اختزال معاني الحياة .. بإيحاءات جنسيّة ..
تحية..
زكريا تامر..حسنا لدي شيء اقوله حوله, و سأحاول أن أعتصر شيئا فيما يخص القصة المنشورة هنا, قبل ذلك أحب أن أقول أن مخاصمة كاتبك المفضل ,فيها معاقبة للذات و تحمل أثارا "ضارة" بالمعاقب أكثر مما تحملة للمعاقب "بفتح القاف", و أجد أن فيها شيئا من التعامل التجاري , مثلا كالذي يدخن نوعا من السجائر ثم فجأة أقلع عنه ليدخن نوعا آخر بحجة أن طعم النوع الأول لا يحمل "جديدا",من دون أن يدري ذلك المدخن الفالح أن تشابه طعم سجائر النوع الواحد تجبر المدخن على الإصرار عليه, لا أعرف أن كان مثالي موفقا و مشابها لحالة مخاصمة كاتب,فالكتابه أجناس و الكتاب أذواق و أهواء.
بالفعل زكريا تامر "يشبه نفسه" , و يبدو أنه لا يستطيع إلا أن يفعل, جملته من النوع الذي يخطر ببالك , و يتردد في ذهنك كثيرا, و عندما تقرأ حدثا مهما كان غريبا, يخيل أليك أن هذا الحدث قد وقع معك أو سمعت به من قبل أو ربما شاهدته في حلم ما, تبقى القفلة هي التي تثير الدهشة أو السخرية , يسخر من أجلها النص كله , و هو رهان مغامر , لأنه يجب أن يبذل جهدا "أدبيا" مضاعفا ليجبر القارىء على البقاء الى أن يصل الى القفلة , و ربما يندفع أحيانا تحت تأثير "الفراغ الأدبي" الى تقصير النص بشدة ليصل بسرعة الى "آخر موقف".
أحببت أن أهدي صديقا كتابا بمناسبة معرض للكتاب ,أستعرضت الأغلفة الملونة و المعروضة "بوقاحة" أمامي , ثم أستعرضت "عقل صديقي",وجدت أن مجموعة لزكريا تامر قد تكون جيدة و ربما يشكرني عليها,أشتريت مجموعة بعنوان "سنضحك", و أنا بصراحة شخص أحب أن اضحك, و إذا لم أجد شيئا يضحكني "أتضاحك", لأبقى في "المود",طبعا أردت أن أقرأ الكتاب قبل أن أهديه لصديقي لأمارس عليه "قمعي الثقافي" و أوضح له الأبعاد الأدبيه و الفكرية في مجموعة أسمها أضحك كتبها شخص يحمل الجنسية السورية أسمه زكريا تامر.
طبعا ضحك علي "زكريا تامر", فلم يكن في القصة ما يدعو الى الضحك, و كانت دعوته "فالصو", مجموعة سنضحك "مقطعات", قصيرة أطولها لا يتجاوز مائتين و خمسين كلمة , يخلط فيها الكاتب "الدبس بالطحينة" و يقدمة على أنه معكرونه , عندما تتذوقه يترك في فمك طعم الزيت المغشوش , يخيل لي أن مجموعة سنضحك مكتوبة بنفس مترف غير عابىء بالقارىء وصل الكاتب قبل أن يكتبه الى مرحلة أمن بنفسه و قدرته و ظن أن على من يقرأ أن يبذل جهدا ليفهم كل أفكاره حتى غير الواضحة منها.
و مع ذلك سأقرأ كل ما يصل تحت يدي من أنتاج زكريا تامر فأنا متحيز للكاتب السوري , لسبب لا أعرفه , و أحب أن أوضح أنه تحيز "للقراءة فقط", و ليس تحيزا للفكرة أو النص , المهم أن مجموعة سنضحك مازالت عندي و ما زلت ابحث عن طريقه لأهديها لذاك الصديق , يزورني مستعجلا , يقضي وطرا بعجالته و يلم نفسه المبعثرة في أرجاء الغرفة و يختفي , لا يترك أثرا أو عطرا كما تقول القصص و لكنه يترك طعما في الحلق كطعم الزيت المغشوش.
هنا في هذه القصة التي لا تحمل عنوانا, لا أعرف ماذا كان يدور في خلد زكريا و هو يكتب , لكن أعرف ماذا دار في مخيلتي و أنا اقرأ, سأكتبه لك و لا أريدك أن تأخذه "كدراسة" خذه كرد فعل قارىء لا أكثر, رأيت نفسي أمام فاجعة تمثل مقتل حدث صغير في السن , حيث نعتقد أننا لا نستطيع إن نسيطر على خزان "الإنفعالات" الحزينة من الإنفلات أمام مثل هذه المأسأه , و لكن التحريض "الميكانيكي", الذي يمثله أحتكاك الرجل بمرأة "أجنبيه", يجبر السائل الحزين على التوقف مفسحا المجال لسائل لذيذ ممتع أن يتفق , ثم عند هذه اللحظة يغير زكريا من أتجاهه , ليقول بأن ليس كل "إحتكاك" ميكانيكي يمكن أن ينال مثل هذا النجاح, قيتوجب على الأجساد المحتكة أن تكون قد خاضت التجربة لأول مرة و عندها فقط يمكن للغرائز أن تتغلب على الإنفعالات.
مودتي
|