فاق وزير الخارجية القطري ، صاحب نظرية الانبطاح والتوسل المشهورة ، من سباته مؤخرا لكي يسجل موقفا عنا له انه يستحق ، فجمع له المذيع المميز محمد كريشان - الذي يلتقي بالمفكر المصري محمد حسنين هيكل - ليجري لقاءا معه ، عبر أثير القناة التابعة لدولته .

في هذا الوقت ، ولبنان يتعرض لسحق وتدمير من قوة همجية ، في ظل مباركة أمريكية ودولية ، وصمت عربي - ليس بغريب - ، فان أي تحرك يقوم به أي مسئول عربي رسمي لا يندد بهذا الاعتداء ، ولا يطالب واشنطن بان تتحلى ببعض الخجل ، وتكف عن مساندة العدوان ، سيكون غير شريف ، وعبثي .

لكن الدولة الصغيرة ذات مساحة ( الشبر في الشبر ) لها رأي آخر ، وسبب آخر لهذا التصريح العظيم والجلل الذي سوف يلقيه صاحب نظرية التوسل والانبطاح ، فسوف يسجل فيه موقفا !، لكنه ليس ضد أمريكا ولا إسرائيل ! ، بل موقف يدل إن الصغير لا يفكر ولا يقول إلا لما يحقق صغارة ودناءة نفس ، بحجمه ! .

من المعلوم انه منذ العام 95 ، وبعد إن عق الابن أباه ، وانقلب عليه ، فان هذه الدولة الصغرى مسكونة بهاجس : خالف تُعرف !.. وضد السعودية ستكون المخالفة دائمة ، فكل ما تفعله السعودية تفعل قطر عكسه تماما ، وأحيانا مخالفتها لتسجيل الاعتراض - فقط - ، أو المعارضة بهدف المعارضة ، وهي بذلك تذكرني بسعيد صالح في مسرحية ( العيال كبرت ) في موقفه من مقترحات المرحوم احمد زكي ! .. النتيجة لهذه المعارضة المضحكة ، إن قطر جمعت متناقضات لا تجتمع ! ، ففي وقت ما ، تحالفت مع العراق أيام حكم الرئيس صدام حسين ، وفي الوقت - ذاته - تحالفت مع إيران عدو صدام حسين ! ، وحتى تُحرج السعودية لدى أمريكا ، خالقة وسيلة ضغط لواشنطن ضدها - من اجل التطبيع مع اسرائيل - بنت قطر علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل ، وعقدت معها اتفاقات اقتصادية لتزويد تل أبيب بالغاز ، وفي أكثر من مرة التقى الوزير ( ألانبطاحي ) بمسئولين إسرائيليين ، و عندما يدافع عن نفسه يصرح انه أفضل ممن يلتقي مع الإسرائيليين سرا ! ، لكنه - بالنسبة له - فهو شفاف وواضح ! ولا يوجد ما يخفيه ! ولأن وجهه لا يحمل ذرة خجل فسوف يلتقي معهم علنا ! ، مبتسما معهم ، وضاحكا لهم ! ، ولو كان بالموازاة مع ذلك دماء أبرياء تزهق على ارض عربية قريبة منه ! ، وكل ذلك نكاية بالسعودية لخلق وسيلة ضغط ضدها لإجبارها على التطبيع مع إسرائيل ! .

أيضا يوجد متناقض آخر في قطر ، فهي تضم - على صغرها - اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم ، قاعدة السيلية ، يوجد فيها اكبر مخزن للأسلحة الأميركية في العالم ، و يجتمع بها أيضا قناة الجزيرة ذات الاتجاه شبه القومي ، والتي تُتهم بأنها مخترقة من قبل جماعة الإخوان المسلمين !.

عندما كان عبد الرحمن الراشد رئيسا لتحرير جريدة الشرق الأوسط كتب - ولسبب مدفوع له - مقالا مهاجما فيه بعض أفراد أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر على بعض المباذل التي يقترفونها في الغرب ! ، لعل الراشد قد نال تقريعا ، وأخذ دشا ساخنا من الأمراء - أسياده - المسئولين عنه ، ملاك صحيفته التي يرأس تحريرها ، فما حدث بعد ذلك هو قيام رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية بكتابة مقال رد على الراشد ، ذكر فيه كل روائح أمراء الأسرة السعودية التي تزكم الأنوف ، والمخجلة ، ولم يُبقي شيئا لم يقله ، ولم يسكت عن شئ ، راجيا من الراشد مواصلة المواجهة ! ، وسرعة الرد عليه ، ذلك أنه يعلم إن الراشد لن يفعل ، فبيت الراشد قصر من زجاج من تلك النوعية التي أنتقدها - في لحظة غباء وتهور - .

وهكذا فعلت قطر باستمرار مع السعودية ، فهي رفضت الوساطة السعودية بينها وبين البحرين في الاختلاف على جزر ( حوار ) المتنازع عليها ، والوساطة كانت مستمرة منذ زمن طويل ، ثم قبلت بتحكيم محكمة العدل الدولية في هذا الشأن ، ورضيت بذلك الحكم ، في وقت وجيز !، رغم إن ذلك الحكم مشابه لما قالت به الوساطة السعودية ! .

وزير الخارجية القطري ، صاحب النظرية المشهورة ، له دائما لقاءات عبر القناة المملوكة لدولته يظهر فيها بمظهر وزير الخارجية لدولة عظمى يبيع مثاليات على الجميع ، محللا ، وراصدا للوضع ، ذاكرا بطولات دولته الصغرى !، مع ميله التام - دائما - لتسجيل موقف ضد السعودية منتقدا إياها ، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة !... و في لقاءاه الأخير لم يختلف - أبدا - عن عادته المعهودة تلك ، واللقاء يأتي في هذه الظروف المؤلمة !، لكنه لم يدين العدوان الصهيوني بقوة ، ولم يقف موقفا مشرفا ضد اسرائيل بقطع كل علاقاته - التي لا يستحي ان تكون علنية معها - ، بل هدفه الأول والأخير إن يسجل موقفا ضد السعودية ومصر والاردن ، مستغربا ومندهشا من تغطيتهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان - حسب ما المح له - ، افا ليس الأجدى به إن يعلن وقفة شرف بأن يوقف علاقاته - التي لا يخجل منها - مع أصدقائه الإسرائيليين ، في هذه المرحلة على الأقل ! ..
وهكذا فان الصغير لا يبقى إلا صغير- وان علا - ، ليسجل موقفا صغيرا ، يدل كم هو مسكين ، ومريض !.

قال الناس بالناس والقطة بالنفاس ..

فهمت شي؟ :)

(f)

مرة أخرى يا بريق : لماذا على لبنان الصغير أن يدفع منفردا ثمن مواقف عربية كتلك ؟
ولماذا على العرب - كبيرهم وصغيرهم - أن يحملوا لبنان تبعية خلافاتهم ؟!

اتسع الفتق على الراتق ..

(f)

اقتباس:  الكندي   كتب/كتبت  
قال الناس بالناس والقطة بالنفاس ..

فهمت شي؟ :)

(f)

لا :(


(f)

اقتباس:  حسان المعري   كتب/كتبت  
مرة أخرى يا بريق : لماذا على لبنان الصغير أن يدفع منفردا ثمن مواقف عربية كتلك ؟
(f)

هذا قدر لبنان - ما لم تتفق طوائفه فيما بينها - ، وهذه عادة العرب الذين يحتجون بالتوقيت السيئ للحروب التي لم تبُلغ لهم !، وكأنهم سيدخلونها لو بُلغت لهم ! .

(f)

لماذا تتخوف السعودية من الدور القطري في المنطقة؟


بقلم: أحمد غراب

الرياض منزعجة من دور سياسي واقتصادي واعلامي للدوحة لا يتوقف عن احراجها.

ميدل ايست اونلاين
باتت دولة قطر تشكل معادلة خليجية صعبة لا يمكن تجاوزها بسهولة الامر الذي يثير غيظ شقيقتها السعودية باعتبار الدوحة اصبحت تلعب دورا هاما وبارزا على الصعيد السياسي والاعلامي في المنطقة وتاريخ العلاقات الخليجية الخليجية يؤكد ان الرياض ترى دائما في الدور القطري محاولة للتفرد والتميز بغض النظر عن معطيات التاريخ والجغرافيا ومصالح القوى الإقليمية الكبرى في المنطقة. فالرياض لا تحبّذُ أن تتفرد الدوحة بمسارها السياسي وتنتهج طريقا مخالفا للهوى السعودي. ويمكن قراءة ذلك من خلال القراءة الخاصة لكل من الرياض من جهة والدوحة من الجهة المقابلة فيما يخص العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان.

ولعل عنصر الخلاف الاساسي والدائم بين الرياض والدوحة هو ان السعودية تسعى دائما الى ان تكون العملاق الخليجي المتفرد باعتبارها اكبر الدول الخليجية واكثرها ثراء، الامر الذي يوجب من وجهة نظرها التي تعبر عنها من خلال مواقفها في ان تكون بقية الدول الخليجية في حالة تبعية لها سياسيا واقتصاديا واعلاميا. واستطاعت الرياض الى حد ما تطبيق هذه القاعدة مع جميع الدول الخليجية باستثناء قطر التي استطاعت ان تنافس السعودية لتصبح رقما صعبا في المنطقة الخليجية. بل ان دور الدوحة بات يتفوق في كثير من الاحيان على دور الرياض.

ومن خلال المعطيات السابقة جاءت ازمة لبنان لتجعل قطر متصدرة بموقفها الفريد خليجيا والذي لا يماشي التيار السعودي. وقد تلاسنت السعودية وقطر رسميا عبر القنوات الفضائية حول الازمة اللبنانية والعلاقات مع اسرائيل، وانتقد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قطر لعدم استشارتها الدول العربية قبل اقامة علاقات تجارية مع اسرائيل. وكان الفيصل يرد علي انتقادات من وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي كان انتقد مشاركة عدة دول عربية، بينها السعودية، في اجتماع روما حول لبنان بدون تشاور مع باقي الدول العربية، واكد الوزير القطري صحة ما يزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من ان بعض الدول العربية والاسلامية تتصل باسرائيل وتشجعها علي الاستمرار في الحرب ضد حزب الله. ورفض الوزير القطري ان يحدد ما اذا كانت تلك الدول خليجية، في ما اعتبر تلميحا الي السعودية التي كانت ادانت حزب الله في بداية العدوان. كما اصدر عالم دين سعودي فتوى بتحريم دعم حزب الله. واشار الوزير الى ان قطر بعكس بعض الدول العربية الاخرى لا تقيم علاقات سرية مع اسرائيل، واكد استعداد قطر لقطع العلاقات مع اسرائيل في اطار اجراء عربي موحد يشمل الجميع. واعتبر مراقبون ان الامير سعود الفيصل كان يرد على اتهام قطر غير المباشر بالاتصال بإسرائيل وتشجيعها على الاستمرار بالحرب، وليس على مشاركتها في اجتماع روما.

وفي محاولة لتلافي الاحراج الذي تسبب به الموقف القطري ازاء لبنان امام الموقف السعودي الذي لم يكن متوقعا، سعت السعودية الى معايرة قطر بعلاقاتها مع اسرائيل بالاضافة الى الحديث عن معلومات تفيد عن نقل القنابل الذكية الى اسرائيل، تم عبر قطر الامر الذي نفاه وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، حيث نقلت صحيفة الوطن السعودية ان تقارير بريطانية أكدت أن الشحنات العسكرية الأميركية ذهبت إلى إسرائيل من مكانين مختلفين هما مخازن وزارة الدفاع في الولايات المتحدة وقاعدة السيلية الأمريكية في قطر. وفيما تفاخر رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه ولاول مرة في التاريخ تقف دول عربية الى جانب اسرائيل في حربها ضد دولة عربية، استطاعت قطر ان تتفرد عن الموقف الخليجي من خلال اظهار موقفها الداعم للمواجهة مع اسرائيل في ظل جرائمها البشعة.

وتبدو الخلافات الحالية بين السعودية وقطر مختلفة اشد الاختلاف عن السابقة. ويمكن ادراك ذلك من خلال قراءة تاريخية لذلك حيث كان الخلاف بين قطر والسعودية حول منطقة "دوحة سلوى" جنوب قطر، هو نزاع بدأ منذ 1965م وتوصل فيه الطرفان إلى تفاهم عينت بموجبه الحدود البرية والبحرية بين البلدين، وقُسمت منطقة النزاع "دوحة سلوى" مناصفةً بينهما، وأصبح "جبل نخش" تابع لقطر، في مقابل بقاء هجرتي السكك وأنباك للسعودية، إضافةً إلى حصولها على اعتراف قطري بتبعية خور العديد لها. وعاد الخلاف للظهور في عام 1992م، بسبب عدم تثبيت الخط الحدودي الجديد على الأرض، ووقعت بعض المناوشات الحدودية المؤسفة تأزمت خلالها العلاقات بين البلدين، وقامت مصر بجهود وساطة ناجحة أدَّت إلى مفاوضات بين الطرفين تمخضت عنها تسوية مقبولة، وقامت شركة فرنسية متخصصة بترسيم الحدود بين البلدين في 1996م، ووقعت اتفاقية تسوية نهائية بين البلدين في 21 مارس/اذار 2001م.

قطر اليوم مصدر ازعاج سياسي واعلامي للسعودية، ولكن يبدو على الرياض ان تتأقلم مع هذه الحقيقة.


أحمد غراب

كاتب يمني

قطر هي مجرد وسيلة ضغط ، وابتزاز امريكية ضد السعودية ، هذا هدف ما تقوم به من دور ! ..
وهي تتخذ مواقف مخالفة للسعودية فقط ، بهدف المخالفة !، فهذا كل همها ، الأول والاخيرا !، فلو وقفت السعودية مع حزب الله لوقفت قطر في الجهة المقابلة !، مع العقلانية وعدم المغامرات غير المحسوبة ، للضغط عليها ، فشعارها فقط خالف السعودية :).

قطر وسيلة ضغط وابتزاز امريكية ضد السعودية ! .

[quote]
واشار الوزير ان قطر بعكس بعض الدول العربية الاخرى لا تقيم علاقات سرية مع اسرائيل، واكد استعداد قطر لقطع العلاقات مع اسرائيل في اطار اجراء عربي موحد يشمل الجميع.

قطر ليست لها إي حدود مع إسرائيل ، وليست دولة مواجهة ، ولا يوجد لها إي دافع يدفعها لتقوم بعمل أي علاقات مع إسرائيل فما الذي يجعلها تقيم هذه العلاقات مع هذه الدولة - المبغوضة - وهي غير مجبرة على ذلك ؟! ..

كما ان قطر ليست لها إي اتفاقات سلام ملزمة لها ، مثل مصر والأردن ، التي تتعذران بهذه الاتفاقات لعدم قطعهما العلاقات مع هذه الدولة الصهيونية ، فما الذي يجبر قطر على الإصرار على الاستمرار في تلك العلاقات الغير ملزمة لها ، ولبغير مجبرة عليها ، في اثناء كل وضع تظهر فيه إسرائيل وحشيتها ؟! .. ولماذا تريد إن تلزم بعض الإطراف التي اختارت أنظمتها اتفاقات مع إسرائيل - بحجة السلام معها - ، وقطر ليست في مثل وضعهم حتى تتشرط عليهم بذلك الشرط الغريب ، والوقح في نفس الوقت ! ..

فإذا كان الوزير القطري لديه دلائل عن إن هناك دول عربية تتصل سرا بإسرائيل ، فهذا ، أولا : ليس عذر لكي يقوم هو بعلاقات مباشرة وعلنية معها ... وثانيا : لماذا لا يُعلن الوزير القطري أسماء هذه الدول حتى تكون في موقف ضغط من قبل شعوبها ويحرجها ، هذا إذا ما علمنا انه يكرر هذه الاسطوانة المشروخة في كل لقاء ، وفي كل مرة يدافع فيها عن موقف بلاده ! ..
إعلان أسماء هذه الدول المتصلة مع إسرائيل سرا هو خير خطوة يقوم بها الوزير القطري بدلا من إن يقوم بتقليدها علنا !..

لكن الوزير القطري له هدف واضح ، ولا يخفى على مدقق ، فهو لا يصرح بأسماء هذه الدول حتى يبقى الأمر مبهما ، وغامضا ، ليفكر المتلقي لكلامه في أكثر من طرف ، وجهة ، وخاصة الجهة التي يستدفها دائما ، فهذا هو الهدف الحقيقي للوزير القطري ، وهو بالتالي قد لا يكون بالضرورة صادق في كلامه ! .

ذكرت وكالة الأنباء القطرية ان وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني تلقى، أمس، اتصالا هاتفيا من نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني، بحثا خلاله <آخر التطورات اللبنانية الإسرائيلية>.
وقال الشيخ حمد لقناة <الجزيرة> ان وفد الجامعة العربية الذي توجه الى نيويورك بهدف تغيير مشروع القرار حول لبنان <لن يلقى آذانا صاغية لدى الجانبين الاميركي والاوروبي الا اذا كانت هناك رسائل
واضحة من الدول العربية المحورية بأن هذا هو الموقف>. معتبرا ان <هناك كيلا بمكيالين في القرارات الدولية. تركوا اسرائيل تكمل على اساس انها تجهز على المقاومة اللبنانية>. اضاف الشيخ حمد، وهو احد اعضاء الوفد الذي توجه الى نيويورك، ان <جزءا من المشكلة كان في الموقف العربي. بعض الدول (العربية) كانت مؤيدة لانهاء المهمة. لنتكلم بصراحة. الان، بما ان المهمة لم تنته، نحمد الله صار هناك تراجع، الان الكلام عن موقف عربي مختلف>. (ا ش ا، ا ف ب)

المصدر :
http://www.assafir.com/iso/today/front/948.html