار من وجهة النظر الأميركية مرتبط بتحقيق ذلك الهدف.

وهذا يعني أن القول إن عمليتي "الوهم المتبدد" و"الوعد الصادق" وأسر الجنود الثلاثة هما سبب اندلاع تلك الحرب كان خداعا من جانب أميركا وإسرائيل، وكان إما سذاجة مشحونة بالوهم وحسن النية بالمقاصد الأميركية/الإسرائيلية، وإما هروبا من تحمل مسؤولية مناصرة الشعبين المعتدى عليهما.

هذه الحرب لم تنطلق نتيجة ردة فعل لعمل "مغامر" أو استفزازي، ولا حتى انتقامي، أو استعادة لهيبة الجيش التي هزت هزا، وإنما كانت معدة، أو مطبوخة، قرارا واستعدادا، بانتظار اللحظة المناسبة من أجل تحقيق هدف إقامة نظام "الشرق الأوسط الجديد"، بما يتعدى حدود فلسطين ولبنان، وسوريا وإيران، كما يفهم من تصريحات كوندوليزا رايس، فهي الحرب التي تتخذ تغيير الشرق الأوسط كله هدفا إستراتيجيا لها.


بالطبع الهدف الإستراتيجي المذكور يجب أن يجزأ، ويوضع على مراحل، وينتقل خطوة خطوة، ضغوطا أو حربا، من بلد إلى الآخر، أي من العراق إلى فلسطين إلى لبنان، إلى إيران، مرورا بسوريا ثم بقية الدول العربية.

المواقف الأميركية الصريحة بتعطيل أي قرار لوقف إطلاق النار قبل أن تحقق حرب العدوان هدفها، ثم ربط وقف إطلاق النار لا بنزع سلاح حزب الله فقط، بل باعتبار ذلك جزءا من تغيير خريطة الشرق الأوسط الجديد، وربطه بذلك الهدف مباشرة.

ويلحظ هنا تصريح جورج دبليو بوش الذي قال فيه إن نزع سلاح حزب الله من شأنه إضعاف الموقف الإيراني وجعله أكثر تقبلا للتخلي عن برنامجه النووي.

هذا التصريح الأخير يكشف من الذي حمل أجندة إقليمية في الصراع الذي دخل مرحلة إعلان الحرب من جانب إسرائيل، هل هي حماس وحزب الله أم الإستراتيجية الأميركية/الإسرائيلية؟

وتتأكد هذه الحقيقة من خلال الضغط الأميركي على سوريا لتغير مواقفها وسياستها حتى تصبح من بين الدول "الساعية إلى الاستقرار" في المنطقة، أي الدخول في المشروع الأميركي/الإسرائيلي للشرق الأوسط الكبير.

فالحرب من وجهة النظر الأميركية تستهدف تغيير السياسة السورية لإدراجها في مشروع الشرق الأوسط الكبير عموما، وفي عملية إضعاف الموقف الإيراني راهنا. وهذا الإضعاف يراد له أن يكون عسكريا إن لم يؤت ثماره سياسيا.


ومن هنا تأتي التصريحات الأميركية مع احتدام حرب العدوان على لبنان، لتنسف نهائيا كل الأوهام والمقولات والادعاءات التي فسرت إعلان الحرب على فلسطين ولبنان بأسر الجنود الثلاثة، أو اتهام عمليتي "الوهم المتبدد" و"الوعد الصادق" بأنهما تنفذان أجندة سورية/إيرانية.

على أن الوضع حتى اليوم الرابع عشر من بداية الحرب على لبنان أو على الأصح "حرب الشرق الأوسط الجديد" قد اتسم بالتطورات الرئيسية التالية إلى جانب ما تقدم من كشف للأهداف الأميركية/الإسرائيلية الحقيقية في هذا العدوان المزدوج:

فمن الجهة العسكرية لم يُنجز القصف الجوي الإسرائيلي غير هدم الجسور وتقطيع الطرقات وتهديد تنقل السيارات والشاحنات في لبنان كله، وغير تهديم البيوت السكنية في الضاحية الجنوبية من بيروت وفي عدد من القرى والمدن الجنوبية، مما أسفر عن ضحايا من المدنيين زادوا على أربعمائة شهيد وأكثر من ألف جريح، فضلا عن مئات الألوف من المهجرين والحبل على الجرار إلى أن توقف الحرب. وبكلم هذه المرحلة كانت بمعظمها حربا على لبنان كله وليس على حزب الله فقط.

أما على مستوى مواقع إطلاق صواريخ حزب الله أو قيادته وكوادره ومقاتليه فقد تبين، كما كشف السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن الجيش الإسرائيلي في عماء شبه كامل، ولم ينجز ما يمكن أن يعتد به.

فإمكانات إطلاق الصواريخ لم تتأثر حتى الآن، والأهم أن وجود القوات المقاتلة على الخطوط الأمامية للجبهة حوفظ عليه، وفاجأ محاولات الاختراق البري حيث أوقع قتلى وجرحى بالسرايا المهاجمة وبدباباتها (ما بين ثلاث وعشر دبابات).

هذا فضلا عن إثبات قدرة حزب الله وجماهيره على الصمود، ثم استيعابه للهجوم، ثم انتقاله للمبادرة وإنجازه بعض المفاجآت.

هذا ما أكده لقاء السيد حسن نصر الله مع قناة الجزيرة في 20/7/2006 كما تصريحاته اللاحقة، ويؤكده الواقع على الأرض، الأمر الذي يعتبر من الناحية العسكرية والحرب النفسية فشلا حتى الآن للخطة الإسرائيلية.

وهذا ما قد يفرض على قيادة العمليات العسكرية الإسرائيلية (والأميركية) اتخاذ قرار الاجتياح البري وتحقيق مكاسب على الأرض اللبنانية أو التوسع في القصف واستهداف المدنيين اللبنانيين أكثر فأكثر مما قد يصعّد من مستوى الرد الصاروخي لحزب الله.

بل إن تحرك كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية باتجاه المنطقة يعبر عن محاولات تحقيق مكاسب سياسية من دول المنطقة لا يستحقها العدوان ومستوى "إنجازاته" على الأرض.

ومن ثم فهي زيارة مكللة بالفشل، وإن جرّت إلى جانبها قوى عربية أو دولية خائفة من نتائج فشل العدوان..

وهذا الفشل سيكون فشلا مزدوجا في لبنان وفلسطين، خصوصا إذا فشلت مبادرة إطلاق الأسير الإسرائيلي في قطاع غزة، خاصة أنها مبادرة تعتمد على وعود فلسطينية ومصرية مستندة إلى وعود من جانب رئيس "الشاباك".

وتلك الوعود سوف تكرر ما حدث في اتفاق "جنين/المهد" الذي أجهض انتصارا فلسطينيا استنادا إلى وعود إسرائيلية وأميركية لم تحقق غير سحب لجنة التحقيق الدولية التي كانت -لو استمرت- ستعرض قادة عسكريين إسرائيليين، بمن فيهم موفاز قائد الجيش، في حينه 2002، إلى تهمة ارتكاب جرائم حرب.

ولهذا فإن الصبر في فلسطين ولبنان، فيما مؤشرات فشل العدوان تلوح في الأفق، ومن ثم رفض الاعتماد على وعود زائفة ومخادعة، يشكل شرطا في إفشال العدوان بعد أن استنفد كل ما عنده أو يمكنه استخدامه في الميدان العسكري.

الأزمة التي يواجهها العدوان الإسرائيلي/الأميركي في فلسطين ولبنان لا تقتصر على صمود الشعبين ومقاومتهما فحسب، وإنما راحت تمتد أيضا على مستوى ردود الأفعال الشعبية العربية والإسلامية والرأي العام العالمي، وفي مقدمته الرأي العام الأوروبي، وإلى حد أقل الأميركي.

إن الصمود الشعبي والقدرة على البقاء ومواصلة المقاومة من جهة، والولوغ في دماء المدنيين والتوسع في التدمير إسرائيليا من جهة ثانية، يشكلان مع الوقت (بعد مضي أسبوعين مثلا) عاملين هامين في إثارة الرأي العام والإنسان العادي عربيا وإسلاميا وعالميا.

وهو أمر لا يستطيع المخطط الاستراتيجي في أية دولة ألا يحسب حسابه مهما تظاهر بإدارة الظهر له، أو نكران وجوده، لأن الغضب هنا يدب دبيبا خفيض الصوت بادئ الأمر ليصبح خطرا هادرا في ما بعد وعلى المديين المتوسط والبعيد كذلك.

هذا ما يفسر ما أخذ يحدث، وسيحدث من تغيير في المواقف الرسمية العربية والإسلامية مع أواخر الأسبوع الثاني للحرب من دون أن تحقق أهدافها العسكرية والسياسية.

والأهم سرعة تفكك الإجماع الدولي الذي بدأ في بطرسبيرغ من قبل مجموعة الدول الثماني، فإيطاليا وإسبانيا أصبحتا تطالبان بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك الصين.

أما فرنسا فقد دخلت في تناقض مع الموقف الأميركي حول استمرار الحرب بعد اقترابها من الأسبوع الثالث وبعد أن ألحقت دمارا بالبنى التحتية واستفحلت في قتل المدنيين والاعتداء على الجيش أي على الدولة اللبنانية.

لكن فرنسا لا تريد أن تسحب القدم الثانية التي تحافظ على سياسة التوافق مع أميركا، مما جعل دعوتها لهدنة إنسانية فورية مترددة وقد هبط بها إلى مستوى فتح خط آمن بين قبرص ولبنان لإيصال المساعدات الإنسانية.

صحيح أن الموقف الفرنسي ابتعد نسبيا عن الموقف الأميركي إلا أنه يؤشر إلى انحدار الموقف الأميركي نحو العزلة. وقد أثبت مؤتمر روما -بالرغم من فشله نتيجة الضغط الأميركي في إعلان وقف فوري لإطلاق النار- أن الموقف الأميركي معزول وشاذ في تماهيه بالموقف الإسرائيلي.

وهذا يجب أن ينظر إليه على أنه في غير مصلحة العدوان عكس ما كان عليه في قمة مجموعة الثماني في بطرسبيرغ، لاسيما حين يتراكم فوق ما أشير إليه من تغيير في مواقف عدد من الدول باتجاه الضغط من أجل وقف إطلاق النار بلا شروط لتبدأ العملية السياسية بعد ذلك، مما يعني فشل العدوان.

وبدهي أن التقدير الدقيق للموقف يتطلب ملاحظة اتجاه تطور الأحداث حتى لو كان بطيئا، كميا وجزئيا لاسيما حين يتم التغيير في ظل حرب مستعرة.

هذا التقدير للموقف أساسي في إدارة الصراع، والصمود من جانب القيادات المعنية فلسطينيا ولبنانيا وعربيا في ظروف اختلال ميزان القوى العسكري، لأن كسب المعركة في ظل هذا الاختلال يتطلب أن تحسب أدق المتغيرات واتجاهها العام من أجل كسب المعركة ضد العدوان الإسرائيلي/ الأميركي، ومن ثم توقع فشله.

من هنا يمكن القول إن المشكل من العدوان من الناحية العسكرية فلسطينيا ولبنانيا أصبح مسألة وقت لفرض التراجع عليه، ما دامت جبهته الدولية آخذة بالتصدع، وما دام الموقف الجماهيري العربي والإسلامي والعالم الثالثي كالرأي العام الغربي متجها إلى شجبه واستنكاره، وأيضا إلى التعبير عن الغضب الشديد.

وذلك ما سيزعج مؤيدي إسرائيل في الغرب، مما سيزيد الضغوط على الرأي العام الإسرائيلي الداخلي والقيادات الإسرائيلية.

بيد أن المشكل الخطر الذي يواجه الخروج بنصر ضد العدوان في فلسطين ولبنان يتمثل فلسطينيا في مشروع تسليم الجندي الإسرائيلي الأسير مقابل وعود جوفاء تجهض ذلك النصر (حتى لو كان جزئيا) وينقذ العدوان من الفشل، ويقدم له مكاسب مجانية.

أما المشكل الخطير لبنانيا فيتمثل في مشروع ربط وقف إطلاق النار بإرسال قوات دولية إلى الجنوب، لأن ذلك سينقذ العدوان من الفشل ويقدم له مكاسب مجانية، وينقل الصراع إلى الداخل اللبناني.

على أن نقطة الضعف الداخلية التي تسمح لهذين المشكلين بأن يهددا الوضع كله آتية من ضعف مواقف بعض الدول العربية المؤثرة فلسطينيا ولبنانيا وضعف مواقف بعض القوى الفلسطينية واللبنانية إزاء ضغوطها. والخطر يتسع حين يسارع هؤلاء إلى دعم المشروعين المذكورين على حساب ما تحقق من صمود وقدم من تضحيات.

ومن ثم فإن المطلوب من الجميع هو فرض وقف إطلاق النار بلا قيد ولا شرط، مع ترك الجنود الأسرى للتبادل على "نار هادئة". وهذه حاجة فلسطينية من الدرجة الأولى لأن لديها حوالي عشرة آلاف سجين. ومن ثم لكل حادث حديث.
__________________
كاتب فلسطيني
المصدر: الجزيرة

07-28-2006, 11:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  العمل المسلح .. الأهداف والجدوي .. منتصر الزيات skeptic 1 752 02-25-2007, 11:43 AM
آخر رد: skeptic

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS